الجزيرة:
2024-12-25@05:33:30 GMT

زلازل وفيضانات وحرائق.. هل كان 2023 عام الكوارث؟

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

زلازل وفيضانات وحرائق.. هل كان 2023 عام الكوارث؟

لا شك في أن أقوى الكوارث الطبيعية في منطقتنا خلال عام 2023 كان زلزال تركيا وسوريا الذي وقع في فجر السادس من فبراير/شباط الماضي، وكان بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر، وتلاه زلزال آخر بقوة 7.7 درجات بعد ظهر اليوم نفسه، وهو ما تسبب بتفاقم الكارثة ليصل عدد الضحايا في المجمل إلى أكثر من 50 ألف شخص، مع ضِعف هذا العدد من الجرحى وملايين النازحين عن المناطق المتضررة.

زلازل كارثية

تلا ذلك في 8 سبتمبر/ أيلول الماضي زلزال آخر ضرب المغرب بقوة 6.8 درجات، وكان مركز الزلزال على بُعد نحو 75 كلم جنوب غرب مراكش قرب بلدة إغيل في جبال الأطلس، وتسبب بوفاة قرابة ثلاثة آلاف شخص. وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركي فمنذ عام 1900 لم يقع أي زلزال بقوة 6 أو أقوى ضمن مسافة 500 كلم من هذا الزلزال.

ومن المغرب وتركيا إلى أفغانستان التي شهدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي زلزالا تسبب بمقتل أكثر من 2400 شخص في مناطق ترتفع فيها بالفعل احتمالات وقوع الزلازل، حيث تقف جميعها أعلى  "الحزام الألبي"، وهو حزام زلزالي وجبلي يمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر على طول الهامش الجنوبي من قارتي آسيا وأوروبا.

ويبدأ الحزام الألبي من سومطرة، ثم يمر عبر شبه جزيرة الهند الصينية، ومن ثم جبال الهيمالايا وما وراءها، ثم جبال إيران والقوقاز والأناضول وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط، وحتى المحيط الأطلسي، وهذا الحزام مسؤول عن 17% من الزلازل الكبرى في العالم.

الفيضانات الكارثية في عام 2023 -وعلى رأسها فيضانات ليبيا- أودت بحياة أكثر من 11 ألفا (رويترز) فيضانات متكررة

لكن إلى جانب ما سبق من كوارث طبيعية، كانت هناك كوارث أخرى قاسية غمرت عام 2023، ويعتقد العلماء في هذا النطاق أنها تتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالتغير المناخي، حيث يستمر ارتفاع متوسط درجات الحرارة بشكل متسارع عاما بعد عام، وسجلت بعض المصادر البحثية عام 2023 على أنه الأكثر حرارة في تاريخ القياس.

وعلى سبيل المثال، بحسب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإنه بات من الواضح أن التغير المناخي أثر بشكل ملحوظ في العديد من المتغيرات المرتبطة بالمياه مثل هطول الأمطار ونشاط الرياح الشديدة، وهي ظواهر ترفع من شدة وسرعة وتيرة الفيضانات.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية يرفع من مستويات سطح البحر عالميا، حيث أصبحت محيطات الأرض وبحارها أعلى بنحو 20 سنتيمترا مقارنة بما كانت عليه في عام 1900، وهو المعدل الأعلى للارتفاع في قرنٍ واحد خلال الألفي عام الماضية، وهو ما يسهل من مرور مياه البحار إلى المدن أثناء الفيضانات.

ويتسبب احترار الغلاف الجوي لكوكب الأرض بزيادة نسبة الرطوبة في الهواء، مما يزيد من احتمالية هطول الأمطار. إلا أن هطول الأمطار في هذه الحالة يحمل بعض الجوانب السلبية؛ إذ يتسبب ارتفاع درجات الحرارة أيضا بزيادة جفاف التربة، لتقلّ نسبة امتصاصها لمياه الأمطار، وتسهم بالتالي في انتشار المياه إلى مناطق أبعد من المعتاد.

ويظهر ذلك في عدد من الفيضانات الكارثية في عام 2023 وعلى رأسها فيضانات ليبيا التي أودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص.

وكذلك فإنه ابتداء من 29 يوليو/تموز الماضي، شهدت 16 مدينة ومقاطعة على الأقل في شمال شرق الصين هطول أمطار وفيضانات قياسية بسبب إعصار دوكسوري، وشهدت بكين أشد هطول للأمطار منذ قرابة قرن ونصف.

وللأسف لم تتوقف الأمطار الغزيرة والأعاصير، بل امتدت بكثافة خلال شهر أغسطس/آب الماضي فتعرضت جميع أنحاء الصين للكثير من الانهيارات الطينية والفيضانات المفاجئة.

وفي هاييتي تسبب الطقس المضطرب بضرب سبع من المقاطعات العشر في البلاد ونزوح أكثر من 13 ألف شخص خلال يونيو/حزيران 2023، وتعرضت عدة بلدان لفيضانات كبيرة من ثلاثة أنهار أودت بحياة أكثر من 50 شخصا.

وربما كانت الفيضانات هي الكارثة الطبيعية الأكثر تكرارا في 2023، حيث شهدت دول مثل البرازيل وغانا والهند والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والإكوادور والكونغو الديمقراطية وموزمبيق وزامبيا فيضانات خلال هذا العام.

صورة من الدمار الذي خلفه إعصار أوتيس الذي ضرب الساحل المكسيكي على المحيط الهادي في 25 أكتوبر الماضي (رويترز) أعاصير زادت قوتها

كانت الفيضانات تقع دائما، لكن التغير المناخي تسبب في زيادة معدلاتها وشدتها وطول كل منها، وينسحب ذلك أيضا على كوارث طبيعية أخرى، حيث يتسبب ارتفاع درجة حرارة سطح الماء في بحار ومحيطات العالم -بسبب التغير المناخي- في زيادة شدة ومعدلات وطول الأعاصير.

ويستقي أي إعصار طاقته من حرارة المحيط، حيث يستخدمها لتغذية دورانه مما يرفع من سرعة رياحه، ولذلك فإنه أصبح من المؤكد بالنسبة للعلماء في هذا النطاق أنه كلما ارتفعت درجة الاحتباس الحراري، أصبحت الأرض عرضة لأعاصير أكثر قسوة وسرعة عن ذي قبل.

ويلاحَظ ذلك بالفعل في بيانات الأعاصير العالمية، حيث ارتفع عدد الأعاصير من المقياس 4 و5 (تلك التي ترتفع سرعة الرياح فيها عن 200 إلى 250 كلم في الساعة) من معدل 10 أعاصير في السنة في سبعينيات القرن الفائت، ليصل في التسعينيات إلى 18 إعصارا في السنة.

ويظهر ذلك بوضوح في عدة كوارث طبيعية وقعت في عام 2023، منها مثلا إعصار أوتيس الذي ضرب الساحل المكسيكي على المحيط الهادي في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع رياح تبلغ سرعتها 250 كيلومترا في الساعة، متجاوزا إعصار باتريشيا كأقوى إعصار مسجل يصل إلى اليابسة.

وأدى هذا الإعصار إلى تدمير ما يقرب من 80% من الفنادق و96% من الشركات في مدينة أكابولكو المكسيكية التي مر خلالها.

وإلى جانب ذلك، شهدت بعض الدول -مثل الولايات المتحدة الأميركية- موسم عواصف استثنائيا دفع بعض الوكالات مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لإعلان 2023 على أنه العام الأكثر كلفة من حيث إدارة الكوارث الطبيعية.

فقد تأكد ما لا يقل عن عشرات الأعاصير الموثقة في عام 2023 داخل الولايات المتحدة، وتجاوزت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023 المتوسط، وكان عام 2023 واحدا من أعلى الأعوام المسجلة في الولايات المتحدة بالنسبة لعدد الوفيات بسبب العواصف مع 76 حالة وفاة.

الجزائر شهدت خلال عام 2023 نحو 100 حريق في 16 ولاية تسببت بمقتل 34 شخصا على الأقل (رويترز) حرائق الغابات

ويبدو أن 2023 كانت كذلك من السنوات التي سجلت حالات قاسية من حرائق الغابات، نتذكر مثلا حرائق الغابات في الجزائر خلال خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، حيث شهدت البلاد قرابة 100 حريق في 16 ولاية تسببت بمقتل 34 شخصا على الأقل بينهم 10 جنود. ولعب الطقس الحار والرياح الشديدة دورا في تأجج تلك الحرائق، حيث وصلت درجة الحرارة أثناءها إلى 48 درجة مئوية.

ويتسبب التغير المناخي بارتفاع تردد الموجات الحارة وموجات الجفاف حول العالم، ومع الجفاف تخزن النباتات كمية أقل من الماء وتنمو ببطء، ويؤدي ذلك إلى المزيد من تساقط الأوراق الجافة الخاصة بها وموت الأشجار نفسها سريعا، ما يوفر بيئة مناسبة لانتشار الحرائق.

وطبقا لورقة بحثية صدرت قبل عدة أعوام بدورية "نيتشر"، فإن حرائق الغابات المطيرة في الأمازون على سبيل المثال ليست حدثا طبيعيا، ولكنها اتحاد بين عنصرين؛ الأول هو الجفاف الشديد الذي يتزايد يوما بعد يوم بسبب التغير المناخي، والثاني هو الأنشطة البشرية التي تؤثر بالسلب على طبيعة تلك الغابات.

وإلى جانب حرائق الغابات في الجزائر، اندلعت حرائق الغابات بمستوى غير مسبوق في دول عدة، ففي أوروبا مثلا سجلت اليونان أقوى موجة من انبعاثات الغازات الدفيئة صادرة من حرائق الغابات على الإطلاق خلال 2023، وفي المحيط الهادي أصبح الحريق الذي اندلع في جزيرة ماوي بهاواي هو أشد حرائق الغابات فتكا في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.

كما كانت حرائق الغابات في تشيلي، والتي بدأت في يناير 2023، واحدة من الحالات المتطرفة كذلك، حيث تطورت لتصل لما لا يقل عن 406 حرائق، وصُنفت العشرات منها على أنها حرائق خطيرة، قضت في مجموعها على أكثر من مليون فدان، وأسفرت عن مقتل 24 شخصا، مما دفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ في مناطق متعددة من البلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة التغیر المناخی حرائق الغابات فی عام 2023 أکثر من

إقرأ أيضاً:

تسجيل 94 منتجا و 16 شركة و2 مصنع بهيئة سلامة الغذاء خلال الأسبوع الماضي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفاد المركز الإعلامي للهيئة القومية لسلامة الغذاء في تقريره الأسبوعي الـ 48 لعام 2024، الصادر اليوم  عن الفترة من 14  – 20 ديسمبر، بأن الإدارة العامة لتسجيل وترخيص الأغذية الخاصة، سجلت 94 منتجا و 16 شركة و 2 مصنع ونفذت 3 زيارات رقابية، كما فحصت الإدارة 513 منتج جديد، و أصدرت 10 شهادات بيع حر.


ونفذت إدارة السلع الاستراتيجية 2 زيارة تفتيش على مواقع تخزين القمح، وكذا 8 زيارات تفتيش على مواقع مضارب الأرز .

وبلغ إجمالي عدد الشكاوى الواردة إلى الهيئة 35 شكوى من جهات استقبال الشكاوى المختلفة (البوابة الإلكترونية لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة - مجلس الوزراء)، جهاز حماية المستهلك، بالإضافة إلى الشكاوى المقدمة مباشرة إلى الهيئة، وتم غلق 26 شكوى وجاري فحص 9 شكاوى.
ونفذ مفتشو إدارة الشكاوى حملات على 517 منشأة غذائية للتأكد من سلامة المنتجات الغذائية المعروضة في محافظات ( الغربية، الدقهلية، أسيوط، المنوفية، كفر الشيخ، سوهاج، الوادي الجديد، أسوان، المنيا، بور سعيد، الغردقة، بني سويف والعاشر من رمضان) ، مع اتخاذ كافة الإجراءات التصحيحية اللازمة في حالة وجود أية ملاحظات متعلقة باشتراطات سلامة الغذاء.

وفيما يتعلق بأنشطة إدارة الرقابة على السلاسل التجارية، فقد تم تنفيذ 52 مأمورية رقابية على فروع منشآت السلاسل التجارية للتأكد من استيفاء هذه المنشآت لاشتراطات سلامة الغذاء وذلك بعدد من محافظات الجمهورية.

وتم تسجيل 1029 منشأة محال عامة ذات نشاط غذائي، وأجرت إدارة تسجيل وتراخيص المحال العامة 590 معاينة لمحال عامة، فيما استوفت 438 منشأة لاشتراطات الهيئة القومية لسلامة الغذاء خلال الأسبوع الماضي.

ونفذت إدارة الرقابة على المنشآت التخزينية 17 مأمورية رقابية على مخازن الأغذية في محافظات (  القليوبية، الاسكندرية، الشرقية، البحيرة، البحر الأحمر، الغربية، المنيا، الدقهلية، القاهرة والجيزة ) .
وتم تسجيل 10 مخازن ليصل إجمالي عدد المخازن المسجلة بالهيئة القومية لسلامة الغذاء إلى 906 مخزنًا، واستيفاء 1 مخزن ليصل إجمالي عدد المخازن المستوفاة  إلى 388 مخزنًا.

وفيما يتعلق بإدارة موردي الألبان، تم القيام بــ 12 مأمورية رقابية على المحالب ومراكز تجميع الألبان في محافظات البحيرة، الدقهلية، بني سويف، الاسماعيلية، كفر الشيخ، الشرقية والغربية.


وقامت لجنة التظلمات بالهيئة بفحص عدد 557 طلب تظلم وارد من الموانئ المختلفة.

وأجرت الإدارة العامة للمجازر 9 زيارات تفتيش على مجازر الدواجن، بالإضافة إلى 64 زيارة متابعة تصنيع مغلفات طبيعية حيوانية بمصانع الأمعاء.
وأصدرت الإدارة 27 إذن تصدير لمغلفات طبيعية حيوانية لدول الاتحاد الأوروبي بعد سحب العينات والتأكد من مطابقتها للاشتراطات، وقامت بتنفيذ حملات على بعض المجازر اليدوية في بعض أحياء محافظة الاسماعيلية وذلك لتعريف القائمين عليها باشتراطات سلامة الغذاء.

ونفذت الإدارة العامة للرقابة على الأسماك ومنتجات الأحياء المائية 9 زيارات رقابية على مراكب/سفن الصيد ومصانع وموردي الأسماك وشركات التصدير ووحدات التجهيز، كما تم تسجيل 2 منشأة خلال الأسبوع الماضي.

 

مقالات مشابهة

  • نزوح 221 أسرة إلى مأرب خلال نوفمبر الماضي
  • الأمم المتحدة.. ارتفاع انعدام الأمن الغذائي في اليمن خلال نوفمبر الماضي
  • محمود فوزي: مصر قدمت ملفها للمراجعة الدورية لحقوق الإنسان أكتوبر الماضي
  • أوامر بإجلاء المئات بسبب حرائق الغابات في فيكتوريا الأسترالية
  • مفوضية شؤون اللاجئين: أكثر من 210 آلاف لاجئ سوداني وصلوا إلى ليبيا منذ أبريل 2023
  • التدريب التقني : أكثر من 9 آلاف فرصة وظيفية لخريجي الكليات والمعاهد التقنية في نوفمبر الماضي
  • موجة حرائق متعمدة في روسيا.. وبوتين يتوعد بـدمار مضاعف
  • «آي صاغة» تحلل أداء الذهب في السوق المحلية خلال الأسبوع الماضي
  • تسجيل 94 منتجا و 16 شركة و2 مصنع بهيئة سلامة الغذاء خلال الأسبوع الماضي
  • أستراليا تكثف الجهود لمكافحة حرائق الغابات