السودان: الدعم السريع تستغل الانشغال بغزة لتنفيذ جرائمها
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
السودان: "الدعم السريع" تستغل الانشغال بغزة لتنفيذ جرائمها!
تشن "قوات الدعم السريع" بقيادة حميدتي حربها على أجساد النساء والفتيات اللواتي تعرضن للترهيب من خلال العنف الجنسي المنهجي المتعمد.
يحظى الدعم السريع للأسف بدعم قوى عربية وإقليمية نتمنى ألا تكون على علم بهذه الجرائم البشعة لأنها تمس شرف كل من يمارسها أو يتستر عليها.
مشاهد متداولة على منصات التواصل عن جرائم ترتكبها قوات الدعم السريع يؤكد أنها تعمل بشكل متصاعد مستغلة انشغال العالم عن هذه الجرائم بما يحدث في غزة.
يهاجم الدعم السريع المنازل ويتم اختطاف النساء من الشوارع ويتعرضن للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع من الاغتصاب والاغتصاب الجماعي وأعمال عنف عرقي ضد المدنيين.
* * *
تحت غطاء الاهتمام العالمي بالأحداث في غزة وتبعاتها وكل ما يستجد عنها، ترتكب جرائم حرب بشعة في السودان.
وبدأت تطفو على منصات التواصل الاجتماعي أخبار ومشاهد مؤلمة تثير الغضب وضرورة التدخل العاجل في البلاد حيث يؤخذ الآلاف من الناس إلى المعتقلات داخل الخرطوم وحولها وفي مدن أخرى وقد تعرض بعضهم للقتل والبعض الآخر للتعذيب.
والأكثر بشاعة وفظاعة ما تتعرض له النساء والفتيات في السودان حيث تشن "قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربها على أجساد النساء والفتيات اللواتي تعرضن للترهيب من خلال العنف الجنسي المنهجي المتعمد الذي تمارسه هذه القوات والميليشيات المتحالفة معها.
حيث يهاجمون منازلهن ويتم اختطافهن من الشوارع، وتعرضت النساء والفتيات للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي.
إضافة إلى انفجار في أعمال العنف ضد المدنيين على أسس عرقية.
لم تكن هذه المرة الأولى التي توجه فيها أصابع الاتهام لـ"قوات الدعم السريع" بالضلوع في ارتكاب جرائم الاغتصاب. فقد اتهمت بارتكاب هذه الجرائم خلال مشاركتها في الحرب في إقليم دارفور .
كما لاحقت الاتهامات عناصر من هذه القوة بالقيام خلال فض اعتصام المحتجين أمام قيادة الجيش في عام 2019.
وخلال الحرب المستمرة حاليا بين "قوات الدعم السريع" والجيش السوداني النظامي برز اسم هذه القوات مرة أخرى مقرونا بارتكاب عمليات اغتصاب واعتداء جنسي. وأكدت منظمات حقوقية دولية وإقليمية ومحلية ضلوع عناصر من هذه القوات في عمليات عنف جنسي في مناطق سيطرتها.
"الدعم السريع" اعتبرت الاتهامات الموجه لعناصرها بأنها "محاولات لتشويه سمعتها"، وعندما تواجه هذه القوات بشهادات موثقة تقول "إنه لو صحت هذه المزاعم فإن هؤلاء الجنود ارتدوا زي القوات، وليسوا تابعين للدعم السريع وهو جزء من الخطة لتشوية السمعة".
المشاهد التي يتم تداولها على منصات التواصل عن جرائم ترتكبها هذه القوات يؤكد أنها تعمل بشكل سريع ومتصاعد مستغلة انشغال العالم عن هذه الجرائم بما يحدث في غزة. وهي تحظى للأسف بدعم قوى عربية وإقليمية نتمنى ألا تكون على علم بهذه الجرائم البشعة لأنها تمس شرف كل من يمارسها أو يتستر عليها.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السودان الدعم السريع حميدتي العنف الجنسي الاغتصاب جرائم حرب الجيش السوداني قوات الدعم السریع النساء والفتیات هذه الجرائم هذه القوات
إقرأ أيضاً:
واشنطن تفرض عقوبات على قيادي رفيع في قوات الدعم السريع بالسودان
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قيادي رفيع في قوات الدعم السريع السودانية، الثلاثاء، متهمة إياه بالإشراف على انتهاكات لحقوق الإنسان في منطقة غرب دارفور ببلاده.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على عبد الرحمن جمعة بارك الله، أحد قادة قوات الدعم السريع التي اتهمتها بأنها "الطرف الرئيسي المسؤول عن العنف المستمر ضد المدنيين في السودان".
ينحدر عبد الرحمن جمعة بارك الله أحمد من مدينة الضعين في شرق دارفور، ويشغل رتبة لواء في قوات الدعم السريع. وكان قد شارك في معركة الجنينة بصفته قائد قطاع غرب دارفور في هذه القوات.
وفي حزيران/ يونيو 2023، طالبت نقابة المحامين في دارفور المنظمات الحقوقية بالتحرك لملاحقة عبد الرحمن جمعة جنائيًا على خلفية اتهامهما بارتكاب "انتهاكات جسيمة" ضد المدنيين تشمل "جرائم حرب وإبادة جماعية". كما دعت النقابة إلى تدخل الأمم المتحدة من أجل إيقاف هذه الانتهاكات.
اندلعت المعارك في السودان منتصف نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وأكدت وزارة الخزانة في بيان أن حملة قوات الدعم السريع في غرب دارفور "اتسمت بمزاعم ذات موثوقية بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك استهداف مدنيين، والعنف الجنسي المرتبط بالصراع، والعنف بدوافع عرقية".
وقدر خبراء الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع قتلت ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص في بلدة الجنينة بغرب دارفور وحدها. وقال وكيل وزارة الخزانة بالإنابة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برادلي سميث إن "إجراء اليوم يؤكد التزامنا بمحاسبة أولئك الذين يسعون إلى تسهيل هذه الأعمال العنفية المروعة ضد سكان مدنيين ضعفاء في السودان".
وشدّد أن "تركيز الولايات المتحدة يبقى منصبا على دعم إنهاء هذا الصراع"، لافتا إلى أن واشنطن "تدعو الجانبين إلى المشاركة في محادثات السلام وضمان حقوق الإنسان الأساسية لجميع المدنيين السودانيين".
والأحد، أطلع السودان فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي على "انتهاكات" قوات الدعم السريع ضد المدنيين في عدد من ولايات البلاد.
جاء ذلك خلال لقاء المنسقية الوطنية السودانية لقرار مجلس الأمن 1591 بشأن إقليم دارفور (حكومية) مع فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي، بمدينة بورتسودان (شرق)، وفق بيان مجلس السيادة.
وقال البيان إن "المنسقية السودانية أطلعت فريق الخبراء على حجم الانتهاكات والاعتداءات التي ارتكبتها المليشيا المتمردة (الدعم السريع) بحق المدنيين بإقليم دارفور وعدد من الولايات المختلفة".
ونقل البيان عن رئيس المنسقية عزالدين عثمان طه، قوله: "تم إطلاع مجموعة الخبراء على الموقف الماثل في البلاد، ومساعي السودان لتحقيق السلام".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.