اغتصاب زهرة (الى أهل الجزيره) .. شعر: د. أحمد جمعة صديق
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
Email: aahmedgumaa@yahoo.com
(زهرة) ...كانت لوزةً صغيره
ترعرت في حقلها الوديع
على ضفاف النيل في (الجزيره)
خرجت ذات صباح تستحم
وتستجم على ضفاف النيل
فاذا بها وقد وقعت اسيره
في حضن الجنجويد
فقطفوا الزهرة الصغيرة
واغتصبوا الضفيرة
(زهره) لم تبلغ الفطام
أخذوها الشرذمة اللئام،
وبلا جريره...
عصبوا عينيها
وكان يا ما كان.
ثم قتلوا الاميرة
(زهرة)...
على شاطى النيل كان المولدُ
وعلى النيل نفسه؛ قد كان الموعدُ
كانت جميلة...
صفراء فاقع لونها تسرالناظرين
وجهها يضئ بلا نار تمسه
والحسن في الخدين بائن
ولا تستطيع (زهرة) أن تدسه
ويطل النور من ذاك الجبين
وجه تلالأ بالحسن والصلاح
لعلها الصلاة في غسق الصباح
أو لعلها البردين
فزهرة كانت صفراء لونها يسرالناظرين
ممشوقة القد،
اسيلة الخدين
(مملؤة الساقين، اطفالا خلاسيين)
ومسكونة بالحب والحنين
ويشع النور من عينيها،
ودائماً ناصعة الجبين
فلعله الوضوء بماء النيل
او لعلها النوافل
فزهرة تستحم مرتين
في الصباح والمساء
ضوء الشمس كحلها
وطيبها الزاكي يعطر الارجاء
كانت (زهرة) طويلة صفراء
ولونها يسر الناظرين
مجلوة بالحسن والعفاف
وكانت تعشق النيل...
والليل...
والحقول...
والضفاف...
ضفاف الازرق المعطاء
ياتي بالرجاء
من الارض قادم؟
أم نابع من السماء؟
ياتي بالرجاء
من تانا...
الى مدني...
الى الخرطوم...
الى السودان...
الى اسوان...
يغدق بلا ملل
من غير من او زعل
فيسعد الورّاد
والعشاق على الضفاف
وينساب الى الشمال بلا كلل
على تلك الضفاف، ترعرت (زهرة)
وكان لونها فاقع يسرالناظرين
وكانت تعشق الضفاف
مزهوة بحسنها ومحروسة بالعفاف
لكن في صباح باكر
سطا عليه لصوص النيجر
في صلاة الفجر
داسوا عليها بالنعال
ثم كمموها وخلعوا الدثار
ثم وقعوا عليها...جمع من العربان
فسالت دماؤها من الساق والعروق
وتركوها تنزف على قارعة الطريق
غير مأسوف عليها وبلا رفيق
وداسوا على العفاف في الضفاف
تلك (زهرة) الغريرة
ترعرت في حضن (الجزيرة)
فقد كانت اميره
قتلوها بلا جريره
اذ وقعت اسيره
في حضن الجنجويد!!
كالقاري – البرتا – كندا
23/12/2023
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
صديق: اللغة العربية وعاء الحضارات ومن أكثر اللغات ثراءً وعمقًا
قال الأستاذ الدكتور محمود صديق، عضو مجمع البحوث الإسلامية ونائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، إن اللغة العربية تعد إحدى اللغات الرسمية المعترف بها عالميًا من الأمم المتحدة، وساهمت بشكل بارز في نقل الحضارة العربية والإسلامية إلى مكانة مرموقة، بفضل جهود العلماء والمفكرين الذين جمعوا بين العربية واللغات القديمة والحديثة، مما ساهم في نقل العلوم والمعارف بين الحضارات المختلفة.
رئيس جامعة الأزهر يطالب بسن تشريع يجرم وضع الأسماء الأجنبية على المحلاتوأشار الدكتور محمود صديق إلى أن اللغة العربية تتميز بتفرد معانيها ومفرداتها وتركيباتها اللغوية، وبامتلاكها مليونًا ونصف مليون مفردة غير مكررة، وهو ما يعادل 25 ضعف مفردات اللغة الإنجليزية التي لا تتجاوز 600 ألف كلمة، كما تحتوي العربية على 148 ألف جذر لغوي، وهي لغة يتحدث بها 450 مليون مواطن عربي، فضلاً عن مليار ونصف مسلم يرددون آيات القرآن الكريم بها يوميًا في صلواتهم، مؤكدًا أن هذا التفرد يجعل اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات ثراءً وعمقًا.
وفي سياق حديثه، في احتفالية الأزهر الشريف باليوم العالمي للغة العربية، نقل الدكتور صديق قول أحد المستشرقين إن اللغة العربية تفردت بأنها لا تعرف الطفولة ولا الشيخوخة، مشيرًا إلى ارتباطها الوثيق بمختلف العلوم التطبيقية كالطب والفلك والصيدلة، وأوضح أن بعض الدول مثل الصين واليابان وألمانيا قررت إدراج اللغة العربية كلغة أساسية في الأبحاث والمؤتمرات العلمية، لما تتمتع به من قدرة على التعبير الدقيق والمرونة في مختلف، وختم بتأكيده أن أي ادعاء بأن اللغة العربية لا تستطيع النهوض بالدول هو باطل، فقد أثبتت العربية على مر العصور أنها لغة الحضارة والنهضة وشريك أساسي في كافة العلوم العالمية.
الدكتور حسن الشافعي يؤكد: اللغة العربية ما تزال فتية لكنها تحتاج إلى جيل واعٍ يعيد إليها مكانتها المرموقة ورونقها المعهودمن جانبه قال الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، إن اللغة العربية هي أعرق لغات العالم وأكثرها مرونة وقدرة على استيعاب مظاهر التعبير المختلفة، مشيرًا إلى أن تاريخها المسجل يمتد لأكثر من ثمانية عشر قرنًا، متجاوزة بذلك العديد من اللغات الأخرى.
وأوضح فضيلة الدكتور حسن الشافعي خلال كلمته في احتفالية الأزهر بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، التي ينظمها قطاع المعاهد الأزهريّة، تحت عنوان: "اللغة العربية أصالة وريادة"، أن اللغة العربية أثبتت كفاءتها في استيعاب مظاهر الحضارة وألوان الفكر المختلفة، سواء الشرقية منها كالصينية والفارسية، أو الغربية مثل اليونانية والرومانية، خاصة في حركة الترجمة الكبرى التي شهدها العالم الإسلامي بعد ظهور الإسلام.
وتحدث الدكتور الشافعي، عن ريادة اللغة العربية في المجالات العلمية منذ القدم، مستشهدًا بما قدمته من إنجازات فريدة في علوم النحو والصرف والبلاغة، وذكر أسماء مثل الخليل وسيبويه وابن منظور، الذين أسسوا قواعد هذه اللغة العظيمة، كما أشار إلى دور اللغة العربية في تطوير المعاجم والموسوعات العلمية والفلسفية والتقنية والدينية، التي أثرت في العالم أجمع، مؤكدًا أن الجهد العربي الأخير في إصدار “المعجم التاريخي للغة العربية” يعكس استمرار الريادة اللغوية، حيث وثق تطور مفردات العربية ومعانيها في 127 مجلدًا ضخمًا.
وفي ختام كلمته، أشار رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، أن التحدي الحقيقي للغة العربية اليوم يكمن في ضعف تداولها على ألسنة الأجيال الجديدة، داعيًا إلى تطوير أساليب التعليم وتبسيط قواعد اللغة لإعادة حب الشباب لهذه اللغة العريقة، كما أعرب عن فخره بالشباب الأزهري الذي أظهر براعة في مسابقة “رواد العربية في الإعراب”، مشيدًا بدور الأزهر الشريف على مر العصور في حراسة اللغة العربية وصيانتها، واصفًا الأزهر بأنه موئل هذه اللغة الشريفة خاصة في وقت الأزمات، وأضاف أن الأمل ما يزال معقودًا على الأجيال الأزهرية الجديدة، وفي مقدمتها حفظة القرآن الكريم أن يكونوا سدنة اللغة وحماة البيان.