سودانايل:
2025-02-01@09:48:51 GMT

البرهان المرهون

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

خطاب البرهان الاخير يدل على أن هذا الرجل يعيش في حالة مستعصية من الإنكار للواقع او انه متآمر فعلا على هذه البلاد ويريد احراقها بحرب اثبت الواقع أنها حرب الحركة الاسلامية شكلا الاجرامية مضمونا، وأن الجيش من الناحية الفنية فعلا فشل فيها فشلا يستوجب من هذا البرهان استقالة مصحوبة باعتذار مغلظ للشعب السوداني! ولكن البرهان بدلا من ذلك كرر احاديثه الفارغة عن ان القوات المسلحة صمام امان السودان ! يقول قوله هذا والسودانيون هائمون على وجوههم بحثا عن الأمان في الدول المجاورة بعد ان فر جيشه هاربا من الدعم السريع او تحصن في ثكناته وترك المواطنين يواجهون مصيرهم! يقول ان القوات المسلحة صمام امان في حين ان الشعب يتقطع أشلاء بدانات ورصاص وقذائف طيران القوات المسلحة داخل بيوته!! اي امان يتحدث عنه البرهان والقوات المسلحة تخوض حربا هي والقوات التي خرجت من رحمها على أجساد النساء والاطفال والشيب والشباب!!والمضحك أن البرهان تحدث عن محاسبة الذين انسحبوا من مدني وكأنما معركة مدني هي الأولى التي يخسرها الجيش ونسي البرهان المرهون لعلي كرتي أن منطق المحاسبة يجب أن يبدأ به هو شخصيا لانه فر هاربا من عاصمة البلاد فضلا عن وجوب محاسبته سياسيا على دوره المدمر للفترة الانتقالية فقد كان هذا البرهان رأس الرمح في الثورة المضادة بقيادة الكيزان!
يبدو ان الكيزان سيجربون كل الخيارات في هذه الحرب الا خيارا واحدا وهو الاعتراف بالخطأ القاتل الذي ارتكبوه في حق البلاد بتوريطها في حرب اتضح جليا ان الجيش غير مستعد لها وغير راغب في خوضها وعمليا غير قادر ليس على الانتصار فيها بل حتى على تحقيق توازن قوى يضمن له موقفا تفاوضيا، ولذلك استمرار الحرب والإصرار على سقف تفاوضي مرتفع كالقضاء المبرم على المليشيا المتمردة كما يزعمون وكما يردد البرهان في الداخل ويتفق على لقاء حميدتي في الخارج وتحديدا مع الايقاد، يبدو هذا السقف مضحكا اذا نظرنا الى الواقع الموضوعي، ومعنى التمسك بهذا السقف نحر الوطن نحرا بطيئا مؤلما لسنوات قادمة عبر استمرار الحرب وتوسعها!
هل ما زال الكيزان يراهنون على دولة النهر والبحر؟ حسنا، الدعم السريع الان مسيطر على الجزيرة واجزاء من النيل الأبيض ويطرق ابواب كوستي وسنار فهل هذه المناطق تم التنازل عنها من دعاة دولة النهر والبحر ! وبالنسبة للبحر فلن يتركه لهم الدعم السريع ولن تسمح المعادلات الاقليمية الخاصة بالبحر الأحمر بسيطرة جماعة اصولية على ميناء بورسودان في ظل توجه اقليمي يرغب في دحر الإسلام السياسي في المنطقة فهل نتصدى نحن كسودانيين لخوض معركة بقاء الإسلام السياسي وندفع أمننا واستقرارنا ووحدة بلدنا بل نغامر بكامل ترابنا الوطني دفاعا عن الإسلام السياسي الذي انفرد بحكمنا ثلاثين عاما كانت محصلتها انفصال الجنوب وحريق دارفور وعقوبات وحصار وفقر وقهر وبيوت أشباح وابادات جماعية؟ ليس غريبا أن يهرب ضباط الجيش قبل جنوده من ساحات المعارك وان يفر شباب البلد إلى خيار اللجوء خارج البلاد وان لا يستجيب للاستنفار الا الكيزان ليس لنقص في الشجاعة او الوطنية بل لنقص او بالأحرى لانعدام أدنى مشروعية سياسية او اخلاقية لهذه الحرب التافهة التي غايتها عودة النسخة الأكثر تهافتا وانحطاطا ولصوصية وعنفا في العصابة الاسلاموية، هذه الحرب كما قال د.

الباقر العفيف هي حرب الفئة الباغية الفاجرة ممثلة في هؤلاء الكيزان الذين يبدو جليا ان
جنونهم سينتهي بتقزيم السودان إلى جمهورية الأحجار الكريمة ( حجر الطير وحجر العسل) ولكنني أخشى أن لا يترك لهم الدعم السريع حتى هذه المساحة!
اذا اراد الله الخزي لقوم أعمى بصيرتهم وجعل على رأسهم علي كرتي وجعل لسانهم الانصرافي وحياة الملك!
وبالنسبة للدعم السريع فعليه ان يدرك جيدا أن الشعب السوداني الذي دفع فاتورة هذه الحرب ودفع فاتورة تسليح وتدريب الجيش والدعم السريع معا من حر مال ثرواته القومية ودفع مرتبات جنود الدعم السريع من اصغرهم إلى اكبرهم وناله الاذى الغليظ من انتهاكاتهم قتلا وسلبا ونهبا وتهجيرا وهتكا للاعراض كما ظل يناله الاذى على مر السنين من انتهاكات الجيش قصفا بالطيران ومحوا للقرى من الوجود جنوبا وغربا، هذا الشعب يستحق دولة مدنية ديمقراطية تحفظ كرامته وحريته، ولن يقبل باستبدال البوت العسكري للكيزان بالبوت العسكري الخاص بالدعم السريع، وسوف ينال الشعب حريته التي يستحقها، وعندما يجد الشعب السوداني نفسه تحت استبداد مليشياوي متوكئا نصره العسكري حينها ستصبح المعركة معركة كرامة وحرية بحق وحقيقة وسوف يخوضها الشعب السوداني سلما او حربا ببسالته المعهودة، ولذلك أيها الدعم السريع إياك والرهان على استسلام الشعب السوداني لدولة مليشياوية سيقاومها مثلما قاوم نظام الكيزان المليشياوي هو الاخر! ولكن السؤال الأخلاقي قبل السياسي إلى متى يجب أن تستمر حروبنا ضد بعضنا البعض؟ الا يكفي ما سفك من دماء ودمار حاق بنا لنتوافق على معادلة عقلانية للعيش المشترك باحترام في وطن فيه من الثروات ما يكفي لرفاه شعبه حتى لو تضاعف عدده عشرة اضعاف! الا يكفي أن نخرج بالدرس الصحيح من تجربتنا الوطنية وهو لا جدوى القوة الغاشمة في حكم السودان! اعلم مدى براءة او سذاجة سؤالي هذا في غابة التوحش السياسي في بلادنا وفي هذا العالم ولكن الغريب فعلا أن كل طواحين الحروب في النهاية تتوقف عندما تقترب بجدية من جوهر الأفكار البريئة النبيلة.
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی الدعم السریع هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتقدم في ولاية الجزيرة ويهاجم دفاعات الدعم السريع

شن الجيش السوداني فجر اليوم السبت هجوما على دفاعات قوات الدعم السريع المتقدمة في مدن عدة بولاية الجزيرة.

وقال مصدر ميداني للجزيرة إن الجيش تمكن من التقدم غرب الحصاحيصا (ثاني أكبر مدن ولاية الجزيرة) بعد استسلام دفاعات الدعم السريع في منطقة وادي شعير القريبة من الحصاحيصا.

كما قال المصدر إن الطائرات الجيش السوداني الحربية هاجمت فجر اليوم مواقع لقوات الدعم السريع في مدينتي رفاعة وأربجي بولاية الجزيرة، والواقعتين على بعد نحو 20 كيلومترا شمال مدينة ود مدني.

وصحب الغارات الجوية تقدم للجيش السوداني والقوات المساندة له بهدف السيطرة والتقدم شمالا في مناطق شرقي ولاية الجزيرة.

وتشهد ولاية الجزيرة معارك عنيفة منذ أمس الجمعة، وقال المصدر إن الجيش تقدم إلى تخوم مدينة رفاعة، مشيرا إلى إمكانية دخوله المدينة خلال الساعات المقبلة.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن المضادات الأرضية للفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش تصدت لنحو 10 مسيّرات أطلقتها قوات الدعم السريع صباح اليوم على مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.

وذكرت المصادر أن شظايا إحدى المسيّرات تسببت في مقتل أحد المواطنين بالمدينة.

ومنذ أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".

إعلان

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب -ولا سيما استهداف مدنيين- وشن قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

وأدى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، في حين أن الملايين على حافة المجاعة.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتقدم في ولاية الجزيرة ويهاجم دفاعات الدعم السريع
  • قائد قوّات الدعم السريع يتوعّد بـطرد الجيش من الخرطوم
  • من قتل جلحة الجنرال المشاغب في الدعم السريع ولماذا يصمت الجيش السوداني؟
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش (شاهد)
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش
  • الدعم السريع يعترف بالانتكاسات ويتعهد بطرد الجيش من الخرطوم  
  • السودان.. حميدتي يقر بخسارة "الدعم السريع" مناطق لصالح الجيش
  • مقتل القائد بالدعم السريع جلحة.. بسلاح الجيش أم ببندقية أهله؟
  • الجيش يشن هجومًا على الدعم السريع في محيط أم روابة غربي البلاد
  • في قبضة الجيش السوداني.. عربة مدرعة ومنظومة حرب إلكترونية وتشويش على الطائرات المسيرة للدعم السريع