القتال يستعر بشمال غزة.. وأمريكا وإسرائيل تعارضان وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
القاهرة/القدس المحتلة - رويترز
اشتبكت القوات الإسرائيلية مع مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم السبت في شمال قطاع غزة حيث تسعى لفرض سيطرتها الكاملة حتى تتمكن من التركيز على الجنوب.
جاء ذلك بعد يوم من إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا دعا فيه لزيادة المساعدات للقطاع الفلسطيني لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار.
وتصاعد دخان كثيف فوق مدينة جباليا بشمال القطاع التي تضم أيضا أكبر مخيم للاجئين في غزة. وأفاد سكان باستمرار الغارات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت داخل المدينة.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها تخوض قتالا مع القوات الإسرائيلية في المنطقة.
وأضافت أنها دمرت خمس دبابات إسرائيلية مما أدى لمقتل أو إصابة أفراد طواقمها بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق.
وتأكد استشهاد اكثر من 20 ألفا من سكان غزة خلال الصراع المستمر منذ 11 أسبوعا، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، ويُعتقد بأن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض. وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا.
وتقول إسرائيل إن 140 من جنودها قتلوا منذ أن شنت هجومها البري في 20 أكتوبر ردا على هجوم مسلحي حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة والعودة بهم إلى القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إنه أطلق طلقات خادعة في منطقة عيسى بمدينة غزة لاستدراج عشرات المسلحين إلى مبنى كان بمثابة مقر لحركة حماس في شمال القطاع.
وجاء في البيان "خلال نشاط العمليات المشتركة، وجهت القوات البرية والمخابراتية التابعة للجيش الإسرائيلي طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لضرب المبنى، والقضاء على الإرهابيين".
ونشر الجيش أيضا مقطعا مصورا قال إنه يظهر أنفاقا لحماس في منطقة عيسى. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من موقع أو وقت التصوير. وتتهم إسرائيل الحركة بحفر أنفاق وتأسيس منشآت عسكرية أخرى في المناطق التي يقطنها المدنيون لاستخدامهم دروعا بشرية وهو ما تنفيه حماس.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة إن قواته حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى في القطاع، مع التركيز على الجنوب.
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن 18 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب العشرات في غارة جوية على منزل في النصيرات بوسط قطاع غزة في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص هم صحفي في قناة الأقصى التابعة لحركة حماس واثنان من أقاربه.
ووفقا للجنة حماية الصحفيين، ارتفع بذلك عدد الصحفيين الذين قتلوا في الصراع إلى 99
وعبر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لمقتل مدنيين لكنه حمل مسؤولية ذلك لحركة حماس، ويقول الجيش إن إسرائيل لن تكون بمأمن إلا بعد القضاء على حماس.
ودوت صفارات الإنذار لتحذر من هجمات صاروخية محتملة من غزة في أنحاء جنوب إسرائيل اليوم السبت للمرة الأولى منذ نحو يومين.
* ’أين يجب أن نذهب؟’
لطالما حثت إسرائيل السكان على مغادرة المناطق الشمالية من غزة، لكن قواتها تقصف أيضا أهدافا في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي الصغير.
وقال زياد، وهو مسعف وأب لستة أطفال، لرويترز عبر الهاتف "أين يجب أن نذهب؟ لا يوجد مكان آمن". وأضاف "يطلبون من الناس التوجه إلى دير البلح (وسط مدينة غزة) حيث يقصفون ليل نهار".
وامتد الصراع إلى ما هو أبعد من قطاع غزة ليصل إلى أماكن منها البحر الأحمر حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة ردا على هجوم إسرائيل على الجيب الفلسطيني الذي تديره حماس.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري اليوم السبت إن سفينة تجارية تابعة لإسرائيل تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في بحر العرب قبالة الساحل الغربي للهند مما أدى إلى نشوب حريق.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية اليوم عن البريجادير جنرال محمد رضا نقدي مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية قوله إن البحر المتوسط قد يُغلق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب "جرائم" في غزة، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.
وبعد أيام من الجدل لتجنب التهديد الأمريكي باستخدام حق النقض (فيتو)، أصدر مجلس الأمن أمس الجمعة قرارا يحث على اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية "بشكل آمن ودون عوائق وعلى نطاق أوسع... وتهيئة الظروف لوقف مستدام" للقتال.
وتم تخفيف نبرة القرار مقارنة بالمسودات السابقة التي دعت إلى إنهاء فوري للحرب المستمرة منذ 11 أسبوعا وتخفيف سيطرة إسرائيل على توصيل المساعدات، مما مهد الطريق أمام التصويت. وامتنعت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، عن التصويت.
وقال جلعاد إردان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة إنه كان ينبغي لمجلس الأمن أن يركز أكثر على تحرير الأسرى وإن التركيز على "آليات المساعدة" ليس ضروريا لأن إسرائيل تسمح "بتسليم المساعدات على المستوى المطلوب".
وانقسمت حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية حول هذا الإجراء إذ قالت الأولى إنه "غير كاف" لتلبية احتياجات القطاع المنكوب ويتحدى الدعوات الدولية لإنهاء "العدوان الإسرائيلي"، في حين رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالقرار ووصفته بأنه "خطوة نحو إنهاء العدوان وتأمين وصول المساعدات وحماية أبناء شعبنا".
وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على حماس، وقف إطلاق النار معتبرتين أن ذلك سيسمح للجماعة الإسلامية بإعادة تنظيم صفوفها وتسليحها.
لكن انتقادات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تصاعدت بسبب زيادة عدد القتلى والأزمة الإنسانية التي تفاقمت مع استمرار إسرائيل في هجومها البري والجوي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الیوم السبت
إقرأ أيضاً:
بعد وقف إطلاق النار..عودة حماس إلى شوارع غزة تحرج نتانياهو
بعد أكثر من 15 شهراً قضوها في الأنفاق والتخفي لصد الجيش الاسرائيلي في الخطوط الامامية، ظهر مقاتلو حماس بالزي العسكري في شوارع قطاع غزة المدمر بعد ساعات من وقف اطلاق النار، في تحدٍ لوعيد إسرائيل بسحقهم.
وبينما كان العالم يتابع الأحد، تسليم ثلاث رهائن إسرائيليات للصليب الأحمر الدولي، ظهر العشرات من كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، ملثمين بلباسهم العسكري لتأمين تسليم الرهائن في ساحة السرايا رئيسية في مدينة غزة، حيث تجمع مئات المواطنين.وفي اليوم التالي، قال نائب وزير داخلية حكومة حماس في القطاع محمد أبو وطفة خلال جولة في شوارع مدينة غزة، إن سكان القطاع "يعيشون لحظة انتصار للحياة والإنسانية، قوات الشرطة جاهزة لحماية المواطن استكمالاً لجهد المقاومة وانتصار القسام والمقاومة، واستكمالاً للمشروع الوطني وإعادة الحياة".
لماذا وضع عناصر حماس طاولة وكرسيين أمام الحشود قبل تسليم الرهائن؟
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/gaIC8ThrW6
قضت إسرائيل على عدد من كبار قادة حماس، بينههم إسماعيل هنية وخليفته يحيى السنوار، وعلى عدد كبير من مقاتليها. والثلاثاء، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن الجيش قتل "نحو 20 ألف مقاتل من حماس".
لكن ميكلبيرغ يدعو إلى التأني في تقييم الوضع العام للحركة. ويقول: "لقد تعرضوا لأعنف عمليات القصف التي يمكن لمثل هذه المنظمة أن تتحمل على الإطلاق، ولا يزالون هناك، ويجندون، ترى على شاشة التلفزيون أنهم لا يزالون هناك، بأوشحتهم وأقنعتهم".
وبدوره يقول المسؤول في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية محمد شحادة إن إسرائيل استهدفت بشكل خاص الموظفين المدنيين، ورجال الشرطة، والوزراء، ضمن جهودها لتفكيك قدرة حماس على الحكم.
ويوضح أن "بقاء هؤلاء المسؤولين والقوات يمثل رمزاً للتحدي، ما يدل على أنهم لا يزالون يعملون رغم الهجوم".
ويضع أداء الحركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موقف حرج بعد تعهده بالقضاء عليها تماماً ووضع ذلك هدفاً للحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. حماس تستعرض قوتها في غزة: نحن "اليوم التالي" - موقع 24مع بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد، جاب مسلحون ملثمون، كانوا يستقلون شاحنات صغيرة بيضاء، شوارع غزة بينما كان أنصارهم يهتفون باسم الجناح العسكري لحماس.
ويرى المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط في شركة الاستشارات الأمنية لو بيك مايكل هورويتز أن حماس أرادت باستعراض قوتها نقل رسالة ردع لمنافسيها في غزة، ولتؤكد لإسرائيل أن "أي جولات إضافية من القتال لن تؤدي إلى أي مكان". ويضيف أن إفلات حماس من الهزيمة يعود "لسبب رئيسي واحد، وهو أن إسرائيل لم تحاول أن تستبدل حماس الكيان الحاكم في غزة"، مشدداً على أن رؤية نتانياهو الذي رفض مراراً أن يكون للسلطة الفلسطينية في رام الله، مقراً أي دور في قطاع غزة، و"التركيز فقط على الأمن تعني أن إسرائيل عالقة في دوامة تكرار نهجها غير الفعال".
وترى إيفا كولوريوتيس، المحللة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط، أن حماس احتفظت "بشعبية عارمة" في غزة، في حين "فشلت كل المحاولات لتوفير قاعدة شعبية للسلطة الفلسطينية، ورفض حكم حماس".
ويقول شحادة إن الدمار الذي خلفته الحرب أثار استياء مواطني قطاع، لكن الأراء متضاربة حول حركة حماس. ويضيف "الناس يشعرون أيضاً بالفخر، الناس تعرضوا للإذلال" ومشاهدة مقاتلي القسام يتحدون إسرائيل "مصدر فخر لهم".
ويضيف هورويتز أن الدمار في القطاع "مشابه لما رأيناه على نطاق واسع في معارك مماثلة أخرى، مثل معركة استعادة الموصل" في العراق من تنظيم داعش.
ويلخص ميكيلبيرغ أن الحرب الإسرائيلية "لم تعالج الأسباب الجذرية للنزاع"، وهو ما يتوافق مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن يكون وقف إطلاق النار "خطوة أولى" نحو تسوية سياسية طويلة الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين، ويضيف أنها الطريقة الوحيدة أمام اسرائيل "لإيجاد مساحة فاصلة بين حماس وبقية الشعب الفلسطيني".