دخلت الحرب في السودان في الشهر الثامن، دون أي بوادر تشير إلى تحقيق الهدوء والاستقرار في بلد يمثل أهمية كبيرة لمصر وللقارة الإفريقية، بل يزداد الأمر سوءا يوما بعد يوم.

وشهدت تطورات الأحداث خلال الفترة الماضية، حيث أنه تم انتشار لميليشيا الدعم السريع بأحياء عديدة في مدينة ود مدني بالسودان والأوضاع الإنسانية في ود مدني صعبة ومعقدة، ومعظم مستشفيات ود مدني متوقفة وعمليات نزوح كبيرة بالمدينة.

الأزمة السودانية 

وفي هذا الصدد،  ندد مجلس الأمن بانتشار العنف في السودان خلال الآونة الأخيرة، ما تسبب في مقتل وتهجير الآلاف من المدنيين الأبرياء إلي خارج البلاد.

ومن جانبه، أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، أن القوات المسلحة ستظل متماسكة وقوية وصمام أمان السودان وحريصون على القضاء على ميليشيا الدعم السريع المتمردة.

وقال رئيس مجلس السيادة السوداني:" سيتم محاسبة كل متخاذل ومتهاون بشأن ما حدث في "ود مدني" بولاية الجزيرة ولا مجاملة في ذلك".

وأضاف رئيس مجلس السيادة السوداني:" لن نوقع اتفاق سلام فيه مهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني ويجب وقف إطلاق النار وخروج المتمردين من المرافق العامة".

وأعرب مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عن "قلقه" إزاء انتشار العنف في السودان، وذلك بعد يوم من إعلانه أن الحرب هناك تسببت بنزوح ما يصل إلى 7 ملايين شخص.

تدهور الأوضاع 

وندد المجلس في بيان مشترك "بقوة" بالهجمات ضد المدنيين وتمدد العنف "إلى مناطق تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء"، وفقا لفرانس برس.

وأضاف البيان أن "أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم إزاء العنف المنتشر وتراجع الوضع الإنساني في السودان"، ما يعكس تدهور الوضع في البلاد.

وبالإضافة إلى السبعة ملايين نازح داخليا، أفادت الأمم المتحدة الخميس أن 1.5 مليون آخرين فروا إلى دول مجاورة.

ومنذ اندلاع القتال في 15 أبريل بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، تحولت مدينة ود مدني، الواقعة على بعد 180 كيلومترا جنوب الخرطوم، إلى ملاذ لآلاف النازحين من مناطق أخرى.

اليونيسف تحذر من كارثة بشرية قد تقع في ولاية الجزيرة بـ السودان لبحث سبل تدعيم التعاون|رئيس جامعة السويس يستقبل وفدًا من سفارة جنوب السودان بالقاهرة

وصل القتال دفع بالنازحين إلى الفرار مرة أخرى، حيث قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الخميس إنه "بحسب المنظمة الدولية للهجرة، فر ما يصل إلى 300 ألف شخص من ود مدني بولاية الجزيرة في موجة نزوح جديدة على نطاق واسع"، بحسب فرانس برس.

أثارا مأساوية

وفي هذا الإطار، قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك استمرار للصراع بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة، مشيرًا إلى أن هذا الصراع بين المكون العسكري والذي ترك أثارا إنسانية مأساوية في كثير من الولايات خاصة في الأطراف.

وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدور المصري له أثر كبير كعادته، ويتعامل  بشكل نشط وفاعل في قضايا وأزمات دول الجوار ومنها الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وأشار حليمة، إلى أن ظل هذا الصراع وفي ظل الانقسامات العديدة هناك بعض المليشيات التي تقوم بعمليات تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وزيادة النزوح وكل هذه الأمور تستتبع ضرورة بذل جهود مكثفة من قبل دول جوار السودان لمحاولة وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي لإعادة الأمور إلى نصابها والوصول إلى توافق بين كافة مكونات المجتمع المدني السوداني.

ومن جانبه، أعرب مجلس الأمن الدولي الجمعة عن "قلقه" إزاء انتشار العنف في السودان، بعد يوم من إعلانه أن الحرب هناك تسببت بنزوح سبعة ملايين شخص.

وندد المجلس في بيان مشترك "بقوة" بالهجمات ضد المدنيين وتمدد العنف "إلى مناطق تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء".

المواطنين المتضررين

وأضاف البيان أن "أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم إزاء العنف المنتشر وتراجع الوضع الإنساني في السودان"، ما يعكس تدهور الوضع في البلاد.

ومن ناحية أخرى، أفادت منظمة اليونيسف التابعة لـ الأمم المتحدة،  الخميس الماضي، بنزوح 150 ألف طفل في ولاية الجزيرة في السودان وانقطاع المساعدات الإنسانية عنهم.

وقالت منظمة اليونيسف في بيان لها، إن أكثر من نصف ولايات السودان تشهد نزاعا نشطا، وذلك بسبب الاشتباكات المسلحة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع، وأشارت إلى أن هناك حوالي 3 ملايين طفل في ولاية الجزيرة السودانية معرضون للخطر مع تصاعد العنف.

وفي وقت سابق، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع لـ الأمم المتحدة، أنه سيضطر إلى تعليق المساعدات الغذائية مؤقتا في بعض أجزاء ولاية الجزيرة بـ السودان.

ووفقا لموقع بلومبيرج، فإن برنامج الأغذية العالمي يوقف مساعداته لـ 800 ألف شخص في السودان بسبب المعارك التي تجري في الوقت الحالي مما يحول دون تقديم المساعدات إلى المواطنين المتضررين، وتشهد ولاية الجزيرة في السودان اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع التي اقتحمت الولاية خاصة عاصمتها ود مدني.

والجدير بالذكر، أن أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع لـ الأمم المتحدة،  الخميس الماضي، أنه سيضطر إلى تعليق المساعدات الغذائية مؤقتا في بعض أجزاء ولاية الجزيرة بـ السودان.

مجلس الأمن يندد بانتشار العنف في السودان شرط أساسي لإتمام مفاوضات السلام .. ماذا يحدث في السودان ؟

ووفقا لموقع بلومبيرج، فإن برنامج الأغذية العالمي يوقف مساعداته لـ 800 ألف شخص في

السودان بسبب المعارك التي تجري في الوقت الحالي مما يحول دون تقديم المساعدات إلى المواطنين المتضررين.

وقال الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر- خلال تصريحات إعلامية له بالأمس: "الوضع في السودان سيئ للغاية، ونتمنى للشعب السوداني الخير دائمًا".

وتابع: "السودان به أكثر من 200 مليون فدان صالح للزراعة ويصدر 80 طن ذهب سنويًا، وهذه الأرقام انخفضت بشكل كبير بعد الحرب التي حدثت في السودان بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع".

واستطرد: "الوضع في السودان يشبه بصورة كبيرة ما يحدث في فلسطين الآن، ويمكن القول إن القوة الخارجية نجحت بإشعال فتيل الأزمة في السودان".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السودان مجلس الأمن الدولي الفريق أول عبد الفتاح البرهان الجيش السوداني قوات الدعم السريع برنامج الأغذیة العالمی العنف فی السودان الأمم المتحدة ولایة الجزیرة الدعم السریع مجلس الأمن الوضع فی ود مدنی

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يحث على منع التدخل الخارجي لتأجيج الصراع في السودان

مجلس الأمن الدولي طالب قوات الدعم السريع بوقف حصارها للفاشر وفقاً للقرار 2736، ووقف القتال فوراً وتهدئة الأوضاع في المدينة وحولها.

التغيير: وكالات

أعرب مجلس الأمن الدولي، عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في السودان، بما في ذلك في مدينة الفاشر وما حولها، وحث جميع الدول على “الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، وبدلاً من ذلك دعم الجهود المبذولة من أجل السلام الدائم”.

وفي بيان صدر مساء الجمعة، أدان أعضاء المجلس بشدة الهجمات المستمرة والمكثفة على عاصمة شمال دارفور في الأيام الأخيرة من قبل قوات الدعم السريع والتقارير عن هجوم على مستشفى الولادة التعليمي السعودي في المدينة- والذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 مريضا وأقاربهم وإصابة العشرات.

وجددوا مطالبتهم لقوات الدعم السريع بوقف حصارها للفاشر وفقاً للقرار 2736، ودعوا إلى وقف القتال بشكل فوري وتهدئة الأوضاع في المدينة وحولها.

ودعا المجلس أطراف النزاع إلى ضمان حماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية، وفقاً للقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان، حسب الاقتضاء. وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء وضع المدنيين في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين المتاخم “الذين نزحوا عدة مرات ويواجهون بالفعل أزمة إنسانية”.

ودعا أعضاء المجلس أطراف الصراع إلى السعي إلى وقف فوري للأعمال العدائية وإلى إيجاد حل مستدام للصراع من خلال الحوار، وذكروهم والدول الأعضاء بضرورة الامتثال لتدابير حظر الأسلحة المنصوص عليها في القرار 1556 والمكررة في القرار 2750.

ومنذ مايو العام الماضي تصاعدت حدة المعارك في الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني بإقليم دارفور، إذ تسعى قوات الدعم السريع للهيمنة على الولاية بعد سيطرتها على أربع من ولايات الإقليم الخمس.

وتشهد الفاشر إلى جانب الحصار المحكم المفروض عليها من الدعم السريع هجومًا متصلًا بالقذائف المدفعية من القوات ذاتها، إلى جانب هجمات متكررة من طيران الجيش السوداني.

وأدت المواجهات المتكررة والقصف المدفعي والجوي لمقتل وجرح مئات المواطنين، كما دفع الآلاف إلى الفرار من المدينة والنزوح إلى مناطق الولاية المختلفة التي تشهد بدورها تصعيداً عسكرياً بدأ منذ نحو ثلاثة أشهر.

الوسومالأمم المتحدة الجيش الدعم السريع السودان الفاشر دارفور طيران الجيش السوداني مجلس الأمن الدولي

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يواصل تقدمه في ولاية الجزيرة والدعم السريع يرد بالمسيرات
  • مجلس الأمن الدولي يدين الهجمات المكثفة على مدينة الفاشر بشمال دارفور من قبل قوات الدعم السريع
  • الخارجية السودانية تحمل مجلس الأمن الدولي والقوى الغربية المسؤولية بعد وقوع مجزرة جديدة ومقتل 60 مدنيًا
  • يبدو أن قائد مليشيا الدعم السريع لن يفيق من غيبوبته إلا عند تسليمه حيا أو ميتا للشعب السوداني
  • عاجل.. السودان: مقتل 54 على الأقل وإصابة 158 في هجوم لميليشيا الدعم السريع
  • مجلس الأمن يدين هجمات قوات الدعم السريع في دارفور
  • مجلس الأمن يحث على منع التدخل الخارجي لتأجيج الصراع في السودان
  • الجيش السوداني يتقدم في ولاية الجزيرة ويهاجم دفاعات الدعم السريع
  • مجلس الأمن يدين الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر
  • مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور