بوابة الوفد:
2025-04-07@02:05:21 GMT

الفشل الحقيقى

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

الإنسان دائماً يعمل على البحث عن الشئ الذى يُشبع به حاجاته. لذلك تجده دائماً مدفوعاً بتلك الحاجة. وهذا الأمر بدأ مع الإنسان الأول منذ خطواته الأولى على هذه الأرض. وهو فى حالة سعى أو عمل من أجل بقائه على قيد الحياة. ولعل من أكبر مخاوف الإنسان هو الخوف من تركه للعمل الذى يعمل به والذى يعتمد عليه فى إشباع حاجاته المادية، حتى أصبحت فكرة تركه للعمل عملاً مرعباً فى حد ذاته، خاصة إذا كان ما يقوم به هو الشىء الوحيد الذى يعرفه.

هذا غير رأى الناس فى الشخص الذى يترك عمله، حيث يعتبرونه إنسانًا فاشلًا واتخذ قرارًا متسرعًا، فإذا سمح الشخص لمشاعره أن تتغلب عليه وظن فعلاً أن قراره لترك العمل تسرع فيه، فإنه بذلك سوف يعيش فى قلق لا يستطيع بسبه اتخاذ هذا القرار. وتتزايد فى رأسه الكثير من الشكوك بأنه قد لا يستطيع الحصول على عمل أفضل. فى أحيان كثيرة يربط كثير من الناس بين العمل الذى يقوم به الشخص وهوية الشخص وكفاءته، رغم أن كثيرًا من الناس يأملون فى ترك العمل إلا أنهم لا يستطيعون، وذلك لارتباط ترك الشخص لعمله بعار يُلاحقه. وأصبح الشخص عندما يحصل على وظيفة أو مهنة فإنه يتعين عليه أن يستمر فيها مدى الحياة حتى إذا كان ما يقوم به ليس هو الأفضل له أو للغير، فهذا هو الفشل الحقيقى.

لم نقصد أحدًا!             

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ذكريات من "السيرك"

لم أكن يوما ممن تستهويهم متعة مشاهدة عروض فقرات "الحيوانات المفترسة" فى السيرك، ولا أى عروض من هذا النوع، ولكن استهواني شغفي المهني فى بدايات رحلتى فى عالم الصحافة، لمعرفة كواليس عالم السيرك، فقررت الدخول من الأبواب الخلفية لهذا المبني المقام على كورنيش النيل بمنطقة العجوزة، والذى نشاهده جميعا فى الذهاب والإياب لمنطقة وسط البلد.

بدأت فى البحث عن رقم للتواصل مع مدربة الأسود الأشهر "محاسن الحلو" وقتها لم نكن نعرف الهاتف الجوال "الموبايل" وكنا كصحفيين نلهث وراء المصدر نطلبه فى المكتب فلا نجده، ثم نطلبه فى المنزل فلا يكون متواجدا أيضا، أو يكون الوقت غير مناسب، وهكذا نستمر فى رحلة التواصل تليفونيا مع المصدر لتحديد موعد للمقابلة، وفى ذلك الموضوع لى قصة شهيرة مع الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي والعالم الكبير سأرويها فى مقام آخر.

من خلال الاتصال بدليل التليفونات كنا نحصل على أرقام المؤسسات، وكان هناك كتيب كبير فى معظم البيوت يضم أرقام كل من يملك خط تليفون فى منزله، طلبت رقم السيرك القومي بالعجوزة، ثم طلبت التحدث إلى السيدة محاسن الحلو وبعد محاولات عدة ومن خلال تحويل المكالمة من شخص لآخر، تمكنت من محادثة السيدة التى تجلس دائما بين أقفاص الأسود التى تتولى تدريبها، واتفقت معها على زيارتها لعمل موضوع صحفى عن كواليس عالم السيرك.

فى الموعد المحدد وكان صباحا اتفقت مع زميلى المصور وتوجهنا إلى هناك، وعندما وصلنا اصطحبنا أحد العمال إلى غرفة في الفناء الخلفي للسيرك كانت تجلس فيها المدربة على حافة سرير وتطعم أسدا صغيرا وضعته على رجلها، فلما لاحظت قلقنا من الدخول، قالت "تعالوا متخافوش دا أسد لسه صغير وأنا اللى مربياه" تحدثت معها قليلا ثم اصطحبتني لجولة بين أقفاص الحيوانات المفترسة، شرحت فيها طرق الترويض ومعاملة الحيوان وحتى علاجه وطريقة إطعامه والتى تتم تحت إشراف أطباء بيطريين.

ما زلت أتذكر بعض الروائح المنبعثة من مخلفات هذه الحيوانات المفترسة، وتساءلت وقتها عن المتعة التى يستشعرها المدرب وهو يتعامل فى وضع بهذه الخطورة، وما هو الترفيه الذى ينشده الجمهور فى مشاهدة هذه العروض؟ تذكرت كل ذلك وأنا أتابع الحادث الذى وقع منذ أيام من هجوم نمر والتهامه ذراع أحد مساعدي المدرب أثناء عرض للسيرك بمدينة طنطا، وهو الحادث الذى أحدث ردود فعل واسعة على المستويين الرسمي والشعبي، حيث أعلن محافظ الغربية خلال زيارته للمصاب، عن منحه دعما ماليا فوريا ووظيفة جديدة وتوفير أفضل رعاية طبية بالتنسيق مع جامعة طنطا.

وطالب أعضاء بمجلس النواب بضرورة حظر استخدام الحيوانات المفترسة فى فقرات السيرك، وتفعيل قانون حيازة الحيوانات الخطرة الذى وافق عليه مجلس النواب قبل عامين تقريبا.

الحيوانات ملك شخصي للمدربين، والسيرك الذي أقيم في طنطا لشركة خاصة حصلت على تصريح بعد استيفاء الاشتراطات اللازمة، هذا ما أكده مدير السيرك القومي فى تصريحات صحفية، أن اشتراطات الأمان الموجودة فى السيرك القومي لم تتوافر فى هذا السيرك الذى تم نصبه بينما أسياخ القفص واسعة وسمحت بالتهام النمر لذراع العامل، الذى يتقاضى مكافأة يومية لا تزيد على مائتي جنيه، كما أفتقد المكان لمعظم وسائل الأمان، وترك الأمر للاجتهاد الشخصي ولنا فيما حدث خير شاهد.

ليتنا نمنع فقرات عروض الحيوانات المفترسة حتى لا نصدم كل فترة بحادث مفجع جديد.

مقالات مشابهة

  • "حالة من الجنون".. عرض مسرحي يسلط الضوء على الترابط الأسرى في الأزمات
  • ذكريات من "السيرك"
  • إعلامي مشيدًا بمحافظ أسيوط: يقوم بجهد محترم طوال الـ24 ساعة
  • نتنياهو الخسران الأكبر
  • شوبير: زيزو اتخذ القرار والانتظار لن يطول كثيرًا
  • الشحومي: المركزي لا يستطيع حماية الدينار طالما الفوضى مستمرة
  • شلقم: كثير من الحروب اندلعت بسبب لحظة غضب من شخص نكرة
  • منظمة التحرير الفلسطينية: الهدف الاستراتيجي لدولة الاحتلال تجاه فلسطين يقوم على شعار «أرض بلا شعب»
  • حكم صيام الست من شوال ولماذا كره الإمام مالك صومها؟ لسببين لا يعرفهما كثير
  • بكرى: نتنياهو لن يستطيع تحقيق حلمه في إقامة الشرق الأوسط الجديد