الثورة نت:
2025-01-30@23:08:39 GMT

اليمن يحذرهم : انسحبوا أو تحملوا العواقب.

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

 

في عالم يتغيَّر بسرعة البرق، ويتبدل فيه كل شيء بتأثير قوى الهيمنة والاستكبار، من المواقف إلى المصالح، ومن القيم إلى الغايات، ومن المبادئ إلى التطبيع، يقف اليمن كالجبل الشامخ في موقفه الداعم والمتضامن مع غزة، التي تتعرض للعدوان والحصار من قبل الكيان الصهيوني، وهذا الموقف ليس مجرد كلمات أو عبارات، بل هو ترجمة عملية وفعلية لعهده الديني والانساني والتاريخي مع القضية الفلسطينية، ولواجبه الوطني والعروبي تجاه الشعب الفلسطيني.


هو موقف يتطلب من اليمن أن يتحمل كل ما تترتب عليه من آثار وعواقب، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فاليمن لم يك جاهلاً أو مستهتراً بما ينتظره من تحديات ومخاطر عندما اختار هذا الطريق، بل كان على بينة ويقين مما يفعله، وعلى ثقة بأنه يملك ما يكفيه من الارادة الصلبة والامكانيات الفعالة لمواجهة كل ما يحاول عرقلة مسيرته النبيلة.
ومن بين التحديات والمخاطر التي تواجه اليمن، تبرز الضغوط والتهديدات التي تمارسها قوى الهيمنة والاستكبار وفي مقدمتها الولايات المتحدة على صنعاء، والتي تكشف عن ازدواجية فاضحة في المعايير، فهذه القوى التي تدعي احترام حقوق الإنسان، وهي في الحقيقة تنتهكها بشكل متعمد ومستمر، تمنح نفسها الحق في مساندة “إسرائيل” بجميع الطرق الممكنة، وفي توفير الحماية والدعم والحصانة لها رغم جرائمها وانتهاكاتها وتجاهلها للقرارات الدولية، وفي المقابل، تحرم الدول والشعوب التي تتضامن مع فلسطين وغزة من أدنى حقوقها في التعبير والمواجهة والمقاومة، وتصنفها بأنها إرهابية ومتطرفة ومعادية.
هذه الازدواجية الفاضحة لا يمكن تبريرها أو تقبلها بأي حال من الأحوال، لأنها تنتهك المبادئ العامة للعدالة والحرية والكرامة التي تنادي بها الإنسانية جمعاء، فلا يجوز أن تكون هناك قواعد مختلفة للدول والشعوب بحسب مصالح ومواقف قوى الهيمنة المتغطرسة، ولا يجوز أن تكون هناك حقوق تسلب من أصحابها لتمنح لمستعمر محتل بحسب مزاج ورغبة هذه القوى.
وبالتالي، يتمسك اليمن بموقفه الراسخ والمبدئي إزاء القضية الفلسطينية في ظل كل هذه الأخطار والتحديات التي يواجهها، ويعلن عن تضامنه الدائم والأبدي معها، ويرفض أي تنازل أو تخلٍ عنها، ومن هذا المنطلق، يبعث برسالة صريحة وواضحة إلى الدول التي سحبها الأمريكي إلى تحالفه لحماية “إسرائيل” في البحر الأحمر، ينبهها ويحذرها في آن معا، ينبهها إلى أن تعيد النظر في مواقفها وتنسحب من هذا التحالف الذي يتعارض مع مصالحها، ويشكل خطرا كبيرا على أمنها واستقرارها، ويحذرها من أنه إذا استمرت في المشاركة في هذا التحالف، فإن عليها أن تتحمل تبعات وعواقب ذلك، فهي تعرض نفسها لردة فعل اليمن وشعبه وقواته المسلحة. فاليمن لن يكون مجرد متفرَّج لما يدور في البحر الأحمر، كما لن يتخلى عن موقفه تجاه غزة مهما تغيرت الظروف، وسيدافع عن حقه في مواجهة أي عدوان محتمل عليه، وسيبرهن على شرعية موقفه وقوته وثباته أمام العالم كله.
هذه الرسالة تمثل موقفا مبدئيا ومسؤولية تاريخية لليمن تجاه فلسطين، وتعكس الروح الوطنية والإسلامية والعربية للشعب اليمني، وتؤكد على التزامه بالقيم والمبادئ والأخلاق التي تحكم علاقته مع قضيته الأساسية، وتنم عن وعيه وثقافته وهويته الإيمانية التي تميزه عن سواه من شعوب المنطقة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة

قالت دار الإفتاء المصرية إن من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أنه يسَّر لهم طريق العبادة، ورفع عنهم كل حرجٍ فيه؛ فما كلفهم إلا بما هو في طاقتهم ووسعهم؛ قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78].

الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة

قال الإمام البغوي في "معالم التنزيل" (1/ 601، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ﴾: يُسَهِلَ عليكم أحكام الشرع، وقد سَهَّلَ؛ كما قال جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ﴾ [الأعراف: 157]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ»] اهـ.

ومن المقرر شرعًا أنه ينبغي للمصلِّي عند سجوده أن يباشر الأرض بسبعة أعضاء مخصوصة؛ منها: اليدان؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ-، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ» متفق عليه.

قال الإمام النووي في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (4/ 208، ط. دار إحياء التراث العربي): [هذه الأحاديث فيها فوائد؛ منها: أن أعضاء السجود سبعة، وأنه ينبغي للساجد أن يسجد عليها كلها] اهـ.

المقصود باليدين في الحديث باطن الكفين
والمقصود باليدين في الحديث باطن الكفين؛ لما أخرجه الإمام ابن خزيمة في "صحيحه" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ: عَلَى وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعَرًا أَوْ ثَوْبًا".

قال الإمام الرافعي في "العزيز شرح الوجيز" (1/ 521، ط. دار الكتب العلمية): [والاعتبار في اليدين بباطن الكف] اهـ.

وقال العلامة العدوي في "حاشيته على كفاية الطالب الرباني" (1/ 269، ط. دار الفكر) عقب استدلاله بهذا الحديث: [المراد باليدين: الكفان] اهـ.

حكم صلاة من يصلي بالقفازين "الجوانتي" لشدة البرد

أوضحت الإفتاء أنه إذا شق على المصلي أن يباشر الأرض بكفَّيه وهما مكشوفتان عند سجوده من شدة البرد، فله أن يسجد عليهما مع وجود حائلٍ بينهما وبين الأرض؛ كأن يلبس القفاز الساتر لكفَّيه ونحوه، ولا يمنع ذلك من صحة الصلاة؛ قياسًا على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يتقي -عند سجوده- حرَّ الأرض وبرودتها بفضول ثوبه، وكذلك ما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يصلون وأيديهم داخل أكمامهم دون أن يخرجوها؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا" أخرجه الإمامان: أحمد في "مسنده"، وابن أبي شيبة في "مصنفه".

وقد بوَّب الإمام البخاري في "صحيحه" بابًا أسماه: (باب السجود على الثوب في شدة الحر)، وقال: قال الحسن: "كَانَ الْقَوْمُ يَسْجُدُونَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَالْقُلُنْسُوَةِ، وَيَدَاهُ فِي كُمِّهِ".

وأخرج فيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَيَضَعُ أَحَدُنَا طَرَفَ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فِي مَكَانِ السُّجُودِ".

وبوَّب الإمام ابن خزيمة في "صحيحه" بابًا أسماه: (باب إباحة السجود على الثياب اتقاء الحر والبرد).

وبوَّب الإمام ابن ماجه في "سننه" أيضًا بابًا أسماه: (باب السجود على الثياب في الحر والبرد)، وأخرج فيها عن ثابت بن الصامت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "صَلَّى فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُتَلَفِّفٌ بِهِ، يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ، يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى".

وكذلك بوَّب الإمام الترمذي في "سننه" أيضًا بابًا أسماه: (باب ما ذكر من الرخصة في السجود على الثوب في الحر والبرد).

وعن إبراهيم النخعي أنه قال: "كَانُوا يُصَلُّونَ فِي مَسَاتِقِهِمْ وَبَرَانِسِهِمْ وَطَيَالِسِهِمْ؛ مَا يُخْرِجُونَ أَيْدِيَهُمْ مِنْهَا"، قلنا له: ما الْمِسْتَقَةُ؟ قال: "هِيَ جُبَّةٌ يَعْمَلُهَا أَهْلُ الشَّامِ، وَلَهَا كُمَّانِ طَوِيلَانِ، وَلَبِنُهَا عَلَى الصَّدْرِ، يَلْبَسُونَهَا، وَيَعْقِدُونَ كُمَّيْهَا إِذَا لَبِسُوهَا" أخرجه الإمامان: عبد الرزاق في "مصنفه" واللفظ له، والبيهقي في "السنن الكبرى".

مقالات مشابهة

  • تصنيف أمريكا لأنصار الله.. خطوة فاشلة لفرض الهيمنة على اليمن
  • المجلس الوطني يحذر من العواقب الخطيرة لإيقاف خدمات "أونروا"
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • ترامب يُهدد القضية الفلسطينية ويُوسّع الهيمنة الإسرائيلية
  • اليمن ودورُه في النصر
  • الأونروا تعليقا على الحظر الإسرائيلي: مستمرون ونخشى العواقب الكارثية
  • نازحو غزة يتنفسون الصعداء للمرة الأولى مع بداية عودتهم إلى مدنهم «فيديو»
  • ديب سيك.. تطبيق صيني يهدد الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي
  • الهيمنة المكانيّة من خلال تحوّلات شخصيّة البطل قراءة في رواية «طبول الوادي» لمحمود الرحبي
  • بعد انتصار كولومبيا..صنعاء تدعو للتحرر من الهيمنة الأمريكية