الاسرة /خاص
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أشار في كلمته الهامة مساء الأربعاء الماضي إلى المستجدات الخاصة بالعدوان الصهيوني الوحشي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وأكد أن الموقف اليمني الداعم والمساند والمؤثر للأشقاء في فلسطين هو محل إجماع كل اليمنيين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم ولمستوى يفوق الإجماع حول قضاياه ومظلوميته.


وعبر السيد القائد بأنصع الصور والمواقف عن ضمائر ونبض كل فئات الشعب وفي مقدمته حرائر اليمن اللائي سجلن منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي مواقف مشرفة تفوق في قوتها وتأثيرها مواقف أنظمة سياسية في كثير من البلدان العربية والإسلامية.
وقدمت الهيئات النسائية الثقافية العامة في العاصمة صنعاء ومختلف  المحافظات، طوال الأسابيع الماضية، عددا من القوافل  المالية والعينية بلغت قيمتها عشرات الملايين من الريالات  دعما ومساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وتضمنت القوافل، التي تم تسليم كثير منها عبر إذاعة “سام إف إم”، تبرعات نقدية  بالإضافة إلى تبرعات عينية من المجوهرات من الذهب والفضة وذخائر  الكلاشنكوف والمعدلات.
وقد تم تسليم محتويات القوافل  من قِبل قيادة إذاعة “سام إف إم” للجنة المركزية لجمع التبرعات للمقاومة الفلسطينية، ممثلة برئيس الملف الفلسطيني حسن الحمران، وممثل حركة الجهاد الإسلامي أحمد بركة، وممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خالد خليفة.
وأكد مسؤولو إذاعة “سام إف إم” التي تبنت كثيراً من حملات الدعم النسائية أن القوافل المقدمة من الهيئات النسائية عبر الإذاعة، تأتي ضمن الدعم والمساندة، التي تقدمها الهيئة النسائية الثقافية العامة للشعب الفلسطيني، ونصرة لأهل غزة والمقاومة الفلسطينية الباسلة في المعركة، التي تخوضها ضد العدو الصهيوني الغاصب، منذ السابع من أكتوبر الماضي، (معركة طوفان الأقصى).
وأشاروا إلى أن هذه القوافل المقدمة من حرائر اليمن تأتي في إطار المرحلة 20 من حملة الإنفاق الشعبية (حيّ على خير اليمن)، التي أطلقتها إذاعة “سام إف إم”، تحت شعار “الأرض أرضنا والقدس موعدنا”.
ونوه مدير الإذاعة الإعلامي حمود محمد شرف،  بالأدوار الجهادية والوطنية الهامة للمرأة اليمنية، وتفاعلها مع قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. مؤكدا أن المرأة اليمنية تتميز بالبذل والعطاء؛ إيمانا منها بأن ثقافة الجهاد هي ثقافة عطاء وبذل وتضحية.
من جانبه، أشاد رئيس الملف الفلسطيني  حسن الحمران، بجهود إذاعة “سام إف إم” وقيادتها في دعم جميع المسارات الجهادية في اليمن، وتفاعلها الكبير مع قضايا الأمة، وفي المقدمة فلسطين.. معبراً عن الشكر للهيئات النسائية على جهودها، وتقديمها لهذه التبرعات؛ دعما للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة.
وأشار الحمران إلى ما يتميز به الشعب اليمني من عطاء وبذل واستعداد للتضحية بالدماء في سبيل قضايا الأمة المصيرية، التي من أهمها القضية الفلسطينية، التي يعتبرها اليمنيون قضيتهم الأولى والمركزية.. مؤكدا أن الشعب اليمني أصبح يتصدر الشعوب العربية والإسلامية بمواقفه وحشوده وإنفاقه، وبالمشاركة العسكرية وتفاعله مع قضايا الأمة كافة.
بدورهما، عبر ممثل حركة الجهاد الإسلامي احمد بركة وممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين  خالد خليفة، عن تقديرهما للأخوات في الهيئة النسائية الثقافية العامة على جهودهنّ، وتقديمهنّ لهذا التبرع العيني والنقدي السخي؛ دعما ومساندة للفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية.. مشيدين بالدور الهام لإذاعة “سام إف إم”، التي تعتبر من أهم الإذاعات في محور الجهاد، والمقاومة التي تقف مع فلسطين في كل مراحل جهادها.
وأكد بركة وخليفة أن اليمن وشعبه المعطاء يدعمون الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، ومقاومته الباسلة بكل سخاء، وبرغم ما يمر به اليمن من ظروف العدوان والحصار إلا أنهم يؤثرون ويقدمون فلسطين ونصرة الأقصى على أنفسهم وأولادهم.. مشيدين بالمواقف العظيمة لليمن قيادة وشعبا المناصرة، والمؤازرة للقضية الفلسطينية والمقاومة الباسلة، وبمشاركتهم الفعلية ضد العدو الصهيوني الغاصب.
ولفتا إلى أن الدعم، الذي يشاهده الجميع من كل شرائح المجتمع اليمني مدنيين وعسكريين، نساء ورجالاً وأطفالاً، دليل على أن اليمنيين فعلاً هم أحفاد من ناصروا الإسلام منذ بدايته، وكما أن اليمنيين كانوا على رأس الجيش الإسلامي أثناء الفتوحات، التي كان من ضمنها فتح فلسطين، فإنهم اليوم أيضاً لم يبخلوا بأي شيء؛ فقدموا جهودهم وأموالهم ودماءهم وأبناءهم من أجل فلسطين.
كما أكدا أن الشعب اليمني لديه قيادة واعية، ووراء هذه القيادة شعب متناغم مع قيادته في ما يخص فلسطين وقضيته العادلة، حيث تعتبر القضية الفلسطينية قاسما مشتركا بين جميع اليمنيين بمختلف مكوناتهم.
وهكذا تتصدر حرائر اليمن كل الفعاليات والأنشطة الخاصة بمناصرة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الباسلة في الساحة الوطنية الحافلة بالعديد من البرامج المناهضة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة في موقف ينسجم ويتطابق كليا مع الموقف الرسمي في دعم الأشقاء فلسطين انطلاقا من المسؤولية الإيمانية والدينية والأخلاقية والإنسانية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل لا تزال فلسطين قضية العرب الأولى؟

منذ أكثر من مائة عام، وتحديدًا، بإعلان بريطانيا من خلال وزير خارجيتها أرثر جيمس بلفور فـي ٢ نوفمبر ١٩١٧م تأييد إنشاء وطن قومي لليهود فـي فلسطين، وما تلى ذلك من قيام بريطانيا والدول الغربية والحركة الصهيونية بترحيل مئات الآلاف من اليهود من أوروبا الشرقية وغيرها من الدول إلى فلسطين، لتغيير الطبيعة الديموغرافـية لفلسطين العربية، وصولًا إلى إعلان قيام الكيان الصهيوني أو ما يسمى دولة إسرائيل فـي ١٤ مايو ١٩٤٨م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، والقضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية، والتي خاضت خلالها عدد من الدول العربية عدة حروب لإعادة الأرض لأصحابها، وهي مغروسة فـي وجدان كل عربي كقضية عادلة لشعب عربي شقيق تم احتلال أرضه وقتل وترحيل أبنائه عن أرضهم، من خلال مؤامرة دولية كبرى.

وانضمّت لهذا الصراع، عن قناعة أو أقله من باب التعاطف، العديد من دول وشعوب العالم المناصرة للعدل والسلام والرافضة للظلم والطغيان. ولكن، مع مرور الوقت وبالرغم أن القضية الفلسطينية لا تزال القضية الأولى للشعوب العربية، التي ولدت وعاشت وهي ترى حجم القتل والتنكيل فـي أشقائها الفلسطينيين، إلا أن النظام العربي الرسمي الذي بدأ تأطيره، منذ إنشاء جامعة الدول العربية فـي ٢٢ مارس ١٩٤٥م، من خلال الدول السبع المؤسسة، والتي وصلت لاحقًا إلى ٢٢ دولة عربية، يعيش مأزقًا وجوديًا فـي الوقت الراهن بسبب غياب أولوية الأمن الجماعي العربي وتباين المواقف فـي التحديات والقضايا المشتركة بين دول النظام الرسمي العربي، من خلال هواجس أمنية متعارضة وأولويات مختلفة مع الدول الأخرى فـي هذا النظام الرسمي. ونتيجة لذلك، أصبحت القضية الفلسطينية التي توحد حولها النظام الرسمي العربي لعقود طوال خارج اهتمام بعض الدول العربية، من خلال قيام البعض منها بإبرام معاهدات سلام واتفاقيات تحالف أمني وعسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الأول والداعم الأكبر للكيان الصهيوني، وكذا الأمر مع عدد من الدول الغربية. ومع تعمق الهيمنة الأمريكية والإقليمية والانقسامات الطائفـية وتسارع حركة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ظهر التحول الأكثر خطورة فـي هذا الشأن وهو تحول العديد من الأنظمة السياسية العربية من كونها طرفًا رئيسيًا فـي الصراع مع الكيان الصهيوني إلى علاقة صداقة مع هذا الكيان وأقصى ما يمكنها القيام به هو لعب دور الوسيط. وبمرور ما يقارب ٤٠٠ يوم من المجازر اليومية التي يقوم بها الكيان الصهيوني المجرم فـي حق المواطنين المدنيين العزّل فـي غزة وتدمير البنية الأساسية وقصف المستشفـيات على رؤوس المرضى والأطباء والأطقم الطبية المساعدة وهيئات الإغاثة وكان آخرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وهي جميعها مشمولة بالحماية القانونية الدولية بموجب اتفاقيات جنيف الأربع لعام ١٩٤٩م وبروتوكولاتها الإضافـية لعام ١٩٧٧م، يستمر النظام الرسمي العربي التعاطي مع هذا المشهد الإجرامي بصمت وخذلان لم تمر به الأمة العربية من قبل. فبالرغم من حالة التعاطف العالمي -غير المسبوق- مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وخروج معظم شعوب العالم فـي مظاهرات احتجاج وتنديد واسعة النطاق بجرائم الكيان الصهيوني، يعم معظم دول العالم العربي على المستوى الرسمي والشعبي منها، صمت القبور، تجاه حرب الإبادة هذه، فـي حالة من اللامبالاة لا يوجد لها تفسير، بالمخالفة لتعاليم الشريعة الإسلامية الغراء وثقافة وقيم وأخلاق الأمة العربية، التي تحرص على نصرة المظلوم ونجدة الملهوف أيا كان دينه أو مذهبه أو عرقه. الأمر الذي شجع الكيان الصهيوني على الاستمرار فـي ارتكاب هذه الجرائم والمجازر، علمًا بأن واقع المقاومة فـي غزة أثبت أن هذا الكيان الصهيوني أضعف مما كان يتصور البعض.

ولولا دعم الولايات المتحدة والدول الغربية الفاعلة لكان للمقاومة الفلسطينية قول آخر. لقد أكدت أحداث غزة أن بعض الحكومات العربية لم تعد قضية فلسطين هي القضية المحورية أو المركزية بالنسبة لها، وهذا ما أكدته مواقفها وردود أفعالها تجاه ما يحدث. وأعتقد أن هذا الأمر سيكون له ما بعده، فـي علاقة هذه الأنظمة بشعوبها، التي تعد القضية الفلسطينية قضية وجدانية بالنسبة لها. وفـي ضوء هذا التخاذل المريب، يكون الأمن القومي العربي، قد خرج من التاريخ، ولا أعتقد أن عودته قريبة.

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. مدفعية الاحتلال تستهدف المناطق الشرقية من مدينة رفح الفلسطينية
  • السيد القائد : لا ترامب ولا بايدن ولا أي مجرم في هذا العالم سيتمكن من أن يثنينا عن موقفنا في نصرة الشعب الفلسطيني
  • الفصائل الفلسطينية تستنكر القانون الصهيوني الذي يقضي بترحيل عائلات المقاومين
  • مصير الحوثيين و التغييرات التي ستطرأ على اليمن في العهد الترامبي الجديد - تحليل
  • هل لا تزال فلسطين قضية العرب الأولى؟
  • البرلمان العربي يدعو ترامب إلى رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني 
  • الإمارات تؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
  • عباس: واثق من دعم ترامب لتطلعات الشعب الفلسطيني
  • فلسطين ولبنان في قواميس الإنسانية والمادية
  • سماحة المفتي يشيد بالمقاطعـة الصامدة للشركات التي تدعم الكيـان الصهيــوني.. عاجل