اليمن: مصير غامض لعمال شركات المقاطعة والشحن
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
بينما يستمر زخم التفاعل في اليمن مع حملات المقاطعة لمنتجات وسلع الشركات الداعمة لإسرائيل، تتجه الأنظار إلى عمال القطاعات التجارية المستوردة لهذه المنتجات بالإضافة على عمال الشحن التجاري.
وتتمثل أهم شركات الاستيراد التي يتوقع كثيرون تأثر العمال اليمنيون بها في تلك التي تعمل في مجالات السيارات والأدوية والسلع غذائية وأدوات تجميل ومنتجات التقنيات التكنولوجية.
ويقدر حجم التبادل التجاري بين اليمن والولايات المتحدة الأميركية، وهي إحدى الدول التي يستهدفها الحوثيون بحظر سلعها، بأكثر من 100 مليار ريال (الدولار = نحو 1540 ريال في عدن)، تستحوذ الصادرات الأميركية إلى اليمن على النسبة الكبرى، في حين لا تزيد الصادرات اليمنية إلى أميركا والتي تتركز بدرجة رئيسية في المنتجات الزراعية والسمكية على ما نسبته 2%، حسب بيانات رسمية.
ويشكل النفط النسبة الأعلى في مكونات الصادرات اليمنية بنسبة تزيد عن 90% تليها المحاصيل الزراعية بنحو 7%. وفيما يتعلق بالواردات فإن السلع الوسيطة تشكل النسبة الأعلى من الواردات حيث تصل إلى حوالي 55% من إجمالي الواردات، تأتي بعدها السلع الرأسمالية بنسبة تتراوح بين 15%- 25% بينما تتوزع النسبة المتبقية على السلع الاستهلاكية.
الباحث الاقتصادي منير القواس، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن هناك تأثرا كبيرا لفئة واسعة من العمال بسبب المقاطعة وتراجع التبادل التجاري حيث تضررت الشركات المستوردة وشركات الشحن والتفريغ في الموانئ اليمنية.
ويرصد "العربي الجديد" تصاعد حدة هذه الأزمة بشكل لافت بعد تدهور وضعية ميناء عدن الذي يعاني من شح السفن التجارية حيث فضل كثير من المستوردين ومكاتب الشحن التجاري إلى اليمن استخدام ميناء الحديدة عقب رفع القيود المفروضة عليه.
لكن مسؤولين في ميناء عدن نفوا أن يكون هناك تراجع في دور الميناء على المستوى المحلي كبوابة لمدينة عدن واليمن نحو العالم، رغم الإشارة إلى وجود انخفاض في معدل السفن الزائرة والتي تعزى إلى "الإقفالات" السنوية في الأسواق العالمية ودول التصدير.
وعزت قيادة ميناء عدن ما يجري إلى الترهيب الذي يُمارس على المستوردين لإجبارهم على استخدام ميناء الحديدة الذي يزيد فيه معدل بقاء السفن عن عشرين يوما، ناهيك عن فارق أسعار الشحن البحري التي تفوق ما هو عليه في ميناء عدن بحسب حديث مصادر مسؤولة في ميناء عدن.
وأكدت المصادر أن ميناء عدن يتمتع بعلاقات وطيدة تربطه بكبريات الخطوط الملاحية الناقلة والتي تجعله الخيار الأول لسفن الخطوط الملاحية العملاقة نظراً لما يتمتع به الميناء من إمكانات كبيرة في البنية التحتية والفوقية والموقع المتميز للميناء، حيث تضم قائمة عملاء الميناء أكثر من 50 خطا ملاحيا عالميا ناقلا ما بين مشغل ومالك للسفن والحاويات.
ومن جانبه، يتوقع الخبير المختص في سوق العمل فواز الحكمي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن ما يجري على المياه اليمنية من تهديدات للسفن الإسرائيلية أو الداعمة لها سيؤثر على كتلة عمالية كبيرة في مجال الشحن التجاري البحري في مختلف دول العالم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي اقتصاد الملاحة الدولية میناء عدن
إقرأ أيضاً:
مهبط طائرات غامض في باب المندب يبدو جاهزًا.. هل تستخدمه واشنطن لردع الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
كشفت صورا للأقمار الصناعية، أن مهبط طائرات يبدو جاهزًا الآن في جزيرة ميون، الواقعة في قلب الممر المائي باب المندب.
وتظهر الصور التي التقطتها يوم الجمعة شركة "بلانيت لابس بي بي سي"، ونشرتها وكالة "أسوشيتدبرس" أن المهبط قد طُليت عليه علامتا "09" و"27" شرق وغرب المهبط على التوالي.
وذكرت الوكالة في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن التحالف الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين أقر بوجود "معدات" في جزيرة ميون، المعروفة أيضًا باسم "بيريم". ومع ذلك، ربطت حركة النقل الجوي والبحري إلى ميون عملية البناء بالإمارات العربية المتحدة، التي تدعم قوة انفصالية في اليمن تُعرف باسم المجلس الانتقالي الجنوبي.
وحسب الوكالة فإن القوى العالمية الموقع الاستراتيجي للجزيرة منذ مئات السنين، لا سيما مع افتتاح قناة السويس التي تربط البحرين الأبيض المتوسط والأحمر.
ويأتي العمل في ميون في أعقاب اكتمال مهبط طائرات مماثل، يُرجح أن الإمارات العربية المتحدة بنته على جزيرة عبد الكوري، التي تطل على المحيط الهندي قرب مصب خليج عدن. وفق التقرير.
كما يُظهر تحليل لوكالة أسوشيتد برس لصور الأقمار الصناعية من يوم السبت أن الجيش الأمريكي نقل ما لا يقل عن أربع قاذفات شبح بعيدة المدى من طراز بي-2 إلى دييغو غارسيا في المحيط الهندي - وهي قاعدة بعيدة عن مرمى المتمردين تتجنب استخدام قواعد حلفائها في الشرق الأوسط. وقد شوهدت ثلاث قاذفات هناك في وقت سابق هذا الأسبوع.
"هذا يعني أن ربع جميع قاذفات بي-2 القادرة على حمل رؤوس نووية التي تمتلكها أمريكا في ترسانتها قد تم نشرها الآن في القاعدة". تقول الوكالة.
واستخدمت إدارة بايدن قاذفات بي-2 بقنابل تقليدية ضد أهداف الحوثيين العام الماضي. شنت حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" هجمات من البحر الأحمر، ويخطط الجيش الأمريكي لجلب حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" من آسيا أيضًا.
في غضون ذلك، أعلنت فرنسا أن حاملة طائراتها الوحيدة، "شارل ديغول"، موجودة في جيبوتي، وهي دولة تقع في شرق إفريقيا على مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن. أسقط الفرنسيون طائرات حوثية مسيرة في الماضي، لكنهم ليسوا جزءًا من الحملة الأمريكية هناك.