الثورة نت:
2024-12-27@18:55:49 GMT

اليمن يحذرهم : انسحبوا أو تحملوا العواقب.

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

 

في عالم يتغيَّر بسرعة البرق، ويتبدل فيه كل شيء بتأثير قوى الهيمنة والاستكبار، من المواقف إلى المصالح، ومن القيم إلى الغايات، ومن المبادئ إلى التطبيع، يقف اليمن كالجبل الشامخ في موقفه الداعم والمتضامن مع غزة، التي تتعرض للعدوان والحصار من قبل الكيان الصهيوني، وهذا الموقف ليس مجرد كلمات أو عبارات، بل هو ترجمة عملية وفعلية لعهده الديني والانساني والتاريخي مع القضية الفلسطينية، ولواجبه الوطني والعروبي تجاه الشعب الفلسطيني.


هو موقف يتطلب من اليمن أن يتحمل كل ما تترتب عليه من آثار وعواقب، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فاليمن لم يك جاهلاً أو مستهتراً بما ينتظره من تحديات ومخاطر عندما اختار هذا الطريق، بل كان على بينة ويقين مما يفعله، وعلى ثقة بأنه يملك ما يكفيه من الارادة الصلبة والامكانيات الفعالة لمواجهة كل ما يحاول عرقلة مسيرته النبيلة.
ومن بين التحديات والمخاطر التي تواجه اليمن، تبرز الضغوط والتهديدات التي تمارسها قوى الهيمنة والاستكبار وفي مقدمتها الولايات المتحدة على صنعاء، والتي تكشف عن ازدواجية فاضحة في المعايير، فهذه القوى التي تدعي احترام حقوق الإنسان، وهي في الحقيقة تنتهكها بشكل متعمد ومستمر، تمنح نفسها الحق في مساندة “إسرائيل” بجميع الطرق الممكنة، وفي توفير الحماية والدعم والحصانة لها رغم جرائمها وانتهاكاتها وتجاهلها للقرارات الدولية، وفي المقابل، تحرم الدول والشعوب التي تتضامن مع فلسطين وغزة من أدنى حقوقها في التعبير والمواجهة والمقاومة، وتصنفها بأنها إرهابية ومتطرفة ومعادية.
هذه الازدواجية الفاضحة لا يمكن تبريرها أو تقبلها بأي حال من الأحوال، لأنها تنتهك المبادئ العامة للعدالة والحرية والكرامة التي تنادي بها الإنسانية جمعاء، فلا يجوز أن تكون هناك قواعد مختلفة للدول والشعوب بحسب مصالح ومواقف قوى الهيمنة المتغطرسة، ولا يجوز أن تكون هناك حقوق تسلب من أصحابها لتمنح لمستعمر محتل بحسب مزاج ورغبة هذه القوى.
وبالتالي، يتمسك اليمن بموقفه الراسخ والمبدئي إزاء القضية الفلسطينية في ظل كل هذه الأخطار والتحديات التي يواجهها، ويعلن عن تضامنه الدائم والأبدي معها، ويرفض أي تنازل أو تخلٍ عنها، ومن هذا المنطلق، يبعث برسالة صريحة وواضحة إلى الدول التي سحبها الأمريكي إلى تحالفه لحماية “إسرائيل” في البحر الأحمر، ينبهها ويحذرها في آن معا، ينبهها إلى أن تعيد النظر في مواقفها وتنسحب من هذا التحالف الذي يتعارض مع مصالحها، ويشكل خطرا كبيرا على أمنها واستقرارها، ويحذرها من أنه إذا استمرت في المشاركة في هذا التحالف، فإن عليها أن تتحمل تبعات وعواقب ذلك، فهي تعرض نفسها لردة فعل اليمن وشعبه وقواته المسلحة. فاليمن لن يكون مجرد متفرَّج لما يدور في البحر الأحمر، كما لن يتخلى عن موقفه تجاه غزة مهما تغيرت الظروف، وسيدافع عن حقه في مواجهة أي عدوان محتمل عليه، وسيبرهن على شرعية موقفه وقوته وثباته أمام العالم كله.
هذه الرسالة تمثل موقفا مبدئيا ومسؤولية تاريخية لليمن تجاه فلسطين، وتعكس الروح الوطنية والإسلامية والعربية للشعب اليمني، وتؤكد على التزامه بالقيم والمبادئ والأخلاق التي تحكم علاقته مع قضيته الأساسية، وتنم عن وعيه وثقافته وهويته الإيمانية التي تميزه عن سواه من شعوب المنطقة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لا موقف أميركياً تجاه أيّ مرشح رئاسي

كتبت" الاخبار": بينما يؤكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام سائليه أنه "سيكون للبنان رئيس في جلسة 9 كانون الثاني المقبل"، غير أن منطق الأمور، بحسب الوقائع الراهنة، يجعل غالبية القوى السياسية تعتقد العكس. فحتى الآن، لا يواجد أي توافق على اسم محدد، فضلاً عن أن المواقف الداخلية أصبحت أكثر تباعداً.   ورغم تقدم اسم قائد الجيش جوزيف عون، أكدت مصادر مطّلعة على تفاصيل المشاورات والمداولات المتعلقة برئاسة الجمهورية أنه "حتى اللحظة لا يوجد موقف أميركي حاسم تجاه أيّ شخصية وأنه لن يكون هناك"، لكنهم "يمانعون ترشيح أيّ شخصية كانت على علاقة وثيقة بالنظام السابق في سوريا". وحتى بالنسبة إلى الفرنسيين، فقالت مصادر متابعة إن "ما نقله النائب السابق وليد جنبلاط عنهم لجهة وجود توافق بينهم وبين الأميركيين حول عون قد لا يكون دقيقاً، وإلا ماذا يفسّر مجيء سمير عساف، وهو مرشح الفرنسيين، إلى لبنان وعقده لقاءات مع مختلف القوى السياسية، بعدما زار الرياض للغاية نفسها"، فضلاً عن أن "الموقف السعودي لا يزال حتى اللحظة غير واضح، فكل النواب الذين تواصلوا مع جهات رسمية وأمنية في المملكة لم يتلقّوا أيّ إشارة أو جواب حاسم في هذا السياق"، لكن الكل ينتظر نتائج زيارة قائد الجيش للرياض. والكل يراقب ما إذا كان سيكون على جدول أعماله لقاء مع وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، لأن مثل هذا اللقاء سيمثل أول إشارة سعودية في ملف رئاسة الجمهورية.  

مقالات مشابهة

  • حضرموت الجامع: الانتقالي يواصل سياسة الإقصاء وفرض الهيمنة على حضرموت
  • اليونان تصعّد: سنقضي على نفوذ تركيا في المنطقة
  • حضرموت الجامع يتهم مليشيا الانتقالي بسلب قرار المحافظة وفرض الهيمنة
  • تقرير: تحوُّل كبير في وجهات النظر الأمريكية تجاه إسرائيل
  • ماهي التدابير التي تتخذها الدولة تجاه طالب اللجوء وفقا للقانون؟
  • لا موقف أميركياً تجاه أيّ مرشح رئاسي
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • الأمة تحت الهيمنة (الصهيونية) فماذا بعد؟
  • بوركينا فاسو تؤكد التزامها تجاه تحالف دول الساحل
  • وزير الصحة يبحث مع البرنامج السعودي المشاريع التي يمولها وينفذها في اليمن