يجلس «السيد» وبرفقته مجموعة من الشباب في أرض زراعية خضراء، لا تصل عيناك لآخرها، ممسكًا بأعواد البصل الأخضر ليقلّمها بطريقة سريعة تحافظ على تماسك العود، ويربطها ببعضها في حزم صغيرة متراصة داخل وعاء بلاستيكي صغير.

مهمة يبدأها الشاب السيد محمد، ابن مركز القصاصين بمحافظة الإسماعيلية، يوميًا، يتربح منها «يومية» بحسب وصفه، والتي تصل إلى 400 جنيه، فيستيقظ السيد منذ الخامسة فجرًا ليتوجه بسيارة ربع نقل مع زملائه إلى منطقة الدواويس على طريق الإسماعيلية الصحراوي، ويستمر في عمله حتى عصر اليوم.

تنتشر مزارع البصل الأخضر في محافظة الإسماعيلية بشكل كبير في مراكز القصاصين وفايد والتل الكبير، وتمتد إلى مدينة الصالحية الحدودية مع محافظة الشرقية، ويقبل على استيراده عدد من الدول الأوروبية.

مهندس زراعي: تربة الإسماعيلية الأفضل إنتاجًا 

وقال المهندس أحمد حمد، المشرف على المنطقة الزراعية، إن طبيعة الأرض الزراعية في الإسماعيلية جعلتها الأكثر إنتاجا والأفضل بين محاصيل البصل التي يتم زراعتها في مصر، مشيرًا إلى أن الإسماعيلية ومحافظة الجيزة أفضل الأماكن لزراعة البصل الأخضر الذي تستورده دول العالم من مصر.

وأضاف «حمد»، أن الإسماعيلية تميزت على مدار السنوات الماضية في زراعة البصل الأخضر، وبعض المزارعين بدأوا زراعته قبل 14 عامًا تقريبًا، ومع تطور الزراعة تربعت الإسماعيلية على كميات الصادرات سنويًا بين المحاصيل الأخرى وزادت زراعته بشكل كبير.

حمد: العمال في الإسماعيلية خبرة كبيرة

وأشار «حمد» إلى أن عمال محافظة الإسماعيلية ممن يعملون في زراعة البصل وحصاده، اكتسبوا خبرة كبيرة على مدار السنوات الماضية مما سهل وسرّع من التصدير بشكل كبير.

واستكمل المشرف على المنطقة الزراعية: «نربط البصل بوزن محدد بطريقة معينة وصل إليها العامل المصري دون أي موازين، فأصبحت يده ميزانًا، يزن كل 6 بصلات بحيث لا تزيد على 150 جرامًا تقريبًا، ويربطها مع بعضها دون وضعها على الموازين، وهو ما يسهّل العمل يوميًا، ويؤدي لتعبئة أكبر كمية ممكنة».

محافظة الإسماعيلية: البصل الأخضر ضمن المحاصيل الأكثر إنتاجًا 

وقال اللواء شريف بشارة محافظ الإسماعيلية، إن البصل الأخضر يعد من المحاصيل الزراعية المهمة التي تنتجها المحافظة بشكل كبير على مدار السنوات الماضية، حيث تربعت على عرش الحاصلات التصديرية، التي تدر عملة صعبة لمصر بشكل سنوي.

وأضاف «بشارة» لـ«الوطن»، أن آخر إحصائيات تصدير لإنتاج الإسماعيلية من المحاصيل الزراعية منذ يناير وحتى شهر أكتوبر 2023، وصلت نحو 21.728 مليون طن من الخضراوات والفواكه والمحاصيل الحقلية، بقيمة 308.65 مليون دولار، يتصدرها البصل الأخضر.

وتابع «بشارة» أن شهر أكتوبر الماضي شهد ارتفاع الكميات المصدرة التي بلغت من الخضراوات 120 و171 طنا، بقيمة مالية تجاوزت 251 ألف دولار، كما بلغت كمية ما تم تصديره من الفاكهة 91,96 طن بقيمة مالية تجاوز 76 ألف دولار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البصل الأخضر محافظة الإسماعیلیة البصل الأخضر بشکل کبیر

إقرأ أيضاً:

بعد الأسراب.. بيض الجراد الصحراوي يهدد المحاصيل جنوبي ليبيا

يهدد غزو الجراد الصحراوي في جنوب ليبيا المحاصيل والنباتات في الواحات والمزارع في المنطقة التي تحاول إنقاذ محاصيلها بالرش المكثف، مما يزيد معاناة السكان والمزارعين.

ويعد الجراد الصحراوي من أخطر الآفات الزراعية في العالم، إذ يهاجم المحاصيل الزراعية جماعيا، ويستهلك كميات هائلة من النباتات. وتعاني ليبيا منه بشدة باعتبار أن مسارات هجرة هذه الحشرات تمر عبرها في أثناء انتقالها من مناطق الصحراء الكبرى إلى الأراضي الزراعية في شمال أفريقيا، مما يجعلها عرضة لانتشار هذا النوع من الآفات بشكل متكرر.

كما بعد "كائنا شرها" يستهلك ما يعادل وزنه يوميا. ويمكن لسرب واحد بمساحة كيلومتر مربع واحد أن يضم ما يصل إلى 80 مليون حشرة بالغة، مع قدرة على استهلاك كمية الطعام نفسها التي يستهلكها 35 ألف شخص في اليوم الواحد، بحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).

وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة طالب الأجهزة المعنية التابعة لوزارة الزراعة بتوحيد جهودها لمكافحة الآفات التي تتعرض لها المساحات المزروعة والثروة الحيوانية، وإعطائها الأولوية في البرامج التنموية المعدة كافة، موجها بتقديم الدعم اللازم للجنة الوطنية لمكافحة الجراد للقيام بدورها حمايةً للمحاصيل والأمن الغذائي.

إعلان مزارعون عاجزون

وفي تراغن، الواحة النائية في أقصى الجنوب، وبعد مرور أول أسراب الجراد الصحراوي، عبّر المزارعون عن معاناتهم وعجزهم.

وقال المزارع محمد أرحم جده لوكالة الصحافة الفرنسية: "أنا من المزارعين المتضررين من آفة الجراد. ظهر الجراد لدينا منذ أكثر من 25 يوما، وبعد مرور الأسراب، نعاني الآن من البيض وتفقيسه، الأمر الذي يضرنا أكثر من الجراد الذي جاء فترة وذهب. لكن آفة البيض هي الأكثر ضررا للزراعة".

وتضرر كثير من أصحاب الأراضي الزراعية في تراغن ومرزق، وهي واحة أخرى تبعد حوالى 900 كيلومتر جنوب طرابلس.

وكانت هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، حذرت من غزو أسراب الجراد لليبيا منذ بداية عام 2025، وهو ما يؤثر سلبا على إنتاج المحاصيل.

وضربت الآفة نفسها جنوب ليبيا عام 2012 عندما غزت أسراب من الجراد مدنا جنوبية مثل غدامس، على الحدود مع الجزائر، مما هدد الإنتاج الزراعي في المنطقة.

السلطات تحاول

لكن السلطات في المنطقة حشدت قدراتها في إطار "حملة وطنية" لمكافحة الجراد.

وقال المتحدث الرسمي للحملة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي المهدي محمد التارغي إن فرقهم تعمل على زيارة بعض المواقع الزراعية المعنية بانتشار هذه الحشرة.

وشرح أن الهدف الأساسي هو تتبّع الأطوار الحديثة وهي اليرقات، من خلال المعلومات الواردة من المواقع الزراعية والفرق المقيمة في تلك المواقع، بغرض حماية المزارعين من بيوض الجراد.

وفي صفحته على فيسبوك، أكد جهاز الشرطة الزراعية استمرار متابعة الجراد الصحراوي بوديان منطقة غات، وفي حملة مماثلة في بني وليد شمال غرب ليبيا، مشيرا إلى أنه وجد تكاثرا للجراد بشكل كبير، مما يشكل خطرا على الغطاء النباتي بهذه الأودية.

تهديد اقتصادي

ويشكل الجراد تهديدا كبيرا للاقتصاد الليبي، في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

إعلان

ويعتمد عديد من الليبيين على الزراعة بوصفها مصدرا رئيسيا للرزق، وقد يتسبب تدمير المحاصيل الزراعية في خسائر كبيرة لهم.

كما تساهم الزراعة في تأمين غذاء سكان البلاد، وأي تدمير في هذا القطاع يساهم بأزمة الأمن الغذائي.

يضاف إلى ذلك أن الجراد لا يكتفي بتدمير المحاصيل الزراعية فقط، بل يضر بالتنوع البيولوجي في المناطق الزراعية من خلال تهديد النباتات المحلية، مما يؤدي إلى فقدان بعض الأنواع النباتية التي تعتبر أساسية في النظام البيئي.

سرب من الجراد الصحراوي يستقر على شجرة في الأغواط الجزائرية بعد التهام المحاصيل (رويترز) خطر يسافر

ولا يعرف الجراد الصحراوي حدودا جغرافية. فتمتد تهديداته المتكررة إلى تونس والجزائر والمغرب. فهذه الحشرات تتحرك وفقا للرياح والرطوبة ووفرة الغذاء، مما يجعل المنطقة كلها عرضة لغزواته في أي وقت، خاصة خلال مواسم التكاثر أو بعد هطول أمطار غزيرة في مناطق صحراوية.

وبحكم امتدادها الكبير في الصحراء، تشكل الجزائر واحدة من المناطق الأكثر عرضة لتكاثر الجراد الصحراوي. فتُستخدم المناطق الصحراوية فيها أحيانا ممرا رئيسيا للأسراب القادمة من النيجر ومالي، خاصة خلال فصلي الشتاء والربيع.

وتواجه الجزائر صعوبات كبيرة في مراقبة التحركات المبكرة للجراد، خاصة في ولايات الجنوب مثل تمنراست وأدرار، حيث يصعب الوصول إلى بعض المناطق.

ورغم أن تونس أقل عُرضة نسبيا من الجزائر، فإنها لا تَسلم من خطر الجراد عندما تكون الظروف البيئية مواتية، خاصة في المناطق الجنوبية مثل تطاوين وقبلي ومدنين.

ويعاني المزارعون في الجنوب التونسي من صعوبة التنبؤ بموجات الجراد، التي قد تظهر فجأة وتُسبب دمارا كبيرا في المحاصيل الموسمية، خصوصا الحبوب والخضراوات.

كذلك يتأثر المغرب عندما تهاجر أسراب الجراد من موريتانيا ومالي، وتتسبب في تهديد مباشر للزراعة في المناطق القريبة من جبال الأطلس والصحراء.

إعلان

مقالات مشابهة

  • والي العيون: العالم الآخر يضغط لمقاطعة الانتخابات في الصحراء التي نبنيها دون السعي لنصبح قوة ضاربة
  • وزيرة التخطيط لـ «النواب»: نستهدف 5 مليارات دولار من صادرات الحاصلات الزراعية خلال العام الجديد
  • رئيس الجمعية العامة: يجب مكافحة العبودية الحديثة التي يرضخ لها 50 مليون شخص حول العالم
  • تعرف على توقيت مواجهتي الأخضر مع البحرين وأستراليا
  • أفضل طريقة لتخزين الثوم والبصل لأطول فترة ممكنة
  • ناشئو السعودية يتأهلون الى كأس العالم بكرة القدم
  • اللون الأخضر يتصدر صيحات الأحذية الرياضية لربيع وصيف 2025
  • بعد الأسراب.. بيض الجراد الصحراوي يهدد المحاصيل جنوبي ليبيا
  • الحج: 10.1 مليون تأشيرة عمرة خلال 10 أشهر وشهر شعبان يتصدر
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين الهجمات التي تعرّضت لها مخيمات النازحين حول مدينة الفاشر بالسودان