القاهرة- أ ش أ

تصوير- محمود بكار:

قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، إن كتاب الله هو منبع الخيرات ومصدر البركات الذي بتوجيهه يعمل البشر وبقوانينه يلتزمون، مؤكدًا أنه لا تزيد به الأهواء ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق ومن دعا إليه هدي الصراط مستقيم .

جاء ذلك في كلمة وكيل الأزهر نيابة عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في افتتاح المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم والتي بدأت أعمالها اليوم وتستمر على مدار 5 أيام "دورة الشيخ محمود على البنا"

وقال إن مركز مصر الثقافي الإسلامي، جاء ضمن خطوات الجمهورية الجديدة، معربا عن تهنئته بتجديد الثقة وتولي الرئيس السيسى فترة رئاسية جديدة.

وأضاف أن هذه المسابقة تحمل عدة رسائل طيبة فهي تتجاوز حفظ القرآن الكريم إلى فهم مقاصده السامية وتضيف بعدا إنسانيا أكد عليه الأزهر وتعاونت فيه مؤسسات الدولة وهو الفرع الخامس لذوي الهمم والسادس للمسابقة عن الأسر القرآنية.

وأكد الضويني أن الكلام عن القرآن وفضائل حفظه أمر محبب إلى النفس خاصة حفظة القرآن فهم أهل الله وخاصته، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم هو العمل الدائم الذي يتصل ثوابه أمد الدهر حتى يأتي شفيعا لأصحابه والقرآن الكريم المعجزة الخالدة التي تعصم الأمة من الغواية، وتصون أبنائها من العماية، وبقدر تمسك الامة به تبقى عزيزة لقوله صلى الله عليه وسلم" تركت فيكم ما لن تضلوا بعده ان اعتصمتم به كتاب الله وسنة رسوله".

وأكد أن القرآن يبقى كالجبال شامخا يحفظ الأمة من الضياع والتيه وأن آياته تذكرنا بالأخلاق التي يجب أن نكون عليها وأننا أمة العلم والعمل نحمل الخير للناس عقيدة وسلوكا، في ظل ما يموج به العالم في انحراف للسلوك وسفك الدماء يأتي القرآن كتابا للأخلاق والإنسانية يحببنا عن الجمال في كل شىء مثل الصبر على كل ما نعانيه فقال " فصبر جميل والله المستعان" والصفح والتسامح يقول الله تعالى "واصفح الصفح الجميل" فيريد الله أن ينقلنا من القبح إلى الجمال .

وهنأ أهل القرآن بصلتهم الطيبة بكلام الله تعالى وأسرهم لمكانتهم عند الله لقوله صلى الله عليه وسلم "من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجا يوم القيامة فمن لم يفز بالجائزة فقد فاز بكتاب الله".

كان ذلك بحضور: الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الدكتور محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وخالد عبدالعال محافظ القاهرة، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وعدد من الإعلاميين، والمحكمين والمتسابقين المشاركين في المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: أسعار الذهب كأس العالم للأندية الطقس مهرجان الجونة السينمائي مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى فانتازي مسلسلات رمضان 2024 سعر الفائدة المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم الدكتور أحمد الطيب الأزهر الشريف طوفان الأقصى المزيد القرآن الکریم وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %

الحمد لله أننا مسلمون، والحمد لله أن كتابنا القرآن الكريم، ونبينا محمد بن عبد الله، حقيقة المتأمل في قراءة القرآن، تستوقفه كل الآيات التي تناقش الحياة الاجتماعية، والعلاقات بشتى أنواعها سواء العائلية أو السياسية أو الاقتصادية. وأكثر ما ركَّز القرآن على التعاملات بين البشر. لم يترك القرآن جانباً من جوانب الحياة، إلا ووضع له أصولاً وأحكاماً، من اتبعها ربح وسعد، ومن تركها خسر وتعس. والمتدبر للقرآن، المتتبع لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، يدرك عظمة الدين الإسلامي وسموه الأخلاقي، هو ببساطة دين الأخلاق الفاضلة، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام، موضحاً جانباً من مهمته العظيمة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد كان العرب ذوي أخلاق رفيعة في كثير من تعاملاتهم، فجاء الإسلام متمماً للحسن منها، نابذاً السيئ، واضعاً منهجاً أخلاقياً عظيماً ، ولو توقفنا عند سور و آيات القرآن التي ترسم وتفصل الآداب والأخلاق للمسلمين، لما كفتنا مقالات، لكن لعلنا نقف عند بعض السور ونبدأها (بالحجرات) والتي حوت كماً هائلاً من التربية الدينية العظيمة. بدأت السورة بشرح التأدب مع الله عزَّ وجلَّ ورسوله، ووجوب طاعتهما، والامتثال لأوامرهما. لقد كان تعامل معلم البشرية مع أصحابه وأهله والناس عموماً، مدرسة نهل منها الجميع أحسن الأخلاق. ومازالت الأمة الإسلامية لن تجد موسوعة للأخلاق الحميدة، كأخلاق محمد عليه الصلاة والسلام. فهو قدوتنا، ومسك الأخلاق وعطرها، ويظل القرآن والسنة، دستورنا ومرجعنا كمسلمين، لننهل منه أطيب القيِّم وأنبلها، ولنعيش مع بعض الأخلاق الحميدة في سورة الحجرات. ففيها آية عظيمة، ما أكثر ما يغفل عنها الناس، فيحكمون أحكاماً قاسية تؤدي لقطع حبال المودة، وقد تشتعل الفتن، وقد تؤخذ صور سيئة عن أناس بينما هم مظلومون ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سمَّى الله من ينقل النبأ (فاسقاً) حتى لو كان صحيحاً، فهؤلاء الذين يحبون نشر الأخبار ونقلها من جهة لأخرى، ليسوا متثبتين، فمعظمهم ينقل ما يسمع بالتناقل، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( كفى المرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع). هذه قاعدة أخلاقية هامة جداً (تبينوا)، حتى لا تنتهك العلاقات بالأكاذيب، وسوء الفهم. ومن الأولى بمن يمتهن نقل الأخبار بين الناس، أن يتحرَّى ويدقِّق وينقل ما فيه خير، ويبتعد عن الأخبار التي تشيع الفتنة والبلبلة وتؤلب النفوس. وحري بمن تأتيهم أخبار تزعجهم، أن يتبينوا ويتأكدوا حتى لا يقعوا في الإساءة والقطيعة التي تورث الندم والإثم.
ونأتي لآية عظيمة في السورة -والقرآن كله عظيم- (وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويختم عزَّ وجلَّ الآية بمعنى كبير جداً ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). لن أتوقف عند توضيح هذه الآية، فذلك قد يأخذ من الأحرف مالا يتسع له المجال، لكن في هذه الآية توضيح لأهمية الإيجابية بين الناس بالتدخل بالصلح، وإنهاء الخصومات، سواء بين جماعات أو أفراد. وللأسف نحن اليوم كثيراً ما نجد خصومات تستمر لسنوات بين أهل وقرابة وجيران دون تدخل أحد للإصلاح، ودون تراجع من المخطئ والمسيء. ويذكِّرنا الله في آخر الآية بأن (المؤمنون إخوة) قال الرسول (المؤمن أخو المؤمن لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره). ثم نأتي لآية أخلاقية عظيمة في سورة الحجرات أيضاً (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) تخيلوا المستهزئين باسم (المزح المقيت) إن لم يتوبوا اعتبرهم القرآن (ظالمون). بعض الناس (مازحاً) يحقّر الآخرين، وينبزهم بألقاب لا يحبونها، ويهمز ويلمز عليهم، ويعتبر نفسه خفيف ظل صاحب حضور ممتع، والعكس صحيح عند الله قبل البشر فهو مذنب غثيث.
يا للأسف، أصبح البعض يستخدم مصطلح (طقطقة)، لمضايقة الآخرين، وإزعاج المجالس. ليت هؤلاء يقرأون هذه الآية ويعيدون النظر في تصرفاتهم. ثم تأتي الآية التي تنهى عن سوء الظن البعيد عن الحقيقة، لأنه إثم يجر العداوة والبغضاء، فإن لم يستطع المسلم إحسان الظن فلا ينقاد لسوء الظن دون تأكد وتثبت وفي الآية أيضاً نهي صريح عن التجسس هذا الخلق الذميم، والذي تترتب عليه نتائج سيئة جداً تعصف بالسكينة والحياة الآمنة. وفيها تحذير من الغيبة وتصويرها بشكل مرعب (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
أجارنا الله وإياكم من مساوئ الأخلاق والأفعال. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. رئيس جامعة الأزهر يكشف إعجاز القرآن الكريم في قوله: "وَزَهَقَ الْبَاطِلُ"
  • انطلاق مسابقة القرآن الكريم في البحر الأحمر
  • «الشبان العالمية» تطلق المسابقة السنوية لحفظة القرآن الكريم بمطروح
  • 3 آلاف متسابق يشاركون في أكبر مسابقة لحفظ القرآن الكريم بطوخ بالقليوبية
  • القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %
  • جامعة القاهرة تعلن عن المسابقة الطلابية السنوية لحفظ القرآن الكريم
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • لؤي بن غالب يكرم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بنخل
  • شيخ الأزهر: الله حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع
  • تأهل 63 متسابقا في ختام التصفيات النهائية لمسابقة النور لعلوم القرآن الكريم بنزوى