منهم 4 آلاف فرنسي.. الاحتلال يقاتل بآلاف المرتزقة في غزة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
أفادت تقارير صحفية وسياسية، بتوافد آلاف المرتزقة الأجانب إلى غزة، لمشاركة جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على القطاع المحاصر.
واستعانت دولة الاحتلال بمرتزقة من الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وأوكرانيا والعشرات من دول العالم، في إجراء ليس بالجديد عليها، خلال خوضها في الحروب منذ 1948.
لكن أصوات الإدانات الدولية، التي بدأت تطالب بمحاسبة الجناة منهم، على خلفية حجم جرائم الحرب الإبادة المرتكبة بحق الفلسطينيين في غزة.
وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لـ "حماس"، قد أعربت عن شكوكها على لسان "أبو عبيدة"، في لجوء الاحتلال إلى "مرتزقة في عدوانه على قطاع غزة".
واستدل أبو عبيدة، بالفارق العددي بين عدد القتلى الذين يقتلون في الإلتحامات وما يعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولطالما أكد أبو عبيدة، أن "أعداد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في المواجهات أعلى بكثير من الأعداد التي اعترف بها الاحتلال".
وفي السياق ذاته، خرجت مطالبات في البرلمان الفرنسي بمحاسبة الفرنسيين مزدوجي الجنسية الذين يقاتلون في صفوف الاحتلال الإسرائيلي.
وفي جنوب إفريقيا، هددت الحكومة مواطنيها بشكل رسمي والمقيمين من المشاركين بالقتال في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي بالملاحقة القضائية، الأمر الذي يعتبر اعترافا ضمنيا.
إلى ذلك، نشرت صحيفة "إلموندو" الإسبانية، تحقيقا مع مرتزق إسباني انضم لجيش الاحتلال الإسرائيلي، هو ما يعد دليلا على استعانة تل أبيب بجيش صغير من المرتزقة.
وذكر المرتزق الإسباني أنه انضم مقابل 3900 يورو في الأسبوع الواحد، قابلة للزيادة حسب المهام الموكلة لكل مرتزق، بحسب ما أكدته شبكة "أوروبا1" الفرنسية.
الفرنسيون يتصدرون المرتزقة بغزة
جاء في تقرير نشرته شبكة "أوروبا1" الفرنسية، أن 4 آلاف و185 من مزدوجي الجنسية الفرنسية - الإسرائيلية تم تجنيدهم للقتال في صفوف الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وأدى التقرير إلى ضجة إعلامية في فرنسا وخارجها، وذلك بالاعتماد على شهادة مرتزق فرنسي يهودي.
وقال إيثان (22 سنة) في شهادته، إنه التحق بالجيش الإسرائيلي قبل سنتين، ويقاتل حاليا في الخطوط الأمامية بقطاع غزة برتبة رقيب أول في قوات النخبة.
وذكرت الشبكة أن المرتزق "واحد من نحو 4185 جنديا من الجنسية الفرنسية تم حشدهم على الجبهة (غزة)، وهي الجنسية الأجنبية الثانية الممثلة بعد الولايات المتحدة".
وإثر ذلك، طالب النائب توماس بورتس، عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري، بمحاسبة هؤلاء المجندين مزدوجي الجنسية، وإدانة مشاركتهم في جرائم الحرب بأكبر قدر من الحزم".
وطالب وزير العدل الفرنسي بـ"تقديم الأشخاص الذين يحملون الجنسية الفرنسية، بما في ذلك مزدوجي الجنسية، المدانين بارتكاب جرائم حرب، إلى العدالة الفرنسية لتتم محاكمتهم على الأراضي الفرنسية".
من جانبها، استنكرت جمعية "التضامن الفرنسية الفلسطينية"، عبر بيان، "وجود العديد من الرجال والنساء الفرنسيين في الجيش الإسرائيلي"، ووصفت الأمر "بالمثير للاشمئزاز" نظرا "للإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة"، وفق ما نقلته إذاعة مونتي كارلو الفرنسية.
ويمثل حاملو الجنسية المزدوجة 1% من سكان فرنسا، ويأتون في المرتبة الرابعة بعد كل من الولايات المتحدة ودولة الاحتلال وروسيا.
وتوجد برامج في دولة الاحتلال "تسمح لأي شخص يهودي للخدمة في الجيش"، أيا كانت جنسيته، بحسب المرصد الأوروالمتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف.
وبحسب التقارير الصحفية وشهادات مرتزقة، فإن الالتحاق بجيش الاحتلال الإسرائيلي مقابل المال، لم يقتصر فقط على يهود الشتات، بل شمل مرتزقة من ديانات أخرى.
يأتي ذلك كله دون أي تعليق من جانب الاحتلال على تلك التقارير، سواء بالنفي أو التأكيد.
حكومة جنوب إفريقيا تهدد المرتزقة الأفارقة
وعلمت وزارة خارجية جنوب إفريقيا، بالتقارير الصادرة بشأن التحاق مواطنيها كمرتزقة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، هددت الحكومة بمحاكمتهم وسحب الجنسية من المجنسين.
وكانت جنوب إفريقيا قد رفعت دعوى قضائية لدى محكمة الجنايات الدولية للتحقيق في ارتكاب "إسرائيل" جرائم حرب في غزة، وقد اعتبر رئيس الدولة الإفريقية، سريل رامافوزا، ما تقوم به تل أبيب "إبادة جماعية".
وأصدرت خارجية جنوب إفريقيا بيانا في 18 ديسمبر الجاري، قالت فيه: "تشعر حكومة جنوب إفريقيا بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن بعض مواطنيها والمقيمين الدائمين انضموا أو يفكرون في الانضمام إلى قوات الدفاع الإسرائيلية في الحرب بغزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة الأخرى".
وحذرت أنه "من الممكن أن يساهم مثل هذا الإجراء في انتهاك القانون الدولي وارتكاب المزيد من الجرائم الدولية، مما يجعلهم عرضة للمحاكمة في جنوب إفريقيا".
رغم التقارير الكثيرة التي تحدثت عن مشاركة مرتزقة في الجيش الإسرائيلي سواء في الحرب الحالية أو منذ تأسيس إسرائيل، في قوات النخبة أو طيارين حربيين وفنيين وأمنيين في الصفوف الخلفية، بل إنه تم تأكيد سقوط مرتزقة في حرب 2014 على غزة، إلا أن تل أبيب مازالت تلوذ بالصمت في هذه الحرب، ولا تقدم إحصائيات واضحة عن أعدادهم.
لكن في 2014، تحدث المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن نحو 6 آلاف مرتزق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، منهم أكثر من ألفين من الولايات المتحدة، بينما قدر تقرير صادر عن وحدة البحث والمعلومات في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) متوسط المرتزقة الملقبين بـ"الوحيدين" (دون عائلات) بـ5 آلاف و500 جندي في السنة الواحدة، ما بين عامي 2002 و2012.
لكن الملفت في قضية المرتزقة الأجانب، أن المواطن الفرنسي في جيش الاحتلال الإسرائيلي "إيثان"، لم يدل بتصريحه إلى "أوروبا1"، إلا بموافقة من قائد سريته في الجيش الإسرائيلي، بحسب تقرير الشبكة.
أي أن الرقابة الإسرائيلية لا تمانع من أن يدلي مقاتلوها الأجانب "بتصريحات محسوبة" للإعلام الأجنبي، ما دام أن ذلك يصب في مصلحتها، بهدف تشجيع المرتزقة للالتحاق بجيشها إما من أجل المال أو بسبب العصبية الدينية.
إذ أن "80 بالمئة من الجنود الوحيدين (من غير عائلات) أتوا بمفردهم و20 بالمئة منهم يهود"، بحسب تصريحات من وزارة الحرب الإسرائيلية، وهو ما اعتبره تقرير لموقع الجزيرة الوثائقية، أن النسبة الأكبر من الجنود الأجانب "مرتزقة".
فالاستعانة بالمرتزقة يقلص عدد القتلى "الرسميين" في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي المعلن عنهم، لتجنب التأثيرات السلبية للأرقام الحقيقية على الرأي العام الداخلي، كما أن الاستعانة بهم يسمح بتسريح عدد أكبر من جنود الاحتياط للعودة إلى وظائفهم المدنية وتقليص الخسائر الاقتصادية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المرتزقة غزة الاحتلال الولايات المتحدة فرنسا فرنسا الولايات المتحدة غزة الاحتلال مرتزقة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی مزدوجی الجنسیة جنوب إفریقیا مرتزقة فی فی الجیش فی صفوف فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل يكون الحلّ فرنسيًا لانهاء الاحتلال؟
كتبت بولا مراد في" الديار": كما كان متوقعا لن يلتزم العدو "الاسرائيلي" بمهلة 18 شباط للانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا يزال يحتلها. هو قرر وبغطاء اميركي البقاء في 5 مواقع استراتيجية. ورغم اعتراض لبنان الرسمي على الموضوع، اكتفت لجنة الاشراف على تطبيق قرار وقف النار، بوضع المسؤولين اللبنانيين تحت الأمر الواقع، وسيكونون مضطرين الى التعامل معه، من دون القيام بأي خطوات لردع "اسرائيل"، او اقله انتقاد عدم التزامها بالاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة.
وبعد جهود كبيرة بذلها ولا يزال يبذلها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع المجتمع الدولي، ليضغط على "اسرائيل" ويجبرها على الانسحاب، دخلت باريس على الخط بمقترح من شأنه ان يحفظ ماء وجه لبنان، اذ اقترح وزير الخارجية الفرنسي جان- نويل بارو أن ينتشر جنود من قوة حفظ السلام الأممية في لبنان "يونيفيل"، بمن فيهم جنود فرنسيون، في مواقع ما زال الجيش "الاسرائيلي" يحتلّها في جنوب هذا البلد، وذلك لإتاحة انسحاب كامل ونهائي".وليس واضحا اذا كان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بصدد التجاوب مع هذا المقترح، مع ترجيح مصادر متابعة للملف، ان يلجأ الى المراوغة للاطاحة به، لافتة الى ان "الجو "الاسرائيلي" يقول إن ما لم تفلح فيه "اليونيفل" طوال الفترة الماضية، اي لجهة منع تمدد حزب الله جنوبي الليطاني وفرض تطبيق القرار 1701، لن تنجح فيه اليوم". وتضيف المصادر: "هذا المقترح يمر حصرا، في حال ارتأت واشنطن ان لها مصلحة فيه، اما في حال تُرك القرار لنتنياهو فهو سيرفضه دون تردد". ويشير العميد المتقاعد منير شحادة، الى ان "اسرائيل تريد لا شك ان تمدد بقاءها في كل جنوب لبنان، لكن الضغوطات الاميركية ستجبرها على الانسحاب في 18 شباط، من هنا كان اقتراحها البقاء في 5 نقاط استراتيجية، وهو مقترح مرفوض لبنانيا بشكل قاطع". ويرجح شحادة ان يكون مقترح استلام قوات اجنبية هذه النقاط مخرجا للمأزق الحالي، موضحا لـ "الديار" انه في حال "تخيير لبنان بين بقاء "اسرائيل" في هذه النقاط ، او وجود قوات دولية فيها، فهو سوف يختار الثاني، ولكنه لن يرضخ الى ان تكون هذه القوات اميركية، انما قد يقبل أن تكون فرنسية ما دامت هي موجودة تحت راية قوات اليونيفيل، وتلبس القبعات الزرقاء لكيلا يتم خرق القرار 1701"..
ويلفت شحادة الى انه "عندما زار نتنياهو واشنطن مؤخرا، طلب من ترامب تمديد بقاء الجيش "الاسرائيلي" في جنوب لبنان، الا انه رفض وهو ما يؤكده تصريح المبعوثة الاميركية الى لبنان مورغن أورتاغوس عن التزام واشنطن بتاريخ ١٨ شباط". وتُدرك الولايات المتحدة راعية اتفاق وقف النار، بحسب المصادر، ان تمرد "اسرائيل" ورفضها الانسحاب في التاريخ المحدد بعد ٣ ايام، سيُحرج "لبنان الرسمي" الممثل راهنا برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، اللذين تدعمهما واشنطن، كما انه سيعطي حجة لحزب الله للتمسك بالمقاومة والسلاح، ما دام كل الحلول الاخرى اثبتت عدم جدواها. لذلك ستعمد واشنطن الى حلول توفق بين ما تريده "اسرائيل" ويحقق مصلحتها، وبين ما يحفظ ماء وجه حلفائها في لبنان.