هكذا تنبّأ مهندس الجدار العازل
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
هكذا تنبّأ "مهندس الجدار العازل"
جدّية احتمال تفكيك إسرائيل في الأجل المنظور من أسباب الإجرام الإسرائيلي وصفاقة الموقف الغربي.
في حوار مع مارتن فان كريفلد، استشرافات أثبتت الأيام صحّتها، بل تبدو بعض عباراته وصفًا دقيقًا لما حدث منذ بدأت عملية طوفان الأقصى!
فان كريفلد: "الأميركيون أنزلوا ستة ملايين قنبلة على فيتنام ولا أذكر أن هذا ساعدهم"، و"إسرائيل دخلت في مواجهة خاسرة ضمنًا، وهذه المواجهة ستُنهينا".
تبقى نبوءة مارتن فان كريفلد الأكثر أهمية، وهو خبير عسكري إسرائيلي (أستاذ الدراسات العسكرية بالجامعة العبرية)، وتُرجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات.
كريفلد: "إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه فسنصل إلى تفكيك إسرائيل"، وعن الحل مع الفلسطينيين، قال: "لا بد من فصل تام ... فصل مطلق على مدار جيل أو جيلين، أو وفقًا لما يحتاجه الأمر".
إحدى نتائج ما يحدث بغزّة (استبسالًا ومعاناةً) هجرةً عكسيةً واسعةً لن يوقفها السفك الجنوني للدم الفلسطيني، وكثيرٌ مما تقوّضه المقاومة لا تستطيع أن ترمّمه قوة نيران جيش نظامي والسطوة السياسية لتحالف غربي.
* * *
قام المشروع الصهيوني على نبوءات متعدّدة المصادر، وشكّل سحر النبوءات والوعود جانبًا مهمًا من وقود حشد الجماهير، لكن الدولة سرعان ما أصبحت موضوع نبوءات عديدة بزوالها المحتوم، وأصبح الحديث عن إسرائيل "مقبرة حتميّة" أحد التعبيرات المتكرّرة في الخطاب الذي يتناول مستقبلها، وثمّة اختلاف بين النبوءات وطبيعتها، التي تكون غالبًا غيبية، وبين الاستشراف المستقبلي المتسلح بشيءٍ من المنهجية.
وعندما أُبعِدَت مجموعة مقاومين فلسطينيين (مرج الزهور اللبنانية، 1993)، سجّل أحدهم، هو الشيخ بسام جرار، فيديو حقّق شهرة كبيرة، تنبّأ فيه بموعد لزوال إسرائيل. وبناء على تفسير معين لقصة موت نبي الله سليمان عليه السلام في القرآن، حدّد جرار موعد نهايتها (يونيو/ حزيران 2022)، أما مؤسس حركة حماس، الشيخ الشهيد أحمد ياسين، فيُنسَب إليه أنه تنبأ بنهايتها في 2027.
وبين كل هذه التنبؤات، تبقى نبوءة البروفيسور مارتن فان كريفلد الأكثر أهمية، وهو خبير عسكري إسرائيلي (أستاذ الدراسات العسكرية في الجامعة العبرية)، وتُرجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات. وفي حوار ذي أهمية استثنائية أجرته معـه صحيفة أمستاع خضيرة الإسرائيلية (8 مارس/ آذار 2002)، وضع علامـات استفهام كبيرة بشأن مستقبل إسرائيل.
ومن عباراته التي أنقلها حرفيًا: "الأميركيون أنزلوا ستة ملايين قنبلة على فيتنام ولا أذكر أن هذا ساعدهم"، و"إسرائيل دخلت في مواجهة خاسرة ضمنًا، وهذه المواجهة ستُنهينا"،
و"الألمان في يوغسلافيا لم يكونوا رقيقين، ولم يكن لديهم يسار، ولم يكونوا ديمقراطيين، ... ... وكان عندهم أكبر منظمّة إجرامية شهدها التاريخ الإنساني، ... ... وفي أثناء الحرب قُتل 800 ألف يوغسلافي"، و"حدث مع جيشهم النظامي ما يحدُث اليوم مع جيشنا"،
"أنا أعطيك مثلًا... أنت رجل كبير وقوي، ولنفترض أن طفلًا هاجمك... حتى ولو كان خطرًا جدًا، أو مسلحًا بسكين، وقتلتَه من باب الدفاع عن النفس، عندها ستحاكم"، و"القاضي سيقول لك، وبحقّ، إن ما قمت به لم يكن في إطار الدفاع عن النفس، بل هذا قتل"، و"الشيء نفسه يحدث في العلاقات بين الأمم"،
و"الطرف الآخر منتبه لهذا الوضع ... ... فأمين عام حزب الله حسن نصر الله قال إن الإسرائيليين يحبّون الحياة حبّا جمّا، كذلك قال ياسر عرفات إن اليهود أقوياء في الخارج ضعفاء في الداخل. وكلاهما صادق 100%".
وعندما قال له محاوره: "إذًا نحن في طريقنا إلى البحر؟"، قال كريفلد: "إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه فإننا سنصل إلى تفكيك دولة إسرائيل"، وعن الحل مع الفلسطينيين، قال: "لا بد من فصل تام ... ... فصل مطلق على مدار جيل أو جيلين، أو وفقًا لما يحتاجه الأمر". وعندما سأله محاوره في ما يشبه الحدس: "سيقتحمون الجدار؟"، قال كريفلد: "نتحدّث عن سور كسور برلين"، و"ليكن عاليًا جدًا، حتى أن الطيور لا يمكنها أن تطير من فوقه".
وفي إجابة عن سؤال بشأن الاحتفاظ بالقدس، قال كريفلد: "الحياة أكثر قداسة من الأماكن المقدّسة"، و"ثمّة ضرورة لإعادة ميزان الردع"، و"نحتاج الفرصة المناسبة، ... ... فعل إرهابي مثير ضدنا ... ... حتى نشكّل مصداقية لرد فعلنا"، ويجب أن "تبرهن بأعمالك أنك يمكن أن تعمل كل شيء"، و"الذي لا يريد أن يمارس الجريمة لإنقاذ دولته عليه ألا يمارس السياسة".
وعندما قال له محاوره: "إن الذي سيرتكب جريمة بشعة سيصل إلى المحكمة الدولية في لاهاي؟"، قال: "الناس يمكنهم أن يسامحوا على جريمة كبيرة واحدة شريطة أن تنتهي (ولا تتكرّر)"، و"الجرائم البشعة والضخمة جزء من التاريخ".
والحوار مليء بالاستشرافات التي أثبتت الأيام صحتها، بل إن بعض عباراته تبدو كما لو كانت وصفًا دقيقًا لما حدث منذ بدأت عملية طوفان الأقصى. ومن دون أي قدرٍ من التفكير بالتمنّي، فإن إحدى النتائج المرجّحة ما يحدث في غزّة (استبسالًا ومعاناةً) سيكون هجرةً عكسيةً واسعةً لن يوقفها السفك الجنوني للدم الفلسطيني، وكثيرٌ مما تقوّضه المقاومة لا تستطيع أن ترمّمه (مهما بالغت في الثقة في النفس) القوة النيرانية لجيش نظامي والسطوة السياسية لتحالف غربي. وجدّية احتمال تَفَكُّك إسرائيل في الأجل المنظور من أسباب الإجرام الإسرائيلي وصفاقة الموقف الغربي.
أما نبوءة البروفيسور، الصهيوني حتى النخاع، فمحاولةٌ لا تخلو من عدمية، لمنع "دابّة الأرض" من أن تأكل المنسأة (العصا الغليظة).
*ممدوح الشيخ كاتب وباحث مصري
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل الجدار غزة هجرة عكسية تفكيك إسرائيل فلسطين
إقرأ أيضاً:
دعاء للرزق في شعبان .. احرص عليه من الآن
أعلنت دار الإفتاء أنها ستستطلع هلال شهر شعبان اليوم، الأربعاء عقب صلاة المغرب ، لتحديد بدايته الشرعية، مؤكدة أن نتيجة استطلاع الهلال سيتم الإعلان عنها رسميًا عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأشارت الدار في منشورها إلى أهمية الاستعداد لهذا الشهر المبارك بالأعمال الصالحة، حيث يُعد شهر شعبان من المواسم الروحانية العظيمة التي تسبق شهر رمضان الكريم، ويستحب فيها الإكثار من الدعاء والعمل الصالح.
وأوضحت دار الإفتاء أنه من السنة النبوية أن يُقال دعاء رؤية الهلال، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ».
دعاء الرزق في شعبان
وفي إطار استقبال هذا الشهر الكريم، يحرص المسلمون على التضرع إلى الله بالدعاء، خاصة دعاء الرزق وفك الكرب، حيث لم يرد في السنة النبوية الشريفة نص صريح يخصص دعاءً للرزق في شهر شعبان، لكن هناك العديد من الأدعية الجامعة التي يستحب للمسلم قولها في أي وقت. ومن أبرز هذه الأدعية:
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أصاب أحدًا قط همٌ ولا حزنٌ فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك. أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فرجًا».دعاء الرزق والتوفيق في شعبان
«اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدّ، واستجب دعائي من غير ردّ، وأعوذ بك من الفضيحتين الفقر والدّين».«اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان رزقي في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك فيه».«اللهم يا رزاق السائلين، ويا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، ارزقنا من فضلك العظيم، واغننا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك».«حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله لراغبون».ويُعد الدعاء فرصة عظيمة للمسلم للتقرب إلى الله وطلب الفرج والرزق من الكريم الوهاب. فشهر شعبان من أعظم الشهور التي يستعد فيها المسلمون لشهر رمضان الكريم، وهو فرصة للمغفرة والدعاء والاستزادة من الطاعات، سائلين الله أن يبلغنا رمضان ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.