عادل الباز: الرئيس البرهان وسيناريوهات المجهول.!!
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
1 الحملة التي تشنها جهات متعددة مطالبة بعزل الرئيس البرهان لم تبدأ بدخول قوات الجنجويد لمدني ولن تنتهي بها. تابعت تلك الجهات لتصنيفها، فواضح لى من خلال الرصد أنها تنقسم لأربع فئات، الفئة الأولى ظلت تشكك منذ أول يوم في قيادة الرئيس البرهان وتلك الفئة استمرت على موقفها لم تتنازل عنه في أي لحظة من اللحظات، وهذه الفئة لها موقف من طريقة إدارة البرهان للدولة في تقلباتها المختلفة بعد الثورة وأثناء تحالفه مع قحت وفي أعقاب الانقلاب وصولاً للحرب.
2
الفئة الثانية بدأت حملتها بعد الحرب واستمرت في إطلاق اتهاماتها له تارة بالعجز عن إدارة المعركة وتارة بالخيانة والتآمر على الجيش السوداني بل والشعب. وهذان الفئتان هما من داعمي الجيش في حربه ضد الجنجويد وهما يفرقان بين الجيش والرئيس ولذا كان مطلبهم الدائم هو عزل الرئيس البرهان فوراً لتستقيم أمور الحرب وليتم دحر الجنجويد وهذه اتجهت لتعبئة الجماهير إعلامياً ووجهت خطابها أيضاً لقطاعات في الجيش كوسيلة للإطاحة بالرئيس البرهان .
3
الفئة الثالثة معلومة وهي التي حملت بنادقها وأسلحتها لقتل الرئيس البرهان من اللحظات الأولى من فجر يوم 15 أبريل، إذ تم تصنيفه أنه العدو الأول ومطلوب حياً أو ميتاً وبعده ستتوقف الحرب وتسلم البلاد او ان تستلم هى السلطة.حين عجزت عن تحقيق هدفها واتضح لها استحالة تحقيقه عسكريا بمواجهة الجيش وفشلت محاولتهم الانقلابية ويئسوا من الاستيلاء على الدولة ذهبوا للإسلاميين لمحاولة إقناعهم بالتوقف عن دعم البرهان بل والإطاحة به والتحالف معهم ولكن الإسلاميين ردوهم على أعقابهم خائبين لأنهم يعلمون أن تعقيدات المشهد السياسي والعسكري بالبلاد لا يمكن حله بالإطاحة بالرئيس البرهان !!!.
4
فئة رابعة اختبأت تحت لافتة (لا للحرب) وهي فئة لم تطالب بعزل الرئيس البرهان صراحة، لكنها طالبت بإيقاف الحرب هكذا بلا شروط والخضوع لإرادة الجنجويد وتنفيذ أجندتهم وهم يعلمون أن الرئيس لا يستطيع إيقاف تلك الحرب بغير الشروط التي وافق عليها الجنجويد في جده، وبطلبهم الملتاث هذا يرمون لعزل البرهان بشكل آخر، لأنهم يدركون أن الشعب والجيش لن يقبلا بمعادلة تعيد تموضع الجنجويد في الحياة العامة ودمجهم في الجيش السوداني. و يعلمون أن أي خطوة باتجاه ذلك ستطيح بالبرهان كرئيس للدولة وهذه عولت ايضا على ضغوط الخارج لعزل الرئيس البرهان، فطفقت تنتقل من عاصمة لعاصمة تستعديها على الرئيس البرهان داعية المنظمات الإقليمية والدولية لممارسة أقصى ضغوطها للوصول لذات الهدف بطريقتها .
5
هذه هي الجهات الأربعة التي تعمل كل واحدة تعمل بطريقتها ولها منطلقاتها، والرابط بينها وحدة الهدف و هو عزل الرئيس البرهان وذلك من خلال الحملات المستمرة التي لا تهدأ حتى تبدأ من جديد في أي منعطف من منعطفات الحرب.مقصد تلك الحملات هو إقناع الشعب أن المشكلة كلها في البرهان.
6
الشاهد أن هذه الفئات الأربعة عجزت عن تحقيق هدفها (عزل الرئيس البرهان) رغم تطاول أمد حملاتها ورغم استخدامها لأدوات متنوعة في سبيل تحقيق هدفها ، فلم يستطيعوا قتل الرئيس ولم يستطيعوا إقناع الجيش بعزل الرئيس والإطاحة به بإنقلاب أو خلافه.. و ظل البرهان منذ خروجه من القيادة فى طواف مستمر على الفرق والثكنات المختلفة ولم يتعرض له أحد بسوء، وأشد ماسمعه هتاف (فك اللجام). كما لم يقنعوا الشعب بتشكيل تيار جارف ضده بما يعنى فشل الحملات الإعلامية في تعبئة الشعب، كما فشلت تماماً خطط نزع الشرعية الدولية والإقليمية رغم المحاولات المتكررة من قبل قحت والجنجويد، واستمر هو الرئيس المعتمد للسودان في كل الأروقة الإقليمية والدولية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات الإقليمية.
ترى لماذا لم تحقق تلك الجهات هذا الهدف الذهبي رغم كل الإمكانات التي وظفت في المعركة ضد الرئيس والزمن الذي استغرقته ولماذا ظل البرهان صامداً في كرسيه يقود الحرب؟.
لم تتوقف تلك الفئات الأربعة قليلاً مع نفسها لتجيب على هذا السؤال الموضوعي وهو لماذا لم تثمر تلك الجهود التي جمعها هدف واحد ومن مواقع مختلفه، لماذا لم يهتز موقع الرئيس البرهان عند الشعب ولا الجيش ولا العالم.؟.
لا أحد حاول الاقتراب من الإجابة على هذا السؤال ليس لأنه صعباً ولكن لأن الإجابة تكشف لنا حجم المأزق الذي ستقع فيه تلك الفئات.
حال تحلت بالموضوعية وأجابت على السؤال بصدق وبعقل مفتوح.
7
سأحاول هنا حذرا الاجابة على ذلك السؤال
الشعب يدرك أن البرهان فى هذه اللحظة هو رمز الدولة وأن أي
محاولة لزعزعة هذا الرمز الآن في زعازع الحرب هذه أياً كان الرأي فيه يعني أن تدفع البلاد لسيناريوهات المجهول. لقد خرج الشعب من تجربته الماثلة.. تجربة (تسقط بس) بعبرات وهو إن سقوط رأس الدولة دون أن يعرف ما ينتظره غداً هى محض مخاطرة مجربة أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه الآن ومن الغباء تكرر ذات التجربة مرتين فى أقل من خمس سنوات.
هبْ أن الشعب هبّ غداً وعزل الرئيس البرهان فما هو سيناريو اليوم التالي؟. لا أحد يعرف…. وذلك يعني الذهاب للمجهول.!!. الشعب الذي تحمل كوارث هذه الحرب حتى الآن لا يرغب أن تذهب البلاد نهائياً للمجهول، فلا يزال يأمل أن الجيش قادر على الانتصار إذا ظل متماسكاً على الرغم من سقوط المدن والحاميات، ولذا الشعب صابر لأنه لا يعرف ملامح ذلك المجهول.
هناك سؤال حاسم وهو سؤال المشروعية، الرئيس البرهان يستمد مشروعيته من وثيقة دستورية اعترف بها العالم أياً كان الرأي فيها، وبناءً عليها اكتسب مشروعيته حتى بعد انقلاب أكتوبر 2021م، لم ينزع العالم منه المشروعية وظل يتعامل معه كرئيس شرعي للبلاد حتى اللحظة، لذلك فإن أي تغيير بدون تراضٍ، وخاصة إذا جاء التغير عبر انقلاب، وقتها سيكون ليس هناك فرق بين المنقلبين عليه والجنجويد باعتبار أن هناك تمرد قد حدث على رئيس تم الاعتراف بشرعيته في كلا الحالتين كما هو الحال الآن
8
الجيش يعلم أن تغير قائده في أتون الحرب سيكون كارثياً ولا تعرف عواقبه.أي تحرك داخل الجيش الآن قد لا ينجح، وعادة الانقلابات العسكرية تفشل في لحظات التوتر ولا أحد يضمن العواقب، وهل سيبقى الجيش موحداً دون انشقاقات داخله؟.
التغيير داخل الجيش الآن إما أن يقوم به صغار الضابط أو قيادة الجيش، قيادة الجيش تعلم مخاطرة القيام بالتغير الآن وهي لا تضمن سيناريو اليوم التالي وهي نفسها تقف طويلاً قبل أن تتحرك لتتساءل عن ماهية الشيء الذي عجزت عن فعله تحت إدارة الرئيس البرهان ومعه وهى قادرة على إنجازه الآن بالتحرك المزمع؟.
صغار الضباط يمكن أن ينساقوا وراء حماسهم ولكن ستكون مخاطرة كبرى أن يقفز إلى السلطة الآن شباب مجهولون متحمسون ولربما غاضبون بلا خبرات ولا أجندة ولا مشروع، ويجهلون كل شيء عن إدراة الدولة وإدارة الحرب.. هذا سيناريو أيضاً سيقودنا إلى المجهول.
العالم معلوما لديه أن الرئيس البرهان لا يزال يحظى بثقة الجيش والشعب وهو ممسك بزمام الأوضاع في البلاد وبإمكانه التفاهم معه ولا يرغب في أن تتصاعد الزعازع الجارية الآن في البلد بمزيد من صب الزيت على النار حال حدوث تغير يستهدف البرهان في هذه اللحظة التي تشهد انعطافات كبرى في قضية الحرب ومساعي التفاوض.العالم لا يزال يوقن أن البرهان بإمكانه قيادة عملية تفاوضية تفضي إلى سلام في السودان، وإن كان حذراً ومتمسكاً بشروطه. لذا فإن العالم لن يغامر أو يسارع بتأييد أي تغير في اللحظة الحالية والبلاد متجهة لمفاوضات صعبة.
9
هكذا يتضح لنا وللفئات الأربعة أعلاه أنه لا أحد يرغب فى الذهاب لسيناريوهات المجهول التي فصلناها، لا الشعب ولا الجيش ولا العالم، الأفضل أن يظل الشعب داعماً لجيشه والجيش متمسكاً بقيادته وأن يبقى العالم معترفاً بشرعية الرئيس البرهان إلى أن تنتهي هذه الكارثة، وبعدها نسعى لإعادة ترتيب الملعب بكل تفاصيله السياسية والعسكرية.
عادل الباز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الرئیس البرهان لا أحد
إقرأ أيضاً:
جائحة مؤامرونا التي تجتاح السودانيين
جائحة مؤامرونا التي تجتاح السودانيين
خالد فضل
هل يمكن لشخص أنْ يُحصي عدد المؤامرات ضد السودان والشعب السوداني ؟ إنّها على وزن شنقاي طوباية تلقي لي دهباية، نحتاج كسودانيين إلى قسمين مهمين في العلوم الإجتماعية والسلوكية هما علم الإجتماع وعلم النفس، غياب هذين العلمين يعتبر مؤامرة.
ما من حدث إلا وكان مؤامرة، لدرجة أنّ صديقا من الشعراء المطاميس أيام شبابنا في الجامعة كتب قصيدة جاء فيها : كان وجهك موغلا في السحر مؤتفكا (متآمرا) ضدي يهرّب للخلية شكله . حتى الحبيبة تتآمر ضد المحب، أفلا نحتاج إلى علم النفس فعلا ؟
اسم البلد يقال إنّه مؤامرة ضد الإسم الذي يحمل دلالات كسنّار أو كوش مثلا، السودان صيغة جمع في اللغة العربية ومفردها أسود . وهذه نفسها مؤامرة بيضان ضد السودان .
استقلال القُطر مؤامرة إنجليزية ضد المؤامرة المصرية بإتحاد وادي النيل. الشماليون تآمروا على الجنوبيين ؛ فما أعلنوا البلد جمهورية فيدرالية ديمقراطية ؛ فالفيدرالية مؤامرة ضد الوحدة الوطنية .
مؤامرة حزب الأمة وسكرتيره عبدالله خليل استدعت إبراهيم عبود قائد الجيش لتسلم الحكم ، والجنرال صنّف السياسيين الماوئين للمؤامرة كمتآمرين على البلاد والشعب ؛إذ هم تآمروا على المؤامرة
أكتوبر كانت مؤامرة يساريين . وتآمرت الأحزاب اليمينية على جبهة الهيئات والحزب الشيوعي، فجاء الرد مؤامرة الجبهة اليسارية و مايو إتولد .وأب عاج أخوي دراج المحن، وتآمرت أمريكا والإمبريالية، فهي ضد مؤامرتنا الإشتراكية . وسرعان ما تآمر النميري ضد الشيوعيين فاقصاهم من السلطة وانجرف عن المؤامرة الأصلية، فكان الرد نرفع سد ونردم سد إشتراكية لآخر حد، وعاد التآمر ثانية (عائد عائد ) على مؤامرة (القلبة هوبا) فكانت حمامات الدم والمؤامرة الكبرى ضد الشيوعيين . المؤامرات عندنا مثل غلوطيات التسلية في أحاجي الحبوبات زمان قبل عصر الواتساب وحبوبة سوسو ونهلة وأريج . شوفو الأرنب غشامتا خلطت قطينتي مع قطينتا .. ونضحك ملء أشداقنا المتآمرة !!
حبيب الملايين أب عاج طيلة 16سنة يشكو المؤامرات ضد الشعب والوطن، مؤامرات القذافي ؛ بعد تآمره معه ضد جماعة بابكر النور، ومؤامرات التكريتي صدام العراق، والحبشي منغستو هايلي مريام , والسوداني جون قرنق , والكاذب الضليل؛ الصادق المهدي , وأخوان الشيطان ؛جماعة الترابي، والوضيع حسين الهندي، وأم المؤامرات مؤامرة المرتد ؛محمود محمد طه ضد الإسلام عدييل كده.
الصادق وابن عمه مبارك واجهوا مؤامرات المتمرد قرنق ضد الشعب والوطن، و التجمع النقابي وأساتذة جامعة الخرطوم و وفد ناس د. الواثق كمير، والمتآمران الكبيران د. عشاري و د. بلدو و كتاب مذبحة الضعين . أمّا مؤامرة الجبهة الإسلامية فقد كانت مؤامرة من البعثيين ومجلة الدستور وخبرها المنشور عن عمر البشير ( حتى قلبا) بتآمر إبراهيم نايل إيدام في الإستخبارات . وبدأت مؤامرات الكيزان لثلاثين سنة وما تزال في إزدياد، منذ مؤامرة (إذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا)، ومؤامرة علي عثمان في الهيمنة داخل التنظيم . وما يقابلها من مؤامرات المعارضة في إنقلاب ضباط رمضان ، و التجمع الوطني الديمقراطي ومقررات أسمرا ضد الشعب والوطن، ومؤامرة مبادرة الإيغاد، وميشاكوس ونيفاشا وفصل الجنوب . وصولا لمؤامرة تجمّع المهنيين , وعناصر حركة عبدالواحد محمد نور للتخريب، وقبلها مؤامرة قوش و ود إبراهيم ,ومؤامرة تمكين حميدتي كترياق لمؤامرات الإسلاميين ضد أسد إفريقيا الهصور .لينتهي الشوط الثلاثيني الأول بمؤامرة اللجنة الأمنية وابن عوف وصعود البرهان وحميدتي . ثمّ مؤامرات الإحزاب وقحت ضد لجان المقاومة، وجماعة الموزضد المركزي , والناظر تِرك في شرق السودان، ومؤامرة 25أكتوبر2021م، ومؤامرة عودة حمدوك، وقبلها مؤامرات قتل المتظاهرين وفض الإعتصام، وتهريب الذهب والمواشي والسمسم ونهب الموارد .. كل شئ في حياتنا مؤامرة، ليس هناك ما يسمى، خطأ وتقصير وسوء تقدير وجهل وعدم معرفة وضعف خبرة مهنية، وأهلية، ومحسوبية وانحياز بحسن نية أوخبيث طوي، ليس في أي قرار إلا المؤامرة ولو كان نقل خفير من بوابة ليحرس بوابة ثانية في نفس السور، ألا نحتاج إلى علم نفس وإجتماع كمؤامرة ولقاح ضد جائحة مؤامرونا الهايجة فينا دي !! وبرضو مؤامرة ما يحدث في بورتسودان و نيروبي الآن لو كان قاعدة عسكرية روسية أو فيالق حرس ثوري إيرانية أو تعديل وثيقة دستورية أو إنتاج وثيقة تأسيسية .. يا أيتها الإمارات كُفي عن مؤامرتك ضد الشعب والوطن، أيتها الإيغاد والإتحاد إفريقي وأوربي وبلاد العم سام وكولومبيا ومجلس حقوق الإنسان والتقرير المتكامل ولجنة تقصي الحقائق، أيها العرب والعجم، النساء والرجال، وعرب الشتات جراد الصحراء، هوووي بطّلوا مؤامراتكم، لدينا فائض منها للتصدير ، لدينا (نفس أمّارة بالسوء ) هي منجم المؤامرات و أنتم لا تشعرون !!!
الوسومالترابي خالد فضل عشاري مؤامرات محمود محمد طه