أهالي الجنوب يحاولون تسيير أعمالهم على وقع القصف
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
كتبت" وكالة الصحافة الفرنسية": يحاول مَن بقي من أبناء منطقة الجنوب في أرضه تسيير أعماله وتأمين لقمة عيشه، بعد مغادرة معظم العائلات ونزوحها إلى مناطق أكثر أمناً وتوقف النشاط الاقتصادي بشكل شِبه كامل، وذلك نتيجة القصف المتواصل على البلدات الجنوبية، والذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وهذا الأمر يعبّر عنه حسين مرتضى، الذي يملك مطعم فلافل صغير في جنوب لبنان، حيث يحضر السندوتشات للزبائن القلائل، في حين تُحلّق مسيّرة استطلاع إسرائيلية فوق بلدة كفركلا الحدودية شبه المقفرة.
ويقول حسين مرتضى، البالغ 60 عاماً الذي غزا الشيب شَعره ولحيته وهو يغلي الزيت قبل أن يُسقط فيه حبّات الفلافل داخل مطعمه الصغير: «قبل أيام، سقطت القذيفة على مسافة نحو 200 متر من هنا، طالت شظية واجهة المحلّ وهنا في الحائط، وأنا اختبأت خلف الثلاجة».
ورغم ذلك لا يزال حسين مصمماً على البقاء في بلدته، والاستمرار بفتح مطعمه أمام السيارات القليلة التي تمر بالمكان؛ وبينها سيارات الإسعاف. ويؤكد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ها نحن هنا تحت القصف، نعمل ولن نغلق. كل جائع نطعمه، من يملك النقود ومن لا يملكها...».
كذلك يختصر علي منصور الوضع بالقول: «باقون في أرضنا... وما دام القصف بعيداً، فنحن نعمل لنحصّل رزقنا». ويقول الرجل الخمسيني، أمام محطة الوقود التي تُشكّل مصدر رزقه الوحيد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «غادر عدد قليل من السكان القرية، لكننا ما زلنا هنا؛ لأن الأمور، كما يقولون، تحت السيطرة».
ويضيف، خلال وقوفه في مقابل بلدة مسكاف عام الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود، في حين يُسمع صوت طائرة مسيّرة تحلّق في الأجواء بوضوح: «نحن مواجهون لمسكاف عام. لو كنا خائفين لَمَا بقينا هنا، لكن ما يُقلقنا هو عندما يبدأ الإسرائيلي استخدام القنابل الفوسفورية».
وتتهم السلطات اللبنانية ومنظمات حقوقية دولية القوات الإسرائيلية باستخدام القنابل الفوسفورية، خلال قصفها المناطق الحدودية اللبنانية، لكن منصور يصرّ قائلاً: «نحن باقون في أرضنا. أكيد أن عدد السكان الآن أقلّ، لكن من يملك رزقاً سيواظب عليه».
من جهته بقي عباس علي بعلبكي في بلدته، لكنه اضطر لإغلاق المطبعة الصغيرة التي يملكها، وفي ساحة العديسة الرئيسية قبالة الحسينية يقول، وهو يتابع على هاتفه النقال أخبار القصف الذي يطول القرى الحدودية: لو امتدت الحرب عشرة أشهر أو سنة لن أغادر».
مع العلم بأنه وفق «المنظمة الدولية للهجرة»، فإن أكثر من 64 ألف شخص نزحوا في لبنان، غالبيتهم في الجنوب، في حين قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن النزاع أدى إلى «خسائر مادية كبرى» طالت خصوصاً المساكن والمتاجر والبنى التحتية والخدمات في القرى الحدودية، لافتاً إلى أن «النشاط الاقتصادي والأعمال المحلية إما تعطلت أو اضطرت لإغلاق أبوابها أو الانتقال إلى مكان آخر».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
زيارة ماكرون لجامعة القاهرة في عيون الصحافة ووسائل الإعلام العالمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في مشهد يعكس عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين مصر وفرنسا، حظيت الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجامعة القاهرة بتغطية واسعة من وسائل الإعلام العالمية، التي سلطت الضوء على أبعاد الزيارة ورسائلها المتعددة، سواء في مجالات التعليم، أو الحوار الثقافي، أو التعاون السياسي.
ورصدت وسائل الإعلام المختلفة مظاهر الحفاوة الرسمية والشعبية داخل أروقة الجامعة، ووصفت العديد من الصحف الدولية خطاب ماكرون بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة بـ"المؤثر" و"الاستراتيجي"، مشيرة إلى انه تناول فيه قضايا مشتركة تتعلق بالهوية، والانفتاح الثقافي، والتعليم، وضرورة تعزيز التفاهم بين الشعوب.
كما أشادت الصحف الفرنسية والأوروبية بالمكانة الرمزية لجامعة القاهرة كمؤسسة تعليمية رائدة في العالم العربي، معتبرةً أن اختيارها كمحطة رئيسة في زيارة ماكرون يعكس الاحترام العميق للتاريخ الأكاديمي المصري عامة، ولجامعة القاهرة العريقة خاصة.
و أبرزت وسائل الإعلام الأوروبية البُعد العلمي والثقافي للزيارة، واعتبرتها جزءًا من تحركات دبلوماسية فرنسية تهدف إلى تعزيز الشراكات في مصر والشرق الأوسط.
فيما أكد مراقبون أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو توسيع أفق التعاون بين القاهرة وباريس، خصوصًا في مجالات التعليم العالي، وتبادل الخبرات الأكاديمية، والبحوث المشتركة.