إخضاع مئات النساء في محافظة ريمة لدورات «طائفية»
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
أخضعت الجماعة الحوثية مئات النساء في محافظة ريمة اليمنية لتلقي برامج ودروس تعبوية ذات صبغة طائفية، بذريعة تنفيذ ما يطلق عليه برنامج «البناء الثقافي»، وضمن ما تسميه الجماعة تعزيز «الهوية الإيمانية».
وتحدثت مصادر محلية مطلعة في ريمة (294 كيلومتراً جنوب غربي صنعاء) عن قيام فرع الهيئة النسائية للجماعة الحوثية بإخضاع أكثر من 600 امرأة وفتاة في خمس مديريات تتبع المحافظة هي: الجبين، بلاد الطعام، السلفية، كسمة، الجعفرية، لتلقي برامج تعبوية مكثفة تهدف إلى إقناعهن باعتناق الأفكار الطائفية المشبعة بثقافة العنف والكراهية.
وطبقاً للمصادر، فإن استهداف نساء ريمة ببرامج التطييف تم وفق توجيه وإشراف ومتابعة القياديين البارزين في الجماعة زيد العزام مشرف عام المحافظة، ونائبه المدعو زيد الوزير.
وتسعى الجماعة الحوثية إلى توسيع نشاطاتها ذات الصبغة الطائفية في أوساط النساء من مختلف الأعمار في محافظة ريمة وبقية المناطق تحت سيطرتها، وفي سياق المساعي الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع.
واشتكت نساء في ريمة اليمنية، شاركن ببرامج تعبئة حوثية، لـ«الشرق الأوسط»، من إلزام قيادات الجماعة لهن بحضور دورات وتلقي برامج ودروس تروج لأفكار الجماعة وتمجد زعيمها، وتؤكد أحقيته في حكم اليمنيين.
وتحدثت «أم محمد» وهي من مديرية الجبين عاصمة مركز المحافظة عن إجبارها وجموع من النساء من قبل الجناح النسائي المسلح للجماعة (الزينبيات) قبل نحو أسبوع، على الحضور قسراً لتلقي برامج ودروس طائفية.
وتركز الجماعة الحوثية على الجانب الطائفي دون غيره من بقية الجوانب، خصوصاً المتعلقة بتدهور المعيشة وانعدام الخدمات؛ كتدهور الطرق وانقطاع الكهرباء واستشراء الفساد واتساع رقعة الفقر والجوع والبطالة، وتفشي عديد من الأمراض والأوبئة.
وأبدت «أم محمد» ندمها البالغ لمشاركتها في البرنامج التعبوي الذي خُصِص للاستماع إلى تسجيلات لخطب ومحاضرات مؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي عبد الملك الحوثي، المحرضة على الطائفية والكراهية والاقتتال.
ودفعت النساء اليمنيات بعموم المحافظات تحت سيطرة الجماعة طيلة الأعوام المنصرمة التي أعقبت الانقلاب والحرب، أثماناً باهظة جراء التعسفات والجرائم التي ارتُكبت بحقهن.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة الإناث في ريمة بمختلف الأساليب لتلقي البرامج الطائفية، فقد سبق أن أخضعت الجماعة قبل أشهر ما يزيد على 50 امرأة في مديرتي «الجبين» و«بلاد الطعام» لتلقي دروس فكرية، بزعم تعريفهن طرق وأساليب مواجهة ما تسميه الجماعة «الحرب الناعمة».
ولا يقتصر الأمر على الإخضاع للتطييف فحسب، بل تجبر الجماعة النساء على تقديم التبرعات العينية والمشاركة بتجهيز قوافل غذائية لجبهاتها، وكان آخر ذلك شن الجماعة حملة لإجبار النساء في مديريات ريمة على التبرع بالحلي والمصوغات التي يملكنها بزعم نصرة غزة وتحرير فلسطين.
واستنكر حقوقيون في ريمة خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» عمليات الاستهداف للنساء بمناطق متفرقة من المحافظة لإرغامهن على حضور فعاليات تعبوية، ودفع إتاوات مالية وعينية تذهب إلى جيوب كبار قادة الجماعة ودعم المجهود الحربي.
ويقول إبراهيم، وهو اسم مستعار لأحد الناشطين البارزين في المحافظة، إن الجماعة تهدف إلى استكمال تحركاتها الحثيثة لتغيير ثقافة المجتمع اليمني برمته وصبغها بأفكار طائفية، بمن فيهم شريحة النساء الأشد ضعفاً في اليمن.
ويعد هذا السلوك الانقلابي امتداداً لدورات سابقة أجبرت فيها الجماعة نساء في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الجماعة على المشاركة قسراً بدورات تعبوية.
كما يأتي متوازياً مع ارتكاب عشرات الجرائم والانتهاكات المتنوعة ضد اليمنيات في ريمة وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة، في ظل تكرار النداءات الإنسانية لوقف هذه الجرائم من قبل منظمات دولية ومحلية.
وكانت تقارير يمنية تحدثت عن ارتكاب الجماعة على مدى الأعوام المنصرمة آلاف الانتهاكات بحق النساء، بما في ذلك حملات التجنيد الإجباري، وإخضاعهن بالقوة لدورات طائفية وعسكرية مكثفة، وكذا ارتكاب جرائم بشعة بحقهن؛ كالاختطاف والحرمان من الحقوق والتعذيب والاعتداء والتحرش الجنسي.
وفي أحدث تقاريرها، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن القمع ضد النشطاء الحقوقيين وناشطات حقوق المرأة في مناطق سيطرة الحوثيين، بلغ مستويات جديدة مرعبة.
وذكرت المنظمة أن الجماعة تواصل قمع حقوق الإنسان والحريات بدلاً عن تزويد الناس تحت حكمهم بالضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء، مشيرة إلى أن الجماعة حكمت على ناشطة حقوقية بالإعدام بتهمتَي التجسس ومساعدة جهة معادية.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: فی ریمة
إقرأ أيضاً:
أخبار محافظة البحر الأحمر: جهود تنموية واستثمارات جديدة لدفع عجلة التطوير
تشهد محافظة البحر الأحمر تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة، مع تنفيذ مجموعة من المشروعات التنموية والاستثمارية التي تعكس حرص القيادة المحلية على تعزيز جودة الخدمات وتحقيق التنمية المستدامة.
مشروعات تعليمية رائدةفي إطار تطوير البنية التعليمية، تم افتتاح عدد من المدارس التي تجمع بين التصميم الحديث وتقنيات الاستدامة، منها مدرسة رأس غارب التجريبية، أول مدرسة خضراء في الجمهورية تعمل بالطاقة الشمسية، ومجهزة بمحطة لمعالجة مياه الصرف، مما يوفر بيئة تعليمية متطورة للطلاب. كما شهدت مدارس أخرى في المحافظة عمليات تطوير شاملة لضمان حصول الطلاب على تجربة تعليمية متميزة.
تطوير البنية التحتية والخدماتركزت المحافظة على تحسين البنية التحتية عبر مشاريع توسعة ورصف الطرق في عدد من المناطق، بما في ذلك مدينة رأس غارب ومنطقة خورحمي. وفي خطوة لتقليل التكدس المروري، تم إنشاء مواقف انتظار للسيارات في الشوارع الرئيسية.
وفي الجانب الصحي، شملت جهود التطوير تحديث الوحدات الصحية في عدد من المناطق، مثل وحدة منطقة الميناء، لتقديم خدمات طبية بجودة عالية تلبي احتياجات المواطنين.
استثمارات إسكانية وتنمويةتم الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع إنشاء عمارات استثمارية بمنطقة خورحمي، والذي تضمن بناء 28 عمارة سكنية مع التخطيط للانتهاء من 17 عمارة أخرى قريبًا. ويهدف المشروع إلى توفير حلول سكنية حديثة تستوعب الأعداد المتزايدة من السكان وتلبية الاحتياجات المستقبلية.
رؤية مستقبلية لمشروعات سياحية وترفيهيةناقشت القيادة المحلية مجموعة من المشروعات المستقبلية لتحسين الوجه السياحي للمدن التابعة، بما في ذلك إنشاء شاطئ عام وممشى سياحي بمنطقة الميناء، إضافة إلى مقترحات لاستغلال المناطق الساحلية عبر مشاريع سياحية وترفيهية تُعزز من مكانة المحافظة كوجهة سياحية عالمية.
التزام بالاستدامة وحماية البيئةتتجلى الجهود البيئية للمحافظة في استخدام الطاقة الشمسية في عدد من المشروعات الحيوية، بالإضافة إلى تطوير مناطق عشوائية لتحسين مستوى المعيشة لسكانها، بما في ذلك تعويضهم بمنازل جديدة ومجهزة بمرافق حديثة.
محافظة البحر الأحمر على طريق التنمية الشاملةتسير محافظة البحر الأحمر بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية تنموية شاملة ترتكز على تحسين مستوى الخدمات، تطوير البنية التحتية، واستغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام، لتلبية تطلعات المواطنين وتعزيز مكانة المحافظة كمركز اقتصادي وسياحي واعد.