نبض السودان:
2024-12-26@21:01:56 GMT

نقص حاد في تمويل الصليب والهلال الأحمر بالسودان

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

نقص حاد في تمويل الصليب والهلال الأحمر بالسودان

رصد – نبض السودان

قال فريد عبد القادر رئيس مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان إن الاتحاد لن يتمكن خلال شهور قليلة جدا من مواصلة العمل فى السودان إذا لم يتم تقديم الدعم له فى أقرب وقت ممكن.

وأضاف عبد القادر فى تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الجمعة ” الوضع الإنساني يزداد سوءا فى السودان بينما يقل حجم الدعم المقدم لنا عن الاحتياجات المتزايدة هناك”.

وأشارعبد القادر إلى أن “الاحتياجات تتزايد داخل السودان حيث يشتعل الصراع، بينما نتلقى تمويلًا ضعيفًا للغاية في الوقت الحالي، لا يتجاوزر 10 % من أصل 60 مليون فرنك سويسري (70 مليون دولار أمريكي) طلبنا توفيرها للتعامل مع الوضع الإنساني فى السودان”.

كان رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر جاغان تشاباجين قال يوم الجمعة إن عدم الاستجابة لمناشدات المنظمة قد يدفعها لإيقاف العديد من خدماتها في السودان.

وكتب عبر منصة إكس “الاستجابة لمناشدتنا كانت سيئة للغاية وقد نضطر إلى التوقف عن العديد من الخدمات في الأشهر المقبلة”.

وأوضح أنه منذ نشوب الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخامس عشر من أبريل نيسان، تم تهجير أكثر من ستة ملايين شخص من مدنهم، وبعدها نزح من هؤلاء نحو ستمائة ألف شخص مرة أخرى إلى ولاية الجزيرة.

وأضاف أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يقدم للسودانيين “الدعم الغذائي والطبي والمياه ومستلزمات الصرف الصحي، ومواد غير غذائية كمتطلبات المأوى والطهي والنوم، وهو ما يمثل حزمة كاملة من المساعدات والاحتياجات الأساسية لأي إنسان”.

وقال عبد القادر إن استمرار الحرب منذ أبريل نيسان الماضي، واشتدادها فى بعض الولايات، يحتاج لتخصيص موارد إضافية، إذ زادت الاحتياجات ونفدت الموارد.

وأضاف “الموارد التي تلقيناها استنزفت مع مرور الوقت و لا مزيد من التعزيزات تصلنا وهذا هو التحدي الذى نواجهه الآن”، داعيا المجتمع الدولى لإرسال المزيد من المساعدات للسودانيين فى أقرب وقت ممكن .

وتابع “عبر الوقت، وبسبب الازدحام ونقص الموارد، هناك تفش للأمراض مثل الأمراض المنقولة عن طريق الماء، وتم الإبلاغ عن حالات الكوليرا في ثماني ولايات تقريبًا بالسودان”.

لكنه أعرب عن قلقه مما هو قادم ، قائلا “كل يوم الوضع يزداد سواء، والضغط يزيد على الناس”.

وقال عبد القادر إن لدي الاتحاد 18 فرعًا في جميع أنحاء السودان، إذ يعد الهلال الأحمر واحدًا من المؤسسات القليلة التي لديها تواجد فى شتى أرجاء البلاد.

وأضاف “فرقنا تعمل في جميع المناطق الخاضعة لقوات الدعم السريع وكذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة في الجنوب، ومشكلتنا الأولى ليست إيصال المساعدات وإنما المشكلة الأكبر هي توفير الموارد اللازمة لنكون قادرين على تقديم الخدمات الإنسانية للسودانيين”.

وأوضح أن الاتحاد بحاجة إلى موارد للتحرك لتغطية الاحتياجات فى ولايات عدة.

وأوضح عبد القادر “لن نكون قادرين على الاستمرار فى العمل لعدة أشهر، على الأقل نتحدث عن ثلاثة أشهر أخرى قبل أن نوقف عملياتنا”.

وأضاف “بعد شهر من الآن قد نضطر إلى تقليل النفقات حتى نتمكن من استمرار تقديم الخدمة لوقت أطول ولكن هذا له تأثير على كمية ونوعية الدعم الذي يمكننا تقديمه للناس لأن احتياجاتهم كبيرة جدًا”.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أمس الخميس من أن حوالي ثلاثة ملايين طفل في ولاية الجزيرة معرضون للخطر نظرا لتصاعد العنف، كما أشارت إلى نزوح 150 ألف طفل على الأقل في الولاية وانقطاع المساعدات الإنسانية العاجلة عنهم.

ومنذ منتصف أبريل نيسان الماضي، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو ، حربا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الصليب تمويل حاد في نقص والهلال والهلال الأحمر عبد القادر

إقرأ أيضاً:

عام آخر والناس في متاهة الحرب أين الطريق ؟

خالد فضل

يلملم العام 2024م أيامه الأخيرة ليطوي من روزنامة الأعوام صفحاته الإثني عشر . بما مضى وليس فيه تجديد . ذات المتاهة التي خبرها الناس في السودان عام إثر عام منذ أنْ رفرف لهم فوق السارية (عنوان) لو دقق الناس في تفاصيل سنواتهم الطويلة 69سنة بالضبط , لألفوا أنّ  أحد عشر عاما فقط (مارس72_مايو1983م) هي الفترة الوحيدة تقريبا التي لم تُشرع فيها بنادق الحكومة ضد بنادق بعض ابناء الوطن على نطاق واسع , في شكل حرب مستمرة ضد ما يُسمى (التمرّد). وحتى سنوات السلام تلك تخللتها معارك لثلاثة أيام في الخرطوم بين قوات الجيش وقوات الجبهة الوطنية المعارضة (الإخوان المسلمون, حزب الأمّة , الحزب الإتحادي الديمقراطي) في يوليو 1976م وبطبيعة حال الأنظمة العسكرية الديكتاتورية التي سيطرت على سبع وخمسين سنة  من سنوات الإستقلال , ظلّت الدعاية المستمرة ضد المعارضين بوصفهم خونة وعملاء ومرتزقة ومخربين , لم يوصفوا أبدا بأنهم معارضون لنظام الحكم . وقد ظلّت المفارقة كذلك حاضرة طيلة هذه العهود المظلمة من تاريخ القمع والإستبداد والحكم العسكري ؛ تتمثّل في أنّ ما من معارض أطلقت عليه صفات الذم كلها في مرحلة إلا وعادت ذات الجهات الحكومية تنعته بصفات المواطنة الصالحة , والوطنية القُحة , بل وتأهيله لتولي المناصب الرفيعة والمسؤوليات العظيمة في نفس دولاب الحكم . حدث هذا من أيام جوزيف لاقو وأنانيا الأولى  في عهد ديكتاتورية المشير النميري وإلى وقت أبوعاقلة كيكل الآن في ظل ديكتاتورية (البرهان/كرتي) ! لقد فقدت صفات القدح والمدح معناها , وباتت مثل القميص يُلبس ويُخلع حسب المزاج . أتصوّر لو أنّ صفة (معارض) فقط قد أُستخدمت في وصف المخالفين لتوجه السلطة , لكان في ذلك تمرين جيّد للشعب وتربية حسنة للأجيال المتلاحقة  , وتدريب ديمقراطي بحيث يقرُّ في أذهان الناس معنى الحكم والمعارضة , وهذا يجنّب البلاد شرور الإنزلاق المستمرنحو الهاوية بفضل خطاب الكراهية وتجريد الآخر من كل فضيلة , ومن ثمّ رفعه بدون مقدمات إلى مراقي التبجيل , حتى ليخال للناس أنّ صفات القدح تستخدم  رافعة نيل المدح.

ها هو العام 2025م يطلّ , والحرب تدخل عاما ثالثا بتوالي السنوات , وشهرها الحادي والعشرين بحساب الايام , وقد توقفت تقريبا مساعي وجهود وقفها , وصارت الدعوات خفيضة متناثرة هنا وهناك .لقد سئم العالم من بلد شيمة حكامه العسكريين الرفض  لكل مسعى للسلام , بلد يقوده  من هم أقصر قامة عن بلوغ مراقي الحكم , وسيلتهم العنف وطريقهم الإنقلاب العسكري عن طريق المؤسسة المتخصصة في الإنقلابات وتفريخ المليشيات  وممارسة أفظع الإنتهاكات . تلك هي الحقيقة المجرّدة لمن يروم طلبها .

تلوح في الأفق دعوات تكوين سلطة موازية , دعنا نمضي مباشرة للقول ؛ في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع . وتحت حمايتها , فهل ستكون أقلّ وطنية  من حكومة وزيرها  ذاك , ومليشياتها تتدرّب وتخرّج عناصرها في دولة مجاورة   !! ما الحق الذي يستند إليه البرهان ,هل هو  الإنقلاب ؟  وهل الإنقلاب فعل سلمي راشد منتخب لتصحيح مسار الثورة  ؟ أم هو مثل الحرب استحواز بالقوة على حقوق الآخرين , سلطة بفوهة البادق . بل الأدهى وأمر مباشرة شؤون الحكم بطريقة استفزازية , بقصر الخدمات الروتينية للدولة في نطاق هيمنة قوات مسلحة متعددة المليشيات وحرمان من هم خارج نطاق سيطرتها من تلك الخدمات النقدية والتعليمية والوثائق الثبوتية وتوصيل المعونات الإنسانية .هل مطلوب من المواطنين المصنفين أعداء  أنْ يهللوا ويكبروا لكل براميل مفخخة تهبط على رؤوسهم جزاءا وفاقا , وأنْ يمتدحوا إتهامهم بموجب قانون الوجوه الغريبة  أو يصفقوا طربا لمنشورات النائب العام وكروته السياسية ضد المعارضين للحرب الساعين للسلام !  سجل الدعم السريع موغل في الهمجية والانتهاكات , هذا صحيح لكنه مع ذلك يساوي في ظلمه وانتهاكه بدون فرز وقد قيل المساواة في الظلم عدالة . .                                              هل  هو الخوف من تقسيم السودان ؟ وهل كان السودان موحدا حتى يُخشى تقسيمه ؟ أم هي وحدة القمع والقهر والحروب المستمرة ؟ في الحقيقة الآن وقبل تشكيل حكومة الدعم السريع المزمعة توجد سلطات مدنية تدير شؤون الناس  في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق, وبعض مناطق جبل مرّة , فما هو التقسيم إذا كانت تلك هي الوحدة ؟                                   أنّ سلطة يقودها حميدتي و التعايشي و الهادي إدريس والطاهر حجر  تعادل سلطة البرهان والكباشي والعطا وجابر وعقار ؛ إذ جميعهم كانوا أعضاء مجلس السيادة الإنتقالي , فلا شرعية لمجموعة منهم تزايد بهاعلى الآخرين .إن أردنا الحق , صاحب الشرعية الوحيد من كل هؤلاء هو (التعايشي) , فهو من جاءت به الوثيقة الدستورية الأصل , وانقلب عليها الأخيرون في أكتوبر2021م. ولعل تجميد عضوية السودان في الإتحاد الإفريقي بموجب دستوره ؛ تقدّم أسطع دليل على عدم دستورية مجلس السيادة عقب الإنقلاب بمن فيهم حميدتي و الهادي وحجر . يبقى موضوع الشرعية غير ذي جدوى في هذه الحال . ولكن يمكن السؤال ماذا يمكن أن تفعل ؟

فهل  يمكن أن تعلن مباشرة استعدادها لإبرام إتفاق شامل , و وقف لإطلاق النار من جانب واحد _إلا في حالة الدفاع عن النفس_ لفترة محددة . فتح جميع الممرات لتوصيل المساعدات الإنسانية بوساطة المنظمات وتحت حمايتها , العمل مع الأمم المتحدة وكل وكالاتها وهيئاتها المعنية بما في ذلك برنامج تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل .دعوة لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان والتعامل معها . التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية . منح الأوراق الثبوتية لجميع السودانيين دون تمييز . تأسيس نظام قضائي ونيابي بالتعاون مع الأمم المتحدة حتى يلبي مواصفات العدالة كما أقرتها مواثيق حقوق الإنسان .عقد تفاهمات مشهودة مع حركة جيش تحرير السودان /عبدالواحد , والحركة الشعبية شمال/الحلو يضمن على الأقل معاهدة عدم إعتداء  والتعاون في المسائل المشتركة بما يمكن من تطويره لإتفاق شامل يمكن أن تنضم إليه بقية اقاليم السودان . عقد مؤتمر أهلي شامل لجميع مكونات أقاليم سيطرتها لا يستثني أحدا  للخروج بعقد إجتماعي  للعيش المشترك ويوقف خطاب الكراهية و الحزازات الإثنية والقبلية والعنصرية والجهوية ويجرّمها. تأسيس جهاز شرطة مدنية وجهاز أمن ومخابرات مهني إحترافي تحت سيطرة السلطة المدنية . العمل على تنظيم وهيكلة وإصلاح قوات الدعم السريع  ودمج كل الفصائل لتكون جيش مهني موحد بالإستعانة بالخبرة الدولية في هذا المجال ودعوة الأمم المتحدة للإشراف على تلك الخطوات .فتح الابواب أمام التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الإستثمار وتنمية وتطوير البنى التحتية والثروات المهولة في تلك الأقاليم . توفير الخدمات الأساسية من تعليم وصحة مجانا . حرية التعبير والتنظيم السلمي وتكوين المنظمات السلمية وفقا لقوانين ديمقراطية ودعوة كل التنظيمات السياسية لعقد مؤتمر قومي تمهيدا للمؤتمر الدستوري .  كفالة حرية السفر والتنقل دون عوائق في داخل الإقاليم . إنشاء سلة عملات مختلفة للتعامل الإقتصادي والتجاري . وغير ذلك من مهام يمكن أن تؤديها .  فهل يمكن أن يكون ذلك طريق للجم تهوّر ومكائد الفاسدين من سدنة النظام المباد الذين أشعلوا الحرب , ويقودونها لحرق كل البلاد إنتقاما من الشعب الذي أعلن جهرا رفضه لحكمهم البغيض , أم على أسوأ الفروض تصبح كما قال القدال عليه الرحمة  مقتبسا الحكمة الشعبية (الممطورة ما بتبالي من الرش ) , تساؤلات مطروحة للنقاش , وسيد الرايحة يفتح خشم البقرة كما في مثل سائد عند أهلي في الجزيرة .

الوسومخالد فضل

مقالات مشابهة

  • السودان: حكومات الحرب الموازية
  • موسكو تؤكد عدم تمكنها من المساهمة في ميزانية الصليب الأحمر وتوضح السبب
  • عام آخر والناس في متاهة الحرب أين الطريق ؟
  • «المروج والهلال» يواصلان التألق في «الدوري الممتاز»
  • تحديات السودان مع مطلع 2025
  • «الوزراء» يوافق على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن المساهمة المصرية في تمويل METAC
  • يوسف عزت يطلق رد مثير وتحذير بشأن تشكيل حكومة مدنية
  • الأمم المتحدة قلقة لتفشي المجاعة وتدهور الأمن بالسودان
  • مخاوف من امتدادها...المجاعة تنتشر في 5 مناطق بالسودان
  • 145 مليون دولار لدعم 5 ملايين سوري في أكبر نداء إنساني دولي