متى ينتهي وقت صلاة الفجر؟.. الإفتاء: هذه آخر دقيقة وبعدها تُصلى قضاء
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
يبحث كثير عن متى ينتهي وقت صلاة الفجر ؟، خاصة أولئك الذين يدركون فضلها العظيم وكثرة النصوص المشددة على الحفاظ عليها وعدم الاستهانة بها ، ولعل ما يطرح السؤال عن متى ينتهي وقت صلاة الفجر ؟ أنها خير من الدنيا وما فيها كما أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، كما أن عادة كثير من الناس في هذا العصر الذين يصلون الصبح بعد طلوع الشمس، رغم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أخبرنا بفضل الصلاة في أول وقتها، كما نبهنا إلى أن صلاة الفجر تعد من الصلوات التي لها فضل عظيم، وينبغي اغتنامه وعدم تفويته أيا كانت الظروف، لذا ينبغي البحث عن متى ينتهي وقت صلاة الفجر ؟، ، لاتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم - وفيه كبير الحرص على هذه الصلاة.
ورد في متى ينتهي وقت صلاة الفجر ؟، أنه يَبْدَأ من طلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس، لحديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «وَوَقْتُ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ» أخرجه مسلم.
و قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في تحديده متى ينتهي وقت صلاة الفجر ؟، إن من شروط صحة الصلاة دخول وقتها المحدد لها شرعًا، وتحديد مواقيت الصلاة بيَّنها القرآن الكريم قال تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» (النساء:103)، وقد بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- المواقيت بيانًا واضحًا لا لبس بعده، ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بيان وقت كل صلاة وجاء فيه أن وقت الصبح من طلوع الفجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس» (رواه مسلم).
ونقل قول ابن رشد -رحمه الله-: «واتفقوا أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق وآخره طلوع الشمس إلا ما روى عن ابن القاسم عن بعض الشافعية أن آخره الإسفار، والإسفار في الفجر: هو وقت ظهور النور بعد الغَلَس وانكشاف الظُلْمة، سُمِّي به لأنه يُسفر (أي يكشف) عن الأشياء، ووقت الفجر يبدأ من ظهور الفجر الصَّادق، ويمتدُّ إلى أن تطلع الشَّمس؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من أدركَ من الصبحِ ركعةً قبلَ أن تطلُعَ الشمسُ، فقد أدركَ الصبحَ» [رواه البخاري].
و قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا، وهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، منوهًا بأن وقت الصلاة نوعان.
وأوضح «شلبي» في إجابته عن سؤال: « متى ينتهي وقت صلاة الفجر ، لتكون حاضرًا وليست قضاءً؟» ، أن الصلوات يتم الحكم عليها بأمرين، إما الأداء حاضرًا أو القضاء، مشيرًا إلى أن أداء صلاة الصبح حاضرًا فيبدأ وقتها منذ أذان الفجر وينتهي مع طلوع الشمس، والذي قد يتراوح ما بين الساعة والساعة والنصف أكثر قليلًا أو أقل.
وتابع: أيًا ما يكون هذا الوقت، فهو يكون وقت أداء صلاة الصبح حاضرًا وهو الوقت الطبيعي الذي ينبغي الحفاظ عليه، وفي حال خروج هذا الوقت، حيث استيقظ الشخص بعد طلوع الشمس، فهل قضاء صلاة الصبح لها وقت محدد؟، فقال العلماء أن القضاء يكون ممتد الوقت ولا آخر أو حد له، فقد يُقضى اليوم أو بعد ألف عام، إلا أنه لا ينبغي على الشخص أن يؤخر القضاء، لأنه قد ينسى وقد يموت قبل القضاء فيضع نفسه في حرج، فعليه أن يبادر بقضاء ما فاته من صلوات بمجر أن يتذكر ، منوهًا بأن هذه نصيحة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: « فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلاَةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
فضل صلاة الفجر1. من فضل صلاة الفجر : رؤية الله سبحانه وتعالى فصلاة الفجر لها في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى.
2. دعاء الملائكة واستغفارها لمن يصلي الفجر.
3. ومن فضل صلاة الفجر في وقتها كذلك أن مُصليها يفوز بشهادة الملائكة له وتشريف من الملائكة برفع أسماء من صلّى الفجر لله عز وجل.
4. أجر قيام الليل فصلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة.
5. الحفظ في ذمّة الله، فهو ضمان الله -سبحانه وتعالى- وأمانه وعهده، وليس لأحدٍ أن يتعرّض للمصلّي بسوء.
6. تجلب الرزق الواسع يقول عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا بعثهم أولَ النهارِ، قال : وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعثُ في تجارتِه أولَ النهارِ فأثْرَى وكثُرَ مالُه».
7. طيب النفس وصفائها.
8. تطرح البركة في الرزق.
9. دخول الجنة لمن يصلّي الفجر، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).
10. أجر حجة وعمرة .
11. صلاة الفجر تجعل الإنسان فى ذمه لله طوال اليوم.
12. حصد الحسنات صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم كما أنها من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم.
13. صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة الفجر .
14. هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد وَرَدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها ».
15. صلاة الفجر في جماعة أنها النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة».
16. صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: «مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله».
17. صلاة الفجر من أسباب النّجاة من النّار.
18. فيها البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال:«مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة.
19. أنها ضمانُ للمسلم -بالتزامه بـ صلاة الفجر - بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق.
20. صلاة الفجر تقي من عذاب الله وغضبه وعقابه.
21. الدعاء بعدها مستجاب ، حيث إنها من الصلوات المكتوبة.
صلاة الفجرتعد صلاة الفجر أو صلاة الصبح هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.
حكم صلاة الفجرجاء فيه أن صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا؛ دَلّ على ذلك ما جاء في الكتاب من آيات وفي السنّة من أحاديث كثيرة تدل على حكم صلاة الفجر وأنّها فرض عين، قال الله- تعالى-: «فَأقيمُوا الصَلاةَ إنَّ الصَلاةَ كَانتْ عَلى المُؤمنينَ كِتابًا مَوقوتًا»، وقال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: «بُنيَ الإسلام على خمس؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُه ورسوله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».
آخر موعد لصلاة الفجر حاضرورد أنّ مَن يُصلّي الفجر يُجاهِد النفس جهادًا عظيمًا لينتصر على لذّة النوم والراحة، فيضطرّ لقطع النوم والراحة وأداء ما فرض الله تبارك وتعالى عليه ابتغاءً لمَرضاته تعالى، وطلبًا لمحبّته ومغفرته ورحمته وطمعًا بجنته، لذا كان أداء صلاة الفجر الحدّ الفاصل بين الإيمان والنفاق.
وورد أن أول وقتها: طلوع الفجر الثاني، وآخره: إلى طلوع الشمس، وبين هذين ستة أوقات، أولها وقت فضيلة : وهو أول الوقت وبمقدار ما يستعد ويصلي أربع ركعات، وثانيها وقت اختيار : ويمتد إلى الإسفار أي الإضاءة ، وثاثها وقت جواز بلا كراهة : ويمتد إلى الحمرة، ورابعها وقت جواز بكراهة : إلى أن يبقى من الوقت ما يسعها، خامسها وقت ضرورة : وهو ما إذا زالت الموانع وبقي من الوقت قدر تكبيرة الإحرام فأكثر، وسادسها وقت حرمة : وهو تأخيرها إلى أن يبقى من الوقت ما لا يسعها وليس لها وقت عذر لأنها لا تجمع مع غيرها لا تقديمًا ولا تأخيرًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وقت صلاة الفجر صلاة الفجر فضل صلاة الفجر حكم صلاة الفجر
إقرأ أيضاً:
هل الحلم بعد الفجر يتحقق؟.. انتبه لـ7 حقائق لا يعرفها كثيرون
لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل الحلم بعد الفجر يتحقق ؟، هو أنه أحد أكثر الأمور التي تؤرق الكثيرين ، حيث إن حلم الفجر من الزوار الذين يحيرون الناس، خاصة وأن وقت الفجر له منزلة وفضل عظيم ، وهذا ما يجعل حلم الفجر مثير للدهشة والبحث، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة هل الحلم بعد الفجر يتحقق ؟.
متى تقرأ سورة الفجر للحمل بولد؟.. فيها 10 أسرار ينبغي معرفتهاهل صلاة الفجر في البيت تجعلك في ذمة الله؟.. 5 حقائق ينبغي معرفتهاهل الحلم بعد الفجر يتحقققال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الرؤيا لا علاقة لها بالمكان أو الزمان أو الأشخاص، منوهًا بأنه لا فرق بين الرؤيا قبل الفجر وبعده.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: ( هل الحلم بعد الفجر يتحقق ؟)، أن الفرق بين أنواع المنام الثلاثة، وهي الرؤيا والحلم والكابوس، نسميه الفرق الشرعي، منوهًا بأن المنام ينقسم إلى ثلاثة أقسام، سماها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وجعل كل اسم يختص بحالة معينة، فالحلم هو المنام الذي رأيت فيه شيئًا واضحًا ومركبًا وكأنه قصة، لكنه سيئ.
واستشهد بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «الْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ»، منوهًا بأن به يُعكر الشيطان على الإنسان صفو نفسه الهادئة، فيُلقي له وهو نائم مثل هذه الصور الذي تُسبب له الاضطراب، أما المنام الذي فيه بُشرى وسعادة ونور وراحة، يُسمى رؤيا، وهناك نوعا آخر وهو ما كان ناتجًا من الأمور البيولوجية عند الإنسان، منوهًا بأن بيولوجي يعني الحياة، بمعنى النوم بعد أكل سمين، أو مجهد، وهذا يُسبب الكابوس، والكابوس هو ما يراه الشخص في المنام نتيجة تصرفات جسدية من إرهاق أو هم أو حديث نفس، ويمكن القول أن الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان، والكابوس من النفس.
وأشار إلى أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاثة أقسام: إما أن يكون من الملائكة، وهي الرؤيا الصالحة، وإما أن يكون من الشيطان، وهو ما يراه العبد من الأحلام المزعجة والكوابيس وأنواع التخوفات، وإما أن يكون حديث النفس، مما يهتم به الرجل في يقظته فيراه في منامه.
وخلال الفصل فيما إذا كان هل الحلم بعد الفجر يتحقق ؟، نبه على تفسير الرؤى أمر اختص به الأنبياء وورثتهم من العلماء، مشيرًا إلى أن الإمام مالك بن أنس كان يغضب من الذين يفسرون الأحلام للناس ويقول لهم: «اتتلاعبون بتراث النبوة».
هل يتحقق الحلم بعد الفجرروى مسلم ولفظه : ( أتانا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال عندنا ، فاستيقظ وهو يضحك ... ) فذكرت الحديث ، وعند أحمد : ( بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِلًا فِي بَيْتِيي .. ) ومعني ذلك : أنه كان ذلك في نوم القيلولة ، وهو نوم نصف النهار ، وكذلك قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " قال القيرواني : ولا فرق في حكم العبارة بين رؤيا الليل والنهار ، وكذا رؤيا النساء والرجال" ، وقال المهلب : " لا يخص نوم النهار على نوم الليل ، ولا نوم الليل على نوم النهار بشيء من صحة الرؤيا وكذبها ، وأن الرؤيا متى أُريت فحكمها واحد " شرح صحيح البخاري- لابن بطال.
أما حديث سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ الذي رواه البخاري قَالَ : " كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ؟ ) ، فعند الترمذي: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بنا الصبح أقبل على الناس بوجهه وقال : ( هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ ) " ، وعن أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول : (هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ ) " . رواه أبو داود وصححه الألباني، فهذا لأن الليل هو مظنة الرؤيا ؛ لأنه وقت النوم ، وغالب رؤى الناس تكون بالليل .
ما هي الأحلامورد أن الأحلام جمع حُلُـم، هناك من عرَّفها على أنها سلسلة من التخيلات التي تحصل لدى الشخص أثناء النوم، وهناك من رأى أنها نشاط تفكيري قد يحدث نتيجة استجابة لمنبهٍ ما أو دافعٍ معيَّن، ولكن ما يتَّفِق عليه الجميع أن الأحلام بشكلٍ عام تأتي أثناء النوم، وهي عادة تكون بارة عن أحداث أو مواقف غير مترابطة وغير منطقية، ولكنها تبدو منطقية بشكلٍ كبير أثناء الحلم، ويلغي هذه المنطقية والترابط استرجاعها من قِبل الشخص بعد أن يستيقظ من نومه ويستذكر الحلم.
أسباب الأحلاماختلف العلماء بالسبب المباشر الذي يؤدي إلى رؤية الأحلام، ففرويد قال إنها وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون إشباعها صعبا في الواقع، فمن كان يرجو أن يكون غنيَّاً أو أن يتزوَّج امرأة معيَّنة ولا يستطيع تحقيق ذلك في واقعه؛ فإن هذه الرغبات تصبح حقيقة في هذا الحلم الذي يعيشه، ومنهم من قال إنها عبارة عن تذكُّر أحداثٍ سابقة تركت أثراً على نفسية الحالم. ومنهم من قال إنها نتيجة التفكير في موضوعٍ معيَّن كان يشغل بال الحالم قبل النوم، فعند الدخول في النوم تأتيه تلك المسألة على شكل حلم.
تفسير الأحلاموورد أن دراسة الأحلام ومحاولة تفسيرها ليست بالأمر الحديث، فلقد اهتمت الحضارة السومرية التي هي أقد حضارة عرفتها البشرية بدراسة الأحلام وتفسيراتها. كما كان الإغريق يعتبرون الأحلام هبة من عند الآلهة ترسلها لكشف أمرٍ معيَّن أو إيصال معلومات للبشر أو زرع رسالة معيَّنة في عقل الشخص النائم. في التاريخ الإسلامي؛ اهتم العلماء بالأحلام وتفسيرها، وتحليلها ووضع تقسيمات لها؛ ومحاولة معرفة أسبابها، ومن أهم هؤلاء العلماء والذين كتبوا كُتُباً في تفسير الأحلام ابن سيرين وابن خلدون وابن عربي والنابلسي، وغيرهم الكثير مِمَّن شغلهم هذا المجال.
وفي تقسيم الأحلام، لا نجدُ خيراً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عن الأحلام (إ إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ).
وقسَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- الأحلام إلى ثلاثة أقسام، الأول وتُسمَّى الرؤيا، وهي الرؤية الصالحة وتكون من الله سبحانه وتعالى، فيشاهِد الحالم أمراً محبَّباً إليه، وقد يُراد به التبشير بأمرٍ ما أو التحذير من أمرٍ ما. والثاني هو الحلم أي ما يراه النائم من مكروه وهو من الشيطان، ومن السنَّة أن يتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم عند إفاقته وينفث عن شِماله ثلاثاً وينام على جنبه الآخر، وكذلك لا يحدِّثُ به أحداً. أما النوع الثالث فهو حديث النفس، وهي إسقاطات من الواقع تأتي أثناء النوم على شكل أحلام، فهي عبارة عن رغبات مكبوتة أو أماني غير مُحقَّقة لدى الشخص أو مخاوف تنتابه أو أمر يشغل بالهُ بِشِدَّة، فتأتيه أثناء نومه على شكل أحلام وهي مِمَّا لا معنى له ولا تفسير.