هل يسعى الاحتلال لحرب شاملة ضد حزب الله بالتوازي مع العدوان على غزة؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
تطرق وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة بشكل أكثر صراحة إلى احتمال شن هجوم واسع النطاق على حزب الله اللبناني، في وقت يكثف فيه الاحتلال من ضغطه على الجماعة اللبنانية في محاولة لفرض نفسه في الشمال، مستغلا الدعم الأميركي المتمثل في حاملتي طائرات نشرتهما قبالة سواحل لبنان في محاولة لردع حزب الله.
وتتصاعد المخاوف من عزم الاحتلال إلى فتح جبهة مشتعلة في الشمال على غرار عدوانه المتواصل على قطاع غزة، بعدما أخذ الخطاب ضد جنوب لبنان في "تل أبيب" منحى تصعيديا مع اقتراب دخول الحرب على غزة شهرها الثالث، بحسب تقرير نشرته وكالة "فرانس برس".
وأكد وزير الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، على استعدادهم "لاستخدام كافة الوسائل الضرورية لدفع حزب الله بعيدا عن الحدود"، فيما أبدى زعيم المعارضة الذي انضم إلى حكومة حرب الاحتلال، بيني غانتس، توافقا مع هذا الطرف، بعد تأكيده أن "إسرائيل ستكون قادرة على صد الحركة الشيعية الموالية لطهران".
المتخصص في حزب الله بجامعة "بريستول" في إنجلترا، فيليبو ديونيجي، أوضح أن "حاليا، الوضع متوتر فعلا، مع سقوط ضحايا في صفوف الجانبين، رغم أنه أكبر بالنسبة لحزب الله، وهو في ارتفاع مستمر"، وفقا لفرانس برس.
وشدد على أن "كلا المعسكرين يظهران" في الوقت الحالي "قدرا معينا من ضبط النفس عبر رفض اللجوء إلى المزيد من التصعيد"، فيما أوضح مدير معهد دراسات الشرق الأوسط والإسلامية بجامعة دورهام، كلايف جونز، أنه "إذا لم تشن إسرائيل حتى الساعة هجوما بريا على مواقع حزب الله في لبنان، فهذا بفعل الضغوط الكبيرة التي يمارسها الحليف الأمريكي".
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية بمعهد كينغز كوليدج في لندن آهرون بريغمان، أنه "ليس أمام إسرائيل سوى خيارين: إما الانسحاب عن طريق التفاوض، أو، في حال فشل ذلك، الانسحاب بالقوة"، موضحا أن يعتقد لا يزال أمام الدبلوماسية بعض الوقت للتوصل إلى حل يسمح للجميع بالخروج من عنق الزجاجة، وفقا للمصدر ذاته.
وأشار التقرير إلى أن دولة الاحتلال تفضل في الواقع أن تخوض حربا على جبهتين بدلا من مواجهة عدو مدعوم بقوة نووية، بريغمان يقول إن مثل هذه الحرب "ستكون كارثية على الجميع. حزب الله، وصواريخه التي تزيد عن 150 ألف، لديه القدرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل، وللدولة العبرية التي يمكن لها أن تسبب أضرارا رهيبة لبيروت والبنية التحتية اللبنانية".
لهذا، فإن السيناريو الأكثر احتمالا هو أن يدع حزب الله وإسرائيل الباب مفتوحا أمام المفاوضات لأطول فترة ممكنة. كما أن دولة الاحتلال تريد أن تثبت لحليفتها الولايات المتحدة، بأن الحرب المفتوحة المحتملة لن تندلع سوى كملاذ أخير.
إلى ذلك، يشدد بريغمان على أن الخصمين اللدودين سيواصلان وسط هذه الظروف "حربهما منخفضة الحدة مع الاكتفاء بعمليات القصف والغارات الجوية".
في المقابل، يحذر فيليبو ديونيجي من أنه كلما طال أمد هذه الاشتباكات الحدودية "كلما زاد خطر وقوع حادث تجاوز أحد المعسكرين للخط الأحمر للمعسكر الآخر". يمكن أن يكون التصعيد مثلا أمرا حتميا في حال قتلت دولة الاحتلال مسؤولا في حزب الله في إحدى ضرباتها الجارية ضد أهداف مثل مراكز القيادة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال حزب الله اللبناني غزة لبنان غزة حزب الله الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
خاتمة
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.