قصر إمبراطوري مهمل يعود إلى الحياة كمتحف.. ويسلط الضوء على عظمة روما
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد 50 عامًا من الإهمال، أعيد افتتاح القصر الإمبراطوري "المفقود" في روما، دوموس تيبريانا، كمتحف منتشر في الهواء الطلق.
حتى وقت قريب، كان قصر دوموس تيبريانا عبارة عن أطلال متداعية ومحظورة، على مقربة من الكولوسيوم الشهير. بُني في القرن الأول الميلادي وأحبه نيرون، وثمة أمل بأن يستعيد مكانته مجدّدًا كأحد أفضل مناطق الجذب السياحي في المدينة.
يقع القصر القديم على هضبة بالاتين، الأقدم في المدينة، ويُطلّ على روما حيث حكمت السلالات الإمبراطورية لقرون عدّة. لكن على مرّ السنين، تدهورت حال الموقع، وفي سبعينيات القرن الماضي، أُغلق موقع دوموس تيبريانا بسبب التخلخل الهيكلي لبعض الآثار. وقد خلّف الإغلاق ما وصفه العديد من الرومان بـ"الثقب الأسود" في قلب العاصمة الأثري.
الآن، بعد عملية تجديد استمرّت لستّ سنوات، فتح القصر أبوابه مجدّدًا كـ"متحف مشتت"، يضم اكتشافات ولوحات جدارية منتشرة في جميع أنحاء الموقع لتزويد الزوّار بمعلومات دقيقة عن عظمة القصر القديمة.
كان مجمع القصر مأهولًا منذ آلاف السنين وكان مرغوبًا من قبل الأباطرة والأرستقراطيين.Credit: Parco Archeologico Colosseoوكان عظيمًا. كان دوموس تيبريانا أول قصر إمبراطوري في روما، بناه الإمبراطور تيبيريوس الذي جمع بين القصور النبيلة الموجودة والمبنية سابقًا على التل. يمتد القصر على مساحة أربعة هكتارات، ويضم مساكن، إلى جانب حدائق كبيرة، وأماكن عبادة، وغرف لحرس الإمبراطور الملكي.
وبصفته مقرًا للسلطة والسياسة في روما، احتل دوموس تيبريانا موقعًا متميزًا، أعلى من المنتديات البلاتينية والرومانية، ما يوفر لقاطنيه "إطلالة من الشرفة على المدينة". مع مرور الوقت، تم تزيين وتوسيع دوموس من قبل أباطرة آخرين ضمنًا نيرون، الذي توّج على درجاته وهو يبلغ من العمر 16 عامًا فقط، وذلك عام 54 ميلاديًا.
وقالت ألفونسينا روسو، مديرة الحديقة الأثرية في الكولوسيوم (حيث يقع قصر دوموس تيبيريانا) وعالمة الآثار الرئيسية في عملية التجديد، لـCNN، إنّ الآثار القديمة، التي تم الحفاظ على العديد منها بشكل جيد، تم اكتشافها خلال العمل على المشروع.
وأضافت روسو إنّ القطع الأثرية، والجص اللامع، واللوحات الجدارية، والقوارير، والفخاريات، والأنوال، والطين، وتماثيل الآلهة المتصلة بعبادات إيزيس وديونيسيوس وميثراس، تقدم للزائرين رحلة عبر الزمن.
عثر خلال أعمال التجديد التي خضع لها قصر دوموس تيبريانا على اكتشافات ثمينة معروضة في الموقع.Credit: Parco Archeologico Colosseoوتابعت: "إنهم يجعلون هذا المكان، الذي كان يسكنه في السابق عائلات أرستقراطية، ثم الأباطرة الرومان، يشعر بأنه يبنض بالحياة مجددًا".
وأوضحت أن "هناك سبع قاعات عرض مليئة بالاكتشافات غير العادية، بدءًا من تلك التي سبقت البناء الأصلي للقصر، عندما عاش الأرستقراطيون في قصور قبل عملية دمجها من قبل تيبيريوس في دوموس".
وأشارت روسو إلى أنه بين اللوحات الجدارية المكشوفة حديثًا بعض من أقدم لوحات الليمون (التي تعتبر فاكهة غريبة في روما القديمة، لأنها تتحدّر من الشرق الأقصى) وتصوير المصارع، ما يثبت أن ألعاب المصارعة في ذلك العصر كانت موضع تقدير من قبل العائلات الغنية.
بقي القصر الإمبراطوري قيد الاستخدام حتى القرن السابع، عندما أصبح المقر البابوي ليوحنا السابع. في منتصف القرن السادس عشر، قامت عائلة فارنيزي الأرستقراطية، التي كانت من ملاكي الأراضي المحليين الأقوياء، ببناء حدائق أورتي فارنيزياني الفخمة في الموقع، وتزيينها بالزخارف والمنحوتات من الحوريات والساتير والفونات.
وأضافت روسو: "هذا النصب يتحدث عن التاريخ". "لقد استعاد (دوموس تيبريانا) رونقه الماضي، لكن ما برح أمامنا المزيد من العمل".
وفي الواقع، بُذلت جهود مضنية للمزج بين القديم والجديد. فقد تم إعادة بناء سلسلة من الأقواس المقببة المهيبة ذات اللون البني المحمر للترحب بالزائرين، بعناية باستخدام المواد عينها التي استخدمها الرومان القدماء في الماضي.
أعيد إنشاء بعض عناصر مجمع دوموس تيبيريانا بصعوبة، من قبل علماء الآثار.Credit: Parco Archeologico Colosseoولفتت روسو إلى أنّ "ما يجعل من قصر دوموس المتجدد فريدًا من نوعه الطراز المعماري". وأوضحت: "لقد تمكنا من استخدام المواد الأصلية لتعزيز وتقوية الأقواس الأمامية المصنوعة يدويًا والتي يبلغ ارتفاعها 15 مترًا (50 قدمًا) الممتدة على جانب رصيف القصر القديمة. لقد لفتت بالتأكيد انتباه الجمهور".
ومنذ إعادة افتتاحه في نهاية سبتمبر/أيلول، جذب دوموس تيبريانا حوالي 400 ألف زائر، محققا بذلك "نجاحًا كبيرًا"، على حد قول روسو، مضيفة أنها تعتقد أن هذا التجسيد لدوموس تيبريانا يقدم للزوار الزيارة الأكثر "إثارة للذكريات" منذ أجيال.
وعلّق جورجيو فرانشيتي، عالم الآثار والباحث في روما القديمة، لـCNN بالقول، إنه من خلال إعادة افتتاح مجمع دوموس تيبيريانا، استعادت روما "جوهرة مفقودة". وقال في مقابلة: "لطالما كانت هضبة بالاتين مسرحًا لسياسة القوة في روما. ويحتمل أن تيبيريوس اختار هذا المكان لبناء القصر لأنه كان مكان إقامة عائلته".
إيطالياآثاررومامتاحفنشر السبت، 23 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آثار روما متاحف فی روما من قبل
إقرأ أيضاً:
نيزك بنبوءات عن “أمريكا” و”مرض الزهري” و”بابا روما”!
#سواليف
تحيط بنيزك سقط في 7 نوفمبر عام 1492 في حقل قمح بالقرب من منطقة #الألزاس بفرنسا، الكثير من المفارقات والأساطير. هذا النيزك تميز أيضا بأنه الأقدم المعروفة تفاصيل عنه بشكل جيد.
هذا الزائر من #الفضاء أطلق عليه لاحقا اسم ” #نيزك_أنسيشيم “، على اسم قرية بالقرب من الحقل الذي سقط فيه في منتصف نهار ذلك اليوم المشهود.
النيزك وكان عبارة عن كرة نارية متوهجة سقط على الأرض في زمن الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت كتلته تزن وقت السقوط 127 كيلو غراما، وقيل إنه مثلث الشكل.
مقالات ذات صلة ليلى عبد اللطيف تصطدم بترامب 2024/11/07حين اصطدم “نيزك أنسيشيم” بالأرض انقسم إلى عدة أجزاء ونتج عن الاصطدام تسوية الأرض تحته وترك أيضا أثرا ورائه يتمثل في حفرة بعمق متر واحد. قطعة من شظايا النيزك أرسلت حينها إلى الكاردينال بيكولوميني في روما.
في خريف ذلك العام راجت أحاديث عن أن العلامة السماوية هي بمثابة نبوءة عن مصائب بسبب اكتشاف كريستوفر كولومبوس الطريق إلى الهند. اتضح لاحقا أنه لم يكتشف الطريق إلى الهند بل قارة جديدة هي أمريكا.
علاوة على ذلك، ألقي باللوم على النيزك في غزو القوات الفرنسية لإيطاليا وانتشار وباء مرض الزهري، وكذلك انتخاب البابا ألكسندر السادس الذي لم يكن يحظى بشعبية.
نيزك أنسيشيم كان سقط بعد ثلاثة أشهر من انتخاب الإسباني رودريغو بورجيا لمقعد البابوية باسم ألكسندر السادس. لم يكن البابا الجديد يحظى بشعبية كبيرة بين الكرادلة، ومعظمهم من الإيطاليين، وأثار عدم ثقة كبيرة جدا بينهم.
المؤرخ والكاهن الإيطالي سيجيسموندو تيزيو، ربط جميع الأحداث التي عدها مصائب بما في ذلك انتخاب هذا البابا بسقوط النيزك. وكما هي العادة فسرت الأحداث بعد وقوعها، وعد النيزك الذي جاء بعدها علامة سماوية عنها على الرغم من “تأخرها”.
كان سقوط هذا النيزك حدثا هاما حتى أن الإمبراطور الروماني ماكسيميليان الأول زار موقع سقوطه. في البداية قرر أن يحتفظ لنفسه ببقايا النيزك، لكنه فضل ترك “الحجر السماوي” لسكان قرية إنسيشيم. قال لرعاياه في تلك المنطقة إن النيزك، وكانت أكبر شظاياه المتبقية تزن 52 كيلو غراما، معجزة إلهية، يجب أن تحفظ في الكنيسة المحلية.
تحليل التركيب الكيميائي وبنية النيزك، الذي تم إجراؤه في وقت لاحق، سمح بتصنيف نيزك أنسيشيم ضمن مجموعة من “الكوندريتات”، التي هي عبارة عن نيازك حجرية غير معدنية، وتحتوي على نسب من الحديد وأكسيد حديد قليلة، مع الكثير من السيليكات.
علاوة على ذلك، يحتوي هيكل الكوندريت على تشكيلات دائرية صغيرة تتكون من السيليكات تبدو مندمجة معا في تكوين واحد. الغالبية العظمى من النيازك التي سقطت على الأرض هي من نوع يسمى “الغضروفي”.
القطعة الأكبر من هذا النيزك والتي تزن 53 كيلو غراما لا تزال موجودة ويمكن رؤيتها في قاعة بهذه القرية التي تحولت إلى مدينة. تتولى بالعناية بها وحفظها منظمتا “إخوان القديس جورج” و” حراس نيزك أنسيشيم”.
سكت في عام 2022 ميداليات ذهبية في ذكرى سقوط هذا النيزك. على أحد الجوانب نقشت صورة لنيزك يهوي تحت شمس ساطعة إلى قرص الأرض. في الجانب الآخر صورة لمدينة أنسيشيم على خلفية للنظام الشمسي، علامة على مصدر النيزك.