أكد الأمين العام بوزارة العدل نيابة عن وزير العدل حافظ الأختام محمد زوقار اليوم السبت، أن تخصيص يوم كامل من الملتقى. لمعالجة لمسألة الطعن بالنقض الذي تمارسه النيابة العامة في المادة الجزائية. نابع من الرغبة في اعطاء دفعة جديدة لهذا الاجراء القانوني الهام. الذي يجب إنتشاله من الممارسات التي جعلت منه اجراء روتينيا لا طائل منه في غالب الاحيان للأسباب تكون احيانا ناتجة عن تقصير أو عدم الانتباه الى احترام شكليات بسيطة كعدم ارفاق مذكرة طعن او تسجيل الطعون خارج الأجال او لعدم العناية بتشكيل الملفات وارسالها إلى المحكمة العليا في الأجال المقررة قانونا.

في حين، أضاف ذات المتحدث بمناسبة انطلاق فعاليات الملتقى الوطني بمقر المحكمة العليا الموسوم بعنوان الفعالية والنجاعة في تسيير الملفات القضائية، أنه من خلال الملتقى سيمكن الخروج بحلول عملية ناجعة كفيلة بأن تجعل من طعون النيابة العامة دعما. ومحفزا قويا للمحكمة العليا لإنتاج قرارات ذات جودة عالية تثري بها الاجتهاد القضائي الوطني.

كما شدد محمد زوقار القضاة وامناء الضبط على المساهمة لمساعدة المحكمة العليا على القيام بمهمتها الثقيلة في تقويم العمل القضائي كل من موقعه بالاستناد إلى الطعون المقدمة على اجتهادات المحكمة العليا.
في حين، كشف وزقار في ذات السياق أن تسيير وتصفية المحجوزات شكّل دوما حلقة صعبة ومعقدة في عمل الجهات القضائية. بسبب التفسيرات المستقرة والجامدة وعدم الاجتهاد في حلحلة وتفعيل احكام قانونية موجودة اصلا. هذا الأمر انتبه له وتداركه معالي وزير العدل، حافظ الاختام الذي أشرف على اصدار عدة مذكرات وزارية شارحة عالجت هذا الارث الكبير من المحجوزات الذي يعود إلى سنوات عديدة، والاحصائيات المسجلة شاهدة على المجهود. الذي بذلته الجهات القضائية بانخراطها في هذا المسعى. سواء المعطيات المتعلقة بتصفية المركبات أو المحجوزات من الأسلحة والذخيرة أو المحجوزات من الذهب والمعادن الثمينة وغيرها.

مردفا أن “النتائج المحققة في تصفية المحجوزات لا يجب ان تجعلنا نغفل أو نتراخى حتى لا تتكرر نفس الاخطاء السابقة. وأن كل متدخل سواء قضاة النيابة العامة أو قضاة التحقيق أو قضاة الحكم يملك أدوات قانونية يجب عليه تطبيقها. من أجل حسن سير الدعوى العمومية وتحقيق المحاكمة العادلة”
باعتبار أن المحجوزات بالدرجة الأولى يجب أن تكون لها علاقة بالدعوى العمومية ومنتجة في اظهار الحقيقة

كما أشد محمد زوقار، في اداء العمل القضائي وتحديثه فان مشروع قانون الاجراءات الجزائية الذي قدمه  وزير العدل حافظ الاختام. والمسجل في برنامج اعمال المجلس الشعبي الوطني. تضمن مشاريع مواد تهدف الى جعل الطعن بالنقض اجراء خال من التعقيدات الشكلية واضحا وبسيطا. كما تضمن المشروع احكام أخرى أكثر تفصيلا وتوضيحا لموضوع تسيير وتصفية المحجوزات.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: المحکمة العلیا

إقرأ أيضاً:

“مدرسة جميلة” ومربيٍ فاضل هو (ابن) سرحتها الذي غنى بها

"مدرسة جميلة" ومربيٍ فاضل هو (ابن) سرحتها الذي غنى بها
قصة التعليم بين جيلين

.نحاول هنا رد الفضل الى أهله...و الى الدور الذي قام و يقوم به المعلم الجليل و المربي الفاضل الاستاذ حمد النيل فضل المولى عبد الرحمن قرشي.. معلم مادة الجغرافيا في مدرسة "جميلة" المتوسطة..في مدينة الأبيض ...إبان العهد الذي يبعد سنوات ضوئية عن سودان اليوم. كتب الاستاذ حمد النيل رداً على مقالي: " الثامن من مارس و الجالسات على أرصفة العدالة في السودان" فاهاجت كتابته الذكرى و استدعت أحقيته في الوفاء و العرفان، و لو بالقليل مما يستحق. له أجزل الشكر و الامتنان.

ما ينفك اشتاذنا يذكر الفضل للمعلمين و المدراء الذين عمل معهم و يحتفي بسيرتهم العطرة و يؤرخ لحقبة في التعليم قد يصعب التوثيق لها و تداركها بسبب الحرب و ما خلفته من ضياع للوثائق و تهجير للمعلمين داخل البلاد و خارجها.. و ربما تكون كتاباته النبراس الذي يهدي في الظلمات...يوقد جذوات الطريق كلما أنطفأ..يقص علينا احسن القصص. فقد آنستنا كلماته في وحشة دنيانا بعد الحرب و ردت الينا بعض الطمانينة...فلا اهل العزم نادوا علينا ...و لا نودوا ...و كلما ذكر معلمي مدرسة جميلة " كساها حسناً و حببها.. حتى كانّ اسمها البشرى أو العيد"...

في كردفان..و في سالف العصر و الأوان...كان للتعليم مدارس متميزة و رواد...وكانت المدارس الداخلية...لبنة الوحدة الوطنية ...و الوشائج المجتمعية...و كانت المدارس محصنة بالمعامل و المكتبات...و ميزانيات للانشطة الطلابية ..و بعيداً عن مدى فاعلية الاستراتيجيات التعليمية و مدى الاستجابة لحاجة الارياف و الاصقاع البعيدة ..أو في البادية..وحيث العيشة الجافية... و ليس بعيداً عن الكارثة الماحقة التي حلت بالبلاد قبل ثورة ديسمبر في كافة مجالات الحياة ...و على التعليم بوجه خاص ..تعطلت لغة الكلام. و لغة الارقام ..و لغات الإشارة ..و عاني الطلاب من و عورة دروب الاستنارة. ..تكدست قاعات الدراسة و أصبح الفصل بين طبقات المجتمع في مجال التعليم اشبه بالابارتهايد..للبعض قبلة عند الشروق...و للبعض قبلة ثانية..لم تصطدم بهموم الحياة ..و لم تدر – لولا الحرب- ما هيه. استشرت مؤسسات التعليم الخاص في مراحل التعليم ما قبل الجامعي و عجزت المدارس الحكومية عن الإجلاس و عن دفع مرتبات المعلمين ...فتضاعفت اعداد الاطفال خارج المنظومة التعليمية.. و لم تستوعب الحكومات أهمية التعليم التقني ..و لا عملت على تاهيل المدارس و بنيتها التحتية أو زيادة الميزانية للتعليم أو الصحة حتى يحصل الاطفال على رعاية صحية و على تعليم اساسي مجاني لا يفرق بين طبقات المجتمع في سبيل بناء امة يمكنها تحيقق ولو بعض اهداف التنمية المستدامة اسوة بالشعوب التي تعيش معنا نفس الالفية على كوكب الأرض. أما في المراحل الجامعية فقد وصلت الاوضاع الكارثية مداها جراء إلغاء العام الدراسي لاعوام حسوما ما أدى الى ضياع سنوات على الخريجين.و جاءت الحرب و انتشر الحريق ..فاذا الدنيا كما نعرفها و اذا الطلاب كل في طريق ..و صدح العالم بالرقم الفلكي: اكثر من تسعة عشر مليون من السودانيين من الأطفال و الشباب خارج النظام التعليمي...و من لم يمت بالجهل مات بغيره.
هل من رؤية يا ترى حول كيف سيؤثر هذا الوضع على جيل باكمله و على شعب يأمل أن يكون في مصاف البشرية!

في مدرسة جميلة ...بقيادة الاستاذ محمد طه الدقيل..فريق من المعلمات و المعلمين – و من بينهم الاستاذ حمد النيل - كان الفريق ينحت الصخر و يبنى من الاحجار قصورا..آمنوا بادوارهم و بالطالبات..و لم يهنوا..و كانوا هم الأعلون...و ما قلته في مقالك استاذنا سوى شئياً شهدناه ...عظيم في تجليه .رحيم حين تلقاه...بديع في معانيه اذا ادركت معناه.

كانت الحصص الصباحية..وكانت المعامل مجهزة تحوى المحاليل و المركبات الكيميائية ..نتقلنا الى آفاق العلم و التجارب .و كانت الجمعيات الادبية و اكتشاف المواهب و اهمها الشعر والقصة و الرسم و التمثيل. و كانت حصة الجغرافيا نقلتنا فيها بين المدارات و الصحارى و السهول و جبال الاطلس.و الروكي الانديز و جبل التاكا و جبال الاماتونج..تاخذنا عبر افلاك و مجرات.و تخوم..و نسعد حين يحط بنا الخيال "فوق للقوس و السماك الأعزل"...بعيد في نجوم.
ثم كان الاستعداد لحفل نهاية العام الدراسي و كانت مسرحية "مجنون ليلى" اخرجها الاستاذ محمد طه الدقيل...بعد أن امضت الطالبات اسابيع للحفظ و تجويد الأداء و كانت البروفات تتم في الامسيات...و المواصلات توفرها المدرسة إذ ان مكتب التعليم بالابيض كان راعياً و كان مسؤلاً عن رعيته، آنذاك.
و صار اليوم الختامي في ذلك العام و المسرحية ذات المضامين الانسانية حديث المدينة.. .لزمن طويل.
لم تذكردورك -استاذنا- في ذلك الألق و الجمال...و آثرت ان تمشي في طريق الأيثار فلا يعرف الفضل الا ذووه...من قبلك كان هناك كثيرون منهم الاستاذ محمود -و كنت قد ذكرته في غير مقال في معرض الوفاء والإخلاص لرفقاء دربك الرسالي-..الذي انتقل الى مدرسة جميلة بعد تحويلها.

كتب الاستاذ محمود قصيدة في و داع مدير كلية المعلمات بالابيض الاستاذ المربي الجليل عليه الرحمه بشير التجاني.. و كان بالكلية نهران للمستوى المتوسظ ..حميراء و جميلة...كتب القصيدة و لحنها و درّب الطالبات عليها لاقائها في احتفالية الوداع:

"أختاه من لحن القصيد نهدي الى الجمع السعيد حلو النشيد...و مودعين ربيعنا و – ربيعنا-... ابقى لنا زرعاً حصيد...زرعاً سقاه بعلمه و بخلقه و رعاه بالرأي السديد... فشعاره العمل الجميل و قدوة للخير و الفعل المجيد " الخ.

فصدق عليكم القول. ذلك الرعيل الذي يؤثر الغير و يرد الفضل الى أهله..و ما الزرع الذي تعهدتموه "بالعلم و الخلق و الراي السديد"...الا زرعاً أخرج شطأه ..فاستغلظ فاستوى على سوقه...و سيؤتى حقه يوم حصاده...باذن الله.

جميلة خياها الحيا و سقى الله حماها و رعى... .. كانت حصنا..و حمىً...و كانت مرتعا..كم بنينا من حصاها اربعاً و انثنينا فمحونا الاربعا...و خططنا في نقى الرمل ....فحفظ الريح و الرمل و ..و فضل المعلم المربي الجليل... أجمل السير...و ... وعى...

لن ننسى اياماً مضت.في محرابها و ستظل مدرسة "جميلة...جميلة على متن الحياة...ما بقي في الأرض أمثال المعلم الجليل..." اذكر ايامها ثم انثنى على كبدي من خشية أن تصدعا".

".قد يهون العمر إلا ساعة...و تهون الأرض...إلا موضعا"

ايمان بلدو

eiman_hamza@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • المحكمة العليا الأمريكية تتجه لاتخاذ خطوات ضد أجندة ترامب الداخلية
  • إطلاق حاضنة المدرسة العليا للفنون الجميلة “ARTI”
  • وزير العدل بحث وسفيرة سويسرا في مجالات التعاون القضائي
  • عون بحث مع وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى في تفعيل الجسم القضائي
  • من هو الملياردير “رجل ترامب” الذي سيدير غزة في اليوم التالي للحرب؟ (صور)
  • منصة “إحسان” توقع مذكرات تفاهم مع عدد من الجهات لتعزيز وسائل التبرع خلال الحملة الوطنية للعمل الخيري
  • ميلوني في مأزق سياسي بعد حكم المحكمة العليا بتعويض المهاجرين
  • “مدرسة جميلة” ومربيٍ فاضل هو (ابن) سرحتها الذي غنى بها
  • وزير العدل يلغي صفة الضبطية القضائية لـ 4 مسؤولين بجهاز حماية المنافسة
  • العدل تلغي الضبطية القضائية عن 4 عاملين بجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية