الدويري: لهذه الأسباب سحب الاحتلال قواته ومحاولته إنشاء منطقة عازلة ستفشل
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
أرجع الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاعات من قواته المتواجدة في قطاع غزة، إلى انغلاق الأفق العسكري، والفشل في تحقيق سيطرة حقيقية على المناطق السكنية بالقطاع، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية، فضلا عن تغير مزاج الشارع الإسرائيلي والموقف الدولي.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت أن الجيش أصبح بالفعل في خضم الانتشار للمرحلة الثالثة، حيث يخطط لتسريح عدد من جنود الاحتياط، في حين ستشمل التعديلات المرتقبة إنشاء منطقة عازلة داخل غزة، كما لفتت الصحيفة إلى أن مراكز القيادة المختلفة تستعد بالفعل لتغيير كبير في يناير/كانون الثاني المقبل.
ويرى الدويري أن المنطقة العازلة التي يسعى الاحتلال لإنشائها، تعادل ثلث مساحة غزة وقت تصل إلى نصفها، لافتا إلى أن هذا الإجراء سيكون خطيرا حال تنفيذه، لأن المنطقة المستهدفة هي بمثابة السلة الغذائية لسكان القطاع، وإذا حرم منها أهالي غزة فلن يكون لديهم ما يقيم الحياة إلا ما يسمح به الاحتلال.
وأوضح أن هذه المنطقة على طول الحدود وبعمق 200 إلى 300 متر داخل المناطق المبنية، ويعمل الاحتلال على تدميرها بشكل ممنهج منذ 3 أيام، سعيا لفرض واقع جديد يسهل له الإجراءات التي يسعى لتنفيذها خلال ما سماها المرحلة الثالثة للعملية البرية.
ويرجع الدويري استمرار التصعيد الميداني الحاصل إلى اتساع الفجوة بين طرح الجانبين في المسار السياسي، في ظل انغلاق الأفق حتى اللحظة أمام خيار التفاوض، حيث يعرض الجانب الإسرائيلي إطلاق سراح المحتجزين مقابل هدنة، في حين تصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على وقف العدوان قبل أي مفاوضات.
ويشدد الخبير العسكري على أن المحتجزين الإسرائيليين في غزة يمثلون الورقة الوحيدة الرابحة بيد حماس وقوى المقاومة، وفي حال فقدها سيعود الحديث أكثر عن مرحلة ما بعد حماس في غزة، أو تفريغ القطاع من سكانه، ومن ثم فلا يعقل أن تفرط حماس بهذه الورقة.
وتوقع الدويري استمرار التصعيد بشكل محموم، حيث لم يعد لدى الاحتلال أوراق أخرى لاستخدامها، لافتا إلى أن تصعيده المتزايد يحاول من خلاله كسر إرادة حركة حماس للقبول بشروط معينة أو تقديم تنازلات جوهرية عند التفاوض.
لكنه يرى أن المرحلة الثالثة للعملية البرية الإسرائيلية بمثابة "مشروع فاشل"، حتى وإن أتمت قوات الاحتلال إعادة تموضعها وتحديد منطقة عازلة، فإنها لن تستطيع توفير الأمن والاستقرار لقواتها المتمركزة في تلك المناطق، وستعاود الانسحاب منها مرة أخرى.
ولفت إلى توارد معلومات عن تمرد في الوحدات الدنيا على مستوى الكتائب في بعض المناطق كالشجاعية، حيث بدأت مجموعات من الجنود ترفض أوامر الدخول في المعركة، لذا يسعى الجيش لتدارك الأمر ومحاولة الخروج بمظهر المنتصر عبر عملية إعادة التموضع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بعد قرار جمهوري | إنشاء منطقة استثمارية للنباتات الطبية ببني سويف
شهد الدكتور أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي والدكتور محمد هانيء غنيم محافظ بني سويف، فعاليات توقيع اتفاق تعاون بين محافظة بني سويف ومركز تحليل البيانات والاستشارات CDAC بمعهد التخطيط القومي، لإعداد دراسة جدوى شاملة ومتكاملة لدراسة التوسع وزيادة المساحة المخصصة لإنشاء منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية والتصنيع الزراعي المخصص لها مساحة 147 فدانًا بناحية مركز سمسطا " بقرار جمهوري".
يأتي ذلك في إطار التعاون المثمر بين محافظ بني سويف ومعهد التخطيط القومي والتزاما بتوجهات الدولة بتشجيع الاستثمار لتحقيق معدلات أعلى للنمو الاقتصادي المبني على زيادة القيم المضافة.
وقد قام بالتوقيع " ممثلاً عن معهد التخطيط " الدكتور محمود أبو العيون، الرئيس التنفيذي لمركز CDAC وعن المحافظة" السيد بلال حبش، نائب محافظ بني سويف.
وفي هذا الإطار أوضح أ.د. أشرف العربي أن التعاون مع محافظة بني سويف يأتي في إطار دعم التخطيط العلمي لمشروعات التنمية، مشيرًا إلى أهمية الدراسة في تعظيم العوائد الاقتصادية والاجتماعية للمشروع، من خلال اعتماد أفضل السبل لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة، مؤكدا أن هذا المشروع الذي سيسهم في تحويل بني سويف إلى مركز صناعي واستثماري إقليمي رائد في هذا المجال.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد هانيء غنيم أن هذا المشروع يعد نقلة نوعية في استغلال الموارد الزراعية لمحافظة بني سويف، خاصة وأن المحافظة تستحوذ على نحو 46% من إجمالي الإنتاج القومي، مضيفا أن المحافظة تعمل على استثمار هذا التميز من خلال إقامة منطقة استثمارية متكاملة تستهدف تحويل المحاصيل الزراعية من مجرد إنتاج خام إلى سلع وسيطة ونهائية تلبي متطلبات الأسواق العالمية، مما يسهم في زيادة الصادرات وخلق فرص استثمارية جديد، منوها إلى أن هذا المشروع يعد أحد ثمار الاستراتيجية الاقتصادية المحلية التي أطلقتها المحافظة في ديسمبر 2020 كأول استراتيجية محلية على مستوى محافظات مصر وفقا لرؤية مصر 2030 تحت رعاية القيادة السياسية.
فيما أشار أ.د. محمود أبو العيون إلى أن إعداد الدراسة سيتم وفق أحدث المعايير العلمية والاقتصادية، لضمان تحقيق أقصى استفادة من المشروع وتعظيم العائد الاقتصادي والاجتماعي منه، وخاصة أن محافظة بني سويف تمتلك كل المقومات التي تجعلها مركزًا رائدًا في الصناعات القائمة على النباتات الطبية والعطرية، مشيرًا إلى أن الدراسة ستتضمن آليات جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وتعزيز فرص الشراكة مع القطاع الخاص.