الثورة نت:
2025-04-25@08:02:08 GMT

جسر بري لإنقاذ إسرائيل من الحصار

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

 

ما من شك بأن عملية طوفان الأقصى وما لحقها من مواجهات عسكرية مع القوات البرية الإسرائيلية الغازية لغزة تعتبر تحولاً استراتيجياً وسياسياً وإعلامياً لم تقتصر أثاره على الجانب الإسرائيلي فحسب بل تعداه إلى حلفائه من الغرب والعرب. لقد شوّه التوحش الإسرائيلي صورة الغرب الفاضحة في مجال حقوق الإنسان وذلك بسبب تأييدهم لعملية القتل الممنهج التي تمارس ضد شعب قطاع غزة.

إذا ما أردت عزيزي القارئ، أن تفهم وتدرك حجم نصر المقاومة في غزة بعد طوفان الأقصى وإذا ما أردت أن تفهم طبيعة الالتحام الشعبي مع المقاومة عليك ألا تقتصر إلى النظر إلى الإنجازات العسكرية التي حققها أبطال القسام والفصائل الأخرى من تدمير للدبابات وتنكيل بقوات العدو الغازية، عليك أن تنظر وبتمعن إلى حجم الطعنات التي يتلقاها الشعب والمقاومة الفلسطينية من الظهر.
لقد كانت رسائل أنصار الله من اليمن واضحة للجميع، وهي أن البحر الأحمر لن يكون آمنا بعد اليوم للسفن الإسرائيلية، حيث يعتبر مضيق باب المندب ذا أهمية استراتيجية بالغة، إذ من يتمكن من السيطرة عليه سيتمكن من التحكم بطرق التجارة البحرية في منطقة الشرق الأوسط. ومارس اليمن هذا الضغط في سبيل إيقاف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وهذا ما دفع حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة إلى دق ناقوس الخطر ومحاولة جرّ الدول العربية والغربية إلى تشكيل تحالف من الخاسرين لمواجهة هجمات اليمن بدلا من دفع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار والعدوان على القطاع.
في ظل هذه الجهود، يكشف موقع “واللا” الإسرائيلي عن وصول شحنات من الأغذية الطازجة إلى إسرائيل عبر جسر بري يصل كلاً من الإمارات والسعودية والأردن، وعلى الرغم من النفي الأردني إلا أن سكوت الدول الأخرى يوحي بأن الأخبار صحيحة وبأن الجسر البري تم تفعيله وهذا ما سيعقد مشهد الصراع بشكل أكبر.
لم نفاجأ من تفعيل الجسر البري إذ أنه مشروع جرى الإعداد له منذ سنوات، ولكننا تفاجئنا من توقيت تفعيله في ظل عدوان غير مسبوق على غزة. والأمر المثير للاستغراب أكثر هو ادعاء الموقع الإسرائيلي بأن الجسر البري يمر عبر الأراضي الأردنية. وذلك لأن الأردن هو الدولة الأكثر تضرراً من استمرار الحرب على قطاع غزة بسبب إمكانية تمدد الحرب لتشمل أطرافاً إقليمية أخرى وبسب إمكانية التهجير القسري للفلسطينيين إلى الأردن والتي تحاول إسرائيل تنفيذها من عقود، وبالإضافة إلى الرفض الشعبي الهائل لتقديم طوق نجاة إلى إسرائيل عبر الأردن.
ولن تقتصر الأضرار على هذا الحد وحسب بل يبدو بأنّ مصر ستكون المتضرر الأخر من هذا الجسر البري، إذ أنه يهدف إلى تعطيل قناة السويس المصرية التي تعتبر الممر البحري الأهم عالمياً من حيث ربطها بين الشرق والغرب. ويعتبر هذا الجسر البري تنفيذا لجزء من مشروع “ممر بايدن” الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 9 سبتمبر الماضي، لنقل التجارة الدولية بين الهند وأوروبا مرورا بنفس الطريق من الإمارات حتى إسرائيل. هذا الممر بالإضافة إلى محددات العداء للمسلمين يفسر جيداً الدعم الهندي لإسرائيل خلال حربها على قطاع غزة. واتجهت الهند إلى تنظيم مسيرات لدعم إسرائيل ومنعت في الوقت ذاته المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني، مما تسبب بموجة غضب شعبية في البلدان العربية التي طالبت بطرد العمالة الهندية واستبدالها بعمالة باكستانية. إذاً وبدلاً من السعي نحو دفع إسرائيل إلى وقف عدوانها على قطاع غزة اتجهوا إلى بناء شراكة استراتيجية هندية إماراتية إسرائيلية أمريكية، عبر تفعيل جسر بري.
ختاماً، كان من الممكن للعرب أن يستخدموا ورقة الضغط اليمنية والحصار الذي فرضه على إسرائيل في وقف العدوان على غزة، ولكنهم بدلاً من ذلك ألقوا بطوق النجاة إلى إسرائيل عبر تفعيل جسر بري لإمداد الاحتلال بما يحتاجه، وإن كنا نعتقد بأن الجسر البري لن ينفع بتحقيق ذلك بسبب إمكانية تطوير الأهداف النوعية التي يستهدفها اليمن سواء في البحر الأحمر أو حتى عبر الاستهداف المباشر للأراضي المحتلة والموانئ الإسرائيلية.
* باحث السياسة العامة والفلسفة السياسية
* كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

استمرار فتح ميناء رفح البري لليوم الـ36 على التوالي

صرح مصدر مسئول بميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء اليوم الثلاثاء بأن الجانب المصري من معبر رفح لا يزال مفتوحا لليوم الـ36 على التوالي انتظارا لوصول المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم لتلقي العلاج والرعاية الطبية في الخارج.. بينما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الجانب الفلسطيني من المعبر وتمنع أيضا دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية، وشرعت في توسيع عملياتها البرية في رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضح المصدر، أن الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف في وضع استعداد دائم في انتظار استقبال المصابين الفلسطينيين ومرافقيهم، حيث وصل منهم حتى يوم 18 مارس الماضي 45 دفعة شملت 1700 من المصابين والجرحى والمرضى إلى جانب 2500 من المرافقين.

وأشار المصدر، إلى أن سلطات الاحتلال تغلق منذ 2 مارس الماضي الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري وتمنع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية والمعدات الثقيلة اللازمة لإعادة الإعمار في قطاع غزة، وإزالة الركام الناتج عن 15 شهرا من الحرب على غزة.

يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغلق المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار واختراق إسرائيل له بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وإعادة التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة.. كما أن سلطات الاحتلال تمنع دخول شاحنات المساعدات والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة، ولا تزال مئات الشاحنات مصطفة على جانبي طريق رفح والعريش منذ أول رمضان الماضي في انتظار الدخول للقطاع.

وكان قد تم الإعلان يوم (الأربعاء 15 يناير2025م) عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس والعودة إلى الهدوء المستدام ينفذ على ثلاث مراحل، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، ليبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من يوم الأحد (19 يناير 2025م).. وانتهت المرحلة الأولى بعد 42 يومًا منذ بدء سريان الاتفاق دون التوصل لاتفاق بتثبيت وقف إطلاق النار أو هدنة، وتجري حاليا بجهود الوسطاء مفاوضات من أجل العودة للهدنة ووقف الحرب على غزة.

اقرأ أيضاًاستمرار فتح ميناء رفح البري من الجانب المصري لليوم الـ25 على التوالي

لليوم العاشر.. ميناء رفح البري لا يزال مفتوحا من الجانب المصري

مقالات مشابهة

  • استمرار فتح ميناء رفح البري لليوم الـ 38 على التوالي
  • صور مرعبة لـ أعلى جسر جديد في العالم
  • غزة بلا سيولة نقدية.. إسرائيل تستخدم الحصار المالي لتعميق معاناة السكان وإهلاكهم
  • حريق يتسبب في انهيار جسر بالصين دون إصابات.. فيديو
  • “هيومن رايتس”: يجب إجبار “إسرائيل” على رفع الحصار وإعادة إعمار غزة
  • هيومن رايتس: يجب إجبار “إسرائيل” على رفع الحصار وإعادة إعمار غزة
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • الأونروا: إسرائيل تستخدام المساعدات كسلاح حرب ضد سكان غزة
  • الأونروا: إسرائيل تستخدم المساعدات "ورقة مساومة" و"سلاح حرب" ضد قطاع غزة
  • استمرار فتح ميناء رفح البري لليوم الـ36 على التوالي