كيف ينتشر فيروس الحصبة في دماغ الإنسان ويتسبب في مرض قاتل؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
رسم باحثون من مؤسسة "مايو كلينك" خريطة لكيفية تحور فيروس الحصبة وانتشاره في دماغ شخص توفي بسبب مرض دماغي نادر ومميت.
ويقول الباحثون إن حالات جديدة من هذا المرض، وهو أحد مضاعفات فيروس الحصبة، قد تحدث مع عودة ظهور الحصبة بين أولئك غير المحصنين.
إقرأ المزيد منظمة الصحة العالمية: الفيروس التاجي المستجد مستمر في التحوروباستخدام أحدث الأدوات في التسلسل الجيني، أعاد الباحثون بناء كيفية استعمار مجموعة من الجينومات الفيروسية للدماغ البشري.
واكتسب الفيروس طفرات مميزة أدت إلى انتشار الفيروس من القشرة الأمامية إلى الخارج.
ويقول روبرتو كاتانيو، دكتوراه في علم الفيروسات في مؤسسة "مايو كلينك" والمؤلف الرئيسي مشارك في الدراسة: "توفر دراستنا بيانات مقنعة توضح كيف تحور الحمض النووي الريبوزي(RNA) الفيروسي وانتشر في جميع أنحاء العضو البشري، الدماغ، في هذه الحالة. وستساعد اكتشافاتنا في دراسة وفهم كيفية استمرار الفيروسات الأخرى وتكيفها مع الدماغ البشري، ما يسبب المرض. وقد تسهل هذه المعرفة توليد أدوية فعالة مضادة للفيروسات".
وتعد الحصبة من أكثر الأمراض المعدية. ويصيب فيروس الحصبة الجهاز التنفسي العلوي حيث يستخدم القصبة الهوائية، أو القصبة الهوائية، بمثابة منطة (حصيرة الوثب/القفز) للانطلاق والانتشار من خلال الرذاذ المتطاير عندما يسعل أو يعطس شخص مصاب.
وكان الدكتور كاتانيو رائدا في إجراء دراسات حول كيفية انتشار فيروس الحصبة في جميع أنحاء الجسم. وبدأ دراسة فيروس الحصبة لأول مرة منذ نحو 40 عاما، وكان مفتونا بمرض الدماغ النادر والمميت الذي يسمى التهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد (SSPE)، والذي يحدث في حالة واحدة تقريبا من كل 10 آلاف حالة حصبة.
وقد يستغرق الأمر ما بين خمس إلى عشر سنوات بعد الإصابة الأولية حتى يتحور فيروس الحصبة وينتشر في جميع أنحاء الدماغ.
إقرأ المزيد بعد "كوفيد".. احذر الإنفلونزا "طويلة الأمد"!وتشمل أعراض هذا المرض العصبي التدريجي فقدان الذاكرة والنوبات وعدم القدرة على الحركة.
ودرس الدكتور كاتانيو هذا المرض المميت لعدة سنوات حتى اختفى تقريبا مع تطعيم المزيد من الأشخاص ضد الحصبة.
ومع ذلك، فإن مرض الحصبة يعود إلى الظهور بسبب التردد في تلقي اللقاحات وتفويت اللقاحات، خاصة خلال جائحة "كوفيد-19".
وتقول إيريس يوسف، المؤلف المشارك للدراسة ، من كلية الدراسات العليا للعلوم الطبية الحيوية في "مايو كلينك": "نعتقد أن حالات الإصابة بالتهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد سترتفع مرة أخرى أيضا. وهذا أمر محزن لأنه يمكن الوقاية من هذا المرض الرهيب عن طريق التطعيم. لكننا الآن في وضع يسمح لنا بدراسة المرض باستخدام تكنولوجيا التسلسل الجيني الحديثة ومعرفة المزيد عنه".
وحظي كل من كاتانيو ويوسف بفرصة بحثية فريدة من خلال التعاون مع مراكز السيطرة على الأمراض، وقاموا بدراسة دماغ شخص أصيب بالحصبة عندما كان طفلا واستسلم لالتهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد بعد سنوات عندما أصبح بالغا.
وقاموا بفحص 15 عينة من مناطق مختلفة من الدماغ وأجروا التسلسل الجيني في كل منطقة لتجميع لغز كيفية تحور فيروس الحصبة وانتشاره.
واكتشف الباحثون أنه بعد دخول فيروس الحصبة إلى الدماغ، بدأ جينومه (المجموعة الكاملة من المادة الوراثية للفيروس) يتغير بطرق ضارة.
إقرأ المزيد "ديلي ميل".. فيروس نادر يشل شابا في بيرو!وتم تكرار الجينوم، ما أدى إلى تكوين جينومات أخرى كانت مختلفة قليلا. وبعد ذلك، تكررت هذه الجينومات مرة أخرى، ما أدى إلى ظهور المزيد من الجينومات التي كانت مختلفة قليلا أيضا. وقد فعل الفيروس ذلك مرات عدة، ما أدى إلى تكوين مجموعة من الجينومات المتنوعة.
ويوضح الدكتور كاتانيو: "في هذه المجموعة، كان لجينومين محددين مجموعة من الخصائص التي عملت معا لتعزيز انتشار الفيروس من الموقع الأولي للعدوى - القشرة الأمامية للدماغ - لاستعمار العضو بأكمله".
وتتمثل الخطوات التالية في هذا البحث في فهم كيفية تفضيل طفرات معينة لانتشار الفيروس في الدماغ. وسيتم إجراء هذه الدراسات على خلايا الدماغ المزروعة وفي مجموعات من الخلايا تشبه الدماغ تسمى العضيات، والتي قد تساعد على إنشاء أدوية فعالة مضادة للفيروسات لمكافحة انتشار الفيروس في الدماغ.
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض طب فيروسات انتشار الفیروس هذا المرض
إقرأ أيضاً:
كيف تميز بين أعراض فيروس كورونا ونزلات البرد خلال الشتاء؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع حلول فصل الشتاء وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الموسمية، تتزايد المخاوف بشأن كيفية التفريق بين أعراض نزلات البرد الشائعة وأعراض فيروس كورونا (COVID-19)، فالتشابه الكبير بين الأعراض يجعل الكثيرين يشعرون بالقلق والتوتر، ورغم التشابه الكبير بين أعراض فيروس كورونا ونزلات البرد، فإن مراقبة تطور الأعراض وظهور العلامات المميزة لكل حالة يمكن أن يساعدك في التمييز بينهما، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية عند الحاجة، لضمان سلامتك وسلامة من حولك، وفي هذا السياق، يوضح الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية بهيئة المصل واللقاح، الفروق الدقيقة بين الحالتين وكيفية حماية نفسك من العدوى.
نزلات البرد الشائعة تكون غالبًا خفيفة وتبدأ بأعراض مثل سيلان أو احتقان الأنف، العطس، والسعال المصحوب بالبلغم، ويصاحبها شعور بالتعب العام وألم خفيف في الحلق والصداع، وتستمر الأعراض من 7 إلى 10 أيام وتختفي تدريجيًا دون الحاجة إلى تدخل طبي كبير، وعلى الجانب الآخر، يتميز كوفيد-19 بأعراض قد تكون أكثر حدة وخطورة، تشمل هذه الأعراض الحمى المرتفعة، السعال الجاف، وصعوبة التنفس، كما يُعتبر فقدان حاستي الشم والتذوق عرضًا مميزًا وشائعًا.
وقد تظهر اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال والغثيان، كما أن الفارق الزمني مهم أيضًا؛ فأعراض كوفيد-19 قد تبدأ بين يومين إلى خمسة أيام بعد العدوى، ويمكن أن يكون الشخص معديًا قبل ظهور الأعراض، بينما تكون نزلات البرد أقل عدوى وأسرع زوالًا.
أعراض فيروس كورونا (COVID-19):
- الحمى: ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ.
- سيلان واحتقان الأنف: قد يكون مصحوبًا بصعوبة في التنفس.
- السعال: عادةً جاف ومزعج.
- فقدان حاستي الشم والتذوق: عرض مميز وشائع.
- اضطرابات المعدة: تشمل الإسهال والغثيان.
- تبدأ الأعراض عادة بعد يومين إلى خمسة أيام من التعرض للفيروس.
- الشخص المصاب يمكنه نقل العدوى قبل ظهور الأعراض.
- يستمر نقل العدوى لمدة تصل إلى 5 إلى 7 أيام بعد بدء الأعراض.
أعراض نزلات البرد الشائعة:
- سيلان أو احتقان الأنف: عرض شائع يظهر في المراحل الأولى.
- العطس: يتكرر بكثرة.
- السعال: غالبًا يكون مصحوبًا بالبلغم.
- التعب: شعور بالإرهاق العام.
- التهاب الحلق: يبدأ خفيفًا وقد يزداد مع الوقت.
- الصداع: ألم خفيف أو متوسط في الرأس.
- أعراض نزلات البرد تستمر عادةً من 7 إلى 10 أيام.
كيف تحمي نفسك؟
- احرص على غسل يديك بانتظام بالماء والصابون أو باستخدام معقم اليدين.
- ارتدِ الكمامة في الأماكن المزدحمة.
- استشر طبيبك إذا شعرت بأي أعراض مشابهة لتلك المرتبطة بفيروس كورونا.