عصب الشارع -
قبل الدخول في كيفية إنهيار وسقوط ولاية الجزيرة علينا أولاً أن نوضح بشفافية كيف يتكون جيشنا اليوم فهو (جزءان):
القيادة العليا وهم مجموعة (الأثرياء) والتي ظلت تحصل علي ٨٠% من ثروات البلاد وتتربع علي قمة الشركات الاقتصادية للجيش وهي التي مازالت تقاتل من خلال الإعلام من أجل الحفاظ على إمتيازاتهم قبل الثورة.
وجنود يتكون أغلبهم من إثنيات محددة، فقد صنعت السياسة الكيزانية الرعناء فهم عام بأن (الجندية) ونعني ما دون (ملازم) عمل غير كريم ويدخله من ضاقت به السبل، لذلك يفضل بعض أبناء الاثنيات العمل كباعة متجولين وفريشة بالسوق او التفكير في الهجرة بدلاً من ان ينضمو إليها وأصبحت الجندية مرتع لبعض المرضى النفسيين الذين يحاولون الخروج من مستنقع (الدونية) والتحكم في الرقاب على أن ينالوا الفتات الذي يتركه لهم كبار القادة الأثرياء والذين هربوا خارج البلاد مع بداية الحرب ولتأكيد ذلك فليسأل كل واحد نفسه هل يمكن أن يدخل سلك الجندية أو يسمح لابنه الدخول فقط من أجل الوطن..!!
ثم جاءت طامة التجنيد (الإجباري) غير المدروسة والتي استهدف فيها أبناء الطبقة الفقيرة حتي جاءت أحداث القطينة الشهيرة التى تحولت إلى فضيحة مدوية بالإضافة الى بعض القوات الموازية الفوضوية كالدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والمجتمعية ومجموعة من المليشيات التي منحت صلاحيات واسعة وما حوته من فساد وإفساد مع فهم البسطاء لها كقوة نظامية وقد استوعبت أعداد كبيرة من الأرزقية واللصوص وتجار المخدرات لتصنع المزيد من السمعة السيئة لكل ماهو مرتبط بالقوات النظامية لتدخل القوات المسلحة ضمن هذه الدائرة (المتعفنة) وتفقد آخر ما تبقي لها من كرامة..
وعندما جاءت لحظة الحاجة غيرت هذه المجموعات غير المتجانسة والتي إنقسمت الى (مع وضد) مسارات الصراع وباع بعضهم الوطن حيث ليس لديهم ما يخسرونه، وقد قال قائد مليشيا البراء الرائد خلا المصباح (قدّ سلك) بانهم لم يجدوا طلقة واحده يحاربون بها وإختفت الذخيرة التي لا يستبعد أن يكون قد باعها في (غفلة) صغار هذه (الجوغة) لمليشيات جنجويد الدعم السريع بل إنضمت أعداد منهم إليها قبل ان يمنحوهم الإذن بإكتساح المدينة التي صار لا يوجد بها غير القليل المخدوعين باسم الدين من المستنفرين وقليل من قوات العمل الخاص وبلا سلاح ..
والقضية اليوم صارت أعمق وأكبر من إجتياح مدينة الى بقاء أو فناء دولة في ظل هذه الفوضى من القوات التي بيدها السلاح والتموين الكافي، لذلك نعود للقول أن القبول بالجلوس والتفاوض عبر (منبر جده) هو الطريق الوحيد المتبقي لمناقشة كيفية إيقاف هذا الإنفلات في طريق إعادة هيكلة وتنظيم القوات النظامية أولاً من خلال حكومة انتقالية تواصل مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة وإعادة الحكم الديمقراطي المدني والإستمرار في الورش الإصلاحية والإستعداد لإنتخابات حره نزيهة وإلا فلا احد يعرف مآلات نهاية هذه الحرب العبثية..
اللهم هذا قَسْمي فيما أملِكُ ، فلا تلُمْني فيما تملِكُ ولا أملِكُ..
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
عمليات بغداد تصدر تعليمات وتحذيرات للمواطنين بعد العواصف التي داهمت البلاد
بغداد اليوم -