الثورة نت:
2025-02-24@19:07:26 GMT

جسر بري لإنقاذ إسرائيل من الحصار

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

 

ما من شك بأن عملية طوفان الأقصى وما لحقها من مواجهات عسكرية مع القوات البرية الإسرائيلية الغازية لغزة تعتبر تحولاً استراتيجياً وسياسياً وإعلامياً لم تقتصر أثاره على الجانب الإسرائيلي فحسب بل تعداه إلى حلفائه من الغرب والعرب. لقد شوّه التوحش الإسرائيلي صورة الغرب الفاضحة في مجال حقوق الإنسان وذلك بسبب تأييدهم لعملية القتل الممنهج التي تمارس ضد شعب قطاع غزة.

إذا ما أردت عزيزي القارئ، أن تفهم وتدرك حجم نصر المقاومة في غزة بعد طوفان الأقصى وإذا ما أردت أن تفهم طبيعة الالتحام الشعبي مع المقاومة عليك ألا تقتصر إلى النظر إلى الإنجازات العسكرية التي حققها أبطال القسام والفصائل الأخرى من تدمير للدبابات وتنكيل بقوات العدو الغازية، عليك أن تنظر وبتمعن إلى حجم الطعنات التي يتلقاها الشعب والمقاومة الفلسطينية من الظهر.
لقد كانت رسائل أنصار الله من اليمن واضحة للجميع، وهي أن البحر الأحمر لن يكون آمنا بعد اليوم للسفن الإسرائيلية، حيث يعتبر مضيق باب المندب ذا أهمية استراتيجية بالغة، إذ من يتمكن من السيطرة عليه سيتمكن من التحكم بطرق التجارة البحرية في منطقة الشرق الأوسط. ومارس اليمن هذا الضغط في سبيل إيقاف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وهذا ما دفع حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة إلى دق ناقوس الخطر ومحاولة جرّ الدول العربية والغربية إلى تشكيل تحالف من الخاسرين لمواجهة هجمات اليمن بدلا من دفع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار والعدوان على القطاع.
في ظل هذه الجهود، يكشف موقع “واللا” الإسرائيلي عن وصول شحنات من الأغذية الطازجة إلى إسرائيل عبر جسر بري يصل كلاً من الإمارات والسعودية والأردن، وعلى الرغم من النفي الأردني إلا أن سكوت الدول الأخرى يوحي بأن الأخبار صحيحة وبأن الجسر البري تم تفعيله وهذا ما سيعقد مشهد الصراع بشكل أكبر.
لم نفاجأ من تفعيل الجسر البري إذ أنه مشروع جرى الإعداد له منذ سنوات، ولكننا تفاجئنا من توقيت تفعيله في ظل عدوان غير مسبوق على غزة. والأمر المثير للاستغراب أكثر هو ادعاء الموقع الإسرائيلي بأن الجسر البري يمر عبر الأراضي الأردنية. وذلك لأن الأردن هو الدولة الأكثر تضرراً من استمرار الحرب على قطاع غزة بسبب إمكانية تمدد الحرب لتشمل أطرافاً إقليمية أخرى وبسب إمكانية التهجير القسري للفلسطينيين إلى الأردن والتي تحاول إسرائيل تنفيذها من عقود، وبالإضافة إلى الرفض الشعبي الهائل لتقديم طوق نجاة إلى إسرائيل عبر الأردن.
ولن تقتصر الأضرار على هذا الحد وحسب بل يبدو بأنّ مصر ستكون المتضرر الأخر من هذا الجسر البري، إذ أنه يهدف إلى تعطيل قناة السويس المصرية التي تعتبر الممر البحري الأهم عالمياً من حيث ربطها بين الشرق والغرب. ويعتبر هذا الجسر البري تنفيذا لجزء من مشروع “ممر بايدن” الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 9 سبتمبر الماضي، لنقل التجارة الدولية بين الهند وأوروبا مرورا بنفس الطريق من الإمارات حتى إسرائيل. هذا الممر بالإضافة إلى محددات العداء للمسلمين يفسر جيداً الدعم الهندي لإسرائيل خلال حربها على قطاع غزة. واتجهت الهند إلى تنظيم مسيرات لدعم إسرائيل ومنعت في الوقت ذاته المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني، مما تسبب بموجة غضب شعبية في البلدان العربية التي طالبت بطرد العمالة الهندية واستبدالها بعمالة باكستانية. إذاً وبدلاً من السعي نحو دفع إسرائيل إلى وقف عدوانها على قطاع غزة اتجهوا إلى بناء شراكة استراتيجية هندية إماراتية إسرائيلية أمريكية، عبر تفعيل جسر بري.
ختاماً، كان من الممكن للعرب أن يستخدموا ورقة الضغط اليمنية والحصار الذي فرضه على إسرائيل في وقف العدوان على غزة، ولكنهم بدلاً من ذلك ألقوا بطوق النجاة إلى إسرائيل عبر تفعيل جسر بري لإمداد الاحتلال بما يحتاجه، وإن كنا نعتقد بأن الجسر البري لن ينفع بتحقيق ذلك بسبب إمكانية تطوير الأهداف النوعية التي يستهدفها اليمن سواء في البحر الأحمر أو حتى عبر الاستهداف المباشر للأراضي المحتلة والموانئ الإسرائيلية.
* باحث السياسة العامة والفلسفة السياسية
* كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السودان.. الجيش ينجح في فك الحصار عن مدينة «الأبيض» شمال كردفان

ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» نقلًا عن الجيش السوداني، اليوم الأحد الموافق 23 فبراير 2025، فك الحصار عن مدينة «الأبيض» عاصمة ولاية شمال كردفان، كما أعلن استعادته مدينة «القطينة» من سيطرة ميليشيا الدعم السريع.

وكان قد أعلن الجيش السوداني، يوم الإثنين الموافق 17 فبراير 2025، استعادة السيطرة على مدينة «الرهد» بولاية شمال كردفان، بعد طرد ميليشيا الدعم السريع منها.

التطورات الميدانية والاشتباكات المستمرة

لا تزال الاشتباكات متواصلة، حيث تراجعت قوات الدعم السريع نحو المناطق الصناعية والجنوبية، كما شهدت مناطق أم درمان وجنوب دارفور قصفًا متبادلًا وعنيفًا بين الجانبين، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

التزام الحكومة السودانية بتسهيل الإغاثة

وفي وقت سابق، أكد عضو مجلس السيادة السوداني ومساعد القائد العام الفريق المهندس إبراهيم جابر إبراهيم حرص الحكومة على إحلال السلام وضمان سلامة فرق الإغاثة وموظفي المنظمات الإنسانية.

جاء ذلك خلال لقائه في بورتسودان مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، جيليز ميشو، حيث شدد على التزام الحكومة بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وفتح المعابر والمطارات المحلية لإدخال الاحتياجات الضرورية، إضافة إلى تأمين سلامة موظفي المنظمات الدولية والإقليمية، وفقًا لوكالة سونا السودانية.

اقرأ أيضاًالجيش السوداني يستعيد السيطرة على مدينة الرهد واستمرار الاشتباكات في عدة مناطق

يتقدم شمالًا للسوق العربي.. الجيش السوداني يسيطر على مواقع استراتيجية جديدة

الجيش السوداني ينجح في استعادة مقرات المخابرات العامة من أيدي ميليشيا الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • عرض من صنعاء لإنقاذ الوضع في عدن: يتعلق بالعملة والمرتبات
  • بري بحث مع وزيري العدل والتنمية الادارية المستجدات
  • يتضمن صرف المرتبات بشكل منتظم.. صنعاء تقدم عرضاً جديداً لإنقاذ عدن من الانهيار الاقتصادي
  • الموانئ العراقية: الطريق البري بين الفاو وأم قصر شارف على الانتهاء
  • وزير النقل يشيد بالتعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق
  • الجيش السوداني يفك الحصار عن مدينة الأبيّض بشمال كردفان
  • السودان.. الجيش ينجح في فك الحصار عن مدينة «الأبيض» شمال كردفان
  • يفرقون بين الإناث والذكور : محاولات لإنقاذ فتاة من السيل وترك الصبي يواجه مصيره .. فيديو
  • للعلاج في مصر.. معبر رفح البري يستقبل 37 مصابًا فلسطينيًا
  • الذاكرة العراقية على حافة النسيان!