القضية الفلسطينية محل اهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه المسئولية ومن بداية خطاب تنصيبه فى أول ولاية رئاسية فى 8 يونيو 2014، حيث وصفها فى محددات سياسة مصر الخارجية، وبدأ الرئيس السيسى كلمته بعد إعلان فوزه بفترة رئاسية جديدة بعد 10 سنوات بالقضية الفلسطينية، عندما شبه اصطفاف المصريين فى الانتخابات بأنه تصويت للعالم كله من أجل التعبير عن رفضهم للحرب غير الإنسانية التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وليس لمجرد اختيار رئيسهم فقط.
قال الرئيس السيسى فى أول ولاية رئاسية إن موقف مصر الثابت وسعيها للتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حق الفلسطينيين والتأكيد على أن القضية الفلسطينية تأتى دائماً على رأس أولويات مصر وأن إيجاد حل لها سيعيد الاستقرار للمنطقة، وأن مصر ستواصل جهودها لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ومواصلة مصر لجهودها الحثيثة مع الأطراف الفلسطينية من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وشدد على أن الوقت قد حان لمعالجة شاملة ونهائية لأقدم الجروح الغائرة فى منطقتنا العربية، وهى القضية الفلسطينية من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو الشرط الضرورى للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، والمحك الأساسى لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة والنظام العالمى، وأن يد العرب ما زالت ممدودة بالسلام، وأن تجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن، وأنه يعد هدفاً واقعياً يجب علينا جميعاً مواصلة السعى بجدية لتحقيقه.
البعد العربى فى سياسة مصر الخارجية فى الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسى ارتكز على ضرورة الحفاظ على وحدة وتماسك الدول العربية، باعتبار أن الأمن القومى العربى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومى المصرى، وأن العلاقة بين الأمن القومى المصرى ونظيره العربى علاقة حتمية انطلاقاً من هذه الرؤية الاستراتيجية، باتت الدائرة العربية هى المجال الحيوى والرئيسى الذى يتحرك فيه الدور المصرى لحماية المصالح الحيوية والأمن القومى لمصر، وأن مصر عليها التزام قومى وتاريخى بحماية الأمن القومى العربى باعتباره مصلحة وطنية فى المقام الأول وقومية فى المقام الثانى.
وحدد الرئيس السيسى فى أول ولاية النقاط الرئيسية التى تحكم الموقف المصرى من قضايا المنطقة بقوله: نحن لا نتدخل فى شئون الآخرين، مصر تدعم إرادة الشعوب، ندعم الحلول السياسية السلمية للمسائل المتنازع عليها، وندير علاقاتنا مع دول العالم فى إطار الشراكة لا التبعية، مصر ليست تابعة لأحد، نحن لدينا علاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعى لتطويرها، وهى علاقات شراكة تقوم على الانفتاح وتبادل المصالح والرأى والحوار السياسى والاحترام المتبادل، لم يستطع أحد أن يملى علينا شيئاً على غير ما نراه، فالقرار الوطنى المصرى يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق، نعطى الفرصة للآخرين لنفهم ما يدور فى مصر والمنطقة.
حدد الرئيس منذ 10 سنوات أن مصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة فى علاقاتها الدولية وأن سياسة مصر الخارجية ستتحدد طبقاً لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصرى وأنها ستعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية مبادئ أساسية لسياساتها الخارجية فى المرحلة المقبلة، وما زالت مصر عند عهدها ووعدها الذى قطعته فى محددات سياستها الخارجية التى أقرتها مع العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: تطابق الرؤى المصرية القطرية الكويتية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية
أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطي أن هناك تطابقا في الرؤى المصرية القطرية الكويتية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال عبدالعاطي - في تصريحات تلفزيونية اليوم الثلاثاء، على هامش زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للكويت - "إن زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت جاءت لترسيخ وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن المباحثات بين البلدين تطرقت إلى الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع في السودان وليبيا وباقي القضايا الإقليمية والدولية".
وزير الخارجية: التطورات الإقليمية والدولية تستوجب تكثيف التشاو بين مصر وقطر
وزير الخارجية الأمريكي: قصف روسيا لـ سومي "هجوم مروع"
وأضاف وزير الخارجية أن "الزيارة تعكس العلاقات المتميزة للغاية بين الرئيس السيسي وأمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، والعلاقة التاريخية الأبدية المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين"، موضحا أن الزيارة تأتي في نهاية جولة الرئيس السيسي بمنطقة الخليج التي بدأت بدولة قطر، مشيرا إلى أنه ستبدأ المباحثات بين الرئيس السيسي والأمير مشعل.
ولفت إلى أنه ستكون هناك العديد من الملفات التي ستكون حاضرة وعلى رأسها العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية بعد كل الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية والتشريعية التي تم اتخاذها في مصر على مدار السنوات الماضية لخلق مناخ موات للاستثمار وزيارة الاستثمارات الكويتية في مصر.
وأوضح أن قيادتي البلدين سيتناولان جميع القضايا لمواجهة العديد من القضايا والتحديات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع ليبيا والسودان وسوريا واليمن ومنطقة البحر الأحمر.
وحول الأزمة الفلسطينية، قال وزير الخارجية إن هناك تقديرًا ودعمًا كاملًا للجهود المخلصة التي تقوم بها مصر، كما أن هناك جهودا مشتركة بين مصر وقطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة وهناك الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة وهي محل توافق ودعم عربي مصري خليجي وهناك دعم كامل لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار.
وأشار إلى أن هناك تطابقا في المواقف فيما يتعلق بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة للاتفاق الذي تم التوقيع عليه في 19 يناير 2025، مضيفا أن الجهود مستمرة بغرض بناء موقف عربي موحد وصلب للضغط في اتجاه وقف العدوان الإسرائيلي ونفاذ المساعدات الإنسانية والعمل على استدامة وقف إطلاق النار بما يؤشر بمؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بما يمكن الشعب الفلسطيني المناضل في قطاع غزة من الاستمرار بـ التشبث بأرضه وإتمام مشروعات التعافي المبكر في أسرع وقت ممكن لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكشف عبدالعاطي عن استمرار الاتصالات الأمريكية على كل المستويات، موضحا أنه على اتصال مستمر مع مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، معربًا عن أمله أن تكون هناك تحركات مشتركة ومواصلة الضغط على الطرف الآخر للعمل على التوصل إلى صفقة تضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن والأسرى مقابل فترة من التهدئة بما يسمح بالدخول في تفاوض حول المرحلة الثانية واستدامة وقف إطلاق النار والتمسك باتفاق 19 يناير.