تزداد الأوضاع في قطاع غزة سوءا يوما بعد يوم، وبعيدا عن الحصار والضربات العسكرية يواجه سكان القطاع يواجه سكان القطاع الموت جوعا، نتيجة لفشل المجتمع الدولي في ركام إسرائيل بالسماح إلى إدخال المساعدات.

وتعمل مجموعة كبيرة من الدول ومن بينها مصر على حث المجتمع الدولي، لمساعدة سكان غزة المحاصرين، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية لهم، خاصة أن إسرائيل تنتهك القوانين الدولية في هذا الشأن.

مفاوضات مكثفة للتوصل لاتفاق

وفشل مجلس الأمن مرارا وتكرارا على إتخاذ موقف حازم وتفعيل القانون الدولي وركام إسرائيل على السماح لأكثر من 2 مليون مواطن، داخل غزة بتمكنهم من المساعدات والخدمات بعد أن حاصرتهم إسرائيل وقطعت عنهم كل شئ.

وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة، على مبادرة مخففة لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة "لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية".

جاء ذلك بعد أسبوع من تأجيل التصويت ومفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق ومحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو).

لماذا عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر لفترة جديدة؟.. أزمة غزة ترد الحرب تتجاوز غزة.. هل يحدث ما حذر منه السيسي الدول الداعمة لإسرائيل؟

ووسط غضب عالمي إزاء ارتفاع عدد القتلى في غزة على مدى 11 أسبوعا من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت للسماح للمجلس المكون من 15 عضوا بتبني قرار صاغته الإمارات العربية المتحدة.

وفي هذا الإطار، اعتبر أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الجمعة برقم ٢٧٢٢ والذي دعا إلى هدنه وممرات إنسانية ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة- قد جاء متأخراً وانه لازال بعيداً عن المطلوب تحقيقه وهو وقف اطلاق نار كامل في القطاع.

إنقاذ البشر من كارثة 

وقال الأمين العام أن القرار هو محاولة لمنع مجاعة في القطاع، وإنقاذ البشر وبخاصة النساء والأطفال، من وضع كارثي، إلا أنه ليس كافياً لوقف  آلة الاعتداء الإسرائيلية خاصة أنه لا يتضمن وقفاً لإطلاق النار.

وأضاف الأمين العام أن القرار جاء بعد مماطلة وتسويف نزولاً على رغبة إسرائيل،  مشدداً علي  أن المطلوب ليس فقط إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وإنما بالأساس حماية المدنيين من القصف المُستمر، وتحقيق وقف مُستدام لإطلاق النار، والبدء مباشرة في عملية إغاثية كبري تشمل مئات الآلاف الذين صاروا يفتقدون للحد الأدنى من المقومات الضرورية للحياة.

غزة تحتضر ومجلس الأمن الدولي يواصل فشله.. تطورات 78 يوما من الصراع تحرك مصري جديد لدعم فلسطين.. وهذا مضمون لقاء السيسي وكاتالين نوڤاك

واختتم أبو الغيط تصريحه مشيراً الي أن كل خطوة لتخفيف معاناة المدنيين في غزة هي خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن معالجة الكارثة الإنسانية لا تكون بإجراءات جزئية، أو مسكنات لامتصاص غضب الرأي العام العالمي على ما يجري في غزة.

وحذرت الأمم المتحدة من حدوث كارثة مجاعة في غزة تحت وابل الحصار الإسرائيلي ومنع إمداد سكان القطاع بالطعام إلا بمستويات بسيطة.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن عدد الفلسطينيين بقطاع غزة الذين يواجهون جوعا كارثياً يبلغ 4 أضعاف من يواجهون ظروفا مماثلة بالعالم.

الحاجة الملحة للتدخل الدولي

وقبل ذلك، ووفق شبكة سي إن بي سي الأمريكية، قال تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" أو ما يُعرف بـ"IPC"، إن هناك خطر من المجاعة في غزة، وهو خطر يتزايد كل يوم مع استمرار الوضع وتفاقمه.

وقال المكتب في تقريره إن "تكثيف الأعمال العدائية، وزيادة انخفاض فرص الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية والمساعدات المنقذة للحياة، والتركز الشديد أو عزل الناس في ملاجئ غير ملائمة أو مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية هي عوامل رئيسية تساهم في زيادة هذا الخطر".

وقالت المنظمة المدعومة من الأمم المتحدة إن سوء التغذية الحاد والوفيات غير المرتبطة بالصدمات ربما لم تتجاوز عتبة المجاعة بعد، لكنها حذرت من أن "هذه عادة ما تكون نتائج الفجوات الطويلة والشديدة في استهلاك الغذاء"، وأضافت أن الأعمال العدائية - بما في ذلك القصف والعمليات البرية وحصار جميع سكان غزة - تسببت بالفعل في مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء القطاع.

في الوضع المزري الذي يتكشف في جنوب غزة، أفادت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، أن نسبة مذهلة تبلغ 93٪ من الأسر النازحة في المنطقة تعاني من "استهلاك غير كاف للغذاء"، مما يسلط الضوء على خطورة الأزمة الإنسانية.

ووفقا لما نشرته الجارديان، قالت الأونروا إن "الناس يائسون، والجوع يطارد الجميع"، وهي ترسم صورة قاتمة للتحديات التي يواجهها السكان في جنوب غزة. وتواجه المنطقة عواقب الصراع والنزوح ومحدودية الوصول إلى الموارد الأساسية.

نقص الغذاء مشكلة حرجة 

ومع استمرار القيود على المعابر الحدودية إلى غزة وعدم تمكن سوى كميات صغيرة من المساعدات من الوصول إلى المنطقة المحاصرة، فقد برز نقص الغذاء كمشكلة حرجة ومتصاعدة. وكشفت الأمم المتحدة، في بيان صدر مؤخرا، أنه خلال السبعين يوما الماضية، وصل 10% فقط من الغذاء الضروري لسكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى القطاع.

ويؤكد الوضع الحاجة الملحة للتدخل الدولي وزيادة الجهود لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المتضررين. وتساهم تداعيات عدم كفاية الإمدادات الغذائية في تفاقم الأزمة، حيث تواجه الأسر صعوبات هائلة.

ورغم كل التحديات تحاول مصر إدخال أكبر قدر المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث قال  رياض منصور مندوب فلسطين بالأمم المتحدة خلال كلمة له، يوم الجمعة الماضي، أمام مجلس الأمن: "شاحنات المساعدات الإنسانية متكدسة على الجانب المصري لمعبر رفح، ومصر تحاول إدخال أكبر قدر المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وأضاف مندوب فلسطين: "التعنت الإسرائيلي متواصل في الحد من إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، وهنا قصة لطفلة تدعى دنيا وهي اختصار لما يجري بغزة فهي فقدت كل عائلتها وبترت ساقها واستشهدت بعد قصف الاحتلال أحد المشافي".

والجدير بالذكر، أن رحبت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس الجمعة، بإنشاء آلية أممية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المأساوية في القطاع، وتعيين منسق أممي رفيع المستوى لتسهيل دخول وتنسيق ومراقبة والتحقق من المساعدات داخل القطاع.

قرار القمة العربية الإسلامية 

واعتبرت مصر اعتماد قرار مجلس الأمن يوم الجمعة ٢٢ ديسمبر الجاري، خطوة هامة وإيجابية على مسار التخفيف من حدة المعاناة الإنسانية التي تطال المدنيين الفلسطينيين ومنظومة الخدمات الأساسية في القطاع، إلا أنها خطوة غير كافية لكون القرار لم يتضمن المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار باعتباره الضمانة لتوفير البيئة المواتية لتنفيذ مجمل بنود القرار، والسبيل الوحيد لوقف نزيف الدماء في غزة.

وأوضح البيان أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن يأتي تنفيذاً لقرار القمة العربية الإسلامية الأخيرة التي طالبت بكسر الحصار على قطاع غزة، حيث طالب بفتح الممرات المختلفة للنفاذ الإنساني إلى القطاع، وإنشاء آلية لمراقبة شحنات المساعدات تحت رعاية الأمم المتحدة لتخطي العراقيل التي وضعتها إسرائيل على دخول المساعدات، ورفض كافة محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، ويطالب بضرورة احترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وعدم تعريض حياة المدنيين للخطر والامتناع عن استهدافهم أو استهداف المساعدات الإنسانية.

وجددت مصر التأكيد على استمرارها في العمل الوثيق مع الأطراف الدولية الداعمة للسلام، من أجل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار يحافظ على أرواح المدنيين الفلسطينيين، ويخفف من وطأة الأزمة الإنسانية على سكان القطاع، ومن أجل إعادة إطلاق عملية سلام جادة وحقيقية تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ في إطار رؤية حل الدولتين.

والدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن قرار مجلس الأمن ليس له قيمة، والآلية الأممية موجود حاليا لتوزيع المساعدات لأن الأمم المتحدة هي التي تقوم باستلام المساعدات وتوزيعها على أهالي غزة.

وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل تمنع وصول المساعدات إلى شمال غزة وهو الجزء الذي ينتشر به المجاعة ونقص كبير في المواد الغذائية والطبية.

وأشار الرقب، إلى أن الإشادات الدولية حول دور مصر في إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة أصبحت واضحة للعالم، فلم يقتصر الدور المصري على الجانب الإنساني فقط بل أيضا على المستوى السياسي وخفض التصعيد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة إسرائيل مصر أحمد أبو الغيط برنامج الأغذية العالمي المساعدات الانسانية معبر رفح الإمدادات الغذائية المساعدات الإنسانیة إدخال المساعدات الأمم المتحدة لإطلاق النار سکان القطاع مجلس الأمن فی القطاع أن القرار قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة

زعمت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، بأن "حركة حماس ترفض تقديم قائمة المحتجزين الأحياء والأموات الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، وسيتم تبادلهم مع أسرى فلسطينيين، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين".

وأضافت الهيئة نقلاً عن مصادر، أن الحركة تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف المحادثات وعادت لتطالب بإنهاء الحرب.

إقرأ أيضاً: الإعلام العبري: مفاوضات غزة لم تنهار وتفاهمات بشأن فيلادلفيا ونتساريم

وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلًا عن قيادي في حركة حماس، بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيقضي بوقف الحرب تدريجيًا والانسحاب الإسرائيلي من غزة.

وأضاف القيادي بحركة حماس، أن اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي بصفقة جادة لتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف دائم للحرب، ومن الممكن أن يرى اتفاق وقف إطلاق النار النور قبل نهاية العام الجاري، إذا لم يعطله رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .

وأشار إلى أن هناك بعض النقاط العالقة في مفاوضات وقف إطلاق النار لكنها لا تعطل التوصل لاتفاق، مضيفًا أنه تم الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وأكدت قناة كان العبرية نقلاً عن مصادر مطلعة على مفاوضات صفقة الأسرى، أن المفاوضات لم تنهار، وأن عودة الوفد الإسرائيلي كانت بهدف اتخاذ قرارات في إسرائيل بشأن كيفية المضي قدمًا في المفاوضات.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد، مساء أمس، عن عودة فريق المفاوضات الإسرائيلي الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى من الأجهزة الأمنية إلى تل أبيب، وذلك بعد أسبوع من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، المكثفة في قطر.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان صحفي، إن الوفد الذي يضم مسؤولين من جهاز الموساد والأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، يعود لـ"إجراء مشاورات داخلية في إسرائيل بشأن استكمال المفاوضات لإعادة الأسرى" المحتجزين في قطاع غزة.

وأشار مكتب نتنياهو إلى "أسبوع مهم من المفاوضات" في قطر، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: إسرائيل تعزز انتهاكاتها لوقف إطلاق النار في لبنان
  • إذا عاهد غدر.. كمال ماضي: خروقات إسرائيلية لوقف إطلاق النار بلبنان
  • إسرائيل تعود لـ"الألاعيب القذرة" لإفساد مفاوضات وقف إطلاق النار
  • الدكتور الهندي: مفاوضات الصفقة كانت جدية ونحن في مرحلة عض الأصابع
  • ‏حماس: إسرائيل وضعت شروطا جديدة مما أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • غارة جوية إسرائيلية على شرق لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار  
  • رتيبة النتشة: المجتمع الدولي لا يمتلك إرادة حقيقية لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بغزة
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • منع دخول المساعدات.. سلاح إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • إسرائيل تكثف استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة