بوابة الوفد:
2024-07-02@03:14:42 GMT

الديمقراطية الليبرالية فى الجمهورية الجديدة

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

للمصريين أن يفخروا بانتهاج الدولة المصرية، المسار الديمقراطى الجديد، الذى يضمن الاستمرار فى الاستقرار الأمنى والسياسى وتحقيق الخير للوطن والمواطن، وقد عانى المصريون على مدار عدة عقود من الزمن الويلات من غياب هذا المسار الديمقراطى، وتعرضت مصر للعديد من الأزمات الواحدة تلو الأخرى بسبب هذا الأمر، ونحمد الله الآن أن مطالب المصريين قد تحققت فى الدخول للمسار الديمقراطى الجديد، الذى طالبوا به كثيراً، وكما قلت أمس، إن تحقيق الديمقراطية لم يأت من فراغ، وإنما استند إلى الكثير من الأمور من ثورة 30 يونيو 2013 وحتى إجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى أكدت تفعيلاً سياسيًا وتنشيطاً للأحزاب والقوى السياسية لم تشهده البلاد منذ ثورة 23 يوليو 1952.

منذ قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بحل الأحزاب السياسية، والشعب المصرى يكافح من أجل الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، والتى باتت لها مادة خاصة بالدستور، وهى المادة الخامسة التى تم تفعيلها على الأرض من خلال ما تم فى الانتخابات الرئاسية وقد وجدنا فى هذا الشأن أربعة مرشحين خاضوا السباق الرئاسى. فقد تبين بعد هذه السنوات الطويلة أن أكبر خطأ ارتكبته ثورة 23 يوليو هو ارتكاب جريمة سياسية بحل الأحزاب، وأن أكبر ضرر هو الاعتماد على حزب واحد، لأن ذلك يفصل الناس عن واقع الحكم، وقد تسبب ذلك فى وقوع الكثير من الكوارث، ما جعل أى إنجاز حققته ثورة 23 يوليو محل ريبة وشك.

وبسبب الانتكاسات الكثيرة التى تعرضت لها البلاد أدرك الرئيس جمال عبدالناصر فى عام 1968 أهمية التعددية الحزبية بديلاً للحزب الواحد، ورغم ذلك لم يتحقق على الأرض ما كان ينتوى عبدالناصر القيام به. ورغم أن عبدالناصر باتت لديه القناعة الكاملة بأهمية تحقيق الحياة الديمقراطية السليمة، إلا أنه لم ينفذ ذلك، حتى لقى ربه فى عام 1970.

منذ هذا التاريخ والحياة السياسية والحزبية تتعرض للكثير من النكبات، بسبب غياب الرأى والرأى الآخر الذى يجعل صاحب القرار أمام رؤية شاملة وواضحة ويعفيه من اتخاذ القرار منفرداً.. وعندما قرر الرئيس الراحل أنور السادات بعد نصر أكتوبر العظيم تبنى فكر المنابر والأحزاب الثلاثة المعروفة باليمين والوسط واليسار، كان يفكر جدياً فى التعددية الحزبية لكنها كانت على نطاق محدود جداً، ولم تحقق المسار الديمقراطى المطلوب، وجاء أخطر وأسوأ ما فيه هو تبنى الرئيس السادات أو رئاسته حزبًا بعينه، والذى يعد النواة للحزب الوطنى المنحل.. واستمر كفاح المصريين من أجل الديمقراطية فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك بعدما سيطر الحزب الوطنى على مقاليد كل شىء، وبدأت الحرب الضروس على جميع الأحزاب الأخرى، بل سعى النظام إلى تشويه الأحزاب، وباتت فكرة الديمقراطية شكلية فقط لا غير، ولا دور فيها للأحزاب السياسية، وبات المتفرد الوحيد بالحياة السياسية هو الحزب الوطنى. وقد تعرضت كل الأحزاب إلى حملات تنكيل واسعة بشكل يندى له الجبين، وجالت الأقلام وصالت فى التسبيح بحمد الحزب الوطنى وتشويه ما عداه من أحزاب. وبلغ الاستخفاف بالمواطنين مداه، وسيطرت همينة الحزب الحكومى على كل شىء. وكانت تلك القشة التى قصمت ظهر البعير عندما فشل النظام بأكمله فى 25 يناير 2011، ولو كانت هناك أحزاب قوية بعد سقوط الحزب الوطنى لملأت الفراغ السياسى وتجنبت مصر الفوضى والاضطراب الذى ساد البلاد وكل الكوارث التى شهدها المصريون بسبب حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

وبالتالى فإن كل النكبات التى تعرضت لها مصر سببها الرئيسى هو سيطرة الحزب الواحد وغياب التعددية الحزبية، سواء كانت غير موجودة على الأرض أو موجودة ومهمشة كما كانت فى عهد «مبارك». أما الآن فمصر تؤسس لمرحلة جديدة فى دولة ديمقراطية ليبرالية عصرية حديثة قوامها الرئيسى هو الأحزاب السياسية، الفاعلة، وهذا ما شهدناه خلال المرحلة الماضية من خلال الانتخابات الرئاسية وتفعيل المواد الدستورية القائمة على التعددية السياسية والحزبية وانتهت بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى برؤساء الأحزاب الثلاثة الذين خاضوا الانتخابات الرئاسية، وهم الدكتور عبدالسند يمامة، وفريد زهران، وحازم عمر، ما يؤكد أن مصر بدأت خطوات التفعيل الديمقراطي الحقيقى، وقد تأكد ذلك من خلال تصريحات الرئيس السيسى التى أشاد فيها بالمشهد الديمقراطى الرائع الذى شهدته البلاد.

 

«وللحديث بقية»

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وجدى زين الدين الانتخابات الرئاسیة الحزب الوطنى

إقرأ أيضاً:

30 يونيو.. ثورة الإنجازات والحوار الوطنى أبرز مكاسبها

يحتفل الشعب المصرى بمرور 11 عاماً على ثورة 30 يونيو، والتى أنقذت مصر من مصير مجهول على أيدى الجماعة المحظورة بعد أن كانت على شفا حفرة من الانهيار، ولعل شرارة الثورة كانت فنية من أمام وزارة الثقافة المصرية، حيث وقف المثقفون والفنانون أمام الوزارة معلنين اعتصامهم ورفضهم لطمس  الهوية المصرية، وتواجدوا فى الميادين، وناشدوا الجميع بضرورة النزول للشوارع والميادين العامة من أجل رفض القهر السياسى لجماعة الإخوان الذين فرضوه فى المجتمع، وعودة استقرار البلاد بنظام ديمقراطى جديد يحمى مصر بدون محاباة لجماعة حزبية على أخرى وبدون مجاملات طائفية ودينية، نظام يسعى إلى تطبيق العدالة الاجتماعية والسياسية والكرامة فى كافة أرجاء الوطن.

 ولعل من إنجازات الثورة الحقيقية، هى الطفرة الواضحة فى الوسط الفنى وكان آخرها محور الثقافة فى الحوار الوطنى الذى ناقش العديد من التفاصيل الخاصة بالحفاظ على الثقافة المصرية... حول رؤية الفنانين للثورة بعد مرور سنوات..

قال الدكتور أشرف زكى، نقيب الفنانين، إن النقابة كانت الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو التى رفضت استمرار وجود جماعة الإخوان الإرهابية فى الحكم، وكانت بداية الهتافات ضد حكم هذه الجماعة من داخل النقابة.

وأضاف، أن الفنانين والمثقفين كانوا الشرارة الأولى للثورة من داخل مبنى وزارة الثقافة فى المهندسين، وهذه أول مرة يلتف الجميع داخل النقابة على قرار واحد، مشيراً إلى أنه تم عمل منصة لهذا اليوم داخل النقابة.

وتابع الدكتور أشرف زكى، أنه عندما كان يسمع أغنية تسلم الأيادى يشعر بالفرح والسرور لعودة البلد مرة أخرى فى الطريق الصحيح، موضحاً: «كانت أحلى ذكريات وربنا يحفظ بلدنا ورئيسنا ويحفظ شعبنا الطيب العظيم».

وقال الفنان خالد الصاوى إن من أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو هو الحوار الوطنى، وأضاف أن الحوار الوطنى يعتبر من أهم الإنجازات وذلك لنجاحه فى لم شمل جميع القوى المختلفة وتقديم مصلحة الوطن وإرسال رسالة إلى الجميع أن المشاركة والحوار تخلق حالة من النهوض بالمجتمع.

وتابع الفنان خالد الصاوى أن الفنان تأتى عليه مرحلة عمرية يشعر فيها بأنه يجب أن يوجه رسالة للأجيال القادمة، لافتًا إلى أن ما ينقص البيئة الفنية المصرية الآن هى الهوية، متابعًا: «نعرف إحنا مين ونتمسك بده».

وأشار الى ان الحفاظ على الهوية الثقافية للشعب المصرى، هو التحدى الأكبر الذى يجب ان يشغل الفنانين، مشيرا إلى أن محاولات طمس الهوية فشلت، لكن الحفاظ عليها امر صعب للغاية فى ظل العصر الحالى، ولذا وجب التركيز من المبدعين والفنانين والشعب بأكمله للحفاظ على هذه الهوية.

ووصف الفنان محمد رياض، فترة الاخوان بالرعب وقال، كنت أشعر بـ«الرعب» ما قبل ثورة 30 يونيو، بسبب استمرار حكم الإخوان للبلاد.

وأضاف، أن الإنسان يشعر بالأمن والأمان فى وطنه ومنزله، منوهًا أنه لم يشعر بتلك النعمة الكبيرة إلا بعد فقدانها.

وأكمل: «قبل 30 يونيو كنت مرعوبًا وخائفًا،على البلد وإن مصر العظيمة يحصل فيها هزة، لكن عندما شاركت فى الثورة وجدت كل أطياف الشعب المصرى مشاركين»، وتاريخ الشعب المصرى كبير يؤكد انه دائما ما يتحد فى ساعة الخطر، مضيفًا: «فى أكتوبر 1973 كل أقسام الشرطة لم تسجل حادث سرقة واحداً، فمن صفات الشعب ساعة الخطر، أنه يتحمل المسئولية ويبقى على قلب رجل واحد». وذكر أن ما حدث خلال حكم الإخوان صعب، بسبب العداء للثقافة والفنون بشكل كبير، معقبًا: «لم تكن هناك رؤية واضحة لما يحدث، حالة ربكة شديدة بالدولة فى كل شيء، بخلاف ما يحدث فى الشارع».

قال الفنان أحمد عبدالعزيز، عضو الحوار الوطنى، إن وجود القوة الناعمة على طاولة الحوار الوطنى أمر مهم جدا من أجل الاستفادة من رؤية هذه الفئة المختلفة، مشيرا إلى أن هذا الحوار خطوة مهمة، ومن المكتسبات الاساسية لثورة 30 يونيو التى تسمح بالحرية، وهى احد اهم مطالبها.

وقال ان الحوار الوطنى يمثل إضافة إيجابية، موضحاً أن القوة الناعمة من شانها أن تضيف جانبًا إبداعيًا على الحوار الوطنى والقرارات التى من المقرر أن تنتج عنه، وذلك لأن الفنان عادة ما يتمتع برؤية مختلفة وطريقة تفكير فريدة، كما أشار إلى أن الحوار الوطنى فى المقام الأول خطوة مهمة جدا فى هذا التوقيت، موضحا أن الحوار السبيل الوحيد لحل المشكلات والأزمات التى تمر بها البلاد.

مقالات مشابهة

  • توقعات الأحزاب من الحكومة الجديدة: تعزيز الحماية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية
  • حكومة تحمل آمال المواطن واستكمال مشروعات التنمية
  • «اليمين» يستعد لقيادة فرنسا.. و«ماكرون»؟
  • 30 يونيو.. سطرت مستقبل الجمهورية الجديدة بإصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية
  • تحالف الأحزاب المصرية: كلنا خلف الرئيس السيسي.. وثورة 30 يونيو بداية لانطلاقة نحو الجمهورية الجديدة
  • بمناسبة ذكرى 30 يونيو.. الأحزاب السياسية تنظم احتفالات بكافة محافظات الجمهورية
  • رئيس جامعة سوهاج: ثورة 30 يونيو ستظل على مر الزمان شاهد عيان على بطولات وتضحيات الشعب المصري
  • سميرة لوقا تكتب: وتستمر مسيرة بناء الجمهورية الجديدة
  • 30 يونيو.. ثورة الإنجازات والحوار الوطنى أبرز مكاسبها
  • مسؤول برلماني سلوفاكي: ما يسمى “الليبرالية الجديدة” تسقط في الحضيض