وطاف الدكتور بن حبتور بالمعرض، واستمع من نائب وزير الثقافة،محمد حيدرة، إلى شرح عن محتويات المعرض ومضامينه التي تستهدف التعريف بأهمية المقاومة كفعل تحرر وطني يتطلب مساندته وتعزيز حضوره وتكريس فاعليته الثقافيته.

وألقى الدكتور بن حبتور كلمة بالمناسبة، عبّر في مستهلها عن الشكر لوزارة الثقافة ممثلة بالهيئة العامة للكتاب على إقامة هذه الفعالية، التي يحتفي بها العالم، ولكافة الشعراء و الأدباء و الكتاب و المفكرين الذين شاركوا فيها .

واثني على أعمال الفنانين والفنانات التشكيليين والشعراء الذين شاركوا في إحياء هذه المناسبة.

وأشار إلى أن اللغة العربية مرتبطة بتاريخ اليمنيين وإرثهم الحضاري والثقافي الذي ينبغي أن يحافظ عليه الجميع، مطالبا الجميع بالفخر والاعتزاز بلغتهم لغة القرآن الكريم، التي تتحدث بها الأمة العربية، و التي جذرها اللغة السبئية و الحميرية كما يقول المؤرخون و اللغويون .

وقال "لغتنا العربية هي من أجمل اللغات، وهي لغة حية وزاخرة بالكلمات و المصطلحات و المعاني ذات الجذوة الروحية والجمالية المكثفة والتي تفتقر لها كافة اللغات اليوم حول العالم، و يكفينا فخرا أن القرآن الكريم نزل باللغة العربية الذي كان له الفضل الكبير في حفظ لغتنا طيلة هذه القرون، ومقاومتها لكافة المؤامرات التي سعت لمحوها أو إضعافها ".

وأضاف "حينما تتراكم علينا الأحداث والهموم نستدعي التاريخ لكي يكون حاضرا بيننا ليشد من إزر هذا الشعب و مثقفيه الذين هم بمثابة الدينمو الذي يحرك ليس فقط عجلة الثقافة لوحدها بل وعجلة التاريخ ".

و تابع يقول " الكتابة الموثقة في صنعاء تعود إلى أكثر من ألف و أربعمائة عام، أي بالتوازي مع الرسالة النبوية، كجزء من معطياتنا كيمنيين قدمنا خلال هذا التاريخ مجموعة من العلماء و المفكرين والشعراء و أيضا قبل الإسلام، حيث كان لليمنيين حضورهم الكبير من خلال المعلقات، التي كانت تعلق على جدار الكعبة في العصر الجاهلي " .. مؤكدا أن الشعب اليمني ظلم كثيرا في التوثيق وإبراز هويته وثقافته ليس بسبب خارجي فحسب بل و داخلي من أهله وساساته وقادته.

وأوضح أن هذا الشعب المظلوم ينبغي ألا ينسى أدبائه و شعرائه و مفكريه.

وقال: فيما العالم يقف إكبارا وإجلالا لمؤرخ اليمن الهمداني الذي كتب كتاباته قبل الف و ثمانين عاما وغيره الكثير من المفكرين اليمنيين الذين انتجوا فكرا وثقافة بعضها حياتية وأخرى دينية نجد أننا كيمنيين أهملنا إرثهم الهام و المشرف و لم نحافظ عليه .

ومضى الدكتور بن حبتور قائلا "الحكومات وجميع المؤسسات والقادة السياسيين قصروا في إعطاء الثقافة والمفكرين والأدباء والشعراء حقهم في الاهتمام ورعاية إنتاجهم بما في ذلك الإرث الثقافي القديم برغم أن هذا النشاط هو من يخلد أرث الأمة و يحفظه للأجيال القادمة " .

وأردف:"هناك الآلاف المخطوطات لدى وزارة الثقافة و الدراسات والأطاريح للماجستير والدكتوراه اهملناها ولم نعطها الاهتمام الذي يليق وأهميتها التاريخية و العلمية و الجهد و الفكر الذي بذل في إعدادها " .

ونوه بأن الإرث القليل من الكتب العلمية والطبيعية الذي خلفه المسلمون في الأندلس والذي نجى من إحراق محاكم التفتيش، كان هو المصدر الذي أنتج الثقافة في عصر التنوير في أوروبا قبل خمسمائة سنة وساهم في التطور الذي شهدته بعد ذلك.

وأعرب عن الشكر لوزارة الثقافة ولدورها في الحفاظ على ثقافة الأمة، مبينا أن الشعوب الحية هي من تتباهي بمفكريها وأدبائها وشعرائها وإرثها الثقافي والإنساني.

وفي الفعالية، التي حضرها وزراء كل من الدولة لشئون مجلسي النواب و الشورى الدكتور علي ابو حليقة و الدكتور حميد المزجاجي و لشئون مخرجات الحوار الوطني و المصالحة الوطنية أحمد الحماطي و مدير مكتب رئيس الحكومة طه السفياني، ألقى رئيس الهيئة العامة للكتاب، عبدالرحمن مراد، كلمة أكد فيها أهمية إحياء اليوم العالمي للغة العربية باعتباره انتصارا لخصوصية وجمالية هذه اللغة، وانتصارا للقضية الكبرى قضية فلسطين؛ وهو في ذات الوقت انتصارا لهويتنا العربية.

وأضاف: العالم يحتفل في 18 ديسمبر من كل عام كيوم عالمي للغة العربية، ونحن في اليمن حاولنا ألا تفوتنا هذه المناسبة إلا ونحتفل بها كما يليق بها حتى وأن تأخرنا في إقامة الفعالية بضعة أيام.

وقال: احتفالنا بيوم اللغة العربية هو تأكيد على هويتنا وعلى ثقافة اللغة في حياة العرب ، وفي حياتنا كأمة تتعرض اليوم لهجمات شرسة ولحرب إبادة جماعية كما كانت في اليمن من خلال تحالف عشنا تفاصيل عدوانه كلها، كما يحدث الآن كحرب إبادة لشعبنا الحر في فلسطين وقطاع غزة.

وأشار إلى أن الإدارة الامريكية لا تعتمد على القوة الصلبة، ولكنها تعتمد على من ينوب عنها في إدارة الحروب والنزاعات في العالم، في الوقت الذي هي أكثر تجذرا في حربها ضد الهويات.

وقال: احتفالنا اليوم باللغة العربية هو تأكيد على أن اللغة ستظل حرة و فعل مقاومة لكل أشكال الاستبداد التي تمارسها الرأسمالية في العالم.

وأكد أن العدو الأمريكي يستهدف الأمة في هوياتها وفي ثقافتها، وهو ما يتطلب مقاومة ثقافية فاعلة وقوية قادرة على التصدي لهذا العدوان؛ وهنا تبرز اللغة العربية رأس حربة في هذا الفعل المقاوم.

فيما أكد أمين عام اللجنة الوطنية لليونسكو، أحمد الرباعي، أهمية اليوم العالمي للغة العربية، مستعرضا المراحل التي مرت بها اللغة حتى تم اعتمادها لغة رسمية في الأمم المتحدة .

وأشار الى أن للغة العربية يتحدث بها زهاء 400 مليون انسان في جميع ارجاء العالم، منوها بما تزخر به من تراث فريد، كما تعد حلقة وصل بين القارات تستمد تنوعها وسطوعها من تاريخها الطويل الممتد.

وأكد خصوصية اللغة العربية وما تتميز به عن اللغات، وما يتطلب عمله للحفاظ عليها وتطويرها وتعزيز حضورها الحضاري في العالم.

واستعرض ما مرت به اللغة عبر تاريخها والروافد التي شكلت عظمتها، وبخاصة من جهة الشعر، الذي مثل عاملا هاما في تطورها، من خلال أسماء عدد من الشعراء العرب عبر التاريخ.

وتضمنت الفعالية قراءات شعرية لكل من الشعراء: الحارث بن الفضل الشميري، وحسن المرتضى، ومجيب الرحمن هراش امطروا القاعة بوابل من القصائد المنتخبة ذات العلاقة بفلسطين وعظمة الفعل الذي تسطره المقاومة.

حضر الفعالية وكلاء وزارة الثقافة وعدد كبير من المثقفين والأدباء والمهتمين.

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: اللغة العربیة للغة العربیة بن حبتور

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة المنصورة يتلقي بطلاب جامعة "فيليكو تارنوفو "ببلغاريا ويزور مركز اللغة العربية

،قام الدكتور شريف خاطر بعقد لقاء مع عدد من طلاب جامعة «فيليكو تارنوفو»، الدارسين بكليات الجامعة في مختلف قطاعتها في العلوم الإنسانية والإجتماعية والطبيعية والتطبيقية.
و خلال اللقاء استعرض الدكتور شريف خاطر، أبرز نقاط التميز بجامعة المنصورة مشيرًا إلى كونها واحدة من أكبر الجامعات المصرية ذات السمعة العلمية المرموقة دوليا، والتصنيف الدولي المتقدم في أهم التصنيفات العالمية، وتهتم بملف التعاون الدولي بغرض البحث العلمي والتدريب وتعزيز تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب. 
كما عرض وصفا تفصيليا لموقع الجامعة ومساحتها التي تصل إلى 300 فدان، وحجم الطلاب بداخلها الذي يصل إلى 180 ألف طالب وطالبة بمرحلة البكالوريوس، و40 ألف بمرحلة الدراسات العليا، في داخل 18 كلية، وبها العديد من البرامج التعليمية المعتمدة دوليا، وكذلك حصولها على الإعتماد المؤسسى، كأول جامعة مصرية تعتمد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والإعتماد بمصر، وحصول 10 من كلياتها علي الإعتماد المحلي والدولي، وأيضا دخول مركز الحفريات الفقارية فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية لامتلاكه أصغر حفرية للحيتان القديمة، كما أن لديها قطاع طبي يضم 13 مستشفى ومركز طبي متخصص، له سمعة ومكانة مرموقة محليا وعالميا، تم اعتماده من قبل المجلس العربى للاختصاصات الطبية التابع لمجلس وزراء الصحة العرب، للحصول على البورد العربي في مختلف التخصصات الإكلينيكية والطبية.
كما أكد على أن جامعة المنصورة أحدي الجامعات المصرية الأساسية الشريكة في برنامج الايراسموس Erasmus  لتمويل التبادل لمؤسسات التعليم العالي "طلاب وأعضاء هيئة تدريس"، وتحسين جودة التعليم العالي وتعزيز العلاقات بين المؤسسات الأكاديمية، حيث تستقبل جامعة المنصورة عشرات من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الأوروبية الشريكة بالبرنامج سنويًا للتدريب، كذلك تبادل المنح قصيرة المدي لطلاب المرحلة الجامعية، وطلاب الماجستير والدكتوراه "قضاء فصل دراسي"، ولأعضاء هيئة التدريس" للتدريب أو للتدريس " بجامعات الدول التابعة للإتحاد الأوروبي.

ثم ألقى الدكتور كريم عبد الغني مدرس التاريخ بجامعة المنصورة، بإلقاء محاضرة عن العلاقات بين البلدين في العصور الوسطى، وعرضا عن تاريخ دير «القديسة دميانة» فى بلقاس بمحافظة الدقهلية، والذي  يعد واحدًا من أقدم أديرة العالم للرهبنة النسائية، حيث أُنشئ فى القرن الرابع الميلادي حين جاءت الملكة هيلانة والدة الأمبراطور قسطنطين العظيم إلى براري بلقاس، وشيدت مقبرة خاصة بالقديسة دميانة.

ثم أعقب ذلك زيارة تفقدية لمركز تعليم اللغة العربية بالجامعة، وذلك في إطار السير نحو تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي مع مركز "تعليم العربية للناطقين بغيرها" بجامعة المنصورة في الفترة المقبلة، حيث يعد مركز تعليم اللغة العربية بجامعة «فيليكو تارنوفو» من المراكز الرائدة في دول الاتحاد الأوربي في بناء القدرات والتأهيل التربوي في مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها، وذلك من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج والأنشطة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، التي من شأنها تقديم الخبرة الفنية والمشورة الأكاديمية، وتطوير المناهج، ودعم البحث العلمي.

استمراراً لبرنامج زيارة وفد جامعة المنصورة بدولة بلغاريا a776049a-f3b5-40f6-9b8e-ba6c793f865e ac8890ce-2fbd-46da-b866-3c51466dfd5b b3868675-1ec3-44ab-bf49-fe54e8d120f5 b34cbad0-5c3c-4b27-91ec-ff073f67ce82 e0e5bb8a-9bc5-49c5-8822-59e98c00c1b0 b8490802-4ead-412c-802c-ca5f8ac8254b 55dad097-2c31-4635-9080-e0156a3543ba f17d95f4-6c56-406e-9101-ab26d494811d

مقالات مشابهة

  • مركز أبوظبي للغة العربية يشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب
  • وصول فُرق 17 دولة إلى الرياض للمشاركة في منافسات “تحدّي علاّم” لخدمة اللغة العربية
  • د. محمد سليم شوشة: استخدام الذكاء الاصطناعي في اللغة يُهدد الحضارة العربية
  • الثقافة العربية في مواجهة الذكاء الاصطناعي.. «فخ الحضارة»
  • أوقاف الفيوم: ختام دورة اللغة العربية للأئمة بالمركز الثقافي
  • أوقاف الفيوم تختتم فعاليات دورة اللغة العربية للأئمة
  • علي بن تميم في "الأسبوع العربي" باليونسكو: رحلة لاستعادة أمجاد اللغة العربية
  • رئيس جامعة المنصورة يلتقي بطلاب «فيليكو تارنوفو» ويزور مركز اللغة العربية
  • رئيس جامعة المنصورة يتلقي بطلاب جامعة "فيليكو تارنوفو "ببلغاريا ويزور مركز اللغة العربية
  • مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية