حرب طويلة وأهداف غير مضمونة .. الإسرائيليون يتأهبون للمجهول
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
بعد دخول الحرب في غزة أسبوعها الـ 11، أصبح واضحاً أن طريقاً طويلاً ينتظر الإسرائيليين قبل تحقيق الجيش هدفه المعلن، وهو تدمير حركة حماس، وإعادة أكثر من 100 رهينة لإسرائيل.
وفي مواجهة ضغوط دولية متزايدة لوقف القتال، وزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، ظل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يصدر بيانات بالفيديو يؤكد فيها إصراره على الانتصار في الحرب.
Israel is running out of time in Gaza https://t.co/rbBiwUnyP3
— Newsweek (@Newsweek) December 20, 2023وقال هذا الأسبوع: "من يعتقد أننا سنتوقف فإنه منفصل عن الواقع". وتضررت شعبيته بشدة بسبب الإخفاقات الأمنية التي سمحت للآلاف من مقاتلي حماس بالتدفق إلى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلا أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين يدعمون العملية العسكرية.
وقالت تامار هيرمان الباحثة البارزة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، الذي ينظم استطلاعات منتظمة عن المواقف من الحرب: "لا نشهد تراجعاً في الدعم". وأضافت "الأغلبية العظمى تؤمن بأنه يتعين إنجاز المهمة. ولكن ما معنى ذلك؟ لا أحد يعرف بالضبط".
فالصدمة التي شعر بها الإسرائيليون من هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 240 رهينة، والرعب الذي أثارته الروايات التي ترددت لاحقاً عن اغتصابات مزعومة عززت الدعم للحرب.
ولكن حجم المهمة بدأ يتضح مع استمرار المواجهات بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس، عبر شبكة من الأنفاق والكمائن في شوارع يملأها الركام، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 140 جندياً حتى الآن.
وكتب بن كاسبيت، وهو أحد منتقدي نتانياهو، وكاتب عمود بصحيفة معاريف، التي تعبر عن تيار يسار الوسط "بعد 75 يوماً من الكارثة، تأتي الآن مرحلة التحرر من الوهم".
فلا يزال العقلان المدبران لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهما القياديان رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، يحيى السنوار، وقائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، طليقين. ويقول عسكريون إسرائيليون إن استكمال المهمة قد يتطلب شهوراً.
وأظهر استطلاع للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية في 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أن 65% من الإسرائيليين يعتقدون أن الحكومة ستدمر قدرات حماس، كما وعدت، إلا أن أكثر من الثلث 29.4% و5.6% على التوالي، يعتقدون أن تحقيق ذلك مستبعد أو قالوا إنهم لا يعرفون.
وأتاحت هدنة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إعادة ما يقرب من نصف المحتجزين لدى حماس. لكن جهود قطر، ومصر للتوسط في اتفاق جديد لم تحرز تقدماً يذكر حتى الآن.
وتقول حماس إن مصير الرهائن المتبقين الـ 129 يتوقف على إنهاء الحرب أولاً، فيما لا تقبل إسرائيل سوى وقفاً مؤقتاً للحرب والمزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
وقال ناحوم بارنيا الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت، الصحيفة اليومية الأكثر مبيعاً في إسرائيل: "ستشعر إسرائيل بالمرارة، لا شك في ذلك في الوقت الحالي".
وقف القتالوشكل مقتل 3 رهائن في شمال غزة، برصاص القوات الإسرائيلية بالخطأ بينما كانوا يلوحون بعلم أبيض، صدمة للرأي العام الإسرائيلي الذي يؤيد الجيش بشدة. وأظهر الاستطلاع أن معظم الإسرائيليين، 55.1%، يعتقدون أن من غير المرجح عودة جميع الرهائن إلى الوطن.
وتزايدت في هذه الأثناء الدعوات الدولية لوقف القتال، لدرجة أن الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل، تضغط للتحول إلى مرحلة أكثر دقة وتحديداً في العمليات التي تستهدف قادة حماس.
ووفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، قُتل أكثر من 20 ألف فلسطيني في غزة. وتحذر هيئات الأمم المتحدة من أزمة إنسانية تهدد القطاع بالمجاعة. ولم يتضح بعد كم تستطيع إسرائيل مقاومة هذه الضغوط.
غير أن فكرة تخفيف حدة القتال لا تزال مرفوضة تماماً من العديد من الإسرائيليين، الذين لا تزال ذكرى 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ماثلة في أذهانهم.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحافيين هذا الأسبوع: "لا أستطيع أن أفهم حقاً لماذا لا يشجعنا العالم على المضي قدماً وإنجاز مهمتنا"، رافضاً الضغوط لوقف القتال ووصفها بـ "أكثر السياسات التي يمكن تخيلها نفاقاً".
وانتهت حروب غزة السابقة بهدن، وبإعلان حماس النصر. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن ذلك لن يتكرر، ويشيرون إلى هزيمة تنظيمي داعش والقاعدة، وقوى المحور في الحرب العالمية الثانية.
وقالت صحيفة يسرائيل هيوم المؤيدة لنتانياهو هذا الأسبوع إن "المؤشرات على أن إسرائيل ربما تقدم تنازلات لإعادة المزيد من الرهائن إلى الوطن، مقلقة جداً".
وكتب أرييل كاهانا في عموده الصحافي "ألم يحن الوقت للحزم وكسر دائرة سفك الدماء، والعودة إلى مبدأ أننا لا نستسلم للإرهاب بل نهزمه؟".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل تشرین الأول أکثر من
إقرأ أيضاً:
أصوات من غزة تعلق على فوز ترامب
بين التفاؤل الحذر والخوف، تباينت توقعات سكان قطاع غزة بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة أمام منافسته، نائبة الرئيس، كاملا هاريس.
وتمنى مواطنون من غزة أن يفي ترامب بوعده بإنهاء الحرب في قطاع غزة وإحلال السلام.
وذكر أحد سكان القطاع في حديث للحرة أن الناخبين العرب والمسلمين عاقبوا الديمقراطيين بسبب إدراتهم للحرب في القطاع، وصوتوا لترامب الذي وعد بإنهاء الحرب.
وناشد المتحدث ترامب لإنهاء الحرب وإحلال السلام في القطاع، فيما توقع آخر أن الولايات المتحدة كدولة مؤثرة يمكنها التأثير في القضية الفلسطينية.
وأعربت سيدة من القطاع عن مخاوفها من وصول ترامب للرئاسة، متوقعة الأسوأ من ترامب ومذكرة ببولايته السابقة بعدما قطع مساعدات الوكالة الأممية لغوث اللاجئين.
وأعرب آخرون عن أملهم في أن يكون فوز ترامب بداية للتغيير للأحسن في غزة بدءا بوقف الحرب بين إسرائيل وحماس والتي حولت القطاع إلى خراب.
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
وتعتبر الولايات المتحدة الحليف العسكري الرئيسي لإسرائيل وجرت الانتخابات في وقت حرج في الشرق الأوسط في وقت تخوض إسرائيل حربين مع حركة حماس في قطاع غزة ومع حزب الله في لبنان.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد هجومها على بلدات في إسرائيل الذي تسبب بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، كما خطف خلال الهجوم 251 شخصا لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، ويقول الجيش إن 34 منهم ماتوا.
وتشن إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مركز وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 43374 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.