???? امريكا قرأت نقل الحرب الى مدني باعتباره استفزاز للقاعدة الشعبية الوطنية في السودان
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
□□ مدني الفرقان 2
□ أمريكا ما قرأت تهديد التمرد للفاشر عقب احتلال مدن دارفور (نيالا الجنينة وزالنجي) الا في سياق تهديد الحركات الدارفورية لترك الحياد و الانحياز للقوات المسلحة.
□ مما يعني احتمال حدوث تحالف عريض للزرقة برمتهم مع الجيش وداعميه من اهل بقية السودان في الشرق والوسط والنيل الازرق والشمال.
□ ولذلك ضغطت في اتجاه عدم نقل المعارك للفاشر لوأد هذا الاحتمال وقد نجحت في ذلك نسبباً.
□ وامريكا قرأت نقل الحرب الى مدني باعتباره استفزاز للقاعدة الشعبية الوطنية في السودان،
فاخبار الحرب والاستيلاء على نيالا وزالنجي والجنينة قد اكتسبت في جهاز المناعة الشعبية السودانية عامة حصانة و” تخانة جلد” ، باعتبار هذه المدن هي اراضي حرب وفظائع قتال منذ عشرات السنين لا تثير الدهشة ولا الاستغراب؛ لكن انتقال الحرب لقلب الجزيرة النابض يعني تحدياً مستفزاً للرأي العام السوداني، لان تركيبة الجزيرة تعني موطن امتزاج السودان المصغر الذي تتمثل فيه التعايش السلمي بين كل اثنياته ومكوناته الاجتماعية ونشاطاته الاقتصادية ( الزراعة والصناعة والتجارة وتربية الحيوان).
□ ولذلك ضغطت امريكا في اتجاه عدم نقل الحرب الى حاضرة الجزيرة (ربما هذا هو أحد اسباب تراخي الجيش لكن الدعم لم يكترث للتهديد الأمريكي).
□ استفزاز الشعب السوداني عبر الهجوم على حاضرة الجزيرة سينبه المواطنين في بقية ارجاء السودان بأن تدابير الجيش لوحدها ليست كافية لضمان امن واستقرار بقية المناطق.
□ مما يحوّل من قضيةالاستنفار باعتبارها تكتيكاً احتيالياً لامتصاص الغضب الشعبي (ومع ذلك وأدتها امريكا باعتبار تسليح الشعب هو الخط الأحمر بعينه) إلى قضية استراتيجية وجودية متعلقة بالموت والحياة والشرف والكرامة.
□ الغضب الشعبي في اتجاه الاقبال على الاستنفار وطلب السلاح سيفوق أيما تهديد أمريكي بعدم تسليح الشعب.
□ وستنحني السلطات السودانية لمطالب شعبها مهما كانت جدية وعزم التهديد الأمريكي، لأن اي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي بتنفيسات تكتيكية ستبوء بالفشل مالم يطمئن الشعب ان بين ايديه سلاحاً يدافع به عن وجوده.
□ بالطبع الاستنفار الشعبي والمقاومة الشعبية المسلحة لن تكون الا على خلفيات رفع القيم الوطنية والإسلامية في أعماق المجتمع لأن تلك القيم ستكون هي الملهمات الدافعات للتضحية وبذل الروح سخية بلا تردد.
□ واذا تأسست دوافع القتال لدى المجتمعات على جذوة الشعور الوطني والديني، فان الشعوب لن تنهزم مهما كانت قوة ترسانة العدو.
□ ولذلك فحادثة الاعتداء على مدينة مدني هي فرقان حربي من العيار الثقيل.
□ والامريكان قد تعلموا هذا الدرس المؤلم من تجربتهم مع الشعب الأفغاني.
□ ولذلك سنشهد في الفترة القادمة سباقاً مارثونياً بين الخطة الأمريكية ذات المحورين (وهما الضعط نحو فرض تسوية تفاوضية رئاسية عبر جدة والآخر هو التلويح بالكرت الأحمر في وجه الإمارات لايقاف بلف الإمداد اللوجيستي والاعلامي للمتمردين).
□ المتسابق الآخر في الماراثون هو خطة الاستنفار مع التسليح للحرب.
□ والغالب ان الامور ستتجه بعد هذا الماراثون نحو هدفين سيتحققان لا محالة:
1. تحرير مدني تحريراً مدوياً لاحداث موجة من الفرح العارم في كل أرجاء السودان وذلك لاضعاف موجة الغضب الشعبي المطالبة بالاستنفار والتسليح.
2. سيتم فرض تسوية على حساب تقزيم الدعم السريع وإشراك معقول لقوى قحت المركزي في العراك السياسي المدني المقبل مع دعم الأخيرة لاحقاً بكافة المعينات التي قد تساعد في رفع اسمهم في السباق السياسي القادم.
و بس.
كتب: د.الفاضل الفكي
Fadil Faki
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الغضب الشعبی
إقرأ أيضاً:
الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان
تحُدر الثامن من مارس- يوم المرأة العالمي- في الزمان و لم يفرغ علينا من رضابه..في زمن الحرب في السودان.تحول الناس الى أرقام حسب مرات النزوح و قبلته و حسب موقعهم من مقاييس الجوع التي تحددها المنظات الدولية قبل أن تعلن المجاعة و تناشد الشعوب علها تنقذ البلاد.و العباد..على أن الحرب قد شنت على اجساد النساء منذ اول يوم اندلاعها في العاصمة الخرطوم و على ذلك و ثقت أضابير مجلس الامن الدولي... في الأثناء، ما يزال السياسيون السودانيون يحاولون عقلنة موا قفهم تجاه الحرب بعضهم آثر الرجوع الى المدرسة الدينتولوجيكالية و بعضهم اعتمد على المدرسة التيليولوجيكالية "حتى يظهر كل طرف تفوقه الاخلاقي" كما ذكر د. بكري الجاك في مقاله "المأزق الاخلاقي الماحق في حروب السودان".
هل تمكن العسكريون من إيجاد الصيغة المثلى لتكتيكاتهم في استئصال شأفة الآخر؟ ربما فشلت "الالياذه" و استراتيجيات الحروب البيزنطية في تحقيق النصر الكاسح و استئصال (العدو) ..لكن البطولة و الخلود تاتي عبر السلام و إحياء الانفس و الحفاظ على وحدة البلاد..بيدهم.. لا بيد عمرو لو كانوا يعلمون!
في يوم المرأة العالم تتذكر شعوب الأرض الأعلام من النساء و كفاحهن و لعل من أروع ما خلد من أعمال عن مآسي الحروب وويلاتها ما كتبته نساء من روايات مثل "كوخ العم التوم" لهاريت بتشر ستو كما كتبت بيتى سميث و غيرهن.فابدعن..وفي السودان سيذكر التاريخ أبطالاً لنا..ست النفور و رفيقاتها..و رفاقها " آباؤهم نحن...اخوانهم نحن..اخواتهم نحن.. و نحن امهات الشهداء" ...و تستمر سير الكفاح ف ليس "كل شئ هادئ على الضفة الغربية".
و بعيداً عن المدارس الفلسفية لتبرير الحرب، تحولت النساء الى ارقام و حيوات مختفية قسرياً في احصائيات الحروب في السودان..و هي حروب لم تبدأ في ابريل 2023 م كما نعلم، و لا زالت النساء يعانين جراءها ... داخل البلاد في اماكن النزوح و في مضارب خارج البلاد منذ بداية الالفية..في دارفور وفي المناطق الثلاث ( جبال النوبة و النيل الأزرق و منطقة ابيي) حسب توصيف "اتفاقية نيفاشا" التي ظلت شاهداً على كيف تؤدي اتفاقيات السلام الى وأد السياسة في بلاد السودان.
من اماكن الايواء و الغابات الى المعسكرات و في المهاجر، تفضح أحوال النساء المفاهيم الكسلى و المعاقة لحماية المدنيين و حقوق الانسان ..و منابر التفاوض تتمطى و تتزمل وتتدثر "و تتوه لمن يجي الميعاد" ... فهي غير قادرة على ضبط البوصلة على الاحداثيات المطلوبة ... و الاتفاقيات بغير ضامن..تبحث عن الفضل بيننا ...فمن دخل دار ابي سفيان فهو أمن... أو كما قال.
حدثوا مارس عنا و الزمانا عندما كانت سماؤنا ذات رجع و ارضنا ذات صدع. ذات أحقاب..و اذا بالنساء بفعل الحروب ... ساجيات... تحت التطهير العرقي و الاسترقاق و الاختطاف اما الاغتصاب فاصبح مسرحاً للإذلال لادمية البشر برافعة القبلية ..كلما ردوا الى الفتنة اركسوا فيها. و تسيًد الجوع و المتربة و ترويع الأطفال و قهر الرجال و اذلالهم و تعذيبهم و التصفية على الهوية ..مما يضاعف من ماساة الحرب ووقعها على المرأة اينما كانت.
..نسيت النساء في دارفور شواء المونساس و مشروب البركيب.. وطفقن يجمعن اوراق الاشجار لاطعام الصغار في مخيم ابو شوك و مخيم زمزم ...منصات الاملاق... حيث يموت الاطفال يومياً من المجاعة ... أفلت الهولاكيون من العقاب.. و ام قرقداً سايح الجمتها الكوارث فتركت الغناء و الشكر" و في الفاشر الكبير طلعوا الصايح...دقوا الجوز عديل اصلو العمر رايح".
يابنية مالكي ...زعلانة مالكي...الدمار... الحصار في كردفان..هربت "الكمبلة" من اقنعة القبيلة و هجر "المردوم" الساحات...و لم تجزعي .."خلوني يا خلايق حبل الصبر ممدود... للخير بجيك سايق"...و غد العدالة لناظره قريب.
يا لاجئة تتوه من مرفأ... لمرفأ..لك العتبى ف "لا أحد يترك و طنه اذا لم يكن قد اصبح فك سمكة قرش. يجب أن تفهم ان لا أحد يضع الاطفال على متن قارب الا أذا كان الماء اكثر أمناً من اليابسة"..(من قصيدة ورسان شاير التي اصبحت رمزاً للاجئين).
و يا سارية الجبال و الغابات...بتطلعي من وديان مع النسمة الصباحية و من صوت طفلة بتحفظ في كتاب الدين... و طفلة ..وسط اللمة منسية في معسكرات.اللاجئين . فاقدة للرعاية الاسرية... و فاقدة الهوية..قطعت الاميال في وهاد السافنا "شكت الالم من لمسات حجولا... ليه ببعادا الأيام عجولة"... و لم تكن الوحوش البشرية بارفق عليها من.الضباع..سنرجع يوماً الى أحيائنا و مدننا ...لكنها مع التايهين تفضل تعد...و تنسى العدد ...و يوم في الشتات بالف سنة مما تعدون.
يا نازحة...و" شوق لي نيلنا ..الاهل و الطيبة و باقي ذكرى حبيبة ..وين غسيل النيل و شر هدوم في رمالو وينو ماضي الحلة و ين و مين الشالو". انها حرب ضد الجميع وضد الذاكرة و التاريخ..و ضد الحياة..مدعاة للحزن و النحيب ".يا سواقي بلدنا..مالو صوتك مالو...وينو فارع مويتك غنى باسم حالو"...لعل السواقي فقدت صوتها بعبرات حرًى .سكبتها على من غابوا...اني خيرتك فاختاري ما بين ان نتاسف على الماضي اللي ما برجع...على الفرقة الزمانا طويل .. و بين أن نقبض على الامل و الذكرى كالقابض على الجمر...تودع لدى الامواج و الشطئان..فهي حاديها و دايماً...دليلا:
يا ترع حلتنا و حفير حلتنا و يا بحر حلتنا ...في رمالك ذكرى لا بتشيلها الموجة و لا بتفارق الفكرة..نلقاها يوم فرح البعيد العاد..و يا وطناً وقت اشتاق له برحل ليه من غير زاد:
غداً نعود...حتماً نعود.
و يا من على موازين العدالة...لا يجرمنكم شنأن قوم على الا تعدلوا..اعدلوا هو اقرب للتقوى.
ايمان بلدو
eiman_hamza@hotmail.com