خطاب البرهان الاخير يدل على أن هذا الرجل يعيش في حالة مستعصية من الإنكار للواقع او انه متآمر فعلا على هذه البلاد ويريد احراقها بحرب اثبت الواقع أنها حرب الحركة الاسلامية شكلا الاجرامية مضمونا، وأن الجيش من الناحية الفنية فعلا فشل فيها فشلا يستوجب من هذا البرهان استقالة مصحوبة باعتذار مغلظ للشعب السوداني! ولكن البرهان بدلا من ذلك كرر احاديثه الفارغة عن ان القوات المسلحة صمام امان السودان ! يقول قوله هذا والسودانيون هائمون على وجوههم بحثا عن الأمان في الدول المجاورة بعد ان فر جيشه هاربا من الدعم السريع او تحصن في ثكناته وترك المواطنين يواجهون مصيرهم! يقول ان القوات المسلحة صمام امان في حين ان الشعب يتقطع أشلاء بدانات ورصاص وقذائف طيران القوات المسلحة داخل بيوته!! اي امان يتحدث عنه البرهان والقوات المسلحة تخوض حربا هي والقوات التي خرجت من رحمها على أجساد النساء والاطفال والشيب والشباب!!والمضحك أن البرهان تحدث عن محاسبة الذين انسحبوا من مدني وكأنما معركة مدني هي الأولى التي يخسرها الجيش ونسي البرهان المرهون لعلي كرتي أن منطق المحاسبة يجب أن يبدأ به هو شخصيا لانه فر هاربا من عاصمة البلاد فضلا عن وجوب محاسبته سياسيا على دوره المدمر للفترة الانتقالية فقد كان هذا البرهان رأس الرمح في الثورة المضادة بقيادة الكيزان!
يبدو ان الكيزان سيجربون كل الخيارات في هذه الحرب الا خيارا واحدا وهو الاعتراف بالخطأ القاتل الذي ارتكبوه في حق البلاد بتوريطها في حرب اتضح جليا ان الجيش غير مستعد لها وغير راغب في خوضها وعمليا غير قادر ليس على الانتصار فيها بل حتى على تحقيق توازن قوى يضمن له موقفا تفاوضيا، ولذلك استمرار الحرب والإصرار على سقف تفاوضي مرتفع كالقضاء المبرم على المليشيا المتمردة كما يزعمون وكما يردد البرهان في الداخل ويتفق على لقاء حميدتي في الخارج وتحديدا مع الايقاد، يبدو هذا السقف مضحكا اذا نظرنا الى الواقع الموضوعي، ومعنى التمسك بهذا السقف نحر الوطن نحرا بطيئا مؤلما لسنوات قادمة عبر استمرار الحرب وتوسعها!
هل ما زال الكيزان يراهنون على دولة النهر والبحر؟ حسنا، الدعم السريع الان مسيطر على الجزيرة واجزاء من النيل الأبيض ويطرق ابواب كوستي وسنار فهل هذه المناطق تم التنازل عنها من دعاة دولة النهر والبحر ! وبالنسبة للبحر فلن يتركه لهم الدعم السريع ولن تسمح المعادلات الاقليمية الخاصة بالبحر الأحمر بسيطرة جماعة اصولية على ميناء بورسودان في ظل توجه اقليمي يرغب في دحر الإسلام السياسي في المنطقة فهل نتصدى نحن كسودانيين لخوض معركة بقاء الإسلام السياسي وندفع أمننا واستقرارنا ووحدة بلدنا بل نغامر بكامل ترابنا الوطني دفاعا عن الإسلام السياسي الذي انفرد بحكمنا ثلاثين عاما كانت محصلتها انفصال الجنوب وحريق دارفور وعقوبات وحصار وفقر وقهر وبيوت أشباح وابادات جماعية؟ ليس غريبا أن يهرب ضباط الجيش قبل جنوده من ساحات المعارك وان يفر شباب البلد إلى خيار اللجوء خارج البلاد وان لا يستجيب للاستنفار الا الكيزان ليس لنقص في الشجاعة او الوطنية بل لنقص او بالأحرى لانعدام أدنى مشروعية سياسية او اخلاقية لهذه الحرب التافهة التي غايتها عودة النسخة الأكثر تهافتا وانحطاطا ولصوصية وعنفا في العصابة الاسلاموية، هذه الحرب كما قال د.
جنونهم سينتهي بتقزيم السودان إلى جمهورية الأحجار الكريمة ( حجر الطير وحجر العسل) ولكنني أخشى أن لا يترك لهم الدعم السريع حتى هذه المساحة!
اذا اراد الله الخزي لقوم أعمى بصيرتهم وجعل على رأسهم علي كرتي وجعل لسانهم الانصرافي وحياة الملك!
وبالنسبة للدعم السريع فعليه ان يدرك جيدا أن الشعب السوداني الذي دفع فاتورة هذه الحرب ودفع فاتورة تسليح وتدريب الجيش والدعم السريع معا من حر مال ثرواته القومية ودفع مرتبات جنود الدعم السريع من اصغرهم إلى اكبرهم وناله الاذى الغليظ من انتهاكاتهم قتلا وسلبا ونهبا وتهجيرا وهتكا للاعراض كما ظل يناله الاذى على مر السنين من انتهاكات الجيش قصفا بالطيران ومحوا للقرى من الوجود جنوبا وغربا، هذا الشعب يستحق دولة مدنية ديمقراطية تحفظ كرامته وحريته، ولن يقبل باستبدال البوت العسكري للكيزان بالبوت العسكري الخاص بالدعم السريع، وسوف ينال الشعب حريته التي يستحقها، وعندما يجد الشعب السوداني نفسه تحت استبداد مليشياوي متوكئا نصره العسكري حينها ستصبح المعركة معركة كرامة وحرية بحق وحقيقة وسوف يخوضها الشعب السوداني سلما او حربا ببسالته المعهودة، ولذلك أيها الدعم السريع إياك والرهان على استسلام الشعب السوداني لدولة مليشياوية سيقاومها مثلما قاوم نظام الكيزان المليشياوي هو الاخر! ولكن السؤال الأخلاقي قبل السياسي إلى متى يجب أن تستمر حروبنا ضد بعضنا البعض؟ الا يكفي ما سفك من دماء ودمار حاق بنا لنتوافق على معادلة عقلانية للعيش المشترك باحترام في وطن فيه من الثروات ما يكفي لرفاه شعبه حتى لو تضاعف عدده عشرة اضعاف! الا يكفي أن نخرج بالدرس الصحيح من تجربتنا الوطنية وهو لا جدوى القوة الغاشمة في حكم السودان! اعلم مدى براءة او سذاجة سؤالي هذا في غابة التوحش السياسي في بلادنا وفي هذا العالم ولكن الغريب فعلا أن كل طواحين الحروب في النهاية تتوقف عندما تقترب بجدية من جوهر الأفكار البريئة النبيلة.
////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الشعب السودانی الدعم السریع هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
“الدعم السريع” يتحدث عن مخطط لتقسيم السودان بعد تغيير العملة
اعتبرت قوات الدعم السريع في بيان يوم الأحد قرار تغيير العملة الذي أعلن عنه بنك السودان المركزي، "خطوة تمهيدية في سياق مخطط تقسيم السودان وفصل أقاليمه"، وأعلن بنك السودان المركزي يوم السبت طرح أوراق نقدية جديدة "لحماية العملة الوطنية وضبط الانفلات في أسعار الصرف في السوق الموازي".
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023 تدهور سعر صرف الجنيه السوداني بشكل كبير حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليا عند نحو 2300 جنيه مقارنة مع 600 جنيها قبل اندلاع الحرب.
ويعاني الاقتصاد السوداني من مستويات تضخم عالية فاقت 300 في المئة في ظل تداول 90 في المئة من الكتلة النقدية المقدر حجمها بنحو 900 تريليون جنيه، خارج مظلة القطاع المصرفي.
وقبل اندلاع الحرب تزايدت المطالب بتغيير العملة لضبط السيولة الهاربة، لكن السلطات المالية رفضت ذلك متعللة بارتفاع كلفة طباعة العملة الجديدة التي قدرت وقتها بنحو 600 مليون دولار.
وفي بيان يوم السبت أوضح البنك المركزي أن خطوة تغيير العملة التي اتخذها تهدف أيضا لمعالجة الآثار السلبية للحرب الدائرة بالبلاد منذ منتصف أبريل 2023، وانتشار كميات كبيرة من العملات مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات الفنية، الأمر الذي أدى إلى زيادة مستوى السيولة النقدية بشكل واضح وكان له الأثر السالب على استقرار المستوى العام للأسعار.
وأكد البنك أن المصارف التجارية وفروعها ستواصل استلام العملات من فئتي الألف والخمسمائة جنيه من المواطنين وتوريدها وحفظها في حساباتهم وتمكينهم من استخدام أرصدتهم عبر وسائل الدفع المختلفة.
وقال البنك إنه سيعلن لاحقا عن تاريخ إيقاف التعامل بالطبعات الحالية من فئتي الألف جنيه والخمسمائة جنيه واعتبارها عملة غير مبرئة للذمة.
وتعليقا على خطوة البنك، اتهمت قوات الدعم السريع "السلطة القائمة في بورتسودان" باللجوء لطرح العملة النقدية الجديدة لتغطية العجز في الإيرادات، وتمويل كُلفة الحرب.
وأكدت قوات الدعم السريع أنها لن تسمح بتمرير أجندات "الدولة القديمة"، ودعت السودانيين إلى رفض القرار وعدم إيداع أموالهم، وعدم التعامل بالعملة الجديدة.
وشدد بيان قوات الدعم السريع على أن قرار بنك السودان المركزي بتغيير العملة في ظل الانهيار الشامل بالبلاد واختلال النظام المصرفي وتعطله في غالب الولايات "لا يستند إلى مسوغ قانوني، وتبطله نظم الحماية المالية للأفراد في ظل الكوارث والحروب، ويبقى محض تهور اقتصادي لتحقيق أهداف سياسية معلومة".
ودعت قوات الدعم السريع السودانيين إلى "تفويت الفرصة على المتربصين الذين أدمنوا الفساد ونهب ممتلكات الشعب وتخريب مؤسساته وتوظيفها لخدمة الأجندة الحربية".
سكاي نيوز عربية - أبوظبي