منظورنا لما عُرف بإخفاق “ أوسلو “ بأنه جاء في سلسلة “ الكامبات “ الأمريكية والنكبات العربية، وبالتالي فالزعيم “ عرفات “ اضطر لتقديم تنازلات والقبول بشروط الكيان الصهيوني تجعل هذا الإتفاق بمستوى التفريط أو حتى “ الخيانة «..
ومع ذلك فإن رفض “ عرفات “ لعرض الرئيس الأمريكي كلينتون في آخر “ كامب” واغتياله بالسم بعد إعادة تصنيفه “ إرهابياً “، برأه من تهمة الخيانة على الأقل.
إذاً هذا ما رُسخ في وعينا وتفاعلنا مع قضية فلسطين وفي أسوأ فترة تاريخية هي فترة الانفراد الأمريكي بمنطقتنا وهيمنتها عالمياً، فالغريب أو الجديد بالنسبة كمتابع هي تصريحات وزراء العدو “ نتنياهو “ والتي جاءت بعد الحرب التي تشن على غزة، حيث يقول بأنه لن يسمح بأن تقع إسرائيل في خطأ آخر كما خطأ “ أوسلو “ ، وأن عرفات هو من خدع إسرائيل في هذا الاتفاق “ أوسلو “، فكيف نقرأ ذلك؟!!..
وضع الهيمنة الأمريكية والانبطاح العربي المذل والمهين كأنظمة، جعل حكومة التطرف والإرهاب الإسرائيلية تسير في مشروع تصفية القضية الفلسطينية ولم يكن يتبقى لذلك غير فرض التطبيع العربي مع إسرائيل كأمر واقع وتهجير سكان الضفة الغربية وسكان غزة إلى الأردن ومصر..
ولذلك فاتفاق أوسلو بما فيه من تفريط يصبح بين المعوقات لمشروع “ نتنياهو “ التوسعي ويصبح خطيئة إسرائيلية وخداعاً مارسه عرفات كونه يمنح الفلسطينيين كياناً هو أقل من الدولة ولا سيادة فيه ولا استقلالية..
وفي هذه الفترة يتطوع الرئيس المصري بما أسماها مبادرة لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، فهل في ذلك سيادة أو استقلالية!!..
بالمناسبة، فإن أو اتفاق “ كامب ديفيد “ بين مصر وإسرائيل، يعطي لمصر السيادة على سيناء فيما يعطي الأمن لإسرائيل، وبالتالي فالقوات الأمريكية ترسخ السيادة والأمن لإسرائيل وتكرسها، فيما السيادة بين شكليات المسرحية والمسرح لا يوجد لها في الواقع لا أسنان ولا أظافر..
لولا المتغيرات الدولية والصراع الدولي، ما كانت مصر ولا الأردن لترفضا التهجير القسري للفلسطينيين إليهما، فجاء هذا الموقف الخائف المرتجف وعلى استحياء كمعطى لمتغير خارجي أو عالمي أكثر مما هو موقف سيادي أو سياسي داخلي، ومع ذلك يكفي أنه أعاد هؤلاء – وإن كلامياً – إلى ربط الأمن القومي المصري أو الأردني بخطر أو تهديد من إسرائيل، وهذا هو من فكر الستينيات الذي ظل السيسي يراه تخلفاً لا يليق بالعصر والعصرنة الأمريكية التي تستبيح العروبة والإسلام كأدوات لخدمتها ومع فقط إسرائيل..
في إطار هذه التطورات والمراجعة للأحداث، فأحد مسؤولي ما تسمى السلطة الفلسطينية وكأنه لا تعنيه الإبادة الجماعية لسكان غزة ولا القتل بالمئات والسجن بالآلاف لسكان الضفة الغربية يطالب بسرعة تنظيم انتخابات والاحتكام للصندوق في فلسطين، بل ويؤكد أن رئيس ما تسمى سلطة في رام الله سيكتسح ويفوز وبنسبة أعلى من “ سيسي “ مصر خلال الأيام الماضية، وكأن فوزه بالنسبة العربية الشهيرة 99.9 % لا تفي ولا تكفي..
هذه السلطة تؤمن أنه إذا أمريكا “وإسرائيل” كانتا معها في انتخابات، فإنها ستفوز والنسبة حتى أكثر من 100 %، وهذه الطريقة الأمثل للقضاء على حماس والجهاد والجبهتين الشعبية والديموقراطية، وبالتالي فمنسوب المتغير والصراع الدولي لم يصل اليها بمستوى مصر والأردن لتعدل النسبة على الأقل إلى 99.9 % ..
إذا كان لنا أو بمقدورنا فهم نتنياهو وأحلامه، فإن الصعب أو المستحيل أن نفهم سلطة محمود عباس كأحلام أو حلمات، فهل من مقارنة وكيف لنا أن نقارنه بسلطة ياسر عرفات؟!!..
ذات مرة كان صحفي يلتقي بهذا “ العباس” فحصره في زاوية التفاوض مع “ نتنياهو “ فقال “ عباس: “ استراتيجيتنا هي التفاوض، فسأله الصحفي: ولكن نتنياهو يرفض التفاوض معك! فرد عباس وببجاحة: “ ولو فاستراتجيتنا هي التفاوض» ..
أما قبل العدوان على غزة، فإن هذا العباس نادى وتمنى من الشعب الفلسطيني أن يخرج في مظاهرات فقط وإن مارس الصهاينة الحبس أو القتل ومصادرة الأراضي وتدمير البيوت، والثقة هي من هذه الأهلية والمؤهلات للفوز في أي انتخابات وبنسبة 100 % ، ماذا بقي لدينا لنقوله غير المثل المصري الشهير “ اللي اختشوا ماتوا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مشروع قانون إسرائيلي لإلغاء اتفاقيات أوسلو والخليل وواي ريفر
أعلن حزب "عوتسماه يهوديت" اليميني المتشدد، بقيادة عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن جفير أنه سيقدم مشروع قانون إلى الكنيست الإسرائيلي يهدف إلى إلغاء اتفاقيات "أوسلو" و"الخليل" و"واي ريفر".
وبحسب المشروع المقترح من الحزب، سيتم إلغاء هذه الاتفاقيات بشكل كامل، وستعيد إسرائيل الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل توقيعها، بما في ذلك استعادة الأراضي التي تم التنازل عنها في إطار الاتفاقيات.
كما يتضمن المقترح إلغاء القوانين التي تم إصدارها لتنفيذ تلك الاتفاقيات، ومنح رئيس الوزراء الصلاحية لوضع الأنظمة اللازمة لتنفيذ ذلك.
وأشار الحزب في بيانه إلى أن إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل ولشعبها، وأنها ستؤدي إلى استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ما يقوض الاستقرار في المنطقة، ويمهد الطريق لسيطرة حركة حماس على السلطة في المستقبل.
من جانبه، قال عضو الكنيست إيتمار بن غفير: “لقد حان الوقت لتصحيح أحد أكبر الأخطاء في تاريخ البلاد، وهو اتفاقيات 'أوسلو' الملعونة التي جلبت لنا آلاف القتلى وما زلنا نعاني منها حتى اليوم”.
وأضاف بن جفير: يجب معالجة هذه المشكلة الآن، وأتوقع أن تتخلى جميع الكتل الصهيونية عن الاعتبارات السياسية وتدعم هذا القانون".
اتفاق "أوسلو"تم توقيعه في سبتمبر 1993 بين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إسحاق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، في واشنطن.
تضمن الاتفاق اعترافًا متبادلًا بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وانسحابًا تدريجيًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى تشكيل سلطة فلسطينية بصلاحيات محدودة.
اتفاق "الخليل"تم توقيعه في 15 يناير 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية، وهو يهدف إلى إعادة انتشار قوات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة الخليل وتقسيم المدينة إلى منطقتين: منطقة هـ1 (تحت السيطرة الفلسطينية) ومنطقة هـ2 (تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية).
اتفاق "واي ريفر"تم توقيعه في 23 أكتوبر 1998 بين الزعيم ياسر عرفات وبنيامين نتنياهو في منتجع واي ريفر في واشنطن.
نص الاتفاق على انسحاب إسرائيلي من بعض مناطق الضفة الغربية وتدابير أمنية للتصدي لأعمال المقاومة المسلحة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.