تهدد ضربات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ، فضلا عن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، بتقويض الهدنة الهشة في اليمن، ويمكن أن تعيد البلاد إلى الحرب.

وأكد تقرير صحفي أمريكي نشره موقع جست سيكيورتي أن الهجمات على الشحن التجاري خطوة تصعيدية من قبل الحوثيين، وهي خطوة تخاطر بتأجيج التوترات في المنطقة وخارجها، مما دفع الولايات المتحدة إلى زيادة وجودها البحري في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط خلال الحرب في غزة.

وأكد التقرير أنه من شبه المؤكد أيضا أن الهجمات على السفن التجارية سترفع تكلفة الغذاء في اليمن، الذي يتم استيراد الكثير منه، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني هناك.

وبحسب التقرير فان هذه الأزمة تظهر التهديد الذي يشكله الحوثيون على المصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمي بشكل واضح للغاية، لكن لسوء الحظ، ثمة معضلة غالبا ما تواجه أولئك الذين يسعون إلى إنهاء الحروب الأهلية، حيث أن هذا ليس بديلا لنمط الحكم الحوثي في شمال اليمن، فقد أظهرت الحرب المستمرة، التي بدأت في عام 2014 ولها جذور تاريخية أعمق، أنه لا يوجد حل عسكري معقول للصراع، كما لا يزال التحالف المناهض للحوثيين مجزءا، مما يشكل عقبة إضافية أمام التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.

خيارات الاستجابة

أشار التقرير إلى أن لدى الولايات المتحدة وحلفائها خيارات جيدة قليلة للرد على استفزازات الحوثيين في البحر الأحمر، وقد قال البعض بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى الانتقام من الحوثيين وربما حتى من إيران "لاستعادة الردع"، وأنه يجب اعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، إلا أن العقد الماضي من القتال أظهر أنه من غير المرجح أن يتم ردع الحوثيين بالإكراه أو بالقوة العسكرية وحدها.

إلا أن الولايات المتحدة وشركاءها بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ممر عبور حيوي، ونقطة اختناق محتملة للشحن العالمي.

وقد أظهرت السنوات القليلة الماضية أن الدبلوماسية، للأفضل أو للأسوأ، هي الوسيلة الأكثر فعالية لتعديل سلوك الحوثيين، في هذه المرحلة من الصراع، حيث لن تتمكن الدبلوماسية من إزالة الحوثيين من السلطة، لكن مزيجا من الردع والحوافز الدبلوماسية يمكن أن يقنعهم بإنهاء هجماتهم على الشحن التجاري.

وفيما يتعلق بالردع، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مؤخرا أن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الحلفاء والشركاء لإنشاء فرقة عمل بحرية لمرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر.

وفي حين أنه قد يكون من الصعب التنسيق والتخطيط، إلا أنه من الناحية العملية يمكن أن تكون فرقة العمل هذه أكثر نجاحا في "استعادة الردع" من الضربات الانتقامية التصعيدية المحتملة.

وحث التقرير الدبلوماسيين بالعمل على الحفاظ على الهدنة اليمنية والضغط على الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية للمشاركة في عملية سلام شاملة، مع مواصلة الجهود لفتح المفاوضات أمام قاعدة شعبية أوسع.

وتشير التقارير إلى أن الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية قد يكونون قريبين من التوصل إلى اتفاق،ويجب على الدبلوماسيين الأمريكيين الاستمرار في دعم جهود الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين واليمنيين أنفسهم لبناء إطار لعملية سلام شاملة، في عملية تتضمن حوافز لمنع هجمات الحوثيين.

وفي حين أن التسوية الجديدة ليست ضمانا بأن الحوثيين سينهون هجماتهم، إلا أن الحصول على الاعتراف الدبلوماسي الذي يسعون إليه من المجتمع الدولي قد يكون حافزا قويا للتعاون، لا سيما عندما يقترن بتدابير ردع.

وبحسب التقرير فان هناك سبب آخر للعمل على منع التصعيد العسكري مع الحوثيين: التصعيد لن يؤدي إلا إلى تعزيز موقف الحوثيين محليا، حيث تهدف هجمات الحوثيين جزئيا إلى تهدئة الاستياء العام المحلي المتزايد في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مثل الاحتجاجات التي شوهدت خلال يوم ذكرى ثورة 26 سبتمبر من هذا العام، حيث قوبلت الاحتفالات بقمع عنيف من قبل الحوثيين، الذين احتجزوا مئات الأشخاص وكانوا على الأرجح مسؤولين عن منع الوصول إلى الإنترنت وإلى Google Meet و Zoom. ومن المرجح أن تعزز الهجمات الخارجية على الحوثيين الشرعية الداخلية للحوثيين في وقت يحتاجون إليه.

وأكد التقرير أن الهدنة في اليمن ليست مثالية، غير أنها حائط الصد الوحيد الذي يمنع البلاد حاليا من الانزلاق مرة أخرى إلى حرب واسعة النطاق، وبالمثل، ليس هناك ما يضمن استمرار اتفاق سلام شامل، ناهيك عن أنها ستعدل من سلوك الحوثيين.

ومع ذلك، فإن عملية التفاوض الشاملة هي الخيار الأكثر قابلية للتطبيق للسلام في اليمن على المدى القريب، والعائق الوحيد أمام الدمار الإنساني الذي سيجلبه بالتأكيد استئناف كامل النطاق للحرب في اليمن.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی الیمن إلا أن

إقرأ أيضاً:

الحوثيون في مواجهة مسلحة قادمة تهدد بإقتلاعهم ومعهد أمريكي يناقش تداعيات انسحاب السعودية من حرب اليمن

 

رأى معهد أمريكي، ان الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية يهدد باتخاذ إجراء عسكري مباشر ضد الحوثيين، وقال أن هذا "يثير احتمال انخراط الولايات المتحدة في صراع آخر طويل الأمد في الشرق الأوسط".

ووفق معهد دول الخليج العربي بواشنطن «AGSIW» -- وبدا الأمر التنفيذي وكأنه يهدد بتوسيع نطاق الحرب في اليمن، والذي أعلن في 23 يناير/كانون الثاني، حيث استأنفت الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب ما انتهت إليه ولايته الأولى، فأعادت تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية. 

وجاء في نص الأمر التنفيذي "إن سياسة الولايات المتحدة الآن هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم، وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم على الأفراد والمدنيين الأميركيين، وشركاء الولايات المتحدة، والشحن البحري في البحر الأحمر".

ويأتي قرار ترامب في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار في غزة وبيان الحوثيين في 19 يناير/كانون الثاني الذي تعهدوا فيه بوقف الهجمات على الشحن التجاري في البحر الأحمر طالما استمر وقف إطلاق النار. وأفرج الحوثيون بعد ذلك عن طاقم سفينة الشحن جالاكسي ليدر التي استولوا عليها قبل أكثر من عام.

ورأى كاتب التقرير الباحث جريجوري جونسن -عضو فريق الخبراء السابق بشأن اليمن جلس الأمن- "من نواح كثيرة، يُعَد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب محاولة لحرمان الحوثيين من النصر في البحر الأحمر، فعلى مدى أكثر من عام، استهدفت الجماعة السفن التجارية والسفن البحرية الأميركية".

الحوثيين وعمليات البحر الأحمر

وحاولت إدارة الرئيس السابق بايدن اتباع استراتيجية الدفاع والردع والتدهور، لكنها لم تفعل شيئًا لردع الحوثيين أو تدهورهم، والواقع أن الحوثيين وسعوا في الأسابيع الأخيرة قائمة أهدافهم، فأطلقوا صواريخ على إسرائيل، مما أثار عددًا من الضربات المضادة الإسرائيلية.

وعلى النقيض من حماس وحزب الله، واللتان تراجعتا بشكل كبير منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تكبد الحوثيون خسائر قليلة نسبيا على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، بل يبدو أن الجماعة استفادت بطرق عديدة من حملتها الصاروخية.

وعلى الصعيد المحلي، نجحت في تعزيز الدعم وإسكات المنتقدين في الداخل من خلال الانخراط عسكريا مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وكلاهما غير محبوبين على الإطلاق عبر الطيف السياسي في اليمن. كما استفاد الحوثيون من تأثير الحماس الوطني، فكلما زاد قصف الولايات المتحدة وإسرائيل للحوثيين، زادت شعبية الجماعة.

وعلى المستوى الإقليمي، أثبت الحوثيون أنهم حلفاء فعالون لإيران، حيث حولوا مكونات الصواريخ التي هربتها إيران إلى البلاد إلى ضربات على إسرائيل. وبمرور الوقت، وإذا لم تتمكن حماس وحزب الله من التعافي، فقد يؤدي هذا إلى زيادة كميات الدعم الإيراني للحوثيين.

وبطبيعة الحال، جزء من نجاح الحوثيين هو نتيجة للجغرافيا المواتية، حيث يسيطرون على جزء كبير من الساحل اليمني على طول البحر الأحمر ولا تشترك في حدود مع إسرائيل، مما يجعل الضربات الانتقامية أكثر تحديًا. 

ومن خلال مواجهة كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وضع الحوثيين أيضًا خصومهم العرب، مثل المملكة العربية السعودية، في موقف صعب، وعلى الرغم من أن السعودية كانت منخرطة في حرب مع الحوثيين منذ ما يقرب من عقد من الزمان، إلا أنها رفضت الانضمام إلى التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة الحوثيين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن المجموعة كانت تُرى على أنها تدافع عن الفلسطينيين.

 

وفي حالة انسحاب المملكة العربية السعودية بالكامل من اليمن، فمن المرجح أن يتحرك الحوثيون نحو حقول النفط والغاز في مأرب، وهو ما من شأنه أن يعزز قبضتهم على السلطة بشكل كامل. الشيء الوحيد الذي منع ذلك حتى الآن هو وجود غطاء جوي سعودي في مأرب. ومن مأرب، سيكون الحوثيين في وضع جيد للتحرك إلى شبوة ومن هناك إلى حضرموت، مما يؤدي فعليًا إلى تدمير أي أمل في قيام دولة غير حوثية في اليمن.

وعلى الصعيد الدولي، تمكن الحوثيون من تعميق علاقاتهم مع روسيا، التي كانت تبحث عن وسيلة فعالة لمواجهة الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا. وإذا تطورت هذه العلاقات إلى معدات ومساعدات، فقد يتحول الحوثيون إلى تهديد عسكري أكثر أهمية. كما استنزف الحوثيون مخزونات الولايات المتحدة بإجبارها على إطلاق أكثر من 200 صاروخ بتكلفة تزيد عن 500 مليون دولار. 

والأمر الأكثر أهمية من التكلفة العالية هو حقيقة أن الصواريخ التي تطلقها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لا يمكن استخدامها في المحيط الهادئ، وقد يستغرق تجديد المخزونات سنوات، وأخيرا، وربما الأهم، أنهى الحوثيون الحرب بشروطهم الخاصة، مما سمح لأنفسهم بإعلان النصر على كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. وفق المعهد الأمريكي.

 

إجراء عسكري ضد الحوثيين

ويهدف الأمر التنفيذي بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية الذي أصدره ترامب إلى إبطال هذا النصر الذي ادعاه الحوثيون، بحسب المعهد الأمريكي الذي أوضح أن ذلك سيتم بطريقتين.

أولاً، والأكثر وضوحًا، يهدد الأمر باتخاذ إجراء عسكري مباشر ضد الحوثيين، مما يزيد من احتمال تورط الولايات المتحدة في صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط، وهذا القلق هو السبب الرئيسي وراء اتباع إدارة بايدن لنهج حذر في مكافحة الحوثيين.

وثانيا، أصدر ترامب تعليماته للوكالة الأميركية للتنمية الدولية "بإنهاء علاقاتها مع الكيانات التي دفعت أموالا للحوثيين، أو التي عارضت الجهود الدولية لمواجهة الحوثيين بينما غضت الطرف عن إرهاب الحوثيين وانتهاكاتهم".

 

وإذا فسرنا هذا على نطاق واسع، فقد يدفع الولايات المتحدة إلى قطع الدعم عن الأمم المتحدة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وملاحقة المنظمات والكيانات التي تقدم المساعدات في تلك المناطق. وفق المعهد الأمريكي.

 

ولطالما استخدم الحوثيون المدنيين اليمنيين كبيادق لابتزاز المجتمع الدولي، وتحويل المساعدات الإنسانية فعليا إلى سلاح. وقد وافق المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، على هذا لأنه لا يريد أن يرى الوضع الإنساني الكارثي بالفعل يزداد سوءا. 

وتضع إدارة ترامب فعليا الاعتبارات السياسية قبل المخاوف الإنسانية، وتراهن على أنه إذا أصبح انعدام الأمن الغذائي والمجاعة سيئين بما فيه الكفاية في اليمن، فإن قبضة الحوثيين على السلطة سوف تضعف.

وأعتبر المعهد الأمريكي "إن كلا الجانبين من أمر إدارة ترامب يحملان مخاطر كبيرة، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها بسهولة منجرفة إلى حرب أوسع نطاقا في اليمن حيث لا تستطيع إيجاد طريق للخروج منها".

وتابع "وعلى نحو مماثل، لا يوجد ما يضمن أن يكون الناس الجائعون في وضع يسمح لهم بالثورة ضد الحوثيين أو أن تكون لديهم الرغبة في ذلك، ولكن المؤكد هو أن الحوثيين يمثلون الآن تحديا كبيرا للولايات المتحدة، وأن النهج الحذر لم ينجح

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس العليمي يتحدث عن الخيار الأكثر ضمانًا لتحقيق السلام في اليمن وأهمية القرار الأمريكي الأخير ضد الحوثيين
  • تصعيد أمريكي ضد الجنائية الدولية.. هل يتدخل ترامب لحماية نتنياهو؟
  • بعد فشل محادثات السلام.. ماذا يحدث فى جمهورية الكونغو الديمقراطية؟.. سيطرة جماعة إم 23 المتمردة على مدينة جوما وتورط رواندا فى الصراع
  • بالصور | استنفار قبائل السر والوقشة وحريب القراميش في نهم لإعلان الجهوزية لمواجهة أي تصعيد صهيو أمريكي على اليمن
  • معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
  • الحوثيون في مواجهة مسلحة قادمة تهدد بإقتلاعهم ومعهد أمريكي يناقش تداعيات انسحاب السعودية من حرب اليمن
  • تقرير يكشف تأثير تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية على العمل الإنساني في اليمن
  • معهد أمريكي: هل تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية استباق أمريكي لإجراء عسكري مباشر ضدهم في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • الحرب القادمة في اليمن… ما الذي تعنيه أوامر ترامب؟!
  • في ظل تصعيد الحوثيين.. وزير الدفاع المصري يطّلع على جاهزية قوات قاعدة "البحر الأحمر" البحرية