تحليل: ما الأهداف الحقيقية من وراء إطلاق عملية "حارسة الازدهار" أمريكيا؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
8 منها تشارك سراً.. البنتاغون تعلن انضمام 20 دولة إلى التحالف الدولي لحماية السفن بالبحر الأحمر من هجمات الحوثي.
لماذا تتحفظ بعض الدول في المشاركة أو تشارك سرا؟
هل يكون المجلس الانتقالي جزءا من هذا التحالف الدولي؟
هل مجلس القيادة الرئاسي منقسم أم مؤيد لهذا التحالف؟
ما موقف قائدة التحالف العربي في اليمن من هذا التحالف؟
(عدن الغد) القسم السياسي:
أعلنت البنتاغون أول أمس الخميس 21 ديسمبر 2023، أن 20 دولة انضمت إلى "حارس الازدهار" التحالف الدولي الجديد بقيادة الولايات المتحدة لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين اليمنيين، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
فيما أضافت أن 8 دول على الأقل تفضل عدم الكشف عن أسمائها للحساسيات السياسية للعملية مع تصاعد التوتر بالمنطقة وتوسعه، نتيجة الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس والغارات العنيفة لتل أبيب على غزة، رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
الميجور جنرال باتريك رايدر قال: "لقد وافقت الآن أكثر من 20 دولة على المشاركة"، موضحاً أن اليونان وأستراليا أعلنتا الانضمام، مضيفا "سنسمح بمشاركة دول أخرى، الأمر متروك لها للحديث عن انضمامها".
وأطلقت الولايات المتحدة عملية "حارس الازدهار" الأسبوع الماضي قائلة إن أكثر من 12 دولة وافقت على المشاركة في جهد سيشمل دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن.
> تحالف الراغبين
فيما أضاف رايدر أن كل دولة ستساهم بما تستطيع، واصفاً العملية بأنها "تحالف الراغبين".
وأضاف في مؤتمر صحفي: "في بعض الحالات سيشمل ذلك سفناً وفي حالات أخرى قد يشمل أفراداً أو أنواعاً أخرى من الدعم".
وتفاقمت الأزمة في البحر الأحمر مع تصاعد الحرب في غزة والتي أدت إلى استشهاد ما يقرب من 20 ألف فلسطيني، وفقاً لمسؤولي الصحة في القطاع.
وأطلق الحوثيون وحزب الله اللبناني صواريخ على إسرائيل منذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر.
في غضون ذلك، كثف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وهددوا باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل وحذروا شركات الشحن من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وعطلت الهجمات طريقاً تجارياً رئيسياً يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وتسببت في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل حاد مع سعي الشركات لشحن بضائعها عبر طرق بديلة أطول في كثير من الأحيان.
وردت البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية بإسقاط طائرات مسيرة وصواريخ أطلقها الحوثيون، وهي إجراءات يقول بعض المنتقدين في واشنطن إنها لا تكفي لثني الحوثيين عن مواصلة هجماتهم.
وكان زعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي، أشار في كلمة متلفزة الماضي الأربعاء، إلى أن ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر هو ما يهدد الملاحة الدولية، مشدداً على أن قرار المنع الذي اتخذته صنعاء هو حصري على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، مؤكداً أن بإمكان أي سفينة شحن عالمية غير مرتبطة بالكيان المرور بأمان في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
> هل يكون الانتقالي جزءا من التحالف؟
قال أمين عام المجلس الانتقالي فضل الجعدي إن المجلس الانتقالي سيكون مع أي جهد أو تحالف من شأنه حماية الملاحة الدولية من أعمال القرصنة التي تقوم بها مليشيات الحوثي في البحر الأحمر والعربي.
وأكد الجعدي، وهو عضو في أعلى هيئة قيادية في الانتقالي، في تغريدة له أن زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى باب المندب تحمل دلالة الاستعداد للمشاركة في خوض معركة حماية الممرات المائية الدولية.
تصريحات الجعدي جاءت بعد يوم من قيام اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، صباح الثلاثاء الماضي، بزيارة ميدانية إلى جزيرة ميون الواقعة بالقرب من مضيق باب المندب في خليج عدن، بمعية العديد من القيادات السياسية والعسكرية يتقدمهم وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري.
وتأتي زيارة اللواء الزبيدي إلى جزيرة ميون في باب المندب، ضمن إطار جهوده الساعية واستعداد القوات الجنوبية للمشاركة في تأمين خطوط الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن، ضمن التحالف الدولي الذي يضم الولايات المتحدة: بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.
وكان اللواء الزبيدي، قد عقد في وقت سابق لقاء خاصا مع وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، وناقش معه آخر المستجدات العسكرية في البلاد لا سيما تصعيد مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا في البحر الأحمر، وضرورة التأكيد على استعداد القوات الجنوبية والمشتركة لتأمين خطوط الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن وردع المليشيات الحوثية من الاقتراب نحو البحر الأحمر.
وتشير زيارة الزبيدي إلى جزيرة ميون في باب المندب، إلى أن هناك معركة جديدة ستخوضها القوات المشتركة في المياه الدولية والإقليمية وتحرير السواحل اليمنية في البحر الأحمر من قرصنة المليشيات الحوثية الإرهابية.
وتعتبر خطوة اللواء الزبيدي، في تأمين الملاحة الدولية ومضيق باب المندب وخليج عدن، خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأمن القومي والاقتصادي، ولا يعني أنها خطوة ضد حرب غزة كما يدعي الإعلام المجوسي وأتباعه في اليمن ممثلةً بجماعة الحوثي الإرهابية التي اتخذت من حرب غزة لباسا لها لتحقيق أجندات إيران.
وفي السياق ذاته قالت وسائل إعلام دولية، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمرت بإرسال حاملة طائرات نووية إلى مضيق باب المندب، ردًا على هجمات جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر.
وقال موقع "بوليتيكو" أن البنتاغون أمر بإرسال حاملة الطائرات النووية "دوايت دي إيزنهاور" لمضيق باب المندب، ردا على هجمات جماعة الحوثي ضد السفن.
وأوضح الموقع ذاته، أن وزارة الدفاع الأمريكية نقلت مجموعة هجومية بقيادة حاملة الطائرات دوايت دي إيزنهاور من الخليج إلى مضيق باب المندب في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، لرد محتمل على الهجمات.. مؤكدًا موافقة القادة العسكريين الأمريكيين على ضرب المليشيا الحوثية.
ويكثف الحوثيون ضرباتهم للسفن التجارية المدنية في عرض البحر الأحمر، ما أدى لتعطيل عمل العديد من شركات النقل البحري وتحويل وجهاتها نحو رأس الرجاء الصالح.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، قد أعلن تشكيل تحالف متعدد الجنسيات للرد على هجمات الحوثيين في اليمن.
> انقسام تجاه التحالف
شهد المجلس الرئاسي انقساماً بين مؤيدٍ ومعارض لتشكيل قوات تابعة للحكومة الشرعية والفصائل الأخرى ضمن تحالف بحري لمحاربة الحوثيين.
فيما نفت الحكومة الشرعية خبر مشاركة اليمن في تحالف دولي جديد لحماية خطوط الملاحة البحرية التي تتعرض لاعتداءات حوثية في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن مثل هذا النوع من القرارات السيادية هي من المهام والاختصاصات الحصرية بالمؤسسات والسلطات العليا للدولة.
وفي هذا السياق يقول الكاتب السياسي صادق الوصابي: لا يبالي الحوثي مطلقاً بعواقب همجيته وتصرفاته على اليمن واليمنيين، من خلال الخطابات والرسائل التي يبثها أتباع الجماعة، وتؤكد قدراتهم لتدمير البلد المُنهك أصلاً إرضاءً لإيران".
وغالباً ما يلعب دورهم في "إشعال حرب عالمية" وشن حروب طويلة ومواجهة العالم حتى ولو كل ذلك عزل اليمن عن العالم.
ويضيف الوصابي: "الحوثيون لديهم نزعة جنونية من العنف والقتل والخراب، وهم على استعداد لأن يذيقوا اليمنيين المُرّ والجوع والخوف في سبيل مشروعهم المتخلف".
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح: "تسعى الولايات المتحدة لتوجيه حروب المليشيات الشيعية نحو الدول العربية السنية، من أجل استمرار الصراع الطائفي، ولذا تقوم تلك السياسة على احتواء المليشيات، لا القضاء عليها، وتحالف أمن البحر الأحمر لن يستهدف الحوثي قدر ما سيعمل على توجيه رسالة له بضرورة التركيز على وظيفته الأساسية".
> مشاركة المملكة
وفي حين كانت التوقعات تشير إلى أن السعودية ستشارك في التحالف الدولي بقيادة أمريكا لجملة أسباب، من ضمنها أن السعودية أحد الدول المطلة على البحر الأحمر، إلا أن التحالف خلى من أي اسم للدول العربية بما فيها اليمن باستثناء البحرين، ولم يصدر أي تعليق رسمي عن المملكة العربية السعودية عن أسباب إحجامها عن المشاركة في هذا التحالف.
وفي هذا السياق تحدث الكاتب والمحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي عن توقعاته لأسباب عدم مشاركة المملكة في هذا التحالف.
العقيلي قال لـ لموقع "يمن ديلي نيوزإن "المملكة العربية السعودية لا تريد الانخراط في أية منظومة عسكرية هدفها حماية إسرائيل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى المملكة أطلقت مع شقيقتها سلطنة عمان مبادرة وساطة لحل الأزمة اليمنية، وقطعت أشواطا في سبيل الوصول الى التسوية السياسية".
وأكد أن المملكة معنية بنجاح هذه المساعي مساعي حل الأزمة اليمنية، ورفد البيئة الإيجابية التي خلقتها مع سلطنة عمان لدفع اليمنيين نحو الحوار والمصالحة.
ووفقا للسياسي "العقيلي"، فإن عدم مشاركة المملكة في التحالف البحري "لا يعني قطع التعاون العسكري مع واشنطن لاستتباب الاستقرار والسلام، وإنما يعني تحييد العامل الإسرائيلي في معادلة الأمن الإقليمي، وتنزيه الدور العربي والإسلامي من أية شبهات تعكر سلامة تفاعلات البيئة الإقليمية.
وأشار "العقيلي" في حديثه لـ "يمن ديلي نيوز" إلى أن السعودية عضو مشارك في فرقة العمل 59 التي تشكلت في العام 22 لسلامة أمن الملاحة البحرية في الخليج وما حولها، مضيفا السعودية تقوم مع أشقائها بالدور التقليدي لحماية وسلامة الملاحة البحرية، وهذه المهام تختلف عن المهمات المرتبطة بالحرب على غزة.
ويتكون التحالف الدولي من كل من "بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا"، في حين تتحدث وسائل إعلامية عن انضمام دول أخرى إلى التحالف قد تصل إلى 20 دولة البعض منها ستشارك سرا.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة المجلس الانتقالی الملاحة الدولیة فی البحر الأحمر التحالف الدولی فی باب المندب هذا التحالف إلى أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
عيدروس الزبيدي: "ترامب وصل ويعرف ماذا يريد" لكبح جماح الحوثيين في اليمن
أشاد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، المعترف به دولياً، اليوم الثلاثاء بعودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، قائلاً إنها نقطة تحول حاسمة ستؤدي لكبح جماح ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والذين قال إنها تهدد الاستقرار الإقليمي والأمن البحري.
وقال عيدروس الزبيدي إن القيادة القوية لترامب واستعداده لاستخدام القوة العسكرية يتناقضان بشكل حاد مع إدارة سلفه جو بايدن، التي قال إنها سمحت للميليشيا الحوثية بتعزيز سلطتها وقدراتها العسكرية وتوسيع نفوذها خارج اليمن.وقال الزبيدي في مقابلة على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "فترة بايدن كانت للحوثيين فترة تمكنوا فيها من الحركة والسيطرة على الوضع في المحافظات التي هم فيها وتمكنوا من تجهيز قدراتهم بشكل أكبر وبدأوا يضربوا خارج نطاق اليمن". وتابع "ترامب وصل ويعرف ماذا يريد وهو صاحب قرار قوي".
وأردف قائلاً: "نحن من المشجعين والمعجبين والداعمين لسياسة ترامب. لأن لديه شخصية تملك من قوة القرار ما يكفيه لحكم أمريكا والعالم"، مضيفا أنه يتوقع أن تبدأ المحادثات مع الإدارة القادمة قريباً.
ويسيطر الحوثيون على شمال غرب اليمن، حيث يعيش معظم سكان البلاد، وعددهم 23 مليون نسمة، بينما يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على بقية الأراضي. ويريد المجلس استقلال جنوب اليمن.
بعد اتفاق غزة.. الحوثيون يعلنون عن أهدافهم المقبلة في البحر الأحمر - موقع 24أشار الحوثيون في اليمن إلى أنهم سيقتصرون على استهداف السفن التابعة لإسرائيل فقط في ممر البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.ويرأس الزبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي، ويشغل 3 مقاعد في مجلس القيادة الرئاسي المكون من 8 أعضاء، وهو الحكومة الائتلافية في عدن.
وقال إن توحيد اليمن لا يزال بعيد المنال، ودعا إلى دولتين كما كان الحال قبل 1990، عندما كان جنوب اليمن منفصلاً عن شماله. وتابع "بمجرد أن نصبح دولتين بيتحل الوضع"، مضيفاً أن هناك حاجة إلى استراتيجية دولية وإقليمية ومحلية منسقة بقيادة الولايات المتحدة لضرب الحوثيين، وإضعافهم ووقف هجماتهم على السفن التجارية الغربية في البحر الأحمر.
واستهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة بطائرات دون طيار، وضربات صاروخية في العام الماضي، فيما قالوا إنه تضامن مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقبل تنصيب ترامب، الإثنين، قال زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي إن هجماتهم في البحر الأحمر ستقتصر على سفن إسرائيل فقط بعد بداية وقف إطلاق النار في غزة، لكن الضربات قد تستأنف إذا تغير الوضع.
وقال الزبيدي: "نأمل أن تقوم أمريكا.. أن يتحفزوا بردع الحوثي لأنهم سيستمروا في تهديد الملاحة البحرية"، ووصف الحوثيين بـ "التهديد الكبير" وأنهم "من ضمن تجمع دولي تقوده إيران وروسيا والصين".
BREAKING: Yemen's Houthis have said in a statement that they will limit attacks on ships linked to Israel. https://t.co/FxCSyCmaxn
???? Sky 501, Virgin 602, Freeview 233 and YouTube pic.twitter.com/Oi68CwZOw2
وبدأت الحرب في اليمن، وهي أحد أفقر دول الشرق الأوسط، في 2014 عندما اجتاح مقاتلو جماعة الحوثي العاصمة صنعاء وسيطروا على المؤسسات الحكومية. وتوقفت عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، التي تسببت في أزمة إنسانية خطيرة، بعد بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال الزبيدي: "الحرب هذه كلفت الكثير.. منها انهيار العملة لدرجة أنها أصبحت لا قيمة لها، أصبح الموظف يتقاضي 50 إلى 60 دولاراً شهرياً.. وتسببت في انهيار الاقتصاد بالكامل، وإعادة الإعمار تحتاج المئات من مليارات الدولارات".