خبير إيراني: هذه رسائل تكثيف إيران الكشف عن أسلحتها الإستراتيجية
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
طهران- كثفت إيران تجاربها العسكرية ودأبت على الكشف عن سلسلة من الأسلحة الإستراتيجية منذ الأيام الأولى من عملية طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما طرح تساؤلات عن مسوغات الخطوة وأهدافها والرسائل المراد إيصالها في المرحلة الراهنة.
ومن الأسلحة الإستراتيجية التي كشفت عنها طهران خلال الشهرين الماضيين صاروخ "فتاح 2" الفرط الصوتي ومسيّرة "كرار" المزودة بصاروخ مجيد الحراري، ونسختان مطورتان عن نظام "9 دي" المضاد للصواريخ، ونموذج جديد من دبابة "تي-72″، والطائرة المسيرة "شاهد 147".
ولم يمضِ يوم واحد على كشف إيران الثلاثاء الماضي عن تشكيل "قوة باسيج بحرية" ردا على الإعلان الأميركي تشكيل قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية التجارة بالبحر الأحمر حتى أعلن الحرس الثوري في اليوم التالي عن تركيب صواريخ بعيدة المدى ومجهزة بالذكاء الاصطناعي على سفنه وقطعه البحرية، واصفا الإنجاز الجديد بأنه يشكل "ثورة في قدرات الردع الوطنية".
مسيّرتا "كرار" في إحدى الجامعات العسكرية بطهران (الفرنسية، مكتب الجيش الإيراني) سياسة وطنيةيذهب فريق من الباحثين الإيراني إلى أن إزاحة الستار عن الإنجازات العسكرية تأتي في إطار سياسة التسليح الوطنية الرامية إلى تعزيز قدرات طهران الدفاعية والتسويق للصناعة العسكرية الإيرانية عقب رفع العقوبات الأممية عن إيران في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من ناحيته، يعتبر رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية مختار حداد أن توقيت الكشف عن الأسلحة الحديثة كان لافتا، بسبب تزامنه مع معركة طوفان الأقصى في غزة والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد إيران، مؤكدا أن بلاده تواصل تعزيز صناعاتها الردعية وفق ما خططت له مسبقا.
وفي حديث للجزيرة نت، يقول حداد إن "بلاده توظف تسليحاتها لاستتباب الأمن الإقليمي على غرار فتح ترسانتها العسكرية في وجه الدول الصديقة لمكافحة الإرهاب، وهو الذي انتشر خلال العقد الماضي بالمنطقة"، مؤكدا أن طهران سوف تكرر سياستها السابقة في مكافحة الإرهاب والعصابات التي تريد زعزعة الأمن في المنطقة.
وأشار إلى انتهاء سريان جميع القيود المفروضة على الأنشطة وعمليات النقل المتعلقة بصواريخ إيران الباليستية، وفقا لما يسمى "اليوم الانتقالي في الاتفاق النووي" في يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدا أنه بعد تلقي إيران طلبات عديدة من دول العالم -ومنها الأوروبية- لشراء أسلحتها فإنها لا ترى مانعا في تصديرها للخارج.
وكان العميد مهدي فرحي نائب وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية قد أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن صادرات بلاده من المعدات العسكرية بلغت مليار دولار العام الماضي.
وزير الدفاع الإيراني يؤكد عزم بلاده الكشف عن المزيد من الإنجازات العسكرية خلال الفترة المقبلة (الصحافة الإيرانية) التطورات الإقليميةوعلى الرغم من سياسة الجمهورية الإسلامية الرامية إلى تطوير صناعاتها العسكرية باستمرار فإن تكثيف الكشف عن إنجازاتها العسكرية وتأكيدها أنها تنوي الكشف عن المزيد من أسلحتها الإستراتيجية خلال الفترة المقبلة لا يدع مجالا للشك أنه يأتي في سياق التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها العدوان المتواصل على غزة واحتدام التوتر بالمنطقة، ولا سيما في المياه الإقليمية وأعالي البحار.
ويعتقد الباحث السياسي مصدق مصدق بور أنه لا يمكن قراءة ما كشفته طهران مؤخرا على صعيد الأسلحة الإستراتيجية بعيدا عن التطورات الإقليمية، ولا سيما العدوان الإسرائيلي على غزة والتحشيد الغربي في الشرق الأوسط.
وفي حديثه للجزيرة نت، يشير بور إلى الحرب السرية الجارية منذ عقود بين واشنطن وحلفائها الغربيين مع طهران بسبب موقف الأخيرة الرافض "لاحتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية"، واصفا الحرب على غزة بأنها "حلقة في سياق المواجهة القائمة بين المحور الغربي الإسرائيلي ومحور المقاومة، بهدف النيل من الجمهورية الإسلامية باعتبارها رأس الحربة للمحور الأخير".
ورأى في استعراض بلاده جانبا من صناعاتها العسكرية وتفعيل جزء من قدرات محور المقاومة عاملا فاعلا في قطع الطريق على الجهات "التي رأت في معركة غزة فرصة لمهاجمة حلقات المحور -وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية- بسبب سياستها الإقليمية وقيامها بالواجب الإسلامي والإنساني حيال القضية الفلسطينية".
ولدى إشارته إلى الأسلحة الإستراتيجية -ومنها القنابل الموجهة والحارقة للتحصينات التي زودت بها الدول الغربية إسرائيل والأساطيل البحرية التي أرسلتها إلى المنطقة- يؤكد بور أن "طهران لا تبخل على حلفائها في تزويدهم بالتكنولوجيا العسكرية"، ويرى في كشف طهران عن إنجازات عسكرية رسالة لداعمي الكيان الإسرائيلي لردع العدوان على غزة.
