بوابة الوفد:
2025-03-12@20:37:34 GMT

التنويريون والولاية الرئاسية الجديدة

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

 

 

 

 

فى المرحلة الحالية المهمة تاريخيًا، وعقب اختيار شعبنا العظيم للرئيس عبدالفتاح السيسى لقيادة الوطن من جديد زعيمًا وطنيًا أبيًا، ولعل وعد الرئيس عقب إعلان ولايته الجديدة بتواصل تفعيل أداء منظومة الحوار الوطنى وعليه نأمل أن يدور الحوار المباشر بين أهل الإصلاح والتنوير والتطوير حول سبل استكمال جهود بناء الدولة ومؤسساتها، وتقييم ما نتابعه من خطوات جادة فى تأمين حياة أمنة مستقرة وطيبة.

.

وعليه، أرى أنه فى خضم التحديات والعوامل الضاغطة التى تواجه الإدارة السياسية من قوى خارجية وداخلية مؤثرة على العملية السياسية والاقتصادية وتطور الحياة الاجتماعية والثقافية، يبرز دور المثقف الحقيقى لقيادة اتجاهات الرأى نحو بناء الوطن ودعم سواعده الفاعلة.. 

لاشك أن الحرية فى ممارسة العمل الثقافى، والفضاء الذى يحيط المثقف، لا تعنى بتوسيع فضاء حرية التعبير فقط للمثقفين ولكنها تعنى أيضًا الحق فى إعداد وتشكيل المثقف، والحق فى الاجتياز بمرونة إلى وسائل ومواقع التعبير والثقافة والمعرفة، والحق فى الاختلاف وضمان هذه الحقوق، ودون فرض رؤية ثقافية ما على المثقف. 

يُعرف «عابد الجابرى» أحد أبرز وجوه الاتجاه الحداثى فى العالم العربى اليوم «المثقف» أنه فى جوهره ناقد اجتماعى، إنه الشخص الذى همه أن يجدد ويعمل من خلال ذلك على المساهمة فى تجاوز العوائق التى تقف أمام بلوغ نظام اجتماعى أفضل ونظام أكثر إنسانية وأكثر عقلانية..

ولكن، يبقى لدينا فى الحالة المصرية علامات استفهام، من بينها:

هل من سبل لدعم دور النخبة المثقفة لصياغة الحراك الاجتماعى والفكرى والسياسى والاقتصادى؟ 

أين موقع هذه الشريحة فى رحلات ومشاوير صناعة القرار ومشاريع التطوير؟ 

متى تشارك النخبة بكل أطيافها فى صياغة المشاريع العملاقة التاريخية والحضارية الناجحة التى يرعاها الرئيس بحماس؟

قد يتفق البعض مع مقولة «جون بول سارتر» أن المثقف لغة ضيقة محدودة بسياقات لا تمتلك الرحابة التى ينتظرها المجتمع منه وما يقوله العامة «، وقد يكون مقبولًا التماهى معها فى الأحوال العادية التى تعيشها الشعوب فى حالة مستقرة مطمئنة هانئة، أما فى حالة مثقف ونُخبة لشعب فى زمن حصاد وتنمية مكاسب ثورة بروعة ثورة 30 يونيو فالأمر جد مختلف.

وهنا، على النخب السلبية الأداء أن تكف عن التعالى النسبى، والتوقف عن صناعة الأوهام وإطلاق الوعود الزائفة للجمهور والتشدق بالكليشهات الدعائية والشعارات الحنجورية وأن ترتب سلم الأولويات لا حسب منفعتها الذاتية، بل وفق النجاعة التى تؤمن لها الاستمرارية حسب الطريقة التى تسمح لها باحتواء الأزمة وإنقاذ الجميع من الكارثة. 

لاشك فى أن عزوف الكثير من المثقفين وأهل النخبة عن المشاركة فى الحياة الحزبية يأتى نتيجة ميراث فساد سياسى على مدى حقب زمنية بعينها، وآن الأوان أن يتبدل ويتغير الحال بعد ثورة حققت على الأرض نجاحات رائعة، وأن تعتبر الأحزاب أن العمل الحزبى والحياة الحزبية هى التى تستند إلى جماهيرية وبرامج واضحة معلنة جزءا من البناء الوطنى العتيد ونحن على عتبات الجمهورية الجديدة..

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية

إقرأ أيضاً:

غربال الثورة الناعم

 

غربال الثورة الناعم

حيدر المكاشفي

لفت انتباهي مقال نشر مؤخرا لصديقنا وزميلنا الأصغر وائل محجوب، جاء في مقدمته أنه في مرحلة الثورة وما تلاها من حكم انتقالي، برزت وجوه محددة لعبت دورا متصلا وكبيرا، في إضعاف أي مجال للتقارب أو الحوار بين مختلف قوى الثورة، عبر شيطنة الناس وتبني الشائعات، وتسميم أجواء المجال العام، وتدني لغة الحوار بالسب والشتم لرموز وشعارات القوى المختلفة، وكانت وجهة نظري وقتها أن كثير من هذه الأصوات تؤدي أدوارا معلومة، وسينكشف أمرها يوما ما. وبعد اندلاع الحرب، تمايزت الصفوف وخرج من بين صفوف الثوار من حمل السلاح ضمن صفوف المقاومة الشعبية، وهجر أخرون السلمية وتبنوا الدعوة للحرب والتعبئة لها، بينما مضى أخرون بشكل أكثر وضوحا نحو كتائب البراء ابن مالك، ومعلوم انها كتائب للحركة الاسلامية، وضالعة بحسب أكثر من تصريح لقادتها في مهاجمة الثورة، ويشتبه في كونها من ضمن قوات القناصة التي أردت كثير من الشهداء، وصار كثير من هؤلاء الثوار “السابقين” “يردد أمن يا جن.. ومثلما كشف الله ستر كثيرون ممن عادوا لقواعدهم بعد الحرب، هاهو مؤتمر الميثاق التأسيسي الذي انعقد بنيروبي، يخرج البقية الباقية ممن تدثروا طويلا بشعارات رفض الحرب..
ما ذهب اليه الزميل وائل يعيد الى الذاكرة الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله (أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها)، وهذا هو بالضبط حال ثورة ديسمبر المجيدة بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 الغاشم وحرب أبريل القذرة تعكف على نفي خبثها وغربلة صفوفها، وما خبثها الا اولئك المتملقين والمنافقين والمتذبذبين الذين ما اعلنوا انحيازهم للثورة الا على سبيل الملق والنفاق والمراء، وبدا واضحا انهم لم يؤيدوا الثورة الا لمنصب يصيبونه أو فائدة يجنونها، فما ان اعلن الانقلابيون سيطرتهم على الأوضاع ومن بعده حربهم اللعينة حتى انقلبوا معهم ولذات الاهداف الرخيصة، فصاروا مثل (فسية) تقرأ ذيل الديك التي تميل حيث تهب الهبوب، ولو كان للانقلاب والحرب من حسنة وحيدة ان كانت لهما حسنات، فهي أنهما فرزا الخبيث من الطيب والثوار الحقيقيون من ادعياء الثورة، وهذا ما يمكن الثورة والثوار الآن من نفي خبثهم كما ينفي الكير خبث الحديد وغربلة صفوفهم، ودنس الثورة وخبثها يجسده هيجان بعض من يدعونها من الذين لا يتحلون بأدبها ولا أخلاقها، ويأبى الله إلا أن يفضح مدعيها هؤلاء على رؤوس الأشهاد، وتلك سنة الله في اهل الملق والنفاق ولابسي ثياب الزور.. لقد كانت ثورة ديسمبر ولا تزال وستظل هي أعظم ما فعله السودانيون عبر تاريخهم الحديث، وهي ثورة طاهرة ستنفي خبثها وتنقي صفوفها، ولا يصلح أن يتصدى لحمل لوائها والدفاع عنها والسعي لاستعادتها، إلا من أخلص لها وآمن بمبادئها وضحى في سبيلها، وإذا كان البعض قد خذل الثورة أو خانها، وارتمى في أحضان الانقلابيين وحلفائهم من الكيزان وفلول النظام البائد، وأصبح أداتهم لاجهاضها، فإن هناك الغالبية الكاسحة من المخلصين للثورة ومبادئها والعاضين عليها بالنواجذ، والذين لن يقبلوا ان يعطوا الدنية في ثورتهم ولا في مبادئهم رغم كل ما تعرضوا له وسيتعرضون له من قمع وتنكيل، ولا يزالون يبذلون وسيظلون يبذلون ما في وسعهم دفاعا عنها في وجه هذه الهجمات التي تتعرض لها بلا كلل ولا ملل ولا يأس، فاليأس خيانة للثورة ولشهدائها، وفي تجارب التاريخ العبرة والمثل، فأصحاب كل القضايا العادلة لم ييأسوا في معاركهم طلبا لحقوقهم مهما تطاول عليهم الأمد، قرأنا ذلك في قصص الأنبياء والمرسلين، وقرأناه في تاريخ الشعوب، بل في تاريخنا الوطني ذاته، فالاصرار على استمرار فتنة هذه الحرب اللعينة المهلكة ماهو الا هو دليل خوف وليس دليل قوة، لأن هذه الحرب استهدفت بالأساس ثورة الشعب وليس المليشيا بدلالة كثير من الشواهد والمواقف والتصريحات والتلميحات، وهذا وضع لا يمكن له الاستمرار طويلا لأنه ضد طبيعة الأمور، وستظل بحول الله ثورة ديسمبر صامدة في وجه الثورة المضادة التي أرادت وأدها، وهو صمود مرشح للاستمرار ومن ثم النجاح لأن صبر الشعوب يفوق كثيرا قدرات أنظمة الحكم مهما بلغ جبروتها، وها هم أبناء الثورة، شبابها وكنداكاتها المخلصين يسطرون ملاحم في الصمود والتمسك بمبادئ ثورتهم والدفاع عنها، لا يضرهم من خذلهم أو خانهم، كما أنهم يزدادون وعيا بالمشهد من حولهم، ويحسبون خطواتهم، وهم يراهنون بالأساس على شعبهم، فارادة الشعب دائما هي الأقوى والردة مستحيلة..

 

 

الوسومالإنقلابيون الثورة حيدر المكاشفي وائل محجوب

مقالات مشابهة

  • مظاهرات تطالب بالإفراج عن محمود خليل وروبيو: توقيفه لا يتعلق بحرية التعبير
  • تهديد الجامعات ومنع الحوار.. هكذا تبدو حرية التعبير في عهد ترامب
  • منى أحمد تكتب: شمس الموسيقى العربية
  • وصول محمد الهويش والحنفوش إلى القاهرة لقيادة مباراة الأهلي والزمالك الملغاة
  • كاتبة أميركية: اعتقال خليل أكبر تهديد لحرية التعبير منذ الرعب الأحمر
  • رؤى وظلال الثقافة الغربية في ذهنية المثقف السوداني مابين الإلهام والاستلاب
  • أزمة إنتاج النخب الثقافية: فوضى المشهد وانعكاساته على الوعي المجتمعي
  • نادي الشرطة يتعاقد مع مؤمن سليمان لقيادة فريقه الكروي بدلاً من مواطنه عظيمة
  • انقلاب الخطيب على اتحاد الكرة.. وهذا الحكم الأقرب لقيادة قمة الأهلي والزمالك
  • غربال الثورة الناعم