وكيل الأزهر: القرآن الكريم منبع الخيرات ومصدر البركات
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
تقدم الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، بأطيب التهاني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة تجديد الشعب المصري ثقته في سيادته، وانتخابه لفترة رئاسية جديدة، داعيا المولى عز وجل أن يوفقه لكل خير، وأن يعينه على المسئولية، وأن تعود السنوات القادمة على ربوع مصرنا خيرا وبركة لشعبها، ومكانة وأثرا فيما حولها، حماية للأرض، وصيانة للعرض.
وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته بافتتاح أعمال المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم، والتي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية، أن الكلام عن القرآن الكريم، وفضائل حفظه، ومنزلة أهله أمر محبب إلى النفس، مؤكدا أن القرآن الكريم هو منبع الخيرات، ومصدر البركات، وحبل الله المتين، والذكر الحكيم، كما أن من حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن قال به صدق، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
وثمّن وكيل الأزهر حرص الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي، على تنظيم «المسابقة العالمية للقرآن الكريم» في موسمها الثلاثين، مؤكدا أن هذه المسابقة العالمية تحمل رسائل طيبة تؤكد أن رسالة التجديد التي حمل لواءها الأزهر الشريف ومعه المؤسسات الدينية، قد آتت ثمراتها فهما وفكرا، حيث أنها تتجاوز حدود استحضار الحروف والكلمات، وإتقان أحكام المخارج والصفات، لتضم مع حفظ القرآن وترتيله وتجويده فهم مقاصده السامية، ثم إنها تضيف بعدا إنسانيا أشار إليه القرآن، وأكد ضرورة ممارسته الأزهر الشريف في فعالياته ومؤتمراته، وتعاونت فيه مؤسسات الدولة بتوجيهات قائدها، فكان فرع المسابقة الخامس لذوي الهمم، وجاء الفرع السادس للمسابقة عن الأسرة القرآنية.
وأوضح الدكتور الضويني، أن تواتر القرآن يذكرنا بأننا أمة لها تاريخ، وأننا مهما حاول المغرضون تزييف تاريخنا أو تحريف أفكارنا فإن هويتنا راسخة كالجبال الشم، مشددا على أن فصاحة ألفاظه وعذوبة كلماته لتذكرنا بما يجب أن نتحلى به من لسان مستقيم، وعربية عذبة، وإن آياته لتذكرنا بالأخلاق التي يجب أن نكون عليها، وإن أوامره لتذكرنا بأننا أمة العلم والعمل، وأننا أخرجنا للناس نحمل الخير لهم عقيدة وشريعة وسلوكا.
وبيّن وكيل الأزهر، أنه في ظل ما يموج به العصر من تشويه متعمد، تظهر آثاره المرة في اللسان العربي عجمة وغربة، وفي السلوك والأخلاق انحرافا واعوجاجا، وفي جغرافية الأرض استهدافا وقتلا من عصابة مجرمة آثمة تحاول تغيير الجغرافيا، لترغم التاريخ على قبولها، وأنى لهم ذلك، والتاريخ يرفضهم، والأرض تأبى أن تستقر تحت أقدامهم؛ ونسأل الله أن يأذن بالفرج، وأن يقر أعيننا بنصرة إخوتنا في غزة، وأن يرد مآل العدو الصهيوني إلى زوال، وإنه لقريب إن شاء الله، مؤكدا أنه في ظل هذه الأجواء المشحونة بالآلام، يأتي القرآن الكريم كتابا للقيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية، ومنبعا للآداب والكمالات، وفيضا للجمال والحسن والبهاء.
وتقدم وكيل الأزهر بخالص التهاني إلى حفظة القرآن الكريم وأهلهم، بما معهم من أنوار الوحي، وبما هم فيه من صلة طيبة بمن يتلون كلامه، مبشرا إياهم بمنزلتهم من الله؛ مبينا أن إكرام وتوقير أهل القرآن الكريم من إجلال الله سبحانه وتعالى، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): «إن لله أهلين من الناس قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: «هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته»، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟»، مؤكداً أن من لم يفز بالجائزة في المسابقة، فاز بكتاب الله، فالجميع فائزون.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وكيل الأزهر الضويني القرآن الکریم وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
«ملتقى الأزهر للخط العربي والزخرفة» يعقد محاضرة حول «تأريخ كتابة القرآن»
عقد ملتقى الأزهر للخط العربي والزخرفة، اليوم الأربعاء، محاضرة بعنوان «تأريخ كتابة القرآن الكريم»، بمشاركة أحمد عراقيب، أستاذ الخط العربي، وذلك في إطار فعاليات اليوم الرابع للملتقى الذي انطلق منذ الأحد 16 ويستمر حتى الثلاثاء 25 من فبراير الجاري.
أوضح عراقيب، أن تدوين القرآن الكريم مر بأربعة مراحل تاريخية متتابعة، ساهمت في ضمان حفظه من التحريف والتصحيف، ونقله إلى الأجيال التالية إلى ما نحن عليه الآن، فكانت المرحلة الأولى التي شهدت تدوين عدد من الصحابة رضوان الله عليهم له فور نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت مواد الكتابة في ذلك الحين عبارة عن قطع من سعف النخل، وجلود وعظام وأكتاف الحيوانات، وغيرها من المواد المتوفرة للكتابة في هذا الوقت.
وأضاف أستاذ الخط العربي، أن المرحلة الثانية من كتابة القرآن الكريم، كانت في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وذلك بعد أن استُشهد عدد كبير من الصحابة من حفظة القرآن الكريم في حروب الردة، وخشي أبو بكر رضي الله عنه ضياع القرآن، فاجتمع بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، واتفقا على جمعه بمصحفٍ واحد.
وتابع "عراقيب"، أن المرحلة الثالثة لجمع القرآن الكريم وتوحيده بمصحفٍ واحد كانت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، حين نشبَ خِلافُ بين قرّاء الشام والحجاز والعراق، وكان يتعصّب كلّ منهم لقراءته دون علمه لخطأه، فيعظم الخِلاف بينهم ويشتد، فأرسل عثمان بن عفان رضى الله عنه إلى حفصة بنت عمر بن الخطاب، أن أرسلي إلينا بالصحف، لتُنسخ بالمصاحف وقد فعلت، وبهذا تم نسخ عدة مصاحف أُرسِلَ منها أربعة مصاحف إلى كلّ من: البصرة والكوفة والشام ومكّة، وأبقى الخليفة عثمان واحدة منها بالمدينة، ونسخة واحدة اختصّ بها نفسه، وأمر رضوان الله عليه بحرق أيّ نسخة أخرى، غير ماتم توزيعه لتجنّب أي خلاف.
واستطرد أستاذ الخط العربي، أن المرحلة الرابعة كانت مرحلة تنقيط وتشكيل المصحف، حيث كانت المصاحف في صدر الإسلام خالية تماماً من التنقيط والتشكيل، وذلك لأن العرب كانوا فُصحاء بطبيعتهم، ولكن مع اختلاط العرب بالعجم بعد الفتوحات الإسلامية كالزواج والتجارة، وبعد دخول كثيراً من العجم الإسلام، وخشية اللحن في القراءة لاختلاف اللغات واللهجات وفهم الآيات على غير مقصدها، فكان القرآن في حاجة إلى التنقيط والتشكيل، ولسهولة القراءة أيضاً عليهم، ففي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تمّ تكليف العالم النحويّ/ أبو الأسود الدؤلي، بوضع النقاط والتشكيل على كلمات القرآن، ثم كان هناك إصلاحاً آخر في عهد بني أُميّة، إذ أمر الحجاج بن يوسف الثقفيّ، كُتّابه بتمييز الحروف المتشابهة عن بعضها كالباء والتاء والثاء والجيم والحاء والخاء.
ويُعقد ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة، بمشاركة نخبة من الخطاطين والفنانين من مصر والدول العربية والأجنبية، ويضم معارض فنية وورش عمل ومحاضرات، في خطوة تعكس اهتمام الأزهر الشريف بالحفاظ على التراث الفني الإسلامي، ونقله إلى الأجيال الجديدة بأساليب تعليمية متطورة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.