□□ مدني الفرقان 2
□ أمريكا ما قرأت تهديد التمرد للفاشر عقب احتلال مدن دارفور (نيالا الجنينة وزالنجي) الا في سياق تهديد الحركات الدارفورية لترك الحياد و الانحياز للقوات المسلحة.

□ مما يعني احتمال حدوث تحالف عريض للزرقة برمتهم مع الجيش وداعميه من اهل بقية السودان في الشرق والوسط والنيل الازرق والشمال.

□ ولذلك ضغطت في اتجاه عدم نقل المعارك للفاشر لوأد هذا الاحتمال وقد نجحت في ذلك نسبباً.

□ وامريكا قرأت نقل الحرب الى مدني باعتباره استفزاز للقاعدة الشعبية الوطنية في السودان،
فاخبار الحرب والاستيلاء على نيالا وزالنجي والجنينة قد اكتسبت في جهاز المناعة الشعبية السودانية عامة حصانة و” تخانة جلد” ، باعتبار هذه المدن هي اراضي حرب وفظائع قتال منذ عشرات السنين لا تثير الدهشة ولا الاستغراب؛ لكن انتقال الحرب لقلب الجزيرة النابض يعني تحدياً مستفزاً للرأي العام السوداني، لان تركيبة الجزيرة تعني موطن امتزاج السودان المصغر الذي تتمثل فيه التعايش السلمي بين كل اثنياته ومكوناته الاجتماعية ونشاطاته الاقتصادية ( الزراعة والصناعة والتجارة وتربية الحيوان).

□ ولذلك ضغطت امريكا في اتجاه عدم نقل الحرب الى حاضرة الجزيرة (ربما هذا هو أحد اسباب تراخي الجيش لكن الدعم لم يكترث للتهديد الأمريكي).

□ استفزاز الشعب السوداني عبر الهجوم على حاضرة الجزيرة سينبه المواطنين في بقية ارجاء السودان بأن تدابير الجيش لوحدها ليست كافية لضمان امن واستقرار بقية المناطق.
□ مما يحوّل من قضيةالاستنفار باعتبارها تكتيكاً احتيالياً لامتصاص الغضب الشعبي (ومع ذلك وأدتها امريكا باعتبار تسليح الشعب هو الخط الأحمر بعينه) إلى قضية استراتيجية وجودية متعلقة بالموت والحياة والشرف والكرامة.

□ الغضب الشعبي في اتجاه الاقبال على الاستنفار وطلب السلاح سيفوق أيما تهديد أمريكي بعدم تسليح الشعب.

□ وستنحني السلطات السودانية لمطالب شعبها مهما كانت جدية وعزم التهديد الأمريكي، لأن اي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي بتنفيسات تكتيكية ستبوء بالفشل مالم يطمئن الشعب ان بين ايديه سلاحاً يدافع به عن وجوده.

□ بالطبع الاستنفار الشعبي والمقاومة الشعبية المسلحة لن تكون الا على خلفيات رفع القيم الوطنية والإسلامية في أعماق المجتمع لأن تلك القيم ستكون هي الملهمات الدافعات للتضحية وبذل الروح سخية بلا تردد.

□ واذا تأسست دوافع القتال لدى المجتمعات على جذوة الشعور الوطني والديني، فان الشعوب لن تنهزم مهما كانت قوة ترسانة العدو.

□ ولذلك فحادثة الاعتداء على مدينة مدني هي فرقان حربي من العيار الثقيل.
□ والامريكان قد تعلموا هذا الدرس المؤلم من تجربتهم مع الشعب الأفغاني.
□ ولذلك سنشهد في الفترة القادمة سباقاً مارثونياً بين الخطة الأمريكية ذات المحورين (وهما الضعط نحو فرض تسوية تفاوضية رئاسية عبر جدة والآخر هو التلويح بالكرت الأحمر في وجه الإمارات لايقاف بلف الإمداد اللوجيستي والاعلامي للمتمردين).

□ المتسابق الآخر في الماراثون هو خطة الاستنفار مع التسليح للحرب.
□ والغالب ان الامور ستتجه بعد هذا الماراثون نحو هدفين سيتحققان لا محالة:
1. تحرير مدني تحريراً مدوياً لاحداث موجة من الفرح العارم في كل أرجاء السودان وذلك لاضعاف موجة الغضب الشعبي المطالبة بالاستنفار والتسليح.

2. سيتم فرض تسوية على حساب تقزيم الدعم السريع وإشراك معقول لقوى قحت المركزي في العراك السياسي المدني المقبل مع دعم الأخيرة لاحقاً بكافة المعينات التي قد تساعد في رفع اسمهم في السباق السياسي القادم.
و بس.

كتب: د.الفاضل الفكي
Fadil Faki

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الغضب الشعبی

إقرأ أيضاً:

الخطة القادمة اسوأ من الحرب!!

بعد ان يئس الميليشيا وحواضنهم السياسية من الاستيلاء على السودان بجمع كل شتات دول غرب افريقيا وتغيير ديمقرافية السودان وجعل السودان دولة الشتات البديلة، ومحاولة بعض الساسة الفاشلين والعملاء بالوصول للسلطة عبر الميليشيا ببذل كل جهودهم، وتجربتهم كل أنواع العمالة والخيانة من اجل السلطة، بدأوا الان في خطة اسوأ من الحرب وهو ضرب النسيج الاجتماعي بزرع الفتن والاحفاد والكراهية والعنصرية بين القوى السياسية والاجتماعية والمكونات التي تقف مع الجيش وبين افراد الجيش والحركات المتحالفة معه،

وتلاحظون الان ان هنالك آلاف المنشورات بلون واحد في الميديا بين من دفعوا لهم الثمن ومن ينشر تحريض العنصرية والكراهية لمجرد خلاف سياسي مع بعض المناوئين لهم ممن تحالفوا مع الجيش، وأرى ان البعض للاسف بدأ ينطلي عليه الحيلة ويتغير خطابه الوطني الى خطاب اخر، ونقول لكل الحادبين على مصلحة الوطن بداية بالقائد العام عبدالفتاح البرهان وياسر العطا والكباشي وابراهيم جابر ومالك عقار ومني اركو مناوي وجبريل ابراهيم ومصطفى تمبور وابوعاقلة كيكل وترك وضرار شيبة واردول والتوم وعبدالرحمن المهدي وناجي مصطفى وغيرهم والناشطين اللايفاتية امثال الانصرافي وبيبي والنجومي وبسيوني وحامد وود المصطفى وابورهف وذوالنون والسادات وغسان وإيهاب السر وغيرهم من الذين وقفوا مع الجيش بقوة وصلابة حتى تحقق هذا النصر المؤزر،

نقول لهم ان الطريق مازال محفوفا بكثير من المخاطر وان مصير السودان ووجوده اصبح بعد عون الله في يدكم، فلا تخذلوا شعبكم ووطنكم ونحن في منتصف الطريق، واضربوا اهل الفتن بيد من حديد ولا تجعلوا لكم هدف الا علاج هذا الوطن الجريح، حتى ننعم بوطن معافى ومزدهر. ولا يكون ذلك الا بالوحدة والترابط ولا يأكل الذئب الا من الغنم القاصية.

د. عنتر حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مراسل سانا بجبلة: إصابة مصور قناة الجزيرة رياض الحسين إثر استهدافه بشكل مباشر من قبل فلول ميليشيات الأسد أثناء تغطيته في المدينة
  • محافظ بني سويف يشهد احتفالية مرور 1085 عامًا على إنشاء الجامع الأزهر
  • الحركة الشعبية: توقيف الرفيق ياسر عرمان من قبل السلطات الكينية، بناءً على مذكرة صادرة عن الإنتربول بطلب من سلطة بورتسودان
  • تصاعد الغضب الشعبي في عدن وحضرموت
  • العسكر واللعبة المزدوجة: “دعم مدني” أم استنساخ للأزمات؟
  • الخطة القادمة اسوأ من الحرب!!
  • عودة الحياة لصفقة المعادن بين امريكا وأوكرانيا
  • رئيس المقاومة الشعبية بالشمالية يلتقى وفد جيش حركة تحرير السودان
  • كفى استفزازًا لعزرائيل…
  • أزمات وتحديات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال: بين التهميش والعلمانية