سودانايل:
2024-07-05@23:59:16 GMT

البرهان المرهون

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

خطاب البرهان الاخير يدل على أن هذا الرجل يعيش في حالة مستعصية من الإنكار للواقع او انه متآمر فعلا على هذه البلاد ويريد احراقها بحرب اثبت الواقع أنها حرب الحركة الاسلامية شكلا الاجرامية مضمونا، وأن الجيش من الناحية الفنية فعلا فشل فيها فشلا يستوجب من هذا البرهان استقالة مصحوبة باعتذار مغلظ للشعب السوداني! ولكن البرهان بدلا من ذلك كرر احاديثه الفارغة عن ان القوات المسلحة صمام امان السودان ! يقول قوله هذا والسودانيون هائمون على وجوههم بحثا عن الأمان في الدول المجاورة بعد ان فر جيشه هاربا من الدعم السريع او تحصن في ثكناته وترك المواطنين يواجهون مصيرهم! يقول ان القوات المسلحة صمام امان في حين ان الشعب يتقطع أشلاء بدانات ورصاص وقذائف طيران القوات المسلحة داخل بيوته!! اي امان يتحدث عنه البرهان والقوات المسلحة تخوض حربا هي والقوات التي خرجت من رحمها على أجساد النساء والاطفال والشيب والشباب!!والمضحك أن البرهان تحدث عن محاسبة الذين انسحبوا من مدني وكأنما معركة مدني هي الأولى التي يخسرها الجيش ونسي البرهان المرهون لعلي كرتي أن منطق المحاسبة يجب أن يبدأ به هو شخصيا لانه فر هاربا من عاصمة البلاد فضلا عن وجوب محاسبته سياسيا على دوره المدمر للفترة الانتقالية فقد كان هذا البرهان رأس الرمح في الثورة المضادة بقيادة الكيزان!
يبدو ان الكيزان سيجربون كل الخيارات في هذه الحرب الا خيارا واحدا وهو الاعتراف بالخطأ القاتل الذي ارتكبوه في حق البلاد بتوريطها في حرب اتضح جليا ان الجيش غير مستعد لها وغير راغب في خوضها وعمليا غير قادر ليس على الانتصار فيها بل حتى على تحقيق توازن قوى يضمن له موقفا تفاوضيا، ولذلك استمرار الحرب والإصرار على سقف تفاوضي مرتفع كالقضاء المبرم على المليشيا المتمردة كما يزعمون وكما يردد البرهان في الداخل ويتفق على لقاء حميدتي في الخارج وتحديدا مع الايقاد، يبدو هذا السقف مضحكا اذا نظرنا الى الواقع الموضوعي، ومعنى التمسك بهذا السقف نحر الوطن نحرا بطيئا مؤلما لسنوات قادمة عبر استمرار الحرب وتوسعها!
هل ما زال الكيزان يراهنون على دولة النهر والبحر؟ حسنا، الدعم السريع الان مسيطر على الجزيرة واجزاء من النيل الأبيض ويطرق ابواب كوستي وسنار فهل هذه المناطق تم التنازل عنها من دعاة دولة النهر والبحر ! وبالنسبة للبحر فلن يتركه لهم الدعم السريع ولن تسمح المعادلات الاقليمية الخاصة بالبحر الأحمر بسيطرة جماعة اصولية على ميناء بورسودان في ظل توجه اقليمي يرغب في دحر الإسلام السياسي في المنطقة فهل نتصدى نحن كسودانيين لخوض معركة بقاء الإسلام السياسي وندفع أمننا واستقرارنا ووحدة بلدنا بل نغامر بكامل ترابنا الوطني دفاعا عن الإسلام السياسي الذي انفرد بحكمنا ثلاثين عاما كانت محصلتها انفصال الجنوب وحريق دارفور وعقوبات وحصار وفقر وقهر وبيوت أشباح وابادات جماعية؟ ليس غريبا أن يهرب ضباط الجيش قبل جنوده من ساحات المعارك وان يفر شباب البلد إلى خيار اللجوء خارج البلاد وان لا يستجيب للاستنفار الا الكيزان ليس لنقص في الشجاعة او الوطنية بل لنقص او بالأحرى لانعدام أدنى مشروعية سياسية او اخلاقية لهذه الحرب التافهة التي غايتها عودة النسخة الأكثر تهافتا وانحطاطا ولصوصية وعنفا في العصابة الاسلاموية، هذه الحرب كما قال د.

الباقر العفيف هي حرب الفئة الباغية الفاجرة ممثلة في هؤلاء الكيزان الذين يبدو جليا ان
جنونهم سينتهي بتقزيم السودان إلى جمهورية الأحجار الكريمة ( حجر الطير وحجر العسل) ولكنني أخشى أن لا يترك لهم الدعم السريع حتى هذه المساحة!
اذا اراد الله الخزي لقوم أعمى بصيرتهم وجعل على رأسهم علي كرتي وجعل لسانهم الانصرافي وحياة الملك!
وبالنسبة للدعم السريع فعليه ان يدرك جيدا أن الشعب السوداني الذي دفع فاتورة هذه الحرب ودفع فاتورة تسليح وتدريب الجيش والدعم السريع معا من حر مال ثرواته القومية ودفع مرتبات جنود الدعم السريع من اصغرهم إلى اكبرهم وناله الاذى الغليظ من انتهاكاتهم قتلا وسلبا ونهبا وتهجيرا وهتكا للاعراض كما ظل يناله الاذى على مر السنين من انتهاكات الجيش قصفا بالطيران ومحوا للقرى من الوجود جنوبا وغربا، هذا الشعب يستحق دولة مدنية ديمقراطية تحفظ كرامته وحريته، ولن يقبل باستبدال البوت العسكري للكيزان بالبوت العسكري الخاص بالدعم السريع، وسوف ينال الشعب حريته التي يستحقها، وعندما يجد الشعب السوداني نفسه تحت استبداد مليشياوي متوكئا نصره العسكري حينها ستصبح المعركة معركة كرامة وحرية بحق وحقيقة وسوف يخوضها الشعب السوداني سلما او حربا ببسالته المعهودة، ولذلك أيها الدعم السريع إياك والرهان على استسلام الشعب السوداني لدولة مليشياوية سيقاومها مثلما قاوم نظام الكيزان المليشياوي هو الاخر! ولكن السؤال الأخلاقي قبل السياسي إلى متى يجب أن تستمر حروبنا ضد بعضنا البعض؟ الا يكفي ما سفك من دماء ودمار حاق بنا لنتوافق على معادلة عقلانية للعيش المشترك باحترام في وطن فيه من الثروات ما يكفي لرفاه شعبه حتى لو تضاعف عدده عشرة اضعاف! الا يكفي أن نخرج بالدرس الصحيح من تجربتنا الوطنية وهو لا جدوى القوة الغاشمة في حكم السودان! اعلم مدى براءة او سذاجة سؤالي هذا في غابة التوحش السياسي في بلادنا وفي هذا العالم ولكن الغريب فعلا أن كل طواحين الحروب في النهاية تتوقف عندما تقترب بجدية من جوهر الأفكار البريئة النبيلة.
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی الدعم السریع هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

أبو ضفيرة: اختارني الله تعالى خليفة في الأرض فعلى البرهان وقيادات الدعم السريع مبايعتي وإيقاف الحرب

قلت: “اختارني الله تعالى خليفة في الأرض فعلى البرهان وقيادات الدعم السريع مبايعتي وإيقاف الحرب. وعلى الناس أن ينصروني. وإثبات اختيار الله تعالى إياي خليفة ملخص في ما يلي.

ملخص مسألة الخلافة:
1. جاء أول حرف خاء في السورة الثانية في الآية رقم 4 في كلمة “وبالآخرة”. واكتمل 13 خاء في كلمة “خليفة” في الآية رقم 30 “إني جاعل في الأرض خليفة”.

2. الفرق بين رقمي الآيتين 4 و 30 هو 13 مرتين أي 26 وجاءت كلمة “خليفة” في المصحف كله مرتين كذلك والمرة الثانية منهما في الآية رقم 26 من السورة رقم 38 “يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض” والآية مختومة بكلمة “الحساب”.

3. الفرق بين السورة رقم 38 والسورة رقم 12 (سورة يوسف) هو 26 سورة كذلك وجاءت في الآية رقم 4 رؤيا يوسف عليه السلام أحد عشر كوكبا والشمس والقمر وعددها هو 13 وهي بشارة له بالإمامة والعلم فاستخلفه الله تعالى. وفي الآية 101: “رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث”. ويتكون من رقمها مع رقم الآية 4 التي فيها الرؤيا العدد المباشر 1014 وهو من مضاعفات 13.

4. أول آية جاء فيها اسم داود عليه السلام من أول المصحف هي الآية رقم 251 من السورة الثانية وفرقها من رقم الآية 30 التي فيها كلمة “خليفة” هو 13 سبع عشرة مرة والفرق بين 17 و 30 هو 13 إشارة إلى أن أول آية سيذكر الله تعالى فيها داود في السورة رقم 38 هي الآية رقم 17 في خطاب للخليفة في زمانه ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم والآية هي: “اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب.” وبعد 13 آية في الآية 30 في إحكام لا مثيل له ذكر الله تعالى خلافة سليمان أباه داود عليهما السلام بنفس صفته عابدا أوابا: “ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب.” وهو ما أشارت إليه الملائكة عليهم السلام بقولها “ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك”. فلكي لا يفسد الخليفة وجب أن يكون عابدا أوابا فأجابهم ربهم قائلا “إني أعلم ما لا تعلمون”. ومن معاني هذه العبارة سأجعل الخلفاء عبادا أوابين فيصلحون في الأرض. وقد أصلح آدم عليه السلام في السماء قبل هبوطه إلى الأرض ثم هبط تائبا. أما الذي لا تعلمه الملائكة وأشارت إليه عبارة “إني أعلم ما لا تعلمون” فهو أن معهم عابدا ليس أوابا أفسد في السماء ولم يصلح ثم هبط مفسدا في الأرض.

5. ذكر الله تعالى هبوط آدم عليه السلام بالخلافة في الأرض في الآية رقم 36 “وقلنا اهبطوا”. و 36 هو الفرق بين رقمي السورتين 2 و 38 حيث خلافة داود وابنه سليمان عليهما السلام. وجعل الله تعالى بلطفه البالغ رقم الآية 251 السابقة التي فيها خلافة داود هو 36 محسوبا من آخر السورة. وفي الآية “وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء”. ومن ذلك اللطف أن في الآية 36 من البداية هزيمة الشر للخير وحصول الخلافة في الأرض “فأزلهما الشيطان عنها” وفي الآية 36 من آخر السورة هزيمة الخير للشر وحصول الخلافة في الأرض ووقف الفساد: “فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين.”

6. وها هو الفساد قد ظهر في الأرض كلها. وظهر في هذا البلد بهذه الحرب الفاضحة الدائرة فيها. وها هي مسألة الخلافة بإثباتها بالإعجاز الحسابي الذي لا يمكن أن يدحضه أحد ففي الآية 36 – 13 من السورة الثانية تحدى الله تعالى العالمين بالإعجاز القرآني في الآية 23 وفيها: “وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله”. وفي الآية 36 – 13 بعد 36 سورة عبارة “وعزني في الخطاب” في الآية 23، أي غلبني بحجته. وفي الآية 36 معجزة ظاهرة وهي تسخير الريح للخليفة سليمان عليه السلام: “فسخرنا له الريح تجري بأمره”.

ومسألة الخلافة بإثباتها الإعجازي الذي تبين مسألة غالبة أخرجها الله تعالى على يد رجل اختاره خليفة لدعاة يريدون إيقاف الفساد الذي ظهر في الأرض بأن يستخلفهم هم المصلحين بدلا من المفسدين والله جاعل ذلك فهو قد قال: “إني جاعل في الأرض خليفة” وهو فعال لما يريد والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وسلم تسليما.”

د. صديق الحاج أبو ضفيرة
جامعة الخرطوم.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • يرضون أنفسهم بخطاب الكيزان وإشعال الحرب لعله ينسيهم عذاب ضمائرهم وخيانتهم للمواطنين
  • البرهان: القحاتة أصحاب مُقترح دمج الدعم السريع في الجيش بعد (١٠) سنوات
  • البرهان يطلق تصريحات عن الدعم السريع أمام إعلاميين قادمين من الخارج لإسناد الجيش
  • البرهان: مسلحون من تنظيم الدولة يقاتلون مع قوات الدعم السريع
  • الدعم السريع تسيطر على اللواء 92 جنوب غربي السودان
  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • أبو ضفيرة: اختارني الله تعالى خليفة في الأرض فعلى البرهان وقيادات الدعم السريع مبايعتي وإيقاف الحرب
  • “إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • سيحاصرك الموت غدا !!
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان