رئيس حزب الأمة القومي: استمرار الحرب قد يقود السودان إلى الانهيار والتقسيم أو استمرار سقوط الولايات في يد قوات الدعم السريع وحينها سوف تفرض رؤية أحادية الجانب
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
قال اللواء فضل الله برمه ناصر رئيس حزب الأمة القومي، أن الحرب الجارية فى السودان «الأخطر» فى تاريخ البلاد، لاسيما أنها تهدد بقاء كيان الدولة، محذرا من أن استمرار الحرب قد يقود الدولة السودانية إلى الانهيار والتقسيم.
وقال ناصر فى تصريحات خاصة لـ«الشروق» على هامش زيارته إلى القاهرة، أن «الحرب نتاج أزمات معقدة كرس لها النظام السابق على مدى 30 عاما، حيث زرع قنابل موقوتة وعمد على تفكيك واختراق مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وعمل على تقويض الانتقال السياسي وإجهاض ثورة ديسمبر، وخلق فتنة وترت العلاقة بين العسكريين وأدخل البلاد في حرب عبثية، ومن المؤسف أنها حصدت أرواح الآلاف، وشردت الملايين، ودمرت البنية التحتية، وأدخلت البلاد فى تحدٍ وجودى».
وأكد رئيس حزب الأمة القومى السودانى أنه إذا لم يستجب أطراف الحرب إلى السلام، فإن البلاد مقبلة على سيناريوهين هما: «استمرار الحرب وإطالة أمدها بدخول أطراف جديدة داخلية وخارجية قد تقود الدولة إلى انهيار كامل للبلاد أو تقسيمها، أو استمرار سقوط الولايات في يد قوات الدعم السريع، وحينها سوف تفرض رؤية أحادية الجانب، من منطق عقلية المنتصر وستزيد من حدة الاستقطاب الاجتماعي والإثني».
وأوضح أن «الحرب الآن توسعت بصورة مقلقة للغاية، وزادت الجرائم ضد المدنيين وهناك انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، والسودان يعيش الآن في وضع إنساني كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، الأمر الذي يتطلب تدخلا إنسانيا عاجلا، وتحقيقا دوليا ومحاسبة على هذه الجرائم فلا يمكن أن يحدث استقرار بلا عدالة انتقالية، لاسيما أن التطور الميداني للحرب مؤسف للغاية ونحن في غاية القلق لتردي الأوضاع في ولاية الجزيرة، وإقليم دارفور، والعاصمة الخرطوم».
وأشار إلى أن «هذه الحرب الخاسر فيها بالأساس هو الوطن والمواطن، وعلى طرفي الحرب إدراك حقيقة أن وضع السلاح ووقف إطلاق النار هو الخطوة التي ينتظرها الشعب السوداني، وتحكيم صوت العقل اليوم قبل الغد بالانخراط في تفاوض بدون شروط».
وبشأن خط الحل السياسي، قال رئيس حزب الأمة القومي: «صحيح أن هذا الخط متعثر، ولكنه هو الطريق الأفضل، ويعد هو الآلية الوحيدة لحل الأزمة ووقف الكارثة، ونحن في الحزب نعول عليه ونعمل من أجله بكل قوة»، مؤكدا «ما زلنا نعول على منبر جـدة وتوسعة الوساطة السعودية ــ الأمريكية والتى ضمت منظمة الإيقاد ومفوضية الاتحاد الأفريقي لتشمل كلا من مصر والإمارات».
وحول دور حزب الأمة القومي فى حلحلة الأزمة الراهنة، قال اللواء فضل الله برمه إن الحزب يدرك مسئوليته التاريخية والوطنية، ويتحملها بكل صدق، وجدية، ويسعى بكل طاقاته لوقف هذه الحرب، مؤكدا أن الحزب ظل يحذر من ويلات الحرب ويدعو للحوار، في المقابل ظل دعاة الفتنة والحرب يدقون طبول الحرب ويهددون بها ويسعون لها ليل نهار.
وأشار إلى أنه منذ اليوم الأول للحرب وحتى الوقت الحالي كان موقف الحزب لا يزال يرفض الحرب ويتبنى الحياد الإيجابي، كما يدعو أطراف الحرب لوقف إطلاق النار والعدائيات وتسهيل المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة وحماية المدنيين، ويدعم منبر جدة ومبادرة منظمة الإيجاد والاتحاد الأفريقى.
وأكد اللواء فضل الله برمه أن الحزب يسعى لتوحيد المكون المدني وفق رؤية سياسية لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار والسلام والتحول الديمقراطي، مشيرا إلى أن زيارته إلى القاهرة من أجل تباحث قيادات الحزب لتطوير الرؤية السياسية والتدخلات العاجلة لمجابهة هذه الكارثة.
أما بشأن دور الحزب فى التواصل مع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في المشهد السوداني لإيجاد حل للصراع الراهن، قال إنه لاشك أن هذه الحرب وتداعياتها الإنسانية الخطيرة أثارت قلق المجتمع الإقليمى والدولي، ومن ثم سعينا في الحزب للتواصل مع العالم من حولنا لتحمل مسئوليته وفق القانون الإنسانى الدولى، فقد خاطبنا الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ودول الجوار، ومفوضية الاتحاد الأفريقى، ومنظمة الإيجاد، والوساطة الأمريكية السعودية بخطورة الأوضاع على جميع المستويات فى السودان، مؤكدا على ضرورة المساعدة فى إيجاد حل سياسي وتوحيد المنبر التفاوضي وتوفير المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، والضغط على الطرفين لإنهاء الحرب.
وتابع: كما نعمل مع حلفائنا في الحرية والتغيير والقوى المدنية الديمقراطية على تبني رؤية سياسية لإنهاء الحرب ومجابهة تداعيات الحرب الاقتصادية والاجتماعية بمشـروع وطني لإعادة الإعمار وتأسيس انتقال مدني يعالج جذور الأزمة السودانية، ونتطلع لدور أكبر من دول الجوار والمجتمع الإقليمي والدولي لدعم جهود السلام والاستقرار.
وأضاف رغم ما يشهده الإقليم من توترات عدة، وفي هذا الصدد نأسف للحرب التي تدور في غزة وندعم الحق الفلسطيني، ومع ذلك نقول يجب زيادة الاهتمام بالأزمة السودانية، وأن لا يدير العالم ظهره عن السودان فهو يمر بـ«أكبر كارثة إنسانية في العالم»، على حد تعبيره.
وعن العلاقات السودانية المصرية، أكد رئيس حزب الأمة القومي أن العلاقات بين البلدين استراتيجية على الأصعدة كافة، ونحن حريصون عليها أشد الحرص، ومما لاشك فيه أن الدور المصري مطلوب في استعادة الاستقرار في السودان، مضيفا أن «هذه الحرب لاشك أنها تؤثر على مصر تأثيرا مباشرا وتداعيات الحرب تمتد لكل دول الإقليم، وهناك ملفات مهمة مشتركة بين القاهرة والخرطوم»، كما أعرب عن أسفه لانهيار مفاوضات سد النهضة.
وأضاف اللواء فضل الله برمه: «نشكر مصر قيادة وشعبا على استضافة السودانيين وتقديم يد العون لهم، وكذلك على دورهم في دعم جهود إحلال السلام وحل الأزمة»، وتابع: «نهنئ الرئيس السيسي بالدورة الرئاسية الجديدة ونتمنى كل الخير لمصر الشقيقة، ونأمل في مزيد من الجهود للضغط على أطراف الحرب وتقديم العون للسودانيين ودعم الحل السياسي الذي يعيد الاستقرار لبلادنا».
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: رئیس حزب الأمة القومی هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
مسؤول سوداني يكشف عن اتفاق بين جوبا و«الدعم السريع» لحماية أنابيب النفط
توقع مسؤول سوداني أن يصل النفط الخام من جنوب السودان إلى بورتسودان بعد ثلاثة أشهر.
التغيير: وكالات
كشف مسؤول سوداني، عن اتفاق بين حكومة جنوب السودان مع قوات الدعم السريع في السودان، لحماية نحو 237 كيلومترا من خط أنابيب النيل الكبرى في منطقة تقع تحت سيطرة الدعم السريع لضمان التدفق السلس للنفط الخام لجنوب السودان إلى بورتسودان وتصديره إلى الأسواق العالمية.
وتوقف تصدير نفط جنوب السودان عبر ميناء البشائر، بعد عمليات التخريب لخطوط النفط نتيجة للحرب بين الجيش والدعم السريع، وأعلنت الحكومة السودانية توقف النفط، لكن قبل أشهر اتفقا الدولتان على استئناف التصدير.
وقال مدير شركة خطوط الأنابيب السودانية المهندس محمد صالح عثمان بحسب راديو تمازج، إن المنطقة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع والنقطة المتضررة تبدأ من المحطة 3 إلى المحطة 4، التي تبعد حوالي 237 كيلومترا، وأن ليس لديهم اتصال مباشر مع قوات الدعم السريع.
وكشف أن حكومة جنوب السودان أبرمت صفقة منفصلة مع قوات الدعم السريع لتسهيل حركة الأشخاص في المنطقة الخاضعة لسيطرتها.
وأوضح أنه وفقا لاتفاق الدعم السريع وحكومة جنوب السودان، تقوم قوات الدعم السريع بتوفير الحماية لخط الأنابيب والمدنيين، وأن هذا سيعطي مساحة لنقل الوقود وقطع الغيار.
ولم يقدم المهندس السوداني مزيداً من التفاصيل حول الاتفاق الذي توصل إليه بين جنوب السودان وقوات الدعم السريع التي تقاتل القوات المسلحة السودانية للسيطرة على السلطة منذ 15 أبريل 2023.
وقال المهندس صالح، وهو رئيس لجنة معالجة أنابيب النفط الخام في شركة دار للبترول، إنهم اختتموا ورشة عمل مشتركة مع جنوب السودان في جوبا، لمناقشة والاتفاق على طرق استئناف نفط جنوب السودان الخام عبر السودان.
وأضاف: “عقدنا ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام في مكاتب شركة النفط الوطنية، واتفقنا على خطة مشتركة لاستئناف النفط الخام في جنوب السودان”.
وعن الجدول الزمني لاستئناف النفط الخام، قال المهندس السوداني، إنه من المتوقع أن يصل النفط الخام إلى بورتسودان بعد ثلاثة أشهر، وذكر أنهم وضعوا جدولا زمنيا واضحا حول موعد بدء الضخ، وأنه عندما تبدأ الآبار في العمل، سيبدأ الضخ من فلوج إلى جبلين، ومن جبلين إلى خطوط الأنابيب الأخرى”.
وتابع: “نتوقع أن تبدأ مرحلة ضخ النفط الخام بعد 45 يوما، وليس لدينا الحق من جانبنا في تنسيق حماية خط الأنابيب مع قوات الدعم السريع، لكن السلطات في جنوب السودان نسقت القضية من جانبها لضمان التدفق السلس للنفط”.
وفيما يتعلق برسوم العبور بين البلدين، كشف أنهم اتفقوا مع سلطات جنوب السودان في بورتسودان على مناقشة المسألة لاحقا بعد استئناف إنتاج النفط.
المهندس محمد صالح عثمانوأضاف صالح: “رسالتي هي أن الناس يجب أن يتحلوا بالصبر، وسيكون الجميع بالخير، وأستطيع القول إن العمل على خط الأنابيب يسير بشكل جيد وسيعمل قريبا، لكننا بحاجة إلى بعض الدعم من الشركاء وجنوب السودان، ولقد أثر توقف إنتاج النفط على البلدين، لذا فإن استئناف النفط له منفعة متبادلة اقتصاديا”.
ويعتمد جنوب السودان على السودان في تصدير النفط الخام عبر خط أنابيب إلى البحر الأحمر عبر الخرطوم حيث يدور القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ 15 ابريل 2023.
وبموجب الترتيب المالي الانتقالي الذي وقع بعد وقت قصير من استقلال جنوب السودان في عام 2011م، تدفع جوبا رسوما للخرطوم وتكاليف غير تجارية لشحن نفطها الخام إلى الأسواق الدولية. فيما يمثل النفط أكثر من 90% من عائدات جنوب السودان.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان النفط بورتسودان جنوب السودان شركة خطوط الأنابيب السودانية وزارة الطاقة والنفط