عربي21:
2024-10-06@07:39:19 GMT

حراك ليبي نشط.. المجتمع الدولي والطاولة الخماسية

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

حراك نشط شهدته الساحة الليبية الأيام الماضية، كان من مظاهره تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، والتفاؤل الذي أبداه رئيس البعثة الأممية، عبدالله باتيلي، وزيارات  المبعوث الأمريكي الخاص رتشارد نورلاند، للفرقاء الليبيين في الغرب والشرق، وأيضا الاجتماعات التي ضمت القيادات السياسية الليبية هنا وهناك.



الأطراف الدولية تقف خلف الطاولة الخماسية التي دعا إليها باتيلي وأبدى الفرقاء الليبيون تحفظاتهم عليها، فقد كانت تصريحات غوتيرش في هذا الاتجاه، كذلك دبلوماسية نورلاند كانت بغرض الحشد لهذه المبادرة ومحاولة تذليل الصعوبات أمامها، ويساعده في ذلك السفير البريطاني الذي ظهر في المشهد الحيوي الأسبوع الماضي.

أطراف النزاع الذين أسهموا في زخم الأيام الماضية أبدوا ليونة تجاه خطة باتيلي، فهذا ما كشف عنه الاجتماع الثلاثي الذي ضم رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، وقائد عام الجيش التابع للبرلمان خليفة حفتر، من أنهم مستعدون للمشاركة في الطاولة الخماسية.

هناك في الغرب الليبي، اجتمع كل من عضوي المجلس الرئاسي، عبدالله اللافي وموسى الكوني، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، ورئيس الحكومة عبدالحميد ادبيبة. وبدا الاجتماع وكأنه رد على لقاء المنفي وعقيلة وحفتر، في الشكل والمضمون.

قد تكون الطاولة الخماسية أخر ما في جعبة المجتمع الدولي لتفكيك النزاع واحتواء الخلافات، وفشلها يعني السير الحثيث باتجاه تثبيت الانقسام وتجذيره وربما شرعنته، والسيناريو المناقض لهذا التوقع هو حراك شعبي قوي يغير المشهد البائس إلى صورة جميلة يتطلع إليها الليبيون.ورد في بيان الاجتماع الرباعي التأكيد على التجاوب مع مبادرة باتيلي والاستعداد للمشاركة في الاجتماع، لكن بشروط، على ما يفهم من بيانهم الذي حذر من النزوع الجهوي (المنفي ينتسب إلى قبائل الشرق)، ومن الصفقات المشبوهة، وطالب بأن تجرى انتخابات عادلة ونزيهة.

المشهد يبدو ديناميكيا، وهذا يدلل على إمكانية التئام الطاولة الخماسية ربما مباشرة، أو بعد اجتماعات تمهيدية لممثلين عن الأطراف الخمسة، غير أن الذي لا ضمانة له هو اتفاقهم على القضايا الخلافية والإعداد لانتخابات تقود البلاد إلى الاستقرار.

أولا، حضور الفرقاء المعنيين بالاجتماع الخماسي يعني أن المسارات الموازية باتت هامشية، دون القطع بعدم العودة لها، فستظل وسيلة لتحقيق المكاسب التي يبحث عنها كل طرف، خاصة إذا وقع انسداد في المسار الخماسي، وظهرت ثغرات يدلف منها إلى دهليز التفاوض الخفي.

ثانيا، الأولوية بالنسبة لجبهة الشرق هي تشكيل حكومة جديدة، وهو موضوع شديد الحساسية والتعقيد، وإصرار عقيلة صالح على دعوة رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، أسامة حماد، للاجتماع لغايتين: الأولى المحافظة على ماء وجهه أمام مجلس النواب الذي لا يعترف بأي سلطة أو شرعية لدبيبة، والثاني له علاقة بتكتيات التفاوض، ذلك أن حضور حماد يعزز من قوة تفاوض الجبهة الشرقية خاصة إذا اعتمد التصويت كآلية لتمرير أجندة التوافق.

ثالثا، الاجتماع الرباعي لا يعني أن المشاركين فيه على قلب رجل واحد في تفاصيل ما ورد إجمالا في بيانهم، فعبارة "أن الحل يكمن في قوانين انتخابية عادلة" يتضمن دعم المجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة في موقفها من القوانين التي أصدرها مجلس النواب، ولا يمكن الجزم بأن عضوي المجلس الرئاسي، المشاركين في الاجتماع الرباعي، يتفقان كليا مع تكالة وادبيبة في موقفهما من مخرجات لجنة 6+6 بعد التعديل عليها.

أيضا وردت عبارة "عدم الرضوخ لسطوة السلاح"، والقصد هنا يمكن أن يكون حفتر باعتباره من يمثل قوة السلاح في التفاوض، دون استبعاد ربط ذلك بحراك يقع في جنوب غرب العاصمة يستهدف إسقاط حكومة الوحدة الوطنية.

أما "التورط في صفقات مشبوهة" فلا تفسير له إلا الحراك المعني بإعادة تشكيل الحكومة والذي يضغط من أجله عقيلة صالح ويبدو أن باتيلي يستجيب لتلك الضغوط، فهناك مؤشرات على فتحه ملف تشكيل حكومة جديدة بالتشاور مع أطراف عدة.

على المسار السياسي، قد تكون الطاولة الخماسية أخر ما في جعبة المجتمع الدولي لتفكيك النزاع واحتواء الخلافات، وفشلها يعني السير الحثيث باتجاه تثبيت الانقسام وتجذيره وربما شرعنته، والسيناريو المناقض لهذا التوقع هو حراك شعبي قوي يغير المشهد البائس إلى صورة جميلة يتطلع إليها الليبيون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا سياسة رأي تطورات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطاولة الخماسیة

إقرأ أيضاً:

«سلامة»: العدوان الإسرائيلي على غزة كشف عدم مصداقية المجتمع الدولي

علق الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، على مرور عام من العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدًا أن هذا العدوان  كشف عدم مصداقية المجتمع الدولي.

وقال الدكتور حسن سلامة: «مر عام من العدوان الغاشم الإسرائيلي على قطاع غزة وعلى الضفة الغربية، وتستمر محاولة تقويض أسس الدولة الفلسطينية واستهداف البنية التحتية واستهداف المدنيين وبالتالي لا جديد تحت الشمس سوى استمرار هذا العدوان»، مشيرًا إلى أن هذا العام كشف عن عدم مصداقية المجتمع الدولي من ناحية وفشل المنظمات الدولية من ناحية أخرى، وأثبت أن القوة هي التي تحكم العلاقات الدولية.

 

وأضاف «سلامة»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد الرميحي، عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن كل الحديث المتواتر حول القوانين الدولية وحقوق الإنسان والجوار، وغيرها من المبادئ التي كانت تدرس في العلاقات الدولية في كليات الاقتصاد والعلوم السياسية أصبحت محل نظر نتيجة استمرار هذا العدوان، بل يكاد يكون هذا العدوان إلى جانب الدماء التي تسفك للمدنيين الفلسطينيين العزل من النساء والأطفال في قطاع غزة والضفة الغربية، والآن ممتدة إلى الجنوب اللبناني، أمورا تعيد النظر حتى في المفاهيم المرتبطة بالسيادة وواجبات قوة الاحتلال  على الأرض.

نعيش كارثة إنسانية حقيقية

وتابع: «نعيش كارثة إنسانية حقيقية مستمرة دون أن يكون هناك رادع للسلطات الاحتلال الإسرائيلي»، مشيرًا إلى أن استمرار الحرب لمدة عام ما هو إلا تواطؤ من المجتمع الدولي مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • «سلامة»: العدوان الإسرائيلي على غزة كشف عدم مصداقية المجتمع الدولي
  • ما الذي ينمو في راحة يدك؟ يفوز بجائزة الجمهور بالمهرجان الدولي لفيلم المرأة
  • التوم هجو يستنكر صمت الأفارقة على التآمر الدولي والإقليمي الذي حدث للسودان
  • اجتماع تنسيقي لمتابعة الأمن بالحمرية
  • من هو هاشم صفي الدين الذي زعم الاحتلال استهدافه؟
  • وزيرة المالية تؤكد أهمية توطيد العلاقات الاقتصادية الخليجية
  • عوض: ما كان ليتمادى العدو في لبنان لولا صمت المجتمع الدولي
  • اجتماع عربي طارئ بالقاهرة لدعوة المجتمع الدولي للوقوف مع لبنان
  • بدور القاسمي تترأس اجتماعاً استشارياً لقيادة التطوير المستقبلي لـ «أميركية الشارقة»
  • مندوب اليمن بجامعة الدول: هناك دعوة بأهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته بوقف العدوان