صحيفة أمريكية تكشف كذب ادعاءات العدو بشأن مستشفى الشفاء في غزة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
الثورة / متابعة/حمدي دوبلة
الأكاذيب وحملات الزيف والتضليل الإعلامي الذي اعتمدها العدو الصهيوني وتبناها الشريك الأمريكي لتبرير الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ نحو ثلاثة أشهر آخذة في التلاشي والانكشاف من قبل الداخل الصهيوني وكذلك الإعلام الأمريكي بينما تواصل آلة القتل الصهيو أمريكية هوايتها في قتل نساء وأطفال غزة وتدمير كل ما ينبض بالحياة في القطاع المحاصر.
وكشف تحقيق لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية كذب مزاعم العدو الصهيوني حول استخدام حركة حماس لمجمع الشفاء الطبي كمقر قيادة ليضاف إلى سلسلة من الحقائق التي اثبتها تحقيقات صهيونية سابقا حول كذب الرواية الإسرائيلية بخصوص قتل المقاومة الفلسطينية لـ”مدنيين” صهاينة يوم السابع من اكتوبر الماضي والتي توصلت إلى ان جيش الاحتلال هو من قام بتصفية مستوطنيه.
وجاء التحقيق الصحفي الذي نشر امس متزامنا مع وصول حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى أكثر من عشرين الف شهيد وأكثر من 53الف جريح غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء بحسب آخر إحصائية أعلنتها امس وزارة الصحة الفلسطينية بغزة .
وأكد تحقيق الصحيفة الأمريكية أن الأدلة التي قدمتها حكومة العدو “لا ترقى لمستوى إظهار أن حركة حماس استخدمت مجمع الشفاء الطبي في غزة مركزا للقيادة والسيطرة”.
وقال التحقيق إن المباني الخمسة للمجمع الطبي، والتي كان قد حددها جيش العدو كمناطق تحكم للحركة عبر خرائط ومقاطع مصورة، ليست مرتبطة بشبكة الأنفاق، حيث لا أدلة على إمكانية دخول الأنفاق من داخل أروقة أي من مباني وساحات المجمع.
واستند تحقيق الصحيفة على تحليل للمقاطع المرئية مفتوحة المصدر، وصور الأقمار الصناعية وجميع المواد التي نشرها جيش العدو.
وأشارت الصحيفة إلى أن خبراء قانونيين وناشطين حقوقيين رأوا أن نتائج التحقيق تثير تساؤلات حرجة بشأن قصف العدو لمجمع الشفاء.
ورغم أن إدارة بايدن رفعت السرية عن تقييم المخابرات الأمريكية الذي دعم مزاعم كيان العدو، إلا أن الحكومة الأمريكية لم تنشر المواد التي رفعت عنها السرية، ولم يشارك أي مسؤول تلك المعلومات الاستخباراتية التي استند إليها تقييم المخابرات، وفق “واشنطن بوست”.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عضو بارز في الكونغرس الأمريكي قوله: إنه كان مقتنعا في البداية بمزاعم “إسرائيل” بأن حماس استخدمت مجمع الشفاء الطبي مركز سيطرة، لكنه الآن يشك في ذلك، ويؤكد أنه يجب أن يكون لدى “إسرائيل” المزيد من الأدلة حول هذا الأمر.
وعبر أستاذ القانون في جامعة تكساس التقنية، جيفري كورن، لواشنطن بوست عن رأيه حول عملية كيان العدو العسكرية في مجمع الشفاء بقوله: “إذا لم تجد في نهاية المطاف ما قلت إنك ستجده، فإن هذا يبرر الشكوك حول ما إذا كان تقييمك للأهمية العسكرية لإجراء العملية تقييما سليما أم لا” مؤكداً أن الأدلة التي قدمها الجيش الإسرائيلي “ليست أدلة دامغة”.
وأما المستشار القانوني السابق في وزارة الخارجية الأمريكية بريان فينوكين، قال للصحيفة، أن البحث عن ذرائع لتبرر استهداف المستشفى سيشكل سابقة لعمليات مستقبلية ضد مستشفيات خلال الحروب، مشدداً على أنه لا ينبغي أن يكون هناك افتراض بأن المستشفيات قابلة للاستهداف بشكل عام.
وقالت الصحيفة إن استهداف أحد حلفاء الولايات المتحدة مجمعا طبيا يضم مئات المرضى والجرحى وآلاف النازحين لم يسبق له مثيل في العقود الأخيرة، حيث تسبب الاستهداف في انهيار المستشفى.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 20.057 منذ بدء العدوان الصهيوني على القطاع المحاصر في السابع من أكتوبر الماضي وغالبية الضحايا من الأطفال والنساء.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب، صباح امس الجمعة، أنه ارتقى 390 شهيدا فيما أصيب 734 إصابة في قطاع غزة خلال ال 48 ساعة الماضية التي توقفت فيها الاتصالات.
وأوضحت ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على غزة إلى 20.057 شهيدا و53320 إصابة منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وأعلنت الوزارة في وقت سابق امس أن مئات الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية في مجمع الشفاء الطبي وخروج مستشفيات شمال غزة عن الخدمة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد ذكر أن نحو (6,700) مفقودٍ لا يزالون إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، وأن 70% من هؤلاء هم من فئة الأطفال.
وأصدرت قوات العدو أوامر تهجير جديدة ضد سكان مخيم البريج وأحياء بدر والساحل الشمالي والنزهة والزهراء والبراق والروضة والصفاء في المناطق جنوب وادي غزة، وطالبتهم بالانتقال إلى دير البلح.
وتواصل قوات العدو الصهيوني عدوانها الغاشم على قطاع غزة، لليوم الـ78 تواليًا، عبر شن مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع شن أحزمة نارية وارتكاب مجازر ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل في إطار جريمة الإبادة الجماعية، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يواصل سياسة تجويع ممنهجة بحق الفلسطينيين في غزة
يمانيون ـ تقرير ـ مرزاح العسل
يتعرض الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 15 شهراً لحرب إبادة صهيونية وسياسة تجويع ممنهجة، بسبب عرقلة العدو الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية، بحسب مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ولم تقتصر حرب الإبادة الصهيوني على القصف بالطائرات الحربية والمدفعية والقذائف التي أودت بحياة عشرات الآلاف، بل هناك حرب من نوع آخر تحدثت عنها الأمم المتحدة واليونيسف وحذرتا منها، وهي حرب التجويع الممنهجة بحظر المواد الغذائية التي يحتاجها الإنسان بشكل أساسي.
فمنذ السابع من أكتوبر 2023م، حرمت حرب الإبادة المتواصلة التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة، المواطنين بشكل عام، وأهالي خانيونس، جنوبه، بشكل خاص، من عادتهم التجمع لتناول وجبة غداء دسمة عامرة باللحوم والحلويات يوم الجمعة، لأن الحصول عليها أصبح مستحيلا أو ضربا من الخيال.
ومنذ بداية الحرب والقطاع يتعرض لسياسة تجويع ممنهجة، إذ يتم منع المواد الغذائية الأساسية التي تساعد على بناء الجسم، خاصة للأطفال والشباب، والسماح بإدخال المواد المعلبة والمصنعة التي تحذر وزارة الصحة من كثرة تناولها لما تحويه من مواد حافظة تضر الصحة.
وعند النظر لما يُسمح بإدخاله للقطاع، فهو معلبات بأنواعها المختلفة، إضافة إلى كميات قليلة من المواد الغذائية الأساسية مثل الطحين والخضروات والفاكهة واللحوم، الأمر الذي يجعل أسعارها مرتفعة جدا نظرا لقلة المتوفر منها.
وفي هذا السياق يؤكد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، أن القطاع وصل إلى مرحلة كارثية بسبب انتهاج العدو سياسة التجويع، وأن العدو يواصل إغلاق جميع المعابر، ويمنع إدخال المساعدات والمواد الغذائية إلى القطاع.
ودان المكتب الإعلامي جرائم العدو الصهيوني المركبة بحق الشعب الفلسطيني، ومنها سياسة التجويع الممنهجة، كما طالب الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف واضح تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وقال المكتب: “ندق ناقوس الخطر لجميع دول العالم، ونطالبها بوضع حد لما يعيشه القطاع”.
ودعت السلطات في غزة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، لإدارة أزمة الغذاء الخطيرة في القطاع، كما طالبت الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف واضح تجاه الأزمة.
واستفحلت المجاعة في جُل مناطق قطاع غزة لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني على التوالي على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يعيشون في الخيام.
ويُشار إلى أن الحرب على غزة تسببت في تدمير المزارع كافة، التي كانت تنتشر في المناطق الزراعية التي يقع معظمها شرق وشمال القطاع، تلك المناطق التي سيطرت عليها قوات العدو الصهيوني وحولتها لمنطقة عازلة لا يوجد بها أي مظهر للحياة.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن أزمة الغذاء في قطاع غزة لا تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، مع وجود ما يقرب من 2.2 مليون شخص من السكان ما زالوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة.
ويحظر القانون الدولي الإنساني تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.. كما تمنع “الأمم المتحدة” استخدام التجويع كسلاح في النزاعات، بعد قرار من مجلس الأمن صادر عام 2018، وتعتبر ذلك “جريمة حرب”.
فيما تنص المادة الثامنة من نظام المحكمة الجنائية الدولية على أن “تجويع المدنيين عمدًا بحرمانهم من المواد الضرورية التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية الإنسانية” يعد جريمة حرب.
ويعتبر ذلك نوعاً آخر من أنواع العقاب الجماعي، وهو مرفوض وفقا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف خاصة المواد “33” و”55″ و”59″، وتُوجب المادة 27 على قوات الاحتلال بألا تجعل من المواد الغذائية والمياه والمواد الطبية بأي حال من الأحوال نوعا من العقاب الجماعي ضد المدنيين بالمناطق المحتلة.
ويقول مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا: إن العدو الصهيوني يستخدم التجويع كسلاح منذ بداية عدوانه على غزة، وكان أول قرار اتخذه هو وقف إمدادات الغذاء والدواء والماء، وما دخل كان استثناءات بسيطة بعد ممارسة ضغط دولي.
ويضيف الشوا خلال مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية: إن التجويع أحد الأسلحة التي مورست ضد الشعب الفلسطيني، وما دخل من الطحين خلال الفترة الأخيرة هو ثلث الاحتياجات فقط، والتي تتزايد.. لافتًا إلى أن هناك شواهد على الأرض أن هناك حالات سوء تغذية شديدة بين الأطفال، وما يدخل القطاع لا يلبي سبعة في المائة من الاحتياجات الإنسانية للسكان.
ويُردف بالقول: إنه في ظل البرد القارس في خيام غزة، لا توجد مساعدات كافية وهذا واقع إنساني خطير يعيشه السكان.. مشدداً على أن العدو الصهيوني مُستمر في سياسة التجويع.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي ردة فعل طفل في قطاع غزة لحظة تذوقه الموز لأول مرة في حياته، ظنها قطعة من الدجاج.
ويأتي تداول هذا الفيديو، في وقت لا تكف منظمات أممية وإغاثية عن التنبيه إلى المستوى المثير للقلق من الانعدام الحاد للأمن الغذائي في قطاع غزة.. فالعدو الصهيوني فرض ولا يزال قيودًا صارمة على إيصال المساعدات للفلسطينيين في غزة ضمن سياسة التجويع الممنهجة واضحة المعالم.
ولاقى مقطع الفيديو تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذا علق مدونون بالقول: “إسرائيل كيان شر واستبداد”.
وفي الوقت الذي تتفشى فيه المجاعة وغلاء أسعار السلع الغذائية في قطاع غزة، يقف الغزيون في الطوابير لا لتناول الدجاج المفقود ولا الخضار والفواكه، بل للحصول على رغيف من الخبز أو أي نوع من الطعام يسد رمق الحياة، وفي بعض الأحيان تنفد كميات الوجبات الغذائية المتوفرة، لتنتهي محاولات البعض بالحصول على طعام بالفشل بعد طول انتظار.
وألقى النقص الغذائي وسياسة التجويع الممنهجة بتأثيره على الرضع أيضًا، إذ حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من نقص إمدادات حليب الأطفال في غزة وقرب نفادها مما يعرض حياة آلاف الرضع للخطر.. فستة صناديق فقط هو ما تبقى من حليب الأطفال في القطاع، وفقًا للوكالة، في وقت يفترض أن يعتمد عليها ما يقرب من 8500 رضيع في القطاع للحصول على الحليب.
وعلى إثر ذلك، تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي مع سياسة التجويع الصهيونية في قطاع غزة، إذا قال مدونون: “يوم بعد آخر موت تلو موت، جوع وجوع، لا مأوى لا أمان.. هكذا هي أيام أهل غزة منذ أكثر من عام”.. متسائلين: “نستيقظ كل صباح ونحن نحمل معنا أسئلة حول ما سيأتي به اليوم، مثل هل سنجد طعاما نأكله؟ وإذا وجدناه فما هو الصراع أو المعركة التي سنواجهها للحصول عليه؟ هل سنكون جميعًا بأمان اليوم دون أن يتأذى أحد؟.
وبدعم أمريكي لامحدود يرتكب العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
المصدر : وكالة سبأ