جريدة الوطن:
2025-01-10@23:30:03 GMT

عن تباين التقديرات بين واشنطن ونتنياهو

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

عن تباين التقديرات بين واشنطن ونتنياهو

في سياق التطوُّرات على جبهة المواجهة العسكريَّة والسِّياسيَّة في فلسطين، وتحديدًا قِطاع غزَّة ومناطق شمال الضفَّة الغربيَّة في طولكرم وجنين وغيرهما، ومع استمرار الاستهداف المعادي للمَدنيِّين والأحياء السكنيَّة عَبْرَ القصف الهمجي باستخدام سلاح الجوِّ المُرعب الَّذي يُلقي كُلَّ يوم حمولاته من القنابل ذات الأوزان العالية على ما تبقَّى من بنى تحتية في قِطاع غزَّة، وعلى رؤوس البَشَر وعموم المَدنيِّين العُزَّل، يعتقد البعض، ويبالغ باعتقاده بأنَّ حالة من الافتراق بدأت تسود بَيْنَ نتنياهو والإدارة الأميركيَّة.

وفي التقدير، إنَّ ما يتمُّ تناوله عن تباينات أميركيَّة «إسرائيليَّة»، وتحديدًا بَيْنَ نتنياهو وإدارة بايدن، وهي تباينات في التقديرات، موجودة بالفعل، لكنَّها تكتيكيَّة في جوهرها الحقيقي، وليست جذريَّة أو مبدئيَّة، بالرغم من دفع واشنطن والإعلان المُتكرر عن تبنِّيها للحلِّ السِّياسي المعنون بما يُطلق عَلَيْه «حلّ الدولتَيْنِ» استنادًا للشرعيَّة الدوليَّة وقراراتها ذات الصِّلة. فالتباين في التقديرات لا يعني البتَّة الافتراق بَيْنَ واشنطن وتل أبيب. واشنطن ترى الآن، ضرورة النزول «الإسرائيلي» عن شجرة الحرب، والخروج «الإسرائيلي» من دوَّامة الحرب على القِطاع رويدًا رويدًا إلى مدى نهاية العام الجاري 2023؛ باعتبارها (أي الحرب) لَمْ تُعطِ نتائجها على صعيد كسر وتهجير مواطني القِطاع إلى سيناء المصريَّة وإحداث نكبة ثانية (ترانسفير) جديدة بحقِّ الشَّعب العربي الفلسطيني، بل أعطت فقط الدمار الشامل، وبروز حالة غير مسبوقة من التضامن العالَمي مع الشَّعب الفلسطيني من قِبل شعوب المعمورة قاطبة، حتَّى داخل الولايات المُتَّحدة الَّتي بدأت بالفعل تتململ في موقفٍ حرج أمام المُجتمع الدولي. وحتَّى داخل مجلس الأمن بمواجهة روسيا والصين الشَّعبيَّة. فالإدارة الأميركيَّة باتَت الآن أقرب إلى الرؤية الَّتي تقول بأنَّ العمليَّة العسكريَّة على القِطاع بدأت تعطي مفاعيل دوليَّة معاكسة لِمَا أرادته مِنْها. وخصوصًا مع تزايد أعداد الضحايا من المَدنيِّين، وفشل جيش نتنياهو في تحقيق حسم حقيقي، فضلًا عن رغبة واشنطن بالبحث بمشاريع استجدَّ طرحها من قِبلها بشأن مستقبل القِطاع. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الَّذي حضر وشارك في اجتماعات مجلس الحرب المُصغّر (الكابينيت) قبل نَحْوِ أسبوعَيْنِ، وتحديدًاً يوم الجمعة في الثامن من كانون الأوَّل/ديسمبر 2023، طلب إتمام العمليَّة العسكريَّة جنوب القِطاع (منطقة خان يونس) وفق فترة زمنيَّة محدودة لِيتمَّ بعد ذلك وقف الأعمال العسكريَّة، أي تحت سقفٍ زمني. يشار إلى أنَّ (كابينيت) الحرب يضمُّ نتنياهو ووزير الأمن يوآف جالانت، والوزير بيني جانتس، إلى جانب عضوَيْنِ استشاريَّيْنِ، هما وزير الشؤون الاستراتيجيَّة، رون ديرمر، وعضو الكنيست عن «المعسكر الوطني»، جادي آيزنكوت، ورئيس الموساد ديفيد برنياع. وقَدْ سرَّبت الصحافة «الإسرائيليَّة» وقناة (كان 12) العبريَّة، معلومات مفادها أنَّ هذا السقف لنهاية العام الجاري ٢٠٢٣. والمُهمُّ في الأمْرِ أنَّ الإدارة الأميركيَّة باتَتْ الآن أمام استحقاقاتٍ داخليَّة مُهمَّة لها علاقة بالانتخابات الرئاسيَّة بعد أقلَّ من عام، حيث بدأت طبول التحشيد الانتخابي تَدُقُّ بَيْنَ الحزبَيْنِ الديمقراطي والجمهوري، ولَمْ يَعُدِ التعويل على أصوات اللوبي اليهودي الصهيوني على درجة الأهمِّية الَّتي كان يحظى بها سابقًا. فالحرب العدوانيَّة على قِطاع غزَّة أعطت مفاعيلها من خلال تبدُّل الاصطفافات في المُجتمع الأميركي، مع التأثير المُتوقع للصوت الأميركي للأميركيِّين من أصلٍ عربي وعددهم يقارب العشرة ملايين، مضافًا لَهُمْ أصوات المُسلِمين الأميركيِّين، وهو ما يجعل من الصوت العربي والإسلامي في الانتخابات الأميركيَّة ذا شأن وأهمِّية في تقرير فوز المرشَّح الرئاسي الأعلى حضورًا في صناديق الاقتراع.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الق طاع

إقرأ أيضاً:

أرباح «سامسونج» أقل من التقديرات مع تفاقم مشاكل «الرقائق»

سول (رويترز) 
أصدرت سامسونج إليكترونيكس اليوم الأربعاء تقديراً لأرباح التشغيل في الربع الرابع، والذي جاء أقل من تقديرات المحللين بهامش كبير، إذ تخلفت عن منافستها إس.كيه هاينكس في توريد الرقائق عالية الجودة إلى إنفيديا.أكبر شركة لصناعة شرائح الذاكرة والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون في العالم قدرت أرباح التشغيل بنحو 6.5 تريليون وون (4.47 مليار دولار) للأشهر الثلاثة المنتهية في 31 ديسمبر، مقابل 7.7 تريليون وون قدرتها شركة سمارت إستيميت التابعة لمجموعة بورصات لندن.
وعلى الرغم من تسجيل أرباح التشغيل المتوقعة في الربع الرابع قفزة 131 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، فقد هوت 29 بالمئة عن الربع الثالث. 
وانخفضت أسهم سامسونج واحداً بالمئة في التعاملات المبكرة، في حين ارتفعت سوق كوريا الجنوبية الأوسع نطاقاً 0.1 بالمئة.وقالت سامسونج في بيان إن أرباح شرائح الذاكرة في الربع الرابع تضررت بسبب ارتفاع تكاليف البحث والتطوير والاستثمارات في القدرة التصنيعية لعمليات الرقائق المتقدمة، وفي ظل تباطؤ الطلب على شرائح الذاكرة التقليدية المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
وأضافت أن الأرباح انخفضت في أعمالها غير المرتبطة بشرائح الذاكرة، والتي تشمل تصنيع الرقائق التعاقدية وتصميم الرقائق المنطقية، بسبب انخفاض معدلات الاستخدام في مصانعها وارتفاع تكاليف البحث والتطوير.
وفيما يتعلق بأرباح أعمال الأجهزة، التي تشمل الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون والأجهزة المنزلية، قالت سامسونج إنها انخفضت بسبب التأثير المتلاشي لمبيعات نماذج الهواتف المحمولة الجديدة والمنافسة المتزايدة.
وكانت الشركة الكورية الجنوبية قدمت في أكتوبر اعتذاراً نادراً عن أدائها المخيب للآمال في الربع الثالث، وقالت إنها تحقق تقدماً في توريد شرائح الذكاء الاصطناعي إلى إنفيديا.
لكنها لم تقدم أي تحديث منذ ذلك الحين، وقال محللون إن التأخيرات في تزويد إنفيديا بشرائح عالية الجودة مستمرة في التأثير على أرباح سامسونج.

مقالات مشابهة

  • السيسي: الجهود المصرية لوقف الحرب في غزة بدأت منذ الـ 7 من أكتوبر
  • الرئيس السيسي: الجهود المصرية لوقف الحرب في غزة بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023
  • دراسة تكشف: حصيلة القتلى في غزة تتجاوز التقديرات الرسمية بنسبة 40%
  • غارات إسرائيلية واسعة على اليمن.. ونتنياهو يعلق
  • بلومبرج : حصيلة الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا بلغت 65 مليار دولار
  • واشنطن تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور  
  • حميدتي.. تاجر ذهب وزعيم مليشيا اتهمته واشنطن بـالإبادة الجماعية
  • أرباح «سامسونج» أقل من التقديرات مع تفاقم مشاكل «الرقائق»
  • مندوب فلسطين: عجز واشنطن عن تطبيق قرارها بوقف إطلاق النار في غزة مثير للسخرية
  • واشنطن تفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع السودانية والكيانات المرتبطة بها