البنك الدولي: أموال المغتربين شريان لبنان
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
كتبت" الاخبار": لبنان الآن في قعر مؤقّت»، يقول البنك الدولي في نشرة المرصد التي صدرت أمس، لكنّه يضيف أن لبنان يقع في مهبّ أزمة جديدة تتعلّق بما سمّاه «الصراع في الشرق الأوسط». وقد بلغنا هذا القعر المؤقّت بعد سنوات من الانكماش الحادّ وتضخّم في الأسعار، ولا سيما أسعار الغذاء. ما جعله قعراً هي تلك الأموال التي تدفقت من المغتربين وعبر النشاط السياحي، إلّا أنها أدّت في الوقت نفسه إلى «عجز واسع في الحساب الجاري المدفوع في المقام الأول بزيادة الواردات»، أي أن التشوّه البنيوي في الاقتصاد عاد ليظهر مجدداً على وقع اعتماد لبنان على التدفقات الخارجية لتمويل الاستهلاك المحلي، ولذا فإنّ توقعات البنك الدولي هي أن «تتسارع وتيرة التضخّم لتبلغ معدلات قياسية مقدرة بنحو 231% في نهاية السنة الجارية.
وبحسب البنك الدولي، فإن معدل تحويلات المغتربين بين 2009 و2018 بلغ 6450 مليون دولار، أو ما يعادل 14.2% من الناتج المحلي الإجمالي. وبلغ معدّلها في المدّة ما بين 2019 و2022 نحو 22.3% من الناتج أو ما قيمته 6346 مليون دولار. وفي عام 2022 وحده، استقبل لبنان تحويلات تعادل 29.9% من ناتجه المحلي، ما يجعله ثالث أكبر متلقٍّ للتحويلات عالمياً كنسبة من الناتج. التحويلات من السعودية هي الأكبر، إذ بلغت 1.1 مليار دولار في 2021، تليها بقيمة مليار دولار من مغتربي أميركا، وبقيمة 600 مليون دولار من أستراليا وبحجم مماثل من كندا، وبقيمة 590 مليون دولار من ألمانيا.
بالنسبة إلى المخاطر المحدقة باقتصاد لبنان، فإن البنك الدولي يشير بوضوح إلى أنه في ظل غياب تمويل مالي عبر السياسة النقدية، وهو ما يعبّر عن السياسة الجديدة التي اتّبعها حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري عند تولّيه مهماته الحاكمية بالقول إنه لن يموّل الدولة، لن يكون أمام السلطات المالية إلّا تحريك الإيرادات (الضرائب) وهو ما قد يؤدي إلى خفض الدخل المتاح (الدخل المحلي مضافاً إليه قيمة التحويلات). وإذا أُخذ في الحسبان أنّ لبنان يعتمد كثيراً على الاستهلاك المستورد، فإن النقص في تمويل عجز الحساب الجاري سيقود ضغوطاً على الاستيراد وسيخفض الاستهلاك الخاص، بينما الإنتاج المحلي ضعيف جداً. وبالتالي، فإن ما كان متوقعاً من نموّ لهذه السنة بمعدل 0.2%، سينقلب سريعاً إلى حالة ركود.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: البنک الدولی ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
"إتش سي" تتوقع أن يثبت البنك المركزي سعر الفائدة في اجتماعه المقبل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توقعت إدارة البحوث المالية بشركة "اتش سي للأوراق المالية والاستثمار" أن تُبقي لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعها المقرر يوم الخميس، 26 ديسمبر، وسط استقرار نسبي في الاقتصاد الكلي، رغم بعض التحديات المتعلقة بالنقد الأجنبي.
وقالت هبة منير، محلل الاقتصاد الكلي بالشركة، إن الوضع الخارجي للاقتصاد المصري لا يزال مستقرًا، على الرغم من تراجع السيولة النقدية الأجنبية مقارنة بالشهر السابق. وأشارت إلى عدة مؤشرات تدعم هذا التحليل:
زيادة طفيفة في الاحتياطيات الأجنبية: ارتفع صافي الاحتياطيات الدولية بمقدار 10 ملايين دولار فقط في نوفمبر ليصل إلى 46.952 مليار دولار، وهو أدنى معدل زيادة منذ سبتمبر 2022. هذا التباطؤ يُعزى إلى سداد مصر مستحقات بقيمة 3 مليارات دولار للبنوك الخليجية و1.32 مليار دولار لسندات اليورو.تراجع صافي أصول القطاع المصرفي: انخفض صافي أصول القطاع المصرفي المصري من النقد الأجنبي بنسبة 10.8% على أساس شهري ليصل إلى 9.21 مليار دولار في أكتوبر، مع تسجيل القطاع (باستثناء البنك المركزي) صافي خصوم بقيمة 1.41 مليار دولار.تحسن مبادلة مخاطر الائتمان: انخفض مؤشر مبادلة مخاطر الائتمان المصرية لمدة عام إلى 353 نقطة أساس، مقارنة بـ857 نقطة أساس في بداية العام.مؤشرات التضخم والنشاط الاقتصادي أظهرت بيانات التضخم الأخيرة تحسنًا نسبيًا، حيث توقعت "إتش سي" تباطؤ معدل التضخم السنوي إلى 24.1% في ديسمبر، مدفوعًا بانخفاض أسعار الخضروات والفاكهة بفعل العوامل الموسمية. أما على مستوى النشاط الاقتصادي، فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات للشهر الثاني على التوالي ليصل إلى 49.2 نقطة في نوفمبر، رغم بقائه دون مستوى 50 نقطة الذي يشير إلى انكماش النشاط الاقتصادي، نتيجة ضعف الطلب الاستهلاكي.تطورات سعر الصرف شهد الجنيه المصري انخفاضًا بنسبة 2.5% منذ بداية ديسمبر، نتيجة قوة الدولار الأمريكي وتدفقات نقدية خارجية من أدوات الدين المحلية في نوفمبر. ومع ذلك، تحولت هذه التدفقات إلى صافي إيجابي في الأسبوع الثالث من ديسمبر.استقرار السياسة النقدية أوضحت "إتش سي" أن العائد على أذون الخزانة المصرية لمدة 12 شهرًا بلغ متوسط 26.24%، مما يعكس عائدًا حقيقيًا إيجابيًا بنسبة 2.9%، مع إمكانية زيادة هذا العائد في المستقبل مع تباطؤ التضخم. بناءً على ذلك، توقعت أن تُبقي لجنة السياسة النقدية على أسعار الفائدة الحالية لدعم جاذبية التدفقات الأجنبية في أدوات الدين الحكومي.الخلفية العالمية والمحلية على الصعيد المحلي، أبقت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري أسعار الفائدة للإيداع والإقراض عند 27.25% و28.25% للمرة الخامسة على التوالي، بعد رفعها بمقدار 1900 نقطة أساس منذ بداية سياسة التشديد النقدي في 2022. أما عالميًا، فقد خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، كما خفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة بالمقدار نفسه، بعد سلسلة من الزيادات التي بدأت في 2022.هبة منير، محلل الاقتصاد الكلي بالشركة