تكنولوجيا المستقبل: رحلة لا تعرف الحدود
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
تعيش البشرية اليوم في عصر مميز بسرعة التطور التكنولوجي، حيث تشهد صناعة التكنولوجيا تقدمًا لا يعد ولا يحصى. يتسارع الابتكار بوتيرة مذهلة، وتطور الأنظمة والأجهزة الذكية يتسارع بشكل مستمر. يستعرض هذا المقال رحلة صناعة التكنولوجيا وتأثيرها العميق على مختلف جوانب حياتنا.
التأسيس والتطورتشهد السنوات الأخيرة نموًا هائلًا في قطاع التكنولوجيا، حيث شهدنا ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقنيات التعلم الآلي، والواقع الافتراضي.
تعتبر التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من أبرز الابتكارات في عالم التكنولوجيا. فقد تمكنت هذه التقنيات من تحليل كميات ضخمة من البيانات وتوفير تجارب فريدة في مجالات متنوعة كالطب والتسوق والترفيه.
التكنولوجيا والرعاية الصحيةتأثير التكنولوجيا على قطاع الرعاية الصحية لا يُقدر بثمن، حيث أصبحت الابتكارات في هذا المجال تسهم في تشخيص الأمراض وعلاجها بشكل أفضل وأسرع. تطورت تقنيات الطب الرقمي وظهرت أجهزة طبية ذكية تعزز من فعالية الرعاية الصحية.
الابتكار في عالم الأعمال والتوظيفشهدت الشركات تحولات جذرية في طريقة تسيير أعمالها بفضل التكنولوجيا. ظهرت مفاهيم مثل العمل عن بُعد والذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة الأعمال وتحقيق التنمية الاقتصادية.
التحديات والفرصعلى الرغم من التقدم الكبير الذي حققته صناعة التكنولوجيا، إلا أنها تواجه تحديات أخلاقية وأمنية. يتطلب التقدم المستمر الابتكار في حلول مستدامة ومتقدمة أخرى لمواكبة التحديات المستقبلية.
تظهر الرحلة الرائعة لتطور صناعة التكنولوجيا أن الإبداع والابتكار يمكن أن يحدثان تحولًا جذريًا في حياة البشر. يتوقع المستقبل المزيد من الابتكارات المثيرة التي ستسهم في تشكيل عالم أكثر تقدمًا ورفاهية.
في ختام هذا الاستكشاف لعالم التكنولوجيا وتطورها، ندرك بوضوح أن الثورة التكنولوجية لم تكن مجرد مجموعة من الاكتشافات العلمية، بل كانت قفزة نوعية تحدث تغييرات جذرية في حياتنا اليومية. صارت التكنولوجيا رافعة للإنسانية، تسهم بشكل لا يُحصى في تحسين الحياة وتوفير حلول فعالة للتحديات الكبيرة.
ومع تطور التكنولوجيا، تتجاوز تأثيراتها الحدود الجغرافية وتمتد إلى مختلف أقطار العالم، مما يمنحنا فرصة جديدة لتكامل الشعوب وتقريب المسافات بين الأفراد. وفي هذا السياق، تظهر التحديات كفرص لابتكار حلاول أكثر تقدمًا وفعالية.
تعرف على التكنولوجيا وتأثيرها على سوق العمل الذكاء الاصطناعي: مستقبل التكنولوجيا الذي يحدث تحولًا ثوريًافي الختام، تشير النظرة إلى المستقبل إلى استمرار رحلة التكنولوجيا وتسارعها، مما يضعنا أمام تحديات وفرص جديدة. إن الالتزام بتوجيه قوة التكنولوجيا نحو تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة يعكس رؤية إيجابية للمستقبل. وعلى الرغم من التحديات الأخلاقية والأمنية، يبقى التفاؤل والإصرار على استخدام التكنولوجيا بشكل ذكي ومسؤول هما المفتاح لتحقيق عالم يسوده التقدم والازدهار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قطاع التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تأثير التكنولوجيا رحلة التكنولوجيا صناعة التکنولوجیا الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف تمكنت ديب سيك من بناء الذكاء الاصطناعي الخاص بها بأموال أقل؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يسلط الضوء على كيفية نجاح شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في بناء أحد أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي في العالم باستخدام عدد أقل بكثير من الرقائق الحاسوبية مقارنة بالشركات الكبرى.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن شركات الذكاء الاصطناعي عادة ما تقوم بتدريب روبوتات الدردشة الآلية الخاصة بها باستخدام أجهزة كمبيوتر عملاقة مزودة بـ16,000 شريحة متخصصة أو أكثر، لكن شركة "ديب سيك" قالت إنها تحتاج إلى حوالي 2,000 شريحة فقط.
وأوضح مهندسو الشركة بالتفصيل في ورقة بحثية؛ فقد استخدمت الشركة الناشئة العديد من الحيل التكنولوجية لتقليل تكلفة بناء نظامها؛ حيث احتاج مهندسوها إلى حوالي 6 ملايين دولار فقط من قوة الحوسبة الخام، أي ما يعادل عُشر ما أنفقته شركة ميتا في بناء أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كيف يتم بناء تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
وأوضحت الصحيفة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الرائدة تعتمد على ما يسمى بالشبكات العصبية، وهي أنظمة رياضية تتعلم مهاراتها من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات.
وتقضي أقوى الأنظمة شهورًا في تحليل جميع النصوص الإنجليزية على الإنترنت، بالإضافة إلى العديد من الصور والأصوات والوسائط المتعددة الأخرى، مما يتطلب كميات هائلة من القدرة الحاسوبية.
وقد أدرك باحثو الذكاء الاصطناعي منذ حوالي 15 سنة أن رقائق الكمبيوتر المتخصصة التي تسمى وحدات معالجة الرسومات تعد وسيلة فعالة للقيام بهذا النوع من تحليل البيانات، وقد صممت شركات مثل شركة إنفيديا هذه الرقائق لعرض رسومات ألعاب الفيديو على الكمبيوتر في الأصل، ولكن وحدات معالجة الرسومات كانت لديها القدرة أيضًا على تشغيل العمليات الحسابية التي تدعم الشبكات العصبية.
ومع قيام الشركات بتعبئة المزيد من وحدات معالجة الرسومات في مراكز بيانات الحواسيب الخاصة بها، أصبح بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل المزيد من البيانات.
ولكن أفضل وحدات معالجة الرسومات تكلف حوالي 40,000 دولار، وتحتاج إلى كميات هائلة من الكهرباء.
كيف تمكنت "ديب سيك" من خفض التكاليف؟
أشارت الصحيفة إلى أن أبرز ما فعلته الشركة هو اعتمادها على طريقة تسمى "خليط الخبراء".
وقد كانت الشركات سابقًا تنشئ شبكة عصبية واحدة تتعلم جميع الأنماط في جميع البيانات الموجودة على الإنترنت، وكان ذلك مكلفا لأنه يتطلب كميات هائلة من البيانات للتنقل بين رقاقات وحدة معالجة الرسومات.
ومن خلال طريقة "خليط الخبراء"، حاول الباحثون حل هذه المشكلة عن طريق تقسيم النظام إلى العديد من الشبكات العصبية، وهكذا يكون هناك 100 من هذه الأنظمة "الخبيرة" الأصغر حجمًا، ويمكن لكل منها التركيز على مجاله الخاص.
لقد عانت العديد من الشركات لتنفيذ هذه الطريقة، لكن شركة "ديب سيك" تمكنت من القيام بذلك بشكل جيد؛ حيث قامت بإقران تلك الأنظمة "الخبيرة" الأصغر حجمًا مع نظام "عام".
فقد كانت الأنظمة الخبيرة لا تزال بحاجة إلى تبادل بعض المعلومات مع بعضها البعض، وكان بإمكان النظام "العام" المساعدة في تنسيق هذه التفاعلات بينها.
وأضافت الصحيفة أن هذا ليس الشيء الوحيد الذي قامت به "ديب سيك"؛ حيث أتقنت أيضًا خدعة بسيطة تتضمن الكسور العشرية التي يمكن لأي شخص يتذكر درس الرياضيات في المدرسة الابتدائية أن يفهمها.
واستخدمت الشركة طريقة تبسيط الأرقام التي يستخدمها دارسو الرياضيات عند التعامل مع الأرقام التي لا تنتهي مثل رمز باي، والذي يُشار إليه أيضًا بـ π، وهو عدد لا ينتهي أبدًا: 3.14159265358979…
يمكن استخدام باي لإجراء عمليات حسابية مفيدة، ولكن عند إجراء هذه الحسابات، يمكنك اختصار باي إلى بضعة أعداد عشرية فقط: 3.14.
وقد قامت "ديب سيك" بشيء مماثل - ولكن على نطاق أوسع بكثير - في تدريب تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وبيّنت الصحيفة أن العمليات الحسابية التي تسمح للشبكة العصبية بتحديد الأنماط في النص هي في الحقيقة مجرد عمليات ضرب، الكثير والكثير من عمليات الضرب.
وعادة ما تقوم الرقائق بضرب الأرقام التي تتناسب مع 16 بت من الذاكرة، لكن "ديب سيك" ضغطت كل رقم في 8 بتات فقط من الذاكرة، أي أنها اقتطعت عدة كسور عشرية من كل رقم.
وهذا يعني أن كل عملية حسابية كانت أقل دقة، لكن ذلك لم يكن مهمًا لأن العمليات الحسابية كانت دقيقة بما فيه الكفاية لإنتاج شبكة عصبية قوية جدًا.
وتابعت الصحيفة بأن الشركة أضافت خدعة أخرى؛ حيث اتخذ مهندسوها مسارًا مختلفًا عند ضرب الأرقام معًا بعد ضغطها، فعند تحديد إجابة كل مسألة ضرب، كانوا يقومون بتمديد الإجابة عبر 32 بت من الذاكرة، أي أنهم احتفظوا بالعديد من الكسور العشرية، مما جعل الإجابة أكثر دقة.
لقد أظهر مهندسو "ديب سيك" في ورقتهم البحثية أنهم كانوا بارعين جدًا في كتابة التعليمات البرمجية الحاسوبية المعقدة للغاية التي تخبر وحدات معالجة الرسومات بما يجب القيام به، وكانوا على مقدرة من جعل هذه الرقائق المزيدة أكثر كفاءة.
ورغم أن قليلًا من الناس يملكون هذا النوع من المهارة، لكن مختبرات الذكاء الاصطناعي الجادة لديها المهندسين الموهوبين اللازمين لمضاهاة ما قامت به "ديب سيك"، وربما يستخدم بعضهم الحيل نفسها بالفعل.
لكن من الواضح أن الكثيرين فوجئوا بعمل "ديب سيك"، وهذا لأن ما قامت به الشركة الناشئة ليس بالأمر السهل؛ فالتجارب اللازمة للتوصل إلى إنجاز كهذا تكلف ملايين الدولارات - إن لم يكن المليارات - من الطاقة الكهربائية.
وقد أشار العديد من النقاد إلى أن مبلغ الـ 6 ملايين دولار الذي أنفقته الشركة لم يغط سوى تدريب النسخة النهائية من النظام، وقال مهندسو "ديب سيك" في ورقتهم البحثية إنهم أنفقوا أموالاً إضافية على الأبحاث والتجارب قبل إجراء التدريب النهائي، ولكن الأمر نفسه ينطبق على أي مشروع متطور للذكاء الاصطناعي.
وختمت الصحيفة بأن شركة "ديب سيك" خاطرت مخاطرة أتت بثمارها، ومع مشاركة الشركة الصينية الناشئة لأساليبها مع باحثين آخرين في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن حيلها التكنولوجية ستقلل تكلفة بناء الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.