رسائل متنوعةورأى الباحث الإيراني في تكثيف بلاده الكشف عن تسليحات إستراتيجية "رسائل وإشارات إيرانية إلى الحلفاء والأعداء" يلخصها بالتالي:
دعم معنوي للأصدقاء والحلفاء في محور المقاومة، والتأكيد على أن طهران تضع أصابعها على الزناد ولن تسمح للأعداء بالانفراد بحلفائها الإقليميين. رسائل إلى دول المنطقة مفادها أن المحور الصهيوأميركي غير قادر على ضمان الأمن الإقليمي، وأن استقرار الشرق الأوسط لن يمر دون استيفاء حقوق الفلسطينيين. التأكيد للجانب الأميركي على أن القوات المسلحة الإيرانية على أهبة الاستعداد ولديها السلاح المناسب لرد الصاع صاعين على من يريد النيل من سيادتها الوطنية وأمنها القومي، لأنه ما خفي من الأسلحة الإيرانية أعظم مما تكشف عنه بين الفينة والأخرى، وهذا ما تعرفه المخابرات الأجنبية. رسائل ردع إلى الدول الغربية واللوبيات الصهيونية بغية إعادة النظر في دعمها الأعمى للكيان الإسرائيلي. التأكيد على أن طهران لن تترك حلفاءها في اليمن وحيدين ولن تفرط بسيطرتهم على مضيق باب المندب.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأسلحة الإستراتیجیة الکشف عن على غزة
إقرأ أيضاً:
أسماء قيادات حوثية وشركات صرافة شملتها عقوبات الخزانة الأمريكية الأخيرة.. من هو المسئول الأول عن الأموال التي تصل الحوثيين من إيران
فرضت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، عقوبات على 12 فردا وكيانا، لدورهم في الاتجار بالأسلحة وغسل الأموال وشحن النفط الإيراني لصالح مليشيات الحوثي في اليمن، بينهم "هاشم إسماعيل علي أحمد المداني"، محافظ البنك المركزي الموالي للحوثيين في صنعاء.
وقالت الخزانة الأميركية في بيان، إن"المداني هو المشرف الرئيسي على الأموال المرسلة إلى الحوثيين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقد تعاون مع المسؤول المالي الحوثي المدعوم من فيلق القدس، الجمل، لإجراء أنشطة تجارية لصالح الحوثيين".
كما شملت العقوبات "أحمد محمد محمد حسن الهادي (الهادي) هو مسؤول مالي حوثي كبير ينسق ويسهل نقل الأموال الحوثية نيابة عن الجماعة. وقد أمر الهادي مسؤولين ماليين حوثيين آخرين، بما في ذلك الجمل، بنقل الأموال للجماعة وكلفهم بصرف الأموال لمسؤولي الحوثيين وغيرهم من الأفراد في اليمن"، وفق البيان.
وأضاف البيان، أن من بين الأشخاص المعينين اليوم عملاء تهريب رئيسيون وتجار أسلحة ووسطاء شحن ومال مكّنوا الحوثيين من الحصول على مجموعة من المكونات ذات الاستخدام المزدوج ومكونات الأسلحة ونقلها، فضلاً عن توليد الإيرادات لدعم أنشطتهم الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
كما حدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية خمس محافظ للعملات المشفرة مرتبطة بالمسؤول المالي الحوثي المدعوم من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي (IRGC-QF) سعيد الجمل (الجمل)، والذي يعمل تحت الأسماء المستعارة "خربي" و"أحمد سعيدي" و"هشام"، من بين آخرين.
عقوبات الولايات المتحدة، شملت ايضا شركتي الحزمي والثور للصرافة.
ويستغل عملاء المشتريات الحوثيون مجموعة من شركات الشحن التي لديها مكاتب في اليمن وجمهورية الصين الشعبية لنقل المشتريات غير المشروعة إلى المقاتلين الحوثيين.
ومن بين هذه الشركات، شركة صفوان الدبي للشحن والتجارة، وهي شركة شحن ولوجستيات مقرها اليمن استخدمها مسؤولو المشتريات الحوثيون لاستيراد مواد ذات استخدام مزدوج ومكونات أسلحة أخرى إلى اليمن. وتحتفظ شركة صفوان الدبي بوجود في جمهورية الصين الشعبية، ومن المرجح أنها تستخدمه لإخفاء شحنات الأسلحة إلى قوات الحوثيين.
تم تصنيف الودود وعمر بموجب الأمر التنفيذي 13224، المعدل، بسبب عملهما أو ادعائهما العمل لصالح أو نيابة عن الحوثيين بشكل مباشر أو غير مباشر. تم تصنيف صفوان الدبعي بموجب الأمر التنفيذي 13224، المعدل، بسبب تقديم المساعدة المادية أو الرعاية أو الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات للحوثيين أو دعمهم.
وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بالوكالة برادلي تي سميث: "إن الإجراء الذي اتخذناه اليوم يؤكد التزامنا بتسخير كل أدواتنا لتعطيل جهود الحوثيين للحصول على الأسلحة، وشراء المكونات ذات الاستخدام المزدوج، وتأمين إيرادات إضافية".
وأضاف: "ستستمر الولايات المتحدة في فضح هذه المخططات وستحاسب أولئك الذين يسعون إلى تمكين أنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار"، مشيرا إلى أن الإجراء الذي تم اتخاذه اليوم يتم بموجب سلطة مكافحة الإرهاب، الأمر التنفيذي (EO) 13224، المعدل.