الثورة نت:
2025-02-02@16:30:17 GMT

هل فشل الإسرائيليون في تحقيق أهدافهم ؟!

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

 

 

بعد نجاح حركة حماس في عمليتها العسكرية النوعية “طوفان الأقصى “ في السابع من أكتوبر الماضي ، أعلن قادة كيان العدو شن حرب على قطاع غزة ، وحددوا لها ثلاثة أهداف :
ـ القضاء على حماس ـ استعادة الأسرى ـ ضمان عدم تعرض الكيان لأي خطر من قطاع غزة مستقبلا .
الأهداف الثلاثة تم صياغتها لتكون شرعية ومقبولة من المجتمع الدولي ، وكي تحظى بتأييد ودعم الشارع الإسرائيلي .


لكن خلف الأهداف الثلاثة المعلنة، أخفى « مجلس الحرب الإسرائيلي” وقادة العدو، هدفهم الحقيقي من حربهم على غزة، وهو : القضاء على قطاع غزة “كديموغرافيا فلسطينية”، وهذا ما يتجسد بوضوح من خلال طبيعة الحرب التي تشن على القطاع منذ أكثر من شهرين ونصف ، وهي حرب- بحسب وصف المراقبين والمنظمات الدولية -حرب إبادة ، تطهير عرقي ، تعتمد على القتل والتدمير الشامل وجعل مدن وأحياء القطاع غير صالحة للعيش ، ودفع السكان جنوبا تمهيدا للتهجير خارج القطاع.
باستثناء الهدف الثاني ـ استعادة الأسرى ـ يرى قادة العدو أنهم بهذه الحرب الوحشية سيحققون الهدفين ، الأول والثالث ، وهما هدفان رئيسيان وينسجمان مع استراتيجية الكيان التوسعية الهادفة لضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية . وعلى مر العقود الماضية ، ظلت قيادات العدو تنظر إلى قطاع غزة مثل خنجر في ظهر الكيان الغاصب ، وهم ينظرون إلى هذه الحرب كفرصة للتخلص من هذا الخنجر نهائيا، كأرض فلسطينية وكشعب فلسطيني.. ولذلك يواصلون حربهم ومجازرهم اليومية رغم الاحتجاجات الرسمية والشعبية في أرجاء العالم ، بما في ذلك أمريكا والدول الأوروبية الحليفة للكيان الإسرائيلي .
إفراغ قطاع غزة من سكانه بالقتل والتهجير تمهيداً لضمه إلى دولة الكيان يعد هدفا استراتيجيا لقادة الاحتلال .. هدف يستحق التضحية بسمعة هذا الكيان ، ويستحق التضحية بمئات وآلاف الجنود الإسرائيليين ، كما يستحق التضحية بالأسرى أيضا . وقد تابعنا طريقة تعامل نتنياهو ومجلس الحرب الإسرائيلي مع ملف الأسرى وعدم جديتهم في استعادة أسراهم، الذي جعلوه هدفا ثانيا لمجرد تضليل الخارج العالمي والداخل الإسرائيلي . ولولا الضغوط الداخلية لما تمت عمليات تبادل الأسرى التي شملت المدنيين من النساء والأطفال بعد شهر ونصف من الحرب . ورأينا قبل ذلك كيف تعامل جيش الاحتلال مع المدنيين الإسرائيليين في المستوطنات المجاورة للقطاع وكيف قصفهم بالدبابات والطائرات ، بشهادة وسائل إعلام إسرائيلية .
بعد انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا لتبادل الأسرى ، واصل جيش الاحتلال حربه الوحشية على القطاع بوتيرة أعلى من السابق ، حرب لم تستثن حتى أسراه في القطاع ، حيث سقط منهم حتى الآن أكثر من عشرين أسيرا ، ولا يزال قادة الاحتلال يماطلون في عقد صفقات لاستعادة نحو 130 من أسراهم ، لأنهم يرون أن ثمن استعادتهم سيكون باهظا بالنظر إلى شرط فصائل المقاومة في غزة وهو تبييض السجون الإسرائيلية من آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين .
يعتبر قادة العدو أن حربهم على غزة حربا مصيرية ، وجودية ، بعضهم يرى أنها الحرب الأخيرة ، ولذلك حشدوا لها كل إمكانياتهم العسكرية ، وهكذا يعتبرها حلفاؤهم في واشنطن ولندن ، وهي الحرب الأطول في تاريخ الكيان . ومن خلالها يسعون إلى طي القضية الفلسطينية.. ويمكن القول أن الإسرائيليين لم يفشلوا في تحقيق أهدافهم ، وهم ماضون لتحقيقها ، ما لم يواجهوا موقفاً عربياً إسلامياً رادعاً.
وحدهم الفلسطينيون في غزة ارتقوا إلى مستوى المعركة ، سواء من خلال الصمود الأسطوري والتضحيات التي يقدمها سكان غزة ، أو من خلال البطولات التي تسطرها فصائل المقاومة في القطاع في مواجهة الجيش الإسرائيلي .
المفارقة الغريبة والمثيرة هي في وقوف حلفاء الكيان الإسرائيلي معه في هذه المعركة، يقدمون له الدعم العسكري والسياسي والمالي .. حلفاء تفصلهم آلاف الأميال ، يختلفون في اللغة والعقيدة ، ولا توحدهم سوى أطماعهم الاستعمارية، في حين تقف الدول العربية والإسلامية التي تشارك الفلسطينيين الجغرافيا واللغة والدين- رغم ما تملكه من إمكانيات هائلة- موقف المتفرج ، وكأنها من كوكب آخر .
وتزداد المفارقة إثارة بوقوف اليمن منفردة إلى جانب الفلسطينيين في هذه المعركة .. اليمن التي تخوض حربا وحصارا من تحالف عربي أمريكي منذ أكثر من ثماني سنوات، وحدها اليمن ارتقت إلى مستوى المعركة وقررت الانخراط فيها لدعم غزة مهما كانت التضحيات .
لن نهدر الوقت والحبر بالحديث عن خذلان وتواطؤ الأنظمة العربية والإسلامية في هذه المعركة ، وسنكتفي هنا بتقييم دور محور المقاومة في هذه المعركة عسكريا وإعلاميا.. حركة حماس والفصائل الفلسطينية هي ركن أساسي في محور المقاومة ، وهي تقوم بدورها في هذه المعركة على أكمل وجه ، وقد أدهشت العالم بصمودها وبطولاتها .. وهي بحاجة إلى دعم أكثر من مكونات محور المقاومة لكي تستمر وتنتصر .. بدون ذلك سيحقق الصهاينة أهدافهم ، وسينتقلون إلى حلقة أخرى .
إعلاميا : علينا القطيعة مع “ مدرسة صوت العرب في الستينات “ونقل أحداث المعركة وتداعياتها وأهدافها الحقيقية كما هي ، ودفع صناع القرار في محور المقاومة لبذل المزيد .
نحن نقدر الظروف والحسابات التي تحول دون تصعيد مشاركة بعض مكونات محور المقاومة ، لكن يفترض البحث عن بدائل وتفعيل بعض الأوراق ، كما فعلت صنعاء .
المعركة تستحق بذل الكثير، وجرائم الصهاينة تبرر أي ردود عربية إسلامية.. أميركا وحلفاء الكيان وبعد نحو ثمانين يوما من الجرائم والمجازر الإسرائيلية- لا يستطيعون تنفيذ تهديداتهم التي أعلنوها في بداية المعركة . بايدن وبيته الأبيض بات محاصرا من شعبه ، جرائم الصهاينة باتت عبئاً عليه ولا يمكن له التورط في إشعال جبهات أخرى في المنطقة .
يستطيع “عرب محور المقاومة “ إغلاق مضيقي المندب وهرمز دون أن تتورط إيران .. وليسمع العالم : دماء الفلسطينيين أغلى من نفط الخليج .
aassayed@gmail.com

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة

على مدار العصور كان قطاع غزة بوابة آسيا ومدخل أفريقيا ومركزا مهما للعالم، ونقطة التقاء للعديد من الحضارات المختلفة، ومهدا للديانات والتعايش بين أتباعها.

وتعكس المعابد والكنائس والمساجد التاريخية في غزة غنى وعُمق الهوية الفلسطينية، حيث كان القطاع مركزا للحياة الدينية والثقافية وقِبلة للسلام، قبل أن تحوّله إسرائيل إلى مسرح لإبادة جماعية طوال أكثر من 15 شهرا.

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءا من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.

وخلال فترة الإبادة لم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين من هجمات جيش الاحتلال، وكانت تلك الأماكن المقدسة هدفا مباشرا للضربات الجوية والمدفعية، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.

ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.

738 مسجدا سُويت بالأرض

ويقول المتحدث باسم وزارة الأوقاف في قطاع غزة إكرامي المدلل إن "صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجدا بالأرض، ودمرتها تدميرا كاملا من أصل نحو 1244 مسجدا في قطاع غزة، بما نسبته 79%".

إعلان

وأضاف "تضرر 189 مسجدا بأضرار جزئية، ووصل إجرام الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلين الآمنين، كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائس تدميرا كليا جميعها موجودة في مدينة غزة".

وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضا 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميرا كليا و18 جزئيا.

وأوضح أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب".

كما أكد المدلل أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حربه الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية".

وأضاف "يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر".

ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين.

وتاليا أبرز المساجد التي طالتها آلة الدمار والعدوان الإسرائيلية:

المسجد العمري الكبير

يُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.

ويضم 38 عمودا من الرخام  المتين، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، ويعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريما للخليفة عمر بن الخطاب.

وفي تاريخه الطويل، تحوّل الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.

تعرض المسجد للتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض للدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقا في العام 1925.

إعلان مسجد السيد هاشم

يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، الذي ارتبط اسمه بمدينة "غزة هاشم".

تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر/كانون الأول 2023.

مسجد كاتب ولاية

يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتُقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.

يرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي 1341 و1309 ميلادية.

تعرض لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 متسببا في أضرار جسيمة.

المسجد العمري في جباليا

يعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة ويُطلق عليه سكان المنطقة "الجامع الكبير"، ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.

تعرض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربي 2008 و2014، ورغم ذلك بقي رمزا مهما للمنطقة. 

كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية المتضررة بعد غارة جوية في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الأوروبية) وتاليا أبرز الكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة: كنيسة القديس برفيريوس

أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس الميلادي، وهي تقع في حي الزيتون، وسُميت نسبة إلى القديس برفيريوس، حيث تحتضن قبره.

وتعرضت للاستهداف المباشر أكثر من مرة، الأولى كانت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من الشهر ذاته، ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، ووقوع عدد من الشهداء والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.

كنيسة العائلة المقدسة

تعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن أضرار جسيمة.

تم تأسيس الكنيسة في أوائل القرن العشرين، على يد الرهبان الفرنسيسكان، وبنيت الكنيسة على الطراز المعماري الكاثوليكي التقليدي.

إعلان

وتُعد الكنيسة مكانا مهما للمسيحيين في غزة، حيث تُستخدم لأغراض العبادة وتقديم الدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني.

كما كانت مركزا ثقافيا ومجتمعيا يوفر العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية للمجتمع المسيحي في المنطقة.

كنيسة المعمداني

تتبع الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية في القدس، حيث تم تأسيسها عام 1882 ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.

وارتبط اسمها خلال الحرب بمجزرة مروعة، حيث تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن استشهاد نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا متواجدين في المستشفى.

مقالات مشابهة

  • فرق في المعاملة.. الأسرى الفلسطينيون منهكون و”الإسرائيليون” بصحة جيدة
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي يمارس كل أنواع الكذب في حرب غزة
  • حماس: حرصنا على توفير الرعاية الصحية للمحتجز الإسرائيلي ذو الجنسية الأمريكية
  • الكيان يفرج اليوم عن 183 أسيرا بينهم 111 من غزة
  • 96 بالمئة من الإسرائيليين يؤكدون فشل تحقيق أهداف الحرب على غزة
  • للمرة الأولى.. حكومة نتنياهو تناقش تشيكل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • سموتريتش: إذا انتهت الحرب دون تحقيق أهدافها فسأسقط الحكومة
  • اقتحام قرى واعتقال مواطنين.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية