بوابة الوفد:
2024-12-24@05:22:03 GMT

الديمقراطية الليبرالية فى الجمهورية الجديدة

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

للمصريين أن يفخروا بانتهاج الدولة المصرية، المسار الديمقراطى الجديد، الذى يضمن الاستمرار فى الاستقرار الأمنى والسياسى وتحقيق الخير للوطن والمواطن، وقد عانى المصريون على مدار عدة عقود من الزمن الويلات من غياب هذا المسار الديمقراطى، وتعرضت مصر للعديد من الأزمات الواحدة تلو الأخرى بسبب هذا الأمر، ونحمد الله الآن أن مطالب المصريين قد تحققت فى الدخول للمسار الديمقراطى الجديد، الذى طالبوا به كثيراً، وكما قلت أمس، إن تحقيق الديمقراطية لم يأت من فراغ، وإنما استند إلى الكثير من الأمور من ثورة 30 يونيو 2013 وحتى إجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى أكدت تفعيلاً سياسيًا وتنشيطاً للأحزاب والقوى السياسية لم تشهده البلاد منذ ثورة 23 يوليو 1952.

منذ قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بحل الأحزاب السياسية، والشعب المصرى يكافح من أجل الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، والتى باتت لها مادة خاصة بالدستور، وهى المادة الخامسة التى تم تفعيلها على الأرض من خلال ما تم فى الانتخابات الرئاسية وقد وجدنا فى هذا الشأن أربعة مرشحين خاضوا السباق الرئاسى. فقد تبين بعد هذه السنوات الطويلة أن أكبر خطأ ارتكبته ثورة 23 يوليو هو ارتكاب جريمة سياسية بحل الأحزاب، وأن أكبر ضرر هو الاعتماد على حزب واحد، لأن ذلك يفصل الناس عن واقع الحكم، وقد تسبب ذلك فى وقوع الكثير من الكوارث، ما جعل أى إنجاز حققته ثورة 23 يوليو محل ريبة وشك.

وبسبب الانتكاسات الكثيرة التى تعرضت لها البلاد أدرك الرئيس جمال عبدالناصر فى عام 1968 أهمية التعددية الحزبية بديلاً للحزب الواحد، ورغم ذلك لم يتحقق على الأرض ما كان ينتوى عبدالناصر القيام به. ورغم أن عبدالناصر باتت لديه القناعة الكاملة بأهمية تحقيق الحياة الديمقراطية السليمة، إلا أنه لم ينفذ ذلك، حتى لقى ربه فى عام 1970.

منذ هذا التاريخ والحياة السياسية والحزبية تتعرض للكثير من النكبات، بسبب غياب الرأى والرأى الآخر الذى يجعل صاحب القرار أمام رؤية شاملة وواضحة ويعفيه من اتخاذ القرار منفرداً.. وعندما قرر الرئيس الراحل أنور السادات بعد نصر أكتوبر العظيم تبنى فكر المنابر والأحزاب الثلاثة المعروفة باليمين والوسط واليسار، كان يفكر جدياً فى التعددية الحزبية لكنها كانت على نطاق محدود جداً، ولم تحقق المسار الديمقراطى المطلوب، وجاء أخطر وأسوأ ما فيه هو تبنى الرئيس السادات أو رئاسته حزبًا بعينه، والذى يعد النواة للحزب الوطنى المنحل.. واستمر كفاح المصريين من أجل الديمقراطية فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك بعدما سيطر الحزب الوطنى على مقاليد كل شىء، وبدأت الحرب الضروس على جميع الأحزاب الأخرى، بل سعى النظام إلى تشويه الأحزاب، وباتت فكرة الديمقراطية شكلية فقط لا غير، ولا دور فيها للأحزاب السياسية، وبات المتفرد الوحيد بالحياة السياسية هو الحزب الوطنى. وقد تعرضت كل الأحزاب إلى حملات تنكيل واسعة بشكل يندى له الجبين، وجالت الأقلام وصالت فى التسبيح بحمد الحزب الوطنى وتشويه ما عداه من أحزاب. وبلغ الاستخفاف بالمواطنين مداه، وسيطرت همينة الحزب الحكومى على كل شىء. وكانت تلك القشة التى قصمت ظهر البعير عندما فشل النظام بأكمله فى 25 يناير 2011، ولو كانت هناك أحزاب قوية بعد سقوط الحزب الوطنى لملأت الفراغ السياسى وتجنبت مصر الفوضى والاضطراب الذى ساد البلاد وكل الكوارث التى شهدها المصريون بسبب حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

وبالتالى فإن كل النكبات التى تعرضت لها مصر سببها الرئيسى هو سيطرة الحزب الواحد وغياب التعددية الحزبية، سواء كانت غير موجودة على الأرض أو موجودة ومهمشة كما كانت فى عهد «مبارك». أما الآن فمصر تؤسس لمرحلة جديدة فى دولة ديمقراطية ليبرالية عصرية حديثة قوامها الرئيسى هو الأحزاب السياسية، الفاعلة، وهذا ما شهدناه خلال المرحلة الماضية من خلال الانتخابات الرئاسية وتفعيل المواد الدستورية القائمة على التعددية السياسية والحزبية وانتهت بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى برؤساء الأحزاب الثلاثة الذين خاضوا الانتخابات الرئاسية، وهم الدكتور عبدالسند يمامة، وفريد زهران، وحازم عمر، ما يؤكد أن مصر بدأت خطوات التفعيل الديمقراطي الحقيقى، وقد تأكد ذلك من خلال تصريحات الرئيس السيسى التى أشاد فيها بالمشهد الديمقراطى الرائع الذى شهدته البلاد.

 

«وللحديث بقية»

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وجدى زين الدين الانتخابات الرئاسیة الحزب الوطنى

إقرأ أيضاً:

السوداني يؤكد على دعم الحوارات بين الأحزاب الكردية لتشكيل حكومة الإقليم الجديدة

آخر تحديث: 22 دجنبر 2024 - 8:49 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيسا مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، أمس السبت، على ضرورة دعم الحوارات بين القوى الوطنية لتشكيل حكومة إقليم كردستان.وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان،  أن الاخير “استقبل رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، وبحث معه مجمل الأوضاع في البلاد وأهمية دعم القوى السياسية للجهود الحكومية الخاصة بتنفيذ مستهدفات برنامجها، والمضي في تحقيق التنمية الشاملة للارتقاء بالواقعين الخدمي والاقتصادي”.وأضاف البيان، إن “اللقاء تضمن مناقشة الرؤى المشتركة في مجمل الملفات والقضايا الوطنية، وضرورة دعم الحوارات بين القوى الوطنية في إقليم كردستان العراق لتشكيل حكومة الإقليم، بعد نجاح تنظيم الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول الماضي، ومن أجل تعزيز التعاون والتنسيق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم الجديدة في مختلف القضايا الأمنية والسياسية والتنموية”.

مقالات مشابهة

  • قوات سوريا الديمقراطية: نتواصل مع الإدارة السياسية في دمشق
  • الأحزاب والدور المفقود!
  • «شئون الأحزاب» تقرر اختيار أسامة الشاهد رئيسا لحزب الحركة الوطنية 
  • تحالف الأحزاب يثمن رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة.. ويؤكد: سنظل داعمين لقيادتنا السياسية
  • تحالف الأحزاب يثمن رسائل الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة: لدينا قيادة حكيمة
  • تحالف الأحزاب يثمن رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة.. ويؤكد: سنظل داعمين للقيادة السياسية
  • 2 يناير.. نظر الطعن على رئاسة الحزب العربى الناصري
  • السوداني يؤكد على دعم الحوارات بين الأحزاب الكردية لتشكيل حكومة الإقليم الجديدة
  • بناء الإنسان.. مفتي الجمهورية يدير ندوة تثقيفية في أكاديمية الشرطة
  • حزب جديد ينضاف لقائمة الأحزاب المغربية…في انتظار تأشيرة الداخلية