تقرير أمريكي: تصعيد الحوثيين يهدد بنسف محادثات السلام في اليمن
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
تهدد ضربات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ، فضلا عن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، بتقويض الهدنة الهشة في اليمن، ويمكن أن تعيد البلاد إلى الحرب.
وأكد تقرير صحفي أمريكي نشره موقع جست سيكيورتي أن الهجمات على الشحن التجاري خطوة تصعيدية من قبل الحوثيين، وهي خطوة تخاطر بتأجيج التوترات في المنطقة وخارجها، مما دفع الولايات المتحدة إلى زيادة وجودها البحري في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط خلال الحرب في غزة.
وأكد التقرير أنه من شبه المؤكد أيضا أن الهجمات على السفن التجارية سترفع تكلفة الغذاء في اليمن، الذي يتم استيراد الكثير منه، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني هناك.
وبحسب التقرير فان هذه الأزمة تظهر التهديد الذي يشكله الحوثيون على المصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمي بشكل واضح للغاية، لكن لسوء الحظ، ثمة معضلة غالبا ما تواجه أولئك الذين يسعون إلى إنهاء الحروب الأهلية، حيث أن هذا ليس بديلا لنمط الحكم الحوثي في شمال اليمن، فقد أظهرت الحرب المستمرة، التي بدأت في عام 2014 ولها جذور تاريخية أعمق، أنه لا يوجد حل عسكري معقول للصراع، كما لا يزال التحالف المناهض للحوثيين مجزءا، مما يشكل عقبة إضافية أمام التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
خيارات الاستجابة
أشار التقرير إلى أن لدى الولايات المتحدة وحلفائها خيارات جيدة قليلة للرد على استفزازات الحوثيين في البحر الأحمر، وقد قال البعض بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى الانتقام من الحوثيين وربما حتى من إيران "لاستعادة الردع"، وأنه يجب اعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، إلا أن العقد الماضي من القتال أظهر أنه من غير المرجح أن يتم ردع الحوثيين بالإكراه أو بالقوة العسكرية وحدها.
إلا أن الولايات المتحدة وشركاءها بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ممر عبور حيوي، ونقطة اختناق محتملة للشحن العالمي.
وقد أظهرت السنوات القليلة الماضية أن الدبلوماسية، للأفضل أو للأسوأ، هي الوسيلة الأكثر فعالية لتعديل سلوك الحوثيين، في هذه المرحلة من الصراع، حيث لن تتمكن الدبلوماسية من إزالة الحوثيين من السلطة، لكن مزيجا من الردع والحوافز الدبلوماسية يمكن أن يقنعهم بإنهاء هجماتهم على الشحن التجاري.
وفيما يتعلق بالردع، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مؤخرا أن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الحلفاء والشركاء لإنشاء فرقة عمل بحرية لمرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر.
وفي حين أنه قد يكون من الصعب التنسيق والتخطيط، إلا أنه من الناحية العملية يمكن أن تكون فرقة العمل هذه أكثر نجاحا في "استعادة الردع" من الضربات الانتقامية التصعيدية المحتملة.
وحث التقرير الدبلوماسيين بالعمل على الحفاظ على الهدنة اليمنية والضغط على الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية للمشاركة في عملية سلام شاملة، مع مواصلة الجهود لفتح المفاوضات أمام قاعدة شعبية أوسع.
وتشير التقارير إلى أن الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية قد يكونون قريبين من التوصل إلى اتفاق،ويجب على الدبلوماسيين الأمريكيين الاستمرار في دعم جهود الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين واليمنيين أنفسهم لبناء إطار لعملية سلام شاملة، في عملية تتضمن حوافز لمنع هجمات الحوثيين.
وفي حين أن التسوية الجديدة ليست ضمانا بأن الحوثيين سينهون هجماتهم، إلا أن الحصول على الاعتراف الدبلوماسي الذي يسعون إليه من المجتمع الدولي قد يكون حافزا قويا للتعاون، لا سيما عندما يقترن بتدابير ردع.
وبحسب التقرير فان هناك سبب آخر للعمل على منع التصعيد العسكري مع الحوثيين: التصعيد لن يؤدي إلا إلى تعزيز موقف الحوثيين محليا، حيث تهدف هجمات الحوثيين جزئيا إلى تهدئة الاستياء العام المحلي المتزايد في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مثل الاحتجاجات التي شوهدت خلال يوم ذكرى ثورة 26 سبتمبر من هذا العام، حيث قوبلت الاحتفالات بقمع عنيف من قبل الحوثيين، الذين احتجزوا مئات الأشخاص وكانوا على الأرجح مسؤولين عن منع الوصول إلى الإنترنت وإلى Google Meet و Zoom. ومن المرجح أن تعزز الهجمات الخارجية على الحوثيين الشرعية الداخلية للحوثيين في وقت يحتاجون إليه.
وأكد التقرير أن الهدنة في اليمن ليست مثالية، غير أنها حائط الصد الوحيد الذي يمنع البلاد حاليا من الانزلاق مرة أخرى إلى حرب واسعة النطاق، وبالمثل، ليس هناك ما يضمن استمرار اتفاق سلام شامل، ناهيك عن أنها ستعدل من سلوك الحوثيين.
ومع ذلك، فإن عملية التفاوض الشاملة هي الخيار الأكثر قابلية للتطبيق للسلام في اليمن على المدى القريب، والعائق الوحيد أمام الدمار الإنساني الذي سيجلبه بالتأكيد استئناف كامل النطاق للحرب في اليمن.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی الیمن إلا أن
إقرأ أيضاً:
البنتاغون يعترف بوجود 2500 جندي أمريكي في العراق: تصعيد أم سياسة مستمرة؟
ديسمبر 24, 2024آخر تحديث: ديسمبر 24, 2024
المستقلة/- في خطوة مثيرة للجدل، اعترفت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” رسميًا، يوم الإثنين، بوجود أكثر من 2500 جندي أميركي في العراق، وهو العدد الذي كان يتم الإعلان عنه في السابق بشكل غير علني أو يتم تحاشيه تمامًا. الإعلان الذي جاء بعد سنوات من التكهنات والأسئلة حول حجم القوات الأميركية في المنطقة، أثار العديد من التساؤلات حول نوايا واشنطن في منطقة الشرق الأوسط وأهدافها العسكرية في العراق.
الوجود العسكري الأمريكي: أبعاد سياسية وعسكرية
تعتبر الولايات المتحدة، عبر وجودها العسكري الكبير في العراق، أحد الفاعلين الرئيسيين في القضايا السياسية والأمنية في الشرق الأوسط. إلا أن هذا الوجود يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على استقرار المنطقة، خاصة في ظل تزايد الضغوط من بعض الأطراف المحلية والإقليمية ضد التواجد العسكري الأجنبي. من جهة أخرى، يربط البعض هذا الوجود بالمصالح الأميركية في مكافحة تنظيمات إرهابية مثل “داعش”، لكن البعض الآخر يرى فيه دليلًا على هيمنة أميركية مستمرة على العراق والمنطقة بشكل عام.
العراق و”السيادة المفقودة”
في العراق، يثير الإعلان الأميركي المزيد من التوترات، خاصة في ظل المحاولات المستمرة من قبل الحكومة العراقية لتعزيز سيادتها واستقلالها العسكري. ويشعر العديد من العراقيين بأن وجود القوات الأميركية يعد انتهاكًا للسيادة الوطنية، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية التي يواجهها البلد. وبهذا الصدد، انتقدت بعض الأطراف السياسية العراقية الوجود العسكري الأميركي، مطالبة بخروج القوات الأجنبية من البلاد، وهو مطلب تزايدت الدعوات إليه بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
هل هو تصعيد عسكري أم استعراض قوة؟
في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الدفاع الأميركية أن وجود القوات في العراق وسوريا مرتبط بمكافحة الإرهاب وحماية المصالح الأميركية، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من سياسة أميركية أوسع تهدف إلى تعزيز النفوذ العسكري في الشرق الأوسط. خاصة مع تصاعد التوترات في المنطقة، بما في ذلك في سوريا ولبنان، وزيادة التهديدات من إيران والمجموعات الموالية لها.
سوريا: التوسع العسكري الأميركي
أما في سوريا، فإن تصريحات البنتاغون حول زيادة عدد القوات الأميركية دون الكشف عن الرقم بشكل علني أثارت أيضًا العديد من الأسئلة حول نوايا واشنطن في هذه الدولة التي تشهد صراعًا طويلًا ومعقدًا. فقد أعلنت الولايات المتحدة مرارًا عن تواجدها في سوريا كجزء من جهود مكافحة الإرهاب، ولكن الوجود الأميركي في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا قد يكون مرتبطًا أيضًا بمصالح استراتيجية تتعلق بالنفوذ السياسي والاقتصادي في المنطقة.
أميركا والعالم العربي: نظرة إلى المستقبل
إن اعتراف البنتاغون بوجود قوات أميركية مستمرة في العراق وسوريا يفتح المجال للعديد من الأسئلة حول مستقبل العلاقات الأميركية مع دول المنطقة. فبينما يرى البعض أن الوجود العسكري الأميركي يساهم في استقرار المنطقة، يرى آخرون أنه يمثل تهديدًا للسيادة الوطنية ويعزز حالة التوتر في العلاقات بين واشنطن والعديد من العواصم العربية.
وفي الختام، يبقى السؤال الأبرز: هل ستستمر الولايات المتحدة في توسيع وجودها العسكري في المنطقة، أم أن هذه الخطوة مجرد جزء من استراتيجية أوسع قد تشهد تحولًا في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط؟