جسر بري لإنقاذ إسرائيل من الحصار
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
ما من شك بأن عملية طوفان الأقصى وما لحقها من مواجهات عسكرية مع القوات البرية الإسرائيلية الغازية لغزة تعتبر تحولاً استراتيجياً وسياسياً وإعلامياً لم تقتصر أثاره على الجانب الإسرائيلي فحسب بل تعداه إلى حلفائه من الغرب والعرب. لقد شوّه التوحش الإسرائيلي صورة الغرب الفاضحة في مجال حقوق الإنسان وذلك بسبب تأييدهم لعملية القتل الممنهج التي تمارس ضد شعب قطاع غزة.
لقد كانت رسائل أنصار الله من اليمن واضحة للجميع، وهي أن البحر الأحمر لن يكون آمنا بعد اليوم للسفن الإسرائيلية، حيث يعتبر مضيق باب المندب ذا أهمية استراتيجية بالغة، إذ من يتمكن من السيطرة عليه سيتمكن من التحكم بطرق التجارة البحرية في منطقة الشرق الأوسط. ومارس اليمن هذا الضغط في سبيل إيقاف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وهذا ما دفع حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة إلى دق ناقوس الخطر ومحاولة جرّ الدول العربية والغربية إلى تشكيل تحالف من الخاسرين لمواجهة هجمات اليمن بدلا من دفع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار والعدوان على القطاع.
في ظل هذه الجهود، يكشف موقع “واللا” الإسرائيلي عن وصول شحنات من الأغذية الطازجة إلى إسرائيل عبر جسر بري يصل كلاً من الإمارات والسعودية والأردن، وعلى الرغم من النفي الأردني إلا أن سكوت الدول الأخرى يوحي بأن الأخبار صحيحة وبأن الجسر البري تم تفعيله وهذا ما سيعقد مشهد الصراع بشكل أكبر.
لم نفاجأ من تفعيل الجسر البري إذ أنه مشروع جرى الإعداد له منذ سنوات، ولكننا تفاجئنا من توقيت تفعيله في ظل عدوان غير مسبوق على غزة. والأمر المثير للاستغراب أكثر هو ادعاء الموقع الإسرائيلي بأن الجسر البري يمر عبر الأراضي الأردنية. وذلك لأن الأردن هو الدولة الأكثر تضرراً من استمرار الحرب على قطاع غزة بسبب إمكانية تمدد الحرب لتشمل أطرافاً إقليمية أخرى وبسب إمكانية التهجير القسري للفلسطينيين إلى الأردن والتي تحاول إسرائيل تنفيذها من عقود، وبالإضافة إلى الرفض الشعبي الهائل لتقديم طوق نجاة إلى إسرائيل عبر الأردن.
ولن تقتصر الأضرار على هذا الحد وحسب بل يبدو بأنّ مصر ستكون المتضرر الأخر من هذا الجسر البري، إذ أنه يهدف إلى تعطيل قناة السويس المصرية التي تعتبر الممر البحري الأهم عالمياً من حيث ربطها بين الشرق والغرب. ويعتبر هذا الجسر البري تنفيذا لجزء من مشروع “ممر بايدن” الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 9 سبتمبر الماضي، لنقل التجارة الدولية بين الهند وأوروبا مرورا بنفس الطريق من الإمارات حتى إسرائيل. هذا الممر بالإضافة إلى محددات العداء للمسلمين يفسر جيداً الدعم الهندي لإسرائيل خلال حربها على قطاع غزة. واتجهت الهند إلى تنظيم مسيرات لدعم إسرائيل ومنعت في الوقت ذاته المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني، مما تسبب بموجة غضب شعبية في البلدان العربية التي طالبت بطرد العمالة الهندية واستبدالها بعمالة باكستانية. إذاً وبدلاً من السعي نحو دفع إسرائيل إلى وقف عدوانها على قطاع غزة اتجهوا إلى بناء شراكة استراتيجية هندية إماراتية إسرائيلية أمريكية، عبر تفعيل جسر بري.
ختاماً، كان من الممكن للعرب أن يستخدموا ورقة الضغط اليمنية والحصار الذي فرضه على إسرائيل في وقف العدوان على غزة، ولكنهم بدلاً من ذلك ألقوا بطوق النجاة إلى إسرائيل عبر تفعيل جسر بري لإمداد الاحتلال بما يحتاجه، وإن كنا نعتقد بأن الجسر البري لن ينفع بتحقيق ذلك بسبب إمكانية تطوير الأهداف النوعية التي يستهدفها اليمن سواء في البحر الأحمر أو حتى عبر الاستهداف المباشر للأراضي المحتلة والموانئ الإسرائيلية.
* باحث السياسة العامة والفلسفة السياسية
* كاتب فلسطيني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس النواب يشيد بجهود الهيئة الليبية للصيد البري والرماية
استقبل رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، في مدينة القبة، رئيس الهيئة الليبية للصيد البري والرماية رافع محمد مراجع، بحضور عضو مجلس النواب عيسى العريبي وعدد من مديري الإدارات التابعة للهيئة، بينهم مدير إدارة التصاريح عميد أحمد ماضي، و مستشار الهيئة عبدالله شحوط، ومدير إدارة الإعلام والتواصل هاني بالراس علي.
وخلال اللقاء، قدم المستشار عقيلة صالح إشادة كبيرة بالجهود المبذولة من قبل الهيئة للحفاظ على البيئة وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تلعبه الهيئة في تنظيم فعاليات رياضية وتراثية مثل سباق الطيور الجارحة والكرنفالات، كما أثنى على أنشطة الهيئة في مجال إنشاء وتطوير المحميات الطبيعية، ودورها البارز في دعم المشاريع التي تهدف إلى الحفاظ على التوازن البيئي.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الاجتماعات التي تعقدها الهيئة بهدف تعزيز التعاون مع الجهات التشريعية، وتوطيد العلاقات التي تساهم في دعم برامج الهيئة، بما يحقق أهدافها الوطنية في مجال الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.