يعاني الشعب النيجيري من أزمات اقتصادية جراء ارتفاع الأسعار إلى جانب انعدام الأمن في بعض المناطق وهي أمور تنعكس مباشرة على الحياة اليومية في أكبر بلد أفريقي من حيث تعداد السكان.


وفي هذا السياق، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا حول أحوال الشعب النيجيري خلال أعياد الميلاد، وأوردت قصة الشاب إيمانويل إيجيه الذي يمتلك محل حلاقة يقع في حديقة بمنطقة ميتاما، وهي منطقة راقية في العاصمة النيجيرية أبوجا، آخر مرة سافر فيها إلى مسقط رأسه في ولاية بينو على بعد أكثر من ٢٠٠ ميل لرؤية والدته المسنة كانت قبل ثماني سنوات.


ويقول الشاب إيجيه عن أعماله وشئونه المالية الشخصية: "منذ ذلك الحين، أصبحت الأمور تسوء باستمرار، بدلًا من إنفاق الكثير من المال على النقل إلى منطقة بينو والعودة إلى أبوجا، من الأفضل إرسال جزء من هذا المال إلى والدتي،  هذا لا يعوض عن رؤيتها، ولكن ما هو الخيار الآخر الذي لدي؟.


وسيبلغ إيجيه ٢٩ عامًا في يناير المقبل، ولكن آخر مرة رأى فيها والدته، كان عمره ٢٠ عامًا وهو ينتمي إلى جيل من الشباب النيجيريين الذين أجبروا على كسر التقاليد القديمة المتمثلة في العودة إلى عائلاتهم في عيد الميلاد.


وتقول "الجارديان" في تقريرها المنشور في ٢١ ديسمبر الجاري إن الأزمة الاقتصادية في نيجيريا وتزايد انعدام الأمن على الطرق أدت إلى زيادة صعوبة السفر لأي مسافة ومع وصول معدل التضخم المستمر إلى أعلى مستوى له منذ ١٧ عامًا بنسبة ٢٥.٨٪ في أغسطس الماضي، فإن الشباب الذين ذهبوا للبحث عن وظائف في المراكز الحضرية في نيجيريا، بعيدًا عن أسرهم، يواجهون صعوبة بالغة في الموازنة بين الأجور المنخفضة وارتفاع تكاليف المعيشة.


وأضافت الصحيفة البريطانية أن أكثر من ١٣٣ مليونًا من سكان نيجيريا البالغ عددهم ٢٢٥ مليون نسمة ــ ٧٠٪ منهم تحت سن الثلاثين ــ يعيشون في فقر، وبالنسبة لمعظم النيجيريين، تعد العودة السنوية إلى مدينتهم أو قريتهم تقليدًا مهمًا لعيد الميلاد.


وتجعل هذه الهجرة الموسمية من عيد الميلاد إحدى المناسبات القليلة التي تجتمع فيها العائلات في العديد من المجتمعات ويتم استغلال العطلة كفرصة لعقد جميع اللقاءات التي فاتتهم على مدار العام، مما يجعل موسم الأعياد بالفعل أكثر متعة.


ولتبيان الارتفاع الرهيب في الأسعار أشارت الصحيفة إلى أنه في عام ٢٠١٨، كلفت إيجيه أقل من ٦٠٠٠ نيرة للقيام بالرحلة البرية من أبوجا إلى ولاية بينو والعودة واليوم، ستكلفه نفس الرحلة ٢٨ ألف نيرة (٢٨ جنيهًا إسترلينيًا).


ونوه الشاب النيجيري إلى أن "هذا لا يشمل النفقات الإضافية الناجمة عن التواجد حول أفراد الأسرة الذين لم ترهم منذ فترة طويلة، سوف تحتاج إلى الحصول على الهدايا لهم وإنفاقها بطريقة أخرى. 


ومن أبوجا إلى لاجوس، حيث الأمور ليست أفضل بكثير بالنسبة لبريشوس أوليسيكوو، مصممة المنتجات البالغة من العمر ٢٦ عامًا والطفلة الوحيدة التي تقول: "لم أر والديّ منذ ثلاث سنوات، أنا أفتقدهم مضيفة "لقد أثارت والدتي الموضوع، لكن سعر تذاكر الطيران كان باهظًا للغاية،  أعلم أنها تفتقدني، لكن الشيء المنطقي هو البقاء في لاجوس لأن الطرق ليست آمنة".


وأوضحت اوليسيكوو "لا أهتم كثيرًا بالانضمام إلى والدي للقيام بالرحلة السنوية إلى ولاية الدلتا، ولايتنا الأصلية وتقول عن مدينتهم الواقعة في ولاية ريفرز، على بعد ٤٠٠ ميل (٦٤٠ كيلومترًا) في جنوب شرق نيجيريا: "لكنني كنت أحب أن أزورهم في بورت هاركورت، حيث يعيشون وحيث نشأت أيضًا".


ولفت الجارديان إلى أن أوليسيكوو ووالداها كسروا بالفعل إحدى الدعائم الأساسية للتقاليد، وذلك بعدم العودة إلى ولاية الدلتا  وذلك بسبب كراهية النساء التي تواجهها الأسرة الصغيرة لعدم وجود طفل ذكر، الآن تريد فقط أن تكون مع والديها في عيد الميلاد لكن ذلك لا يزال بعيد المنال.


وحينما انتقلت إلى لاجوس في عام ٢٠٢١، كانت رحلة الطيران ذهابًا وإيابًا من بورت هاركورت إلى لاجوس تبلغ ١٩٥٠٠ نيرة بينما اليوم، تكلف أرخص رحلة ذهابًا وإيابًا من بورت هاركورت إلى لاجوس ١٥١،٦٠٠ نايرا، في حين تتراوح تكلفة الرحلة ذهابًا وإيابًا بين ٢٤٥،٠٠٠ ومليون نايرا.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ازمات اقتصادية

إقرأ أيضاً:

أسرار خسارة دهون البطن بـ5 عادات بسيطة فقط

لا يتطلب فقدان الدهون المتراكمة حول منطقة البطن اعتماد أنظمة غذائية صارمة أو أداء تمارين رياضية مرهقة، بل يمكن تحقيق نتائج إيجابية من خلال دمج بعض العادات البسيطة في الروتين الصباحي، وفقًا لما ذكره موقع onlymyhealth وتقارير أخرى صحية متعددة. 

هذه العادات لا تساعد فقط في تسريع عملية حرق الدهون، بل تسهم أيضًا في تعزيز النشاط والطاقة طوال اليوم.

اشرب كوبًا من الماء فور الاستيقاظ

عند الاستيقاظ من النوم، يكون الجسم في حالة من الجفاف الخفيف، وهو ما يُبطئ عملية الأيض.

يساعد شرب كوب من الماء مباشرة بعد الاستيقاظ في تنشيط عملية التمثيل الغذائي، مما يسرّع من حرق السعرات الحرارية خلال اليوم، بما في ذلك تلك المخزّنة في منطقة البطن.

كما أن الترطيب الكافي يساهم في تقليل الشعور الخادع بالجوع، والذي قد يؤدي إلى تناول وجبات خفيفة غير ضرورية لاحقًا، ما يعزز فرص التحكم في السعرات الحرارية المستهلكة.

التعرّض لضوء الشمس صباحًا

ضوء الشمس الصباحي يُعد مفتاحًا لتنظيم الساعة البيولوجية للجسم، والتي تتحكم في دورات النوم واليقظة. 

ويساعد التعرّض لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة صباحًا على تحسين جودة النوم لاحقًا في الليل، مما ينعكس بشكل مباشر على توازن الهرمونات المرتبطة بالشهية والوزن.

تشير بعض الدراسات أيضًا إلى أن ضوء الشمس قد يؤثر على الخلايا الدهنية بطريقة تقي من تخزين الدهون، وخاصة في منطقة البطن.

مارس حركات خفيفة لبضع دقائق

لا يشترط أن تبدأ يومك بتمارين مكثفة، فحتى الأنشطة البدنية الخفيفة مثل التمدد أو المشي داخل المنزل أو القيام بجلسة قصيرة من اليوغا تساعد في تنشيط الدورة الدموية وتحفيز الجسم على الاستيقاظ.

تُظهر الأبحاث أن هذه الحركات البسيطة تساهم في رفع معدل الحرق القاعدي، وتزيد من الشعور بالنشاط، مما يحفّزك على الاستمرار في الحركة طوال اليوم.

خذ وقتًا للتنفس العميق

التوتر هو أحد العوامل التي تسهم في تراكم دهون البطن، إذ يؤدي إلى إفراز هرمون الكورتيزول الذي يشجع الجسم على تخزين الدهون، خصوصًا في المناطق الوسطى.

لذلك فإن ممارسة تمارين التنفس العميق عند الاستيقاظ تساعد في تهدئة الجسم والعقل، وتقليل مستويات التوتر.

خصص 5 دقائق كل صباح للتنفس ببطء وعمق، وركّز على عملية الشهيق والزفير. هذه الممارسة لا تساهم فقط في الصحة النفسية، بل تؤثر أيضًا بشكل غير مباشر على السيطرة على الوزن.

تناول فطورًا غنيًا بالبروتين

وجبة الإفطار هي حجر الأساس لأي خطة لإنقاص الوزن، وينصح خبراء التغذية بتناول أطعمة غنية بالبروتين مثل البيض أو الزبادي اليوناني أو زبدة المكسرات.

فالبروتين يعزز من الإحساس بالشبع لفترة أطول، ويساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية خلال مراحل فقدان الوزن.

إضافة البروتين إلى وجبة الإفطار تضمن استقرار مستويات السكر في الدم، مما يقلل من احتمالية الإفراط في تناول الطعام خلال اليوم، ويحد من الرغبة الشديدة في السكريات والدهون غير الصحية.

لا تنسَ الفاكهة والحبوب الكاملة

تناول الفاكهة قبل الإفطار يُعد خيارًا ممتازًا للبدء في يوم صحي، لاحتوائها على الألياف التي تساهم في كبح الشهية وتعزيز الهضم، الفاكهة مثل التفاح أو التوت يمكن دمجها مع الزبادي أو الشوفان لزيادة القيمة الغذائية.

أما الحبوب الكاملة مثل الشوفان أو الخبز البني، فهي مصدر رائع للكربوهيدرات المعقدة والألياف، مما يمنح الجسم طاقة مستدامة ويُشجع على حرق الدهون بفعالية، خصوصًا إذا تم تناولها ضمن وجبة الإفطار.

المشي قبل الإفطار يعزز الحرق

أحد العادات المذهلة في الصباح هي المشي على معدة فارغة، وهو ما يساعد الجسم على استخدام مخزون الدهون كمصدر للطاقة، بدلاً من الكربوهيدرات.

المشي اليومي، حتى لو لمدة 20 دقيقة فقط، يمكن أن يحقق فارقًا كبيرًا على المدى الطويل في تقليل الدهون خاصة في محيط البطن.

احرص على التكرار والاستمرارية

السر في فعالية هذه العادات يكمن في الالتزام بها يوميًا، وتحويلها إلى روتين ثابت، فالعادات الصباحية المتكررة تُساعد في ضبط سلوكيات تناول الطعام، وتحفّز الجسم على تبني نمط حياة نشط وصحي.

طباعة شارك البطن الدهون شرب كوب من الماء فقدان الدهون تسريع عملية حرق الدهون حرق الدهون

مقالات مشابهة

  • عادات يومية تساعدك في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب
  • وزير العدل يؤكد مواصلة ملاحقة كل الدول التي اجرمت في حق الشعب السوداني
  • أسرار خسارة دهون البطن بـ5 عادات بسيطة فقط
  • «أبوظبي الدولي للكتاب» يطلق إصدار «أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة»
  • مدير عام قوات السجون يتفقد سجون ولاية نهر النيل ويتعهد بمعالجة كافة التحديات التي تواجه سجون الولاية
  • الوزير الشيباني: إن أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أ
  • وزير الخارجية يستقبل المبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان
  • وزير الخارجية المصري يستقبل المبعوث الشخصى لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان
  • وزير الخارجية: ندعم وحدة واستقرار السودان ونعزز التنسيق مع الأمم المتحدة
  • الجارديان: وعد ترامب بالسلام في اليمن لكنه جلب معه زيادة سريعة في عدد الضحايا المدنيين (ترجمة خاصة)