الثورة نت:
2024-09-19@23:22:51 GMT

المنتخب الرائع والرصاص الراجع .. قصة فرح وموت

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

 

كالعادة أسعدنا الناشئون، وهذه المرة من ملعب السعادة بصلالة العمانية، بتحقيقهم الكأس الثانية في البطولة العاشرة لغرب آسيا، بفوزهم على نظيرهم السعودي بركلات الترجيح، ليكرروا ما حدث في ذات البطولة (الثامنة) التي أقيمت في الدمام، وأمام نفس المنتخب (السعودي) وأيضا بركلات الترجيح.
كل شيء يكرر نفسه، فالمنتخب الرائع تكرر وسيتكرر، كون مخزون اليمن كبيراً بحمد الله من هذه الفئة، التي ما إن تنتهي من مرحلتها العمرية؛ حتى ينتهي كل شيء.


فرحنا ومن حقنا الفرح، فما يعيشه اليمن واليمنيون من مآسِ جعلنا نفرح حتى لو فزنا ببطولة الفتاتير، وهذا الكم الكبير من الفرح رسالة واضحة لكل الساسة؛ بأن الشعب يريد أن يعيش ساعة فرح.
الجماهير اليمنية الوفية التي كانت علامة مضيئة في كل المباريات داخل الملعب، والتي تابعت المباريات في الداخل وزحفت للشوارع فور التتويج، كلهم يستحقون أن نقول لهم شكرا لكم، فقد كنتم اللاعب رقم ١٢ وأظهرتم بلدكم بمظهر مشرف.
كما تكرر نفس سيناريو الفرح بتتويج منتخبنا، وبنفس تفاصيلها، تكرر سيناريو الحزن، فطلقوا الرصاص أعادوا فعلهم القبيح بإطلاق الأعيرة المميتة التي قتلت وأصابت الكثيرين إثر التتويج بالبطولة الثامنة، قتلوا الأبرياء بعد التتويج بالبطولة العاشرة، في مشهد مأساوي، لم تنفع معه تحذيرات وزارة الداخلية عبر رسائلها النصية بعدم إطلاق الرصاص، ولأن مطلقي الرصاص يعرفون أنه لن تتم محاسبتهم مثل المرة الماضية (بحجة الفرحة) فزادوا من فعلهم الاجرامي، ونسميه إجرامياً لأن فاعله يعلم أن الراجع قد أصاب أناسا بمقتل، وتكرار الفعل ينم عن قصد في إلحاق الضرر بالغير.
بعيدا عن العاطفة والمشاعر الجياشة وحب المواطنين لمنتخبهم، فعلينا عدم مغالطة أنفسنا والآخرين، على الأقل كفنيين متخصصين، وكلنا يعلم أن بطولة غرب آسيا وخاصة فئة الناشئين، لا تطبق المعايير المطبقة في البطولات الآسيوية والدولية، بل إن البطولات العربية أفضل منها بكثير؛ ولهذا فإن خداع البسطاء بأننا قد حققنا كأس العالم معيب جدا.
من ضمن الثلاثي المتكرر عقب بطولات غرب آسيا، يأتي دعم التجار والمؤسسات الرسمية، والتي تركب موجة التتويج، وإلا أين هم في فترة إعداد المنتخب؟ أين هم أثناء سفر اللاعبين برا، ووصولهم لصلالة قبل المباراة بليلة فقط ؟ أين هم من دعم المواهب الناشئة طوال الوقت ؟ الإجابة المحزنة : ليس لهم أي وجود، وإنما يركبون الموجة، لتلميع أنفسهم، خاصة وأن البطولة دائما ما تقام في نهاية السنة المالية، ويوجهون الوفورات المالية للتمليع، وغالبية موظفي تلك الجهات الداعمة يعيشون أوضاعا معيشية صعبة، وتزيد حسرتهم عندما يرون التبرعات، بينما رواتبهم حتى الحد الأدنى من كرامة العيش.
نحن لا نقول للناس لا تفرحوا، بل نشجعهم أن يفرحوا ويعبروا عن سعادتهم، ولكن بعد أن نعطي المعلومة الصحيحة عن البطولة وأنها مجرد إعدادية للبطولات الأهم.
الأسئلة التي تفرض نفسها : لماذا لم نحقق في هذه الفئة بطولات غير غرب آسيا؟! ولماذا لا يسمح لغالبية اللاعبين الذين توجوا بكأس غرب آسيا بالاشتراك في النهائيات الآسيوية للناشئين؟!
ولماذا يقتصر فرحنا فقط على بطولات غرب آسيا ؟!
الإعلام الصادق الذي يتناول هذه الجزئيات المهمة، سيقال عنه إنه لا يحب الخير لوطنه ومنتخبه، وهذا كلام مردود على قائليه، من الخيانة أن لا يقول الإعلام الحقيقة بل ويشارك في تزييفها .
ومن المفارقات العجيبة أن البعض يقتصر رفع التهاني والتبريكات للاعبين والجهاز الفني، ويستثني من ذلك قيادة وأعضاء الاتحاد، في حين لو خسر المنتخب البطولة، فإن سهام النقد لن توجه إلا إليهم فقط.. ولهذا من العدالة الثناء عليهم عند التتويج.
أيضا هناك معلومة غائبة عن كثير من الناس، والغريب أنها غائبة عن أهل الاختصاص، وهي أن ركلات الترجيح لا تعد فوزا في المواجهات بين المنتخبات، بل تعتبر تعادلاً، ولا تحسب الاهداف فيها للاعبين، وأنها تقام فقط لترجيح الكفة، وهي في الغالب حظ.
نبارك للاعبينا والجهاز الفني والإداري ولقيادة الاتحاد ممثلة بالشيخ أحمد العيسي وبقية أعضائه ولكل اليمنيين تحقيق اللقب الثاني لغرب آسيا للناشئين، والتي وحدت الشعب في كل المحافظات، لتبقى كرة القدم صانعة الوحدة اليمنية في ظل الانقسام بكل شيء، ونسأل الله تعالى كما وحدنا في الكرة، أن يوحد صفنا ويلم شملنا ويكفينا شر أعدائنا. ويجعل بلدنا آمنا مستقرا موحدا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

د. سالم البوسعيدي يستعرض كتابه الرائع في التاريخ العماني

نظم مركز الفكر في متحف عمان عبر الزمان جلسة حوارية مع الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي أدار الحوار أحمد البادي ودار حول كتاب "الرائع في التاريخ العماني" ضمن برنامجه الثقافي. الكتاب موضوع الحوار يقع في مجلدين يستعرض فيه التحولات في عصر النهضة التي استطاعت تأسيس فكر وطني فاعل على الساحتين المحلية والإقليمية والدولية حيث أثبتت أحداث الزمن صمودها في وجه المتغيرات كما هو الحال في الأنواء المناخية التي مرت سلطنة عُمان والتي تناسى فيها العمانيون القبلية والفئوية وحدود المكان وغلبوا مصلحة الوطن فكان النهج واضحا لدى كل عماني كمن أضاء شمعة تكشف للسائرين في طريق التغيير معالم الطريق الذي يسيرون فيه.

تضمن الكتاب أبحاثا حساسة ترتبط بمستقبل الأمة وتتعلق بأمانيها في الحياة الكريمة.

استهل الدكتور حديثه عن العملية الإبداعية في كتابة أي كتاب من وجهة نظر الكاتب بقوله: آن الإبداع يعني الابتكار وتقديم الجديد، والكتابة تأخذ شيئا من هذا المعنى خصوصا الكتابة الفنية الأدبية في ابتكار الأساليب الفنية للتعبير، أما الكتابة العلمية فيكون الإبداع متجليا في جانب المضمون العلمي ومن وجهة نظري أن الكاتب المتمكن يمكنه أن يجمع الإبداع في الأسلوب وفي المضمون، بحيث تجمع كتاباته بين المتعة والفائدة، فلا يشكو المتلقي من جفاف الأسلوب ولا من ضحالة المعرفة وتلك معادلة صعبة لكنها ممكنة.

وأشار إلى تأثير الكاتب على المجتمع قائلا: نعم الكاتب الواعي يصنع فارقا خاصة في المجتمع القارئ، والمجتمع القارئ بدوره يصنع كاتبا واعيا، أما الكاتب التافه فلا يحتضنه إلا أمثاله وما منجز الحياة إلا نتيجة المعارف والمعرفة، لا أحد يشك في قيمة الكتاب، تأمل معي كيف أن الله اختار اللغة المكتوبة ليخاطب البشر عبر كتبه الإلهية الخالدة وفي مقدمتها القرآن، لذا كان الخطاب الإلهي الأول في القرآن "اقرأ" حينما نخلق مجتمع القراءة نخلق مجتمع الوعي، مجتمع الحضارة، تأمل كيف صنع النبي محمد حينما دخل المدينة، اهتم رغم الظروف الاقتصادية والعسكرية بالقراءة، وصنع من حوله كوكبة من كتّاب الوحي، ومن هنا انطلقت شرارة الحضارة العربية لتصنع تلك الحضارة السامقة التي تسيدت العالم في القرون الوسطى.

واضاف جاءت فكرة كتاب " الرائع في التاريخ العماني" لأمرين: الأول: افتقاد المكتبة العمانية يومذاك، لكتاب شامل عن الحضارة العمانية بتاريخها السياسي والفكري والمعماري والثاني: افتقاد المكتبة العربية لكتاب حول ذلك يخاطب العامة لا المختصين وبأسلوب يجمع رشاقة الأسلوب وعمق المضمون وجمالية الإخراج.

ونوه الدكتور سالم البوسعيدي الى التحديات والمصاعب التي واجهته اثناء تأليف هذا الكتاب قائلا: كون الكتاب اهتم باستيعاب عناصر الحضارة العمانية عبر العصور بشقيها السياسي والثقافي من الطبيعي أن يجد صعوبات ماثلة مثل قلة المراجع، وخاصة في عصور زمنية معينة كعصور الظلام، وأيضا إغفال الحضور الاجتماعي في تدوين تاريخنا مختتما لقاءه بقوله تواجه الباحث تحديات كثيرة لكن الباحث الجاد سيظل باحثا ويسره أن يجد من يعينه ويقف بجانبه و يمنحه الوقت والتفرّغ للبحث موجها نصائحه للكتاب الجدد بقوله بأن فاقد الشيء لا يعطيه، كن قارئا لتكون كاتبا و راع في كتابتك الأسلوب والمضمون معا، ولا تحرم القارئ من تجاربك الشخصية، ففي "التجارب" خلاصة يتوق لها القارئ. و لا تغتر فالعالم ينمو بشكل مذهل، وعليك أن تنمو وإلا جعلك القطار خلفه.

شهدت الجلسة تفاعلاً من الحضور الذين طرحوا العديد من الأسئلة والملاحظات حول ما تم تناوله. على أن المجلد الأول من كتاب "الرائع في التاريخ العماني" تضمن خمسة فصول هي عمان في العصور القديمة وعمان من بداية العصر الاسلامي حتى نهاية الدولة العباسية وعمان في عصر الائمة وعمان في عصور الظلام ودولة النباهنة واشتمل المجلد الثاني على فصلين لدولة اليعاربة ودولة البوسعيد "1-2" وقد بلغت مؤلفات الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي بلغت أكثر من "75" مؤلفا، في محاور متعددة مثل التفسير القرآني والفكر الديني بمجالاته المتعددة، وتنمية الذات، والتاريخ العماني، والأدب العربي، ومهارات اللغة العربية، وكتب التراجم، وأدب الطفل، وثلاثة دواوين شعرية.

مقالات مشابهة

  • د. سالم البوسعيدي يستعرض كتابه الرائع في التاريخ العماني
  • «الكاراتيه» يشارك في بطولة آسيا
  • الأمين يدعم منتخب الكراسي بعد الخسارة من بطل العالم ويطالبهم بالتعويض في مواجهة الهند
  • وفاة نجم منتخب إيطاليا بسبب "السرطان"
  • في أولى جولات دوري أبطال آسيا 2.. التعاون في ضيافة الخالدية البحريني
  • رئيس اللجنة البارالمبية يشيد بأداء منتخب مصر للكراسي المتحركة بعد الفوز على تشيلي
  • رئيس اللجنة البارالمبية يشيد بأداء منتخب مصر للكراسي بعد الفوز على تشيلي
  • منتخب مصر للكراسي المتحركة يهزم تشيلي في افتتاح مونديال اليد
  • حسن مصطفى يفتتح بطولة العالم للكراسي المتحركة
  • اليوم.. منتخب الكراسي المتحركة لليد يواجه تشيلي في افتتاح بطولة العالم