بالصور.. معهدُ المخْطُوطاتِ العربيَّةِ يختتمُ مؤتمرَهُ الدوليَّ الأوَّلَ “التُّراثِ الحضاريِّ للمخْطُوطِ العَربيِّ”
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
اختتمَ معهدُ المخطوطات العربيَّةُ بالقاهرة فعالياتِ مؤتمرِه الدوليِّ الأولِ حولَ التُّراث الحضاريِّ للمخطوط العربي، بعنوان “نُسخة المؤلِّف.. إشكاليات وقضايا”، والذي أقيم خلال الفترة من 20 وحتى 21 من ديسمبر الجاري، برعايةٍ من المنظمة العربية للتربيَّةِ والثقافة والعلوم (ألكسو) ومديرها العام الدكتور محمد ولد أعمر، ورعايةٍ كريمةٍ ـ أيضًا ـ مِن وقفيَّةِ الشيخ صالحِ حمزةَ صَيْرفيِّ، ومؤسَّسةِ المدادِ للتراثِ والثقافةِ والفنونِ.
وقد انتظمَ في هَيْئتِه العلميَّةِ ثمانيةُ أساتذةٍ، ينتمون إلى سِتِّ دولٍ، هي: تونس، والسعودية، والعراق، والكويت، ومصر، والمغربِ، وتخلَّفَ منهم عن الحضور لعارضٍ مرضيٍّ اثنان.
كما بلغَ عددُ جلساتِ المؤتمر سِتَّةً، أُلقيت فيها ثلاثٌ وعشرون مداخلةً علميَّةً، وانتمى الباحثون المشاركون إلى عشرِ دولٍ، هي: الأردن، وبنجلاديش، وتونس، والجزائر، والسعودية، والعراق، والكويت، ومصر، والمغرب، واليمن.
وقد تغيَّتْ مُشَارَكاتُ الباحثين إعادةَ النظر بمزيدٍ مِنَ التأمَّل الدقيقِ في تُراثنا العربيِّ المخطوطِ، وإنزالَه منزلَ الدَّرْسِ والبَحْثِ والتَّمْحيصِ، والكشفَ عن نُسَخِ المؤلِّفين في الحضَارةِ العربيَّةِ؛ بُغْيةَ إلقاء الضوءِ على بعضِ الإشكالاتِ والقضايا التي تدورُ في فَلَكِها.
جديرٌ بالذكرِ أنَّ أُولى جلسات المؤتمر شَهِدَتْ خمسَ كلماتٍ رسميَّةٍ، كانَتْ أُولاهَا لسعادة الأستاذ الدكتور مراد الريفي (مدير معهد المخطوطات، ورئيس المؤتمر)، وقد عبَّرَ فيها سيادته عن سعادتِه البالغة في تنظيم المعهد لهذا الحدثِ المهمِّ، وقد حضرَتْهُ تلك الكوكبةُ من الضيوفِ الكرام، وعلى رأسِهم معالي الأستاذ الدكتور أحمد فكَّاك البَدْراني (وزيرِ الثقافةِ والسياحةِ والآثارِ العراقيِّ)، وسعادةِ المهندسِ أنس صالحِ صيرفيّ (الأمينِ العامِّ لمؤسِّسةِ المدادِ للتراثِ والثقافةِ والفنونِ)، إضافةً إلى أكابر عُلماء الفنِّ مِن المُحقِّقين والكوديكولوجيين والدارسين. كما توجَّه مدير المعهدُ بالشكرِ الجزيلِ إلى معالي الأستاذِ الدكتور / محمد وِلْد أعمر (المديرِ العامِّ للمنظمةِ العربيَّةِ للتربيَّةِ والثقافَةِ والعُلومِ ـ ألكسو)؛ على رعايةِ مَعاليه الكريمة للمؤتمر، ومُتَابعتِه الحَثِيثةِ، وحِرْصِه الشديد على حضور فعاليَّات المؤتمر، لولا ارتباطُه بمناسبةٍ مجدولةٍ له قبل موعدِ المؤتمر.
وفي كلمةِ ضَيْفِ المؤتمر معالي الأستاذ الدكتور أحمد فكَّاك البَدْراني (وزيرِ الثقافةِ والسياحةِ والآثارِ العراقيِّ)، نوَّهَ معاليه بجهود المعهدِ المبذولة في مجال المخطوط العربيِّ، وبذلك التعاون الذي تمَّ بين الوزارة والمعهد في يوليو الفائت؛ حيث استضافت بغدادُ اختتامَ فعاليات يوم المخطوط العربيِّ (2023م). وأضاف معاليه: إنَّ موضوعَ هذا المؤتمر الفريد بقاماتِه العلميَّةِ وضيوفِه الذين جاءوا مِن كل حدبٍ، يُعَدُّ نقطةَ انطلاقٍ مُهمَّة في تاريخ حضارتِنا وتُراثِنا؛ لما نملكُه مِن رصيدٍ معرفيٍّ ضخمٍ تمثَّلِ في ذلك التراث المخطوط، الذي يُشكِّلُ ركائزَ مهمةً في دائرةِ المعارف العامة قديمًا وحديثًا.
وفي كلمة الراعي الرسميِّ للمؤتمر عبَّرَ سعادة المهندس أنس صالح صيرفي (الأمين العام لمؤسَّسة المداد للتراث والثقافة والفنون) عن شُكره وتقديرِه البالغِ لمعهد المخطوطات العربيَّة؛ أنْ أتاحَ لمؤسَّسة (المداد) المشاركةِ في دَعْمِ جهودِ المعهدِ لتنظيم وإقامةِ هذا المؤتمر الدوليِّ الأوَّل، وهو مؤتمرٌ غيرُ مسبوقٍ في فكرتِه وموضوعه ومناقشتِه للإشكاليَّاتِ والقضايَا التي صاحبت نُسخةَ المؤلِّف، وإنجازٌ ثقافيٌّ متفرِّدٌ للبحثِ في آليَّاتِ التعرُّفِ على نُسخةِ المؤلِّف من حيثُ التعريفُ والتحقيقُ والفهرسةُ والنشرُ النقديُّ. كما أوضحَ سعادته عن سَعَادَتِه في رعاية تنظيم هذا المؤتمر الدوليِّ في نُسَخِه الأخرى المُقبلةِ؛ وهو ما يُعَدُّ امتدادًا طبيعيًّا لدورِ مؤسَّسة المداد ودعمها للمبادرة الثقافية، وذلك مِن خلال مذكرة التعاونِ التي تمَّ توقيعُها بين الجانبين في ختام هذه الجلسة الافتتاحية.
تَلَتْ هذه الجلسةَ الافتتاحيَّةَ أربعُ جلساتٍ علميَّةٍ، وأخرى خُتاميَّةٌ شَهِدَتْ قراءةَ التقرير الختامي والتوصيَّاتِ، إضافةً إلى تَوْزيعِ الدُّروعِ التذكارية للهيئة العلميَّة للمؤتمر، وشهاداتِ الشُّكْرِ والتَّقْديرِ والمشاركة.
هذا، وقد خَلُصت الهيئةُ العلميَّةُ للمؤتمرِ إلى مجموعةٍ مِن التوصيَّاتِ، منها:
أنَّ (نُسْخَةَ المؤلِّفِ) لا تنحصرُ في ما كتبَه المؤلِّفُ بخطِّه فحسب، بل يجوزُ إطلاقُها ـ في حال غيابِ تلك التي كتبَها صاحبُها ـ على تلك النُّسَخِ التي أجَازَها المؤلِّفُ أو قُرِئت عليه، ويكونُ في النُّسخةِ ـ معَ ذلك ـ ما يُفيد اطِّلاعَهُ عليها أو إقرارَهُ لها.
الاتجاهُ بـ (نُسخة المؤلِّف) إلى الأنماطِ غير التقليديَّة للنصوص، كتلك الخرائط والرسوم والتصاوير التي خطَّها أصحابها، والتمييز بينها وبين الزَّائفِ منها.
أهمية اضطلاعِ معهد المخطوطاتِ العربية بإنشاء قاعدةِ بياناتٍ لنُسخ المؤلِّفين الخطية، مع دعوةِ الباحثين في أنحاء العالم للإسهام فيها بطُرقٍ شتَّى.
عودةُ بعثات المعهدِ الخارجيَّة بشكلٍ منتظمٍ، والاتجاهُ بها نحو الخزانات الخاصة النائية التي لم تصل إليها أيدي الباحثين بعدُ؛ استمرارًا لجهود المعهد التاريخية.
تعزيزُ التعاونِ بين المؤسَّسات المعنيَّةِ بالمخطوطات داخلَ الوطنِ العربيِّ وخارجَه، والكشفُ عمَّا تحويه خزائنُها مِن نُسخِ المؤلِّفين الخطيَّةِ.
التوجيهُ بإنشاء معهدٍ للبحثِ وتاريخ النُّصوص على مستوى العالَم العربيِّ لدراسة الكوديكولوجية.
التوجيهُ بنشرِ الأعمال المُشاركة بالمؤتمر، مع التشديد على مراعاةِ ملحوظاتِ المُعقِّبين، وإجراء كافة التصويبات اللازمة.
يُوكَلُ إلى الهيئة العلميَّةِ للمؤتمر اختيارُ الموضوع المُقبل للمؤتمر الدولي الثاني حول التراث الحضاري للمخطوطات العربيَّةِ.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
المؤتمر العربي للطاقات المتجددة والمستدامة يستعرض التجارب الناجحة بالوطن العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اختتمت جلسات المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة الذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، بالمحور الرابع، الذي استعرض التجارب الناجحة بالوطن العربي في استخدام الطاقات الجديدة والمتجددة، ترأس الجلسة الدكتور المهندس محمد عباس- رئيس نقابة المهندسين الفرعية بأسوان، تحدث فيها الدكتور المهندس هشام كمال- رئيس مجلس إدارة شركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء بالسد العالي، والمهندس الاستشاري أشرف نصير- استشارى الطاقة المتجددة عضو مجلس إدارة معهد الدراسات العليا والبحوث جامعة الأسكندرية، والمهندس فراس بشارات- عضو لجنة الطاقة باتحاد المهندسين العرب، والمهندس المختار السيفي- خبير الطاقة بميناء صحار والمنطقة الحرة بسلطنة عمان.
من جانبه قدم المهندس هشام كمال عرضا توضيحيًا حول المحطات المائية لانتاج الكهرباء بالسد العالي، موضحًا مستجدات تنفيذ مشروع التطوير وزيادة القدرة الإنتاجية والجدول الزمني للربط على الشبكة والحالة الفنية لكل محطة وقدراتها التوليدية ومحددات القدرة التشغيلية والطاقة المولدة، مشيرًا إلى أن محطة السد العالي صرح عظيم وأحد أهم موارد الطاقة النظيفة ومنخفضة التكاليف ويتم العمل على تطويرها وزيادة قدرتها وتعظيم عوائدها فى إطار خطة للتطوير وزيادة القدرات من الطاقة النظيفة وخفض استخدام الوقود والحد من استهلاكه، مؤكدًا أن الدولة تولي اهتماما كبيرا للمحطات المائية لتوليد الكهرباء لاسيما محطة توليد كهرباء السد العالى.
وأشار "كمال" إلى أن تنفيذ أعمال مشروع تطوير وإحلال المحولات لمحطة كهرباء السد والذي يجري تنفيذه لزيادة القدرة الإنتاجية من 2100 ميجاوات إلى 2400 ميجاوات بزيادة 300 ميجاوات من الطاقة النظيفة الذي سيحقق وفرا سنويا فى استهلاك الوقود يعادل 270 مليون دولار.
وتحت عنوان "ريادة مصر فى مجال الطاقة المتجددة - مشروعات وانجازات"، استعرض المهندس الاستشاري أشرف نصير، بعض من انجازات مصر في مجال الطاقة المستدامة، مؤكدا أن ملف الطاقة يعد أحد أهم الملفات التي توليها مصر عناية كبرى بمختلف قطاعتها سواء على المستوى الاقتصادي أو الاستراتيجي، وخلال السنوات العشر الماضية حققت الدولة العديد من الإنجازات في هذا الملف، والتي كان من ضمنها تنويع مصادر الطاقة، حيث ترى القيادة السياسية في ذلك أحد الروافد الاستراتيجية والتي ساهمت بشكل كبير في تعزيز مفهوم أمن الطاقة.
وأوضح "نصير" أن الدولة تواصل جهودها في إطلاق مشروعات ضخمة لتوليد الطاقة من مصادر نظيفة ومستدامة، مستعرضا مشروعي محطة "ابيدوس 1 للطاقة الشمسية" و"بنبان"، مشيرا إلى أن قدرة محطة ابيدوس 500 ميجاوات، باستثمارات تبلغ 500 مليون دولار، وبدأ العمل في موقع المحطة في مارس 2023 ، بعقول وأياد مصرية، وأقيمت على مساحة 10 كيلومترات مربعة ، وتضم مليونا و 22 ألفا و 896 خلية شمسية، منوهًا بأن هذا المشروع من ضمن مشروعات أخرى تأتي ضمن محور الطاقة في المنصة الوطنية لبرنامج "نوفي"، هذه المنصة التي تم تدشينها في مؤتمر المناخ كوب 27 بمدينةشرم الشيخ، وكان الهدف منها حشد التمويلات الميسرة لدعم القطاع الخاص في تلبية الاحتياجات المصرية من المساهمات المحددة وطنيا، مختتماً مداخلته بتناول واستعراض محطة بنبان للطاقة الشمسية.
فيما شارك المهندس "فراس بشارات" بورقة علمية تناولت ثلاثة محاور، الأول عن ترشيد استهلاك الطاقة، والثاني تكييف مدرسة بشكل كامل اعتمادًا على الطاقة الجوفية، وتناول المحور الثالث من الورقة استخدام الطاقة الشمسة في المدارس.
كما ألقى "بشارات" الضوء على المواصفات والمعايير المعتمدة لدى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في المدرسة الخضراء وهي:المبنى المدرسي المريح، والمحافظة على موارد المياه داخل المبنى، والتهوية الطبيعية، وفلسفة استخدام الألوان، ومنع الضوضاء، والتصميم الآمن للمدرسة، والتناسب مع الطراز المعماري للبيئة، الإضاءة الطبيعية، ونظام الخلايا الشمسية، ونظام الطاقة الجوفية من باطن الأرض.
واختتم المحور الرابع بورقة عمل عن "الاستدامة والتحول في مجال الطاقة: الأولويات الاستراتيجية لميناء صحار والمنطقة الحرة" قدمها المهندس المختار السيفي، موضحا أن ميناء صحار والمنطقة الحرة تواجه تحديات كبيرة تتمثل في تراجع إمدادات الغاز الطبيعي والحاجة إلى التوافق مع السياسات المناخية العالمية.
وهدفت الورقة البحثية إلى عرض الاستراتيجية الشاملة للاستدامة والتحول في مجال الطاقة التي وضعتها ميناء صحار والمنطقة الحرة، والتي تركز على تأمين الطاقة، خفض الانبعاثات الكربونية، وخلق فرص تجارية جديدة.
وشملت الورقة محاور رئيسية مثل أمن الطاقة، مسارات إزالة الكربون باستخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، واستغلال الفرص التجارية لتعزيز مكانة ميناء صحار كمركز للطاقة الخضراء. كما تسلط الضوء على دور هذه الاستراتيجية في دعم رؤية عمان 2040 وتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية.