بخطة من البرهان.. الجيش السوداني يسعى لاسترداد ولاية الجزيرة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
بعد إحكام قوات الدعم السريع سيطرتها عليها وانتشارها في مناطقها وقراها منذ بضعة أيام، يسعى الجيش السوداني لاسترداد عاصمة ولاية الجزيرة (ود مدني) وقراها المجاورة في وسط البلاد.
فقد ذكرت مصادر عسكرية “للعربية/الحدث”، أن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقيادات من الجيش وضعوا خطة لتحريك فرق من الجيش للدخول تدريجياً إلى الولاية إذ كان من المقرر البدء في تنفيذها بعد 48 ساعة من دخول قوات الدعم السريع إلى ود مدني، لكنها حسب المصادر تأخرت دون ذكر الأسباب وما زالت القوات التي تحركت من ولايتي سنار والقضارف على حدود الولاية.
وصفه بـ”الجبان”
كما أفادت مصادر عسكرية حضرت مخاطبة القائد العام للجيش بضباط ولاية البحر الأحمر، أن الفريق عبدالفتاح البرهان وصف قائد الفرقة الأولى في ود مدني بالجبان مُعلناً أنه سيتم تقديمه لمحاكمة عاجلة.
واستمعت لجنة تحقيق تم تشكيلها، لإفادات اللواء أحمد الطيب قائد الفرقة ورفعت تقريرها لقائد الجيش، كما شمل التحقيق جهات أخرى خارج الولاية أكدت أنها لم تصدر للرجل أي أوامر أو تعليمات بالانسحاب.
ومثل سقوط ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني مفاجأة كبيرة بين المدنيين والعسكريين والأوساط السياسية.
أهمية مدينة مدني
فمدينة “ود مدني” تمثل نقطة ومركز الوسط بين حاميات الجيش في السودان لأنها تربط بين منطقة النيل الأزرق العسكرية (سنجة، سنار، الدمازين) من ناحية الجنوب الشرقي، وبين منطقة النيل الأبيض (كوستي، ربك، الدويم، الجبلين) ومنها إلى غرب السودان (الأبيض، بابنوسة، الفاشر) وكذلك مع كادوقلي بجنوب كردفان.
وتتحكم ود مدني على طريق إمداد الجيش من الجهة الشرقية والذي يمتد بينها والقضارف وبينها وبورتسودان.
كما أنها تعتبر حالياً إحدى المدن الاستراتيجية نسبة لانتقال جزء مهم من المصالح الحكومية والبنوك والشركات والمصانع إليها فضلاً عن جزء آخر يتعلق أيضاً بالقوات المسلحة.
هذا، وتعتبر ولاية الجزيرة ككل شريان الإمداد الرئيسي للجيش بالعاصمة سواء بالمواد الغذائية أو سلع استراتيجية مثل القمح والذرة ومن ثم توزيعه لعدد من الولايات الأخرى.
سيطرة الدعم السريع على ود مدني منعطف حاسم في حرب السودان
نهب وسلب واغتصاب
وحسب مسؤول عسكري تحدث للعربية/الحدث فإن سيطرة قوات الدعم السريع على ود مدني أثر معنوياً على المواطنين ما جعل بعض الأعيان القبلية تجتمع مع بعضها خلال الأيام الماضية لتتفق أن تبلغ الدعم السريع أنها لا تعترض على وجودهم بشرط عدم ممارستهم النهب والسلب والاغتصاب وعدم الاعتداء على أي مواطن، وهو ما جعل البرهان يهاجم تلك الأعيان والقيادات القبلية في خطابه.
وتأتي محاولات الجيش استعادة ود مدني لأنها ستكون سبباً مباشراً لخروج عدد من الولايات من سيطرة الدولة، خاصة ولايات سنار والنيل الأزرق وبدرجة أقل النيل الأبيض.
كذلك فإن عدم استعادة مدني سيقطع الطريق الجنوبي للخرطوم ما يصعب الوضع الداخلي فيها.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ولایة الجزیرة الدعم السریع ود مدنی
إقرأ أيضاً:
بعد سيطرة الجيش السوداني عليها.. ماذا تعرف عن قاعدة الزرق؟
قاعدة الزرق، تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك تزامنًا مع أعلن قوات الجيش السوداني والقوات المشتركة من تحرير قاعدة الزرق الاستراتيجية، الواقعة على بُعد 120 كيلومترًا شمال مدينة الفاشر في شمال دارفور، في عملية نوعية مباغتة أكدت التنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية والعسكرية.
أهمية قاعدة الزرق الاستراتيجيةتقع القاعدة في منطقة وادي زُرق، التي تعد جزءًا من مناطق دار زغاوة، وتشكل نقطة ربط استراتيجي بين وادي هور وليبيا. بسبب موقعها الحيوي، استولى عليها قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عام 2017، وقام بتحويلها إلى مركز عمليات رئيسي لقواته.
تحركات مليشيا الدعم السريعحميدتي لم يكتفِ بتحويل القاعدة إلى معقل عسكري، بل قام بجلب مجموعات من قبيلة الرزيقات الآبالة واستوطنهم في المنطقة رغم معارضة زعيم قبيلة الرزيقات موسى هلال وعدد من أعيان القبيلة، ما أضاف أبعادًا اجتماعية وقبلية للتوترات في المنطقة.
الدور الأمني والعسكري في العمليةمصادر عسكرية أكدت أن تحرير القاعدة كان نتيجة تعاون وثيق بين جهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية، مما أسهم في تحقيق عنصر المفاجأة، وضمان نجاح العملية دون مقاومة تُذكر.
تأثير استراتيجي واسعيُعد تحرير القاعدة ضربة موجعة لمليشيا الدعم السريع، حيث يعوق التواصل والتمويل بين قوات حميدتي وليبيا، كما يؤمن ولايتي الشمالية ونهر النيل من أي تهديدات محتملة. وفي هذا السياق، صرح الكاتب الصحفي عثمان ميرغني أن السيطرة على الزرق تعني سقوط مشروع حكومة المنفى قبل تشكيلها، في إشارة إلى التحديات المتزايدة التي تواجه مليشيا الدعم السريع.
رسالة ميدانية قويةعملية تحرير قاعدة الزرق تؤكد تفوق القوات المسلحة السودانية في استعادة السيطرة على المواقع الحيوية، مما يعزز جهودها لإعادة الأمن والاستقرار إلى مناطق النزاع في دارفور.