التوقعات الإسرائيلية بانتصار وشيك على "حماس" قاتمة، وبات الهدف بالقضاء على الحركة الفلسطينية على المدى القصير "غير واقعي"، وسط توقعات باستمرار القتال في غزة لسنوات.

هكذا يتحدث تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى تخفيض المعلقين السياسيين وبعض الخبراء العسكريين توقعاتهم لـ"تحقيق نصر سريع وحاسم".

وثمة فجوة بين تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحرب، وواقع ميدان المعركة في قطاع غزة، ففي الوقت الذي يشدد السياسيون على أن الحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها، إلا أن الجيش متعثر ولا أحد يريد الاعتراف باستحالة تحقيق أهداف الحرب والقضاء على "حماس"، وفق تقارير عبرية.

ويقول تقرير "نيويورك تايمز"، إن إسرائيل حققت سيطرة عملياتية في بعض المناطق في الشمال، لكن التقدم البطيء دفع بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين البارزين والمعلقين السياسيين إلى الإشارة إلى فجوة آخذة في الاتساع بين الواقع على الأرض وخطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وتعهد الأربعاء بأن الحرب "ستستمر حتى يتم القضاء على حماس – حتى النصر".

وينقل عن غابي سيبوني، وهو كولونيل احتياط وزميل في معهد القدس للاستراتيجية والأمن ذي الميول المحافظة: "لا ينبغي لأحد أن يتخيل أنه سيكون هناك موقف حيث نضع العلم على قمة التل ونقول: حسنًا، لقد انتصرنا، والآن ستصبح غزة سلمية وآمنة، لن يحدث ذلك".

ويضيف: "الحقيقة هي أننا سنقاتل في غزة لسنوات مقبلة".

اقرأ أيضاً

جنرال إسرائيلي سابق: لن نستطيع هزيمة حماس

وردد آخرون هذا التقييم، حيث كتب كاتب العمود السياسي بن كاسبيت، في صحيفة "معاريف" العبرية، " “لن تكون هناك (صورة نصر)".

وأضاف بن كاسيت المنتقد منذ فترة طويلة لنتنياهو، أن "إدراك أن القضاء على حماس هو هدف غير واقعي على المدى القصير يتسلل إلى ذهننا".

من جانبه، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، بأن الحملة الإسرائيلية ستكون طويلة "وتتطلب الصبر".

وفي شمال غزة، قال في بيان بالفيديو، إن الجيش "يحقق تدريجيا الأهداف التي حددناها، وأولها تفكيك كتائب حماس وتجريد حماس من قدراتها السرية".

قبل أن يقول كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري، الخميس: "تواصل قواتنا تكثيف العمليات البرية في شمال وجنوب غزة".

وهدف الجيش هو إسقاط حكم "حماس" في غزة، وتدمير أو إضعاف قدراتها العسكرية إلى درجة أنها لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل وإعادة حوالي 120 رهينة ما زالوا في غزة.

اقرأ أيضاً

دعا للتفاوض بثمن باهظ لإعادة الأسرى.. سفير أمريكا السابق في إسرائيل: حماس لن تُهزم

ولكن، مع ارتفاع عدد الشهداء في غزة، ودفع المدنيين إلى زاوية جنوبية صغيرة من القطاع، تعرضت إسرائيل لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة ودول أخرى لتقليص عملياتها والانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من القتال في القطاع.

يشار إلى أن كبار قادة حماس تمكنوا حتى الآن من الإفلات من القصف أو الاعتقال، كما واصلت المقاومة في غزة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بما في ذلك صاروخان وصلا إلى تل أبيب وضواحيها هذا الأسبوع.

ورفض عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، تصريحات نتنياهو بشأن القضاء على "حماس"، ووصفها بأنها "سخيفة".

وقال الرشق في بيان الجمعة: "نتنياهو يرفع شعار النصر والقضاء على حماس.. إنه وهم وسراب لن يتحقق، وسيتحطم بصمود شعبنا".

يشار إلى أن إسرائيل استخدمت آلاف الغارات الجوية والقنابل الثقيلة والمدفعية في محاولتها تفكيك "حماس" وبنيتها التحتية.

وقالت وزارة الصحة في غزة الخميس، إن عدد القتلى في غزة تجاوز 20 ألف شخص.

اقرأ أيضاً

مودرن دبلوماسي: التهجير هو هدف ما يحدث في غزة الآن.. وتدمير حماس مجرد ذريعة

خلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب، استخدمت بانتظام قنابل زنة 2000 رطل، وهي من أكبرها وأكثرها تدميراً، في المناطق التي خصصتها آمنة للمدنيين، وفقًا لتحليل الأدلة المرئية الذي أجرته "نيويورك تايمز".

ولم يذكر الجيش الإسرائيلي سوى القليل عن أنواع القنابل والمدفعية التي يستخدمها في غزة، ولكن من خلال شظايا الانفجارات التي تم العثور عليها في شتى المواقع وتحليل لقطات الغارات، فإن الخبراء واثقون من أن الغالبية العظمى من القنابل التي أسقطت على الجيب المحاصر هي أمريكية الصنع.

وبينما تستخدم العديد من الجيوش الغربية قنابل بهذا الحجم، يقول خبراء الذخائر إن القوات الأمريكية لم تعد تسقطها أبدًا في المناطق المكتظة بالسكان.

وفي معرض الرد على الأسئلة بشأن استخدام هذه القنابل في جنوب غزة، قال متحدث عسكري إسرائيلي، إن الهم الأول لإسرائيل هو "تدمير حماس"، مضيفا: "يُنظر في الأسئلة من هذا النوع في مرحلة لاحقة".

وزعم أن جيش الاحتلال "يتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين".

ويقول سكان غزة الذين تركوا منازلهم وانتقلوا جنوبًا إنهم لا يشعرون بالأمان هناك، وإنه لا توجد مناطق محظورة على القصف الإسرائيلي.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى صباح الجمعة 20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب مصادر فلسطينية وأممية.

اقرأ أيضاً

اتهمها بالفشل.. بن غفير يدعو إلى حل حكومة الحرب الإسرائيلية

المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس إسرائيل الحرب على غزة حرب غزة فلسطين نیویورک تایمز القضاء على اقرأ أیضا على حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري يكشف خطط الجيش الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة من دون حكم عسكري

#سواليف

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن #خطط للجيش الإسرائيلي لإدارة الأمن في قطاع #غزة من دون #حكومة_عسكرية، وذلك من خلال السيطرة على الممرات والمحاور التي بناها.

وتضيف الصحيفة أن هذا الوجود الاستخباراتي العملياتي، الذي سيعطي الأمن والشعور بالأمان لسكان #إسرائيل في غياب تسوية سياسية أو #صفقة_تبادل أسرى ينوي #الجيش تنفيذه من خلال السيطرة على “ممرات آمنة”، تشمل محور فيلادلفيا بالإضافة إلى منطقة أمنية بعرض حوالي كيلومتر على طول كامل حدود قطاع غزة.

ونظرا لهذا الوضع، ينتشر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لتوفير الأمن لسكان جنوب إسرائيل ومواصلة الضغط العسكري لتهيئة الظروف لعودة الأسرى.

مقالات ذات صلة جيش الاحتلال ينشر بيانات محدثة مفصلة عن عدد قتلاه في غزة ولبنان 2024/11/15

ويضيف مراسل الصحيفة بن يشاي، أن التحرك الذي يتم الآن خاصة في شمال قطاع غزة، يأتي لمنع استعادة قدرات حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” على شن حرب عصابات ضد مستوطني الغلاف، وتشير الصحيفة إلى ما أسمته “الأهداف التي يحاول الجيش الإسرائيلي تحقيقها من خلال الممرات التي يقيمها في غزة” وهي كالتالي:

أولا: نشاط استخباراتي لمراقبة ومتابعة ما يحدث في القطاع عن كثب، بهدف تحديد أي محاولة من جانب حماس لإعادة تأسيس قوتها العسكرية في القطاع.

ثانيا: التحرك السريع للجيش لمهاجمة اي منطقة في قطاع غزة.

ثالثا: منع المساعدات من الوصول إلى “حماس” من الخارج، وخاصة عبر سيناء ومصر، من خلال السيطرة على محور فيلادلفيا. وذلك لحين الاتفاق مع القاهرة على الإجراءات والتحضيرات التي ستتم على طول محور فيلادلفيا، لمنع تهريب الأسلحة.

رابعا: السيطرة على خطوط مساعدات السكان كوسيلة للضغط على “حماس” لإطلاق سراح الأسرى، ومنع تحركات عناصرها إلى شمال القطاع.

خامسا: السماح للجهات الفاعلة الدولية بتقديم المساعدات الإنسانية وتوزيعها بأمان.

وبحسب “يديعوت أحرونوت”، محور نتساريم على سبيل المثال سيتحول إلى محور لوجستي يسمح بالعمليات منه شمالا إلى مدينة غزة وجنوبا إلى منطقة المعسكر المركزي في خان يونس، ويكون الوجود الإسرائيلي عسكريا فقط ويقتصر على ممر عرضه 7 كيلومترات وطوله 9 كيلومترات.

هذه الأهداف تقول الصحيفة هي في مراحل متقدمة من البناء، وستبقى وفقا لخطة الجيش الإسرائيلي، لعدة سنوات حتى يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، الأمر الذي سيتطلب على الأرجح تغيير الخطط فيما يتعلق بمستقبل القطاع.

لكن في غياب صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وفي غياب إدارة بديلة في غزة سيستمر الجيش الإسرائيلي في إنشاء الممرات، والسبب الثاني هو عدم وجود أي مؤشر على إحراز تقدم في تشكيل حكومة بديلة للحكم المدني في غزة.

وبينما هناك دول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ترغب في المشاركة في قوة حفظ سلام دولية وحكومة مدنية في غزة، إلا أنها تطالب بمشاركة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس في مؤسسات الحكم المدني والحكومة المدنية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يوافق على ذلك لأسباب سياسية وخوفا من تفكك ائتلافه.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: «ماسك» طلب عقد اجتماع سري مع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة
  • إعلام عبري يكشف خطط الجيش الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة من دون حكم عسكري
  • «نيويورك تايمز»: جنرال إسرائيلي أبلغ نتنياهو بتحضير حماس لهجوم «7 أكتوبر»
  • نيويورك تايمز: ماسك يلتقي سفير إيران لدى الامم المتحدة
  • نيويورك تايمز: إيلون ماسك يجتمع مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة
  • نيويورك تايمز: جنرال أبلغ نتنياهو بتحضير مسلحين لهجوم يوم 7 أكتوبر
  • نيويورك تايمز: الكر والفر سمة حرب إسرائيل الدموية بشمال غزة
  • نيويورك تايمز: اتهام مسئول بـ CIA بتسريب وثائق حول خطط إسرائيل لضرب إيران
  • “نيويورك تايمز”: مسؤول في الـCIA متهم بتسريب وثائق سرية للغاية حول خطط إسرائيل لضرب إيران
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 3 قادة لـ«حزب الله